هارلو شابلي

هارلو شابلي (Harlow Shapley) (ناشفيل، ميزوري، 2 نوفمبر 188520 أكتوبر 1972) عالم فلك أمريكي، درس المجرات وأظهر أنها تنزع إلى التجمع على شكل عناقيد.

ولد في مزرعة قرب بلدة «ناشفيل»Nashville في ولاية ميسوري وكان لديه أخان أحدهم توأم «هوراس» وأخاً أصغر «جون» وأختاً أكبر ليليان، كان والده يعمل في زراعة التبن وأحياناً يدرس في مدرسة في ناشفيل، كانت أمه دائماً تشجعهم على أن يكونوا مهمين في الحياة ويصلوا إلى مراتب العلم.

عمل شابلي فترة مراهقته المتوسطة كصحفي في عدة جرائد «شانوت»، «جوبلن»، قرر شابلي وأخوه التوأم أن يوفر أموالهما للدراسة في الكلية فلا بد من اكمال الثانوية أولاً، فقد سجلا في مدرسة ثانوية «أنيقة» لكن لم تقبلهما لأنهما غير جاهزين بشكل كامل للدراسة فيها، لم يفقدا الأمل، والتحقا بمدرسة صغيرة للمذهب «البرسبيتاري» في نفس البلدة وقد درسو فيها اللاتينية. كان حلمه أن يدرس الصحافة، لكن كلية الصحافة لم تكن قد افتتحت بعد، اهتم بالإنسانيات في السنة الأولى بالجامعة وكلف نفسه للمواد الدراسية في الفيزياء والرياضيات وعلم الفلك، حيث أصبح مدرّسه في علم الفلك صديق له.

في السنة الثالثة من مرحلته الجامعية، التقى شابلي بزوجته المستقبل وكانت موهوبة بالرياضيات وحاصلة على العديد من شهادات البكالوريس:-

1-شهاددة في التربية عام 1915.

2-شهادة في الفنون عام 1911.

تدعى «مارثا بتز» والتقى فيها في درس الرياضيات.

إسهامات هارلو شابلي في مجال علم الفلك

في عام ١٥٤٣، أزالت النظرية الجديدة للعالم نيقولاوس كوبرنيكس كوكب الأرض من موقعه في مركز هذا الكون. فبدلاً من أن نقول إن الشمس والكواكب والأعداد الهائلة من النجوم تدور حول لأرض، فإن الأرض هي التي تدور الآن حول الشمس. وعلى الأرجح، فإنه بالرغم من كل هذا، لا تزال الشمس في مركز الكون. ومع ذلك، تبدو النجوم منتشرة في كل الاتجاهات.

لكن كانت هناك أدلة مبكرة على عكس النظريات المتناولة لمجرة درب التبانة. فقد أدرك معظم علماء الفلك أن هذه الحزمة من الضوء في السماء توضح أن الشمس والكواكب المحيطة بها قد تجمعت حيث تجمع مليارات النجوم، مما يطلق عليه اسم المجرة، والتي تشبه العجلة (١٧٥٠). ونظراً لظهور مجرة درب التبانة بشكل أكثر اتساعا وازدحاما في ناحية واحدة عن الناحية الأخرى، فلا بد من وجود الشمس في مكان بعيد عن مركز المجرة، وليس قريبا من قلب مجرة درب التبانة.

في عام ١٩١٨، قام عالم الفلك الأمريكي شابلي باكتشاف المزيد من الأدلة في هذا الصدد. فقام بالتركيز على عملية توزيع الكرات الكثيفة للنجوم والتي تسمى بالمجموعات الكروية. بعد ذلك، استخدم الطرق الحديثة الخاصة بالعالمة هنريتا ليفت لحساب مدى بعد هذه المجموعات الكروية عن اللمعان الظاهر لمجموعة المتغيرات الدورية بداخلها. واكتشف أن مئات من المجموعات الكروية رتبت في شكل كرة ضخمة حول مركز المجرة التي تنتمي إليها الأرض. بالطبع لم تكن هذه النجوم متمركزة على الأرض أو الشمس. أوضحت القياسات الخاصة به أننا نعيش على سطح كوكب يبعد بمسافة أكثر من نصف الطريق الممتد بين مركز مجرة درب التبانة في اتجاه الحافة.

تعتبر هذه هي الكيفية التي يتصور بها علماء الفلك مجرة درب التبانة والتي تبدو مثل أحد أنواع الألعاب النارية. يبلغ عرض المجرة حوالي ١٠٠٠٠٠ سنة ضوئية، كما يبلغ سمكها حوالي ١٠٠٠٠ سنة ضوئية في المنتصف، وتحتوي على حوالي ٤٠٠ مليون نجم في ذلك البروز النووي الموجود في مركز المجرة تماما، كما تحتوي على ٤ أو ٥ أذرع حلزونية. فإذا كانت مجرتنا "درب التبانة" في حجم أحد أطباق العشاء، فإن أقرب مجرة مصاحبة لها ستبعد بمسافة أربعة أمتار.

نجح شابلي في توفير التقديرات الأولية لحجم مجرتنا، حيث يبلغ عرضها . ٠٠٠ ٣ سنة ضوئية، وربما يبلغ ٦٠٠٠ سنة ضوئية في امنتصف باتجاه الحافة، كما أنها تبعد عن الشمس بمقدار ١٠٠٠٠ سنة ضوئية من المركز. وقد صخمت التقديرات الحديثة من هذه الأرقام بنسبة 300%، وبالرغم من كل هذا، فنحن لا نزال نعيش في "الضواحي" الخارجية لهذه المجرة.

كان شابلي قادراً على إتمام الكثير من مهام عمله؛ حيث كان لديه تليسكوب جديد وضخم مزود بمرآة يبلغ طولها ٢,٥ متر. وقد كان هذا التليسكوب أكبر بشكل ملحوظ من ذلك الذي قام بصنعه وليم بارسونز (١٨٤٧)، حيث كان ذلك التليسكوب سهل الحركة من مكان لآخر ولتوضيح مدى التقدم العلمي الذي وصلت إليه التكنولوجيا في تلك الأيام، كان قطر التليسكوب الجديد ضعف قطر أضخم تليسكوب ابتكره العالم وليم هيرشل في عام ١٧٨٩ ،كما أن قوته تبلغ أربعة أضعاف قوة هذا التليسكوب القديم. تم وضع التليسكوب الجديد في قمة مرتفع ويلسون شمال مدينة لوس أنجليس، وكان ذلك أول نوع من التليسكوبات الذي يتم وضعه بعيداً عن الأضواء والتلوث الناتجين عن المدن الكبرى. تم استخدام هذا التليسكوب للمرة الأولى في عام ١٩١٧، ولم يتم عمل تليسكوب أكبر وأفضل منه لمدة تزيد عن ٣٠ عام تقريبا.

معارضته فيليكوفسكي

اشتهر الطبيب النفسي اليهودي إيمانويل فيليكوفسكي بنظرة خاصة في علم الفلك، وكان قد أرسل لشابلي نسخة من كتيب ألفه في 1947 وقد عارضه بشدة لدرجة أنه هدد دار نشر مكميلان بمقاطعة كتبها المدرسية إن استمرت بنشر كتابه صدام العوالم فنقلت الكتاب إلى دار نشر أخرى.

انظر أيضا