نيكولا لوبلان

نيكولا لوبلان (بالفرنسية: Nicolas Leblanc) هو عالم فرنسي عاش ما بين (1742 - 1806)، وبرز في مجال الكيمياء والطب، وينسب إليه عملية لوبلان التي تمكّن من خلالها من إنتاج رماد الصودا من الملح العادي.

طريقة لوبلان

لرماد الصودا أهمية كبيرة في العديد الصناعات الأساسية مثل صناعة الزجاج والصابون و صناعة الورق وغيرهم، وكان يستحصل عليه في الماضي من مصادر طبيعية وذلك من رماد بعض النباتات الساحلية التي كان يؤتى بها من شواطئ المتوسط من إسبانيا حتى سوريا. مع نقصان الموارد وازدياد الطلب ظهرت الحاجة لتطوير عملية صناعية لإنتاج رماد الصودا.

في سنة 1783 عرض لويس السادس عشر ملك فرنسا والأكاديمية الفرنسية للعلوم جائزة مقدارها 2400 ليفر فرنسي لمن يطور طريقة لإنتاج القلي من الملح. وفي سنة 1791 تمكن نيكولا لوبلان من تقديم براءة اختراع في هذا الخصوص، وبنى مفاعله ومعمله في نفس السنة في سان دوني الذي تمكن من إنتاج 320 طن من الصودا سنوياً. إلا أنه لم يتمكن في النهاية من الحصول على الجائزة بسبب اندلاع الثورة الفرنسية.

إسهامات نيقولاس ليبلانك في تحضير الصودا من الملح

في نهاية القرن الثامن عشر، كانت هناك حاجة ماسة إلى اختراع المواد كيميائية اللازمة للأغراض الصناعية. ومن أبرز تلك المواد التي تستخدم في لأغراض الصناعية كانت القلويات التي تستخدم في صناعة الزجاج والصابون والنسيج والورق. وهناك نوعان رئيسيان من القلويات أولهما البوتاس الذي يتم حصول عليه عن طريق نقع رماد الخشب في الماء. الثاني: رماد الصودا المعروف باسم صودا الغسيل ويتم الحصول عليه بغلي عدة أنواع من الأعشاب البحرية، مثل عشب البحر الاسكتلندي والحرض الذي يوجد بجزر الكناري. لكن، لم تكن هناك وفرة في مثل هذه المصادر يالإضافة إلى الخلل في بعض معايير الجودة. وبالتالي، كانت هناك ضرورة للحصول على القلويات من مصدر وفير وبشكل مستمر.

نظرا لدخولها في الحروب مع معظم الدول الأوروبية الأخرى، لم تستطع فرنسا استيراد الصودا. ونتيجة لذلك، خصص الملك لويس السادس عشر في عام ١٧٨٣ جائزة تقدمها الأكاديمية الفرنسية للعلوم لأي شخص يستطيع تصنيع تلك المواد القلوية أو رماد الصودا بواسطة تحليل ملح البحر؛ شريطة أن تكون طريقة بسيطة وقليلة التكلفة.

كانت نقطة البداية معروفة للجميع؛ حيث قام العالم الألماني جوهان جلاوبر قبل ذلك بمدة قرن ونصف بتسخين حمض الكبريتيك مع كلوريد الصوديوم (ملح البحر) للحصول على حمض الهيدروكلوريك. وفي النهاية، استطاع الحصول على راسب أطلق عليه اسم ملح جلاوبر أو القرص الملحي (كبريتات الصوديوم). وبالتالي، اعتقد العديد من الأشخاص أن بإمكانهم استخلاص كربونات الصوديوم أو رماد الصودا من القرص الملحي، ولكن للأسف لم يستطع أحد الحصول عليها بمعايير البساطة والتكلفة التي تم تحديدها.

كلوريد الصوديوم (الملح المائي أوملح البحر) + حمض الكبريتيك (زيت الزاج) ------> كبريتات الصوديوم (ملح جلاوبر + حمض الهيدروكلوريد كبريتات الصوديوم +كربون (الفحم النبايي)+كبريتات الكالسيوم (الحجر الجيري) ------>  كربونات الصويوم (رماد الصودا) + ثاني أكسيد الكربون + كبريتيد الكلسيوم

توضح هاتان المعادلتان كيف تمكن نيقولاس ليبلانك من تحويل الملح العادي إلى رماد الصودا لاستخدامه في الأغراض الصناعية. وقد نتج من ذلك التفاعل حمض الهيدروكلوريك وكبريتيد الكالسيوم في صورة بقايا صلبة.

لم يتمكن أحد من اكتشاف هذا التفاعل سوى نيقولاس ليبلانك الذي كان يعمل طبيب في أورليان. حيث قام بالتسخين الشديد للقرص الملحي (كبريتات الصوديوم) مع الفحم النباتي (الكربون) والطباشير (كربونات الكالسيوم). وكانت النتيجة تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون وترسب كربونات الصوديوم وكبريتيد الكالسيوم. ومن الممكن التخلص من تلك الفضلات أو المخلفات بالغسيل. وبالتالي، تم حل المشكلة التي ظهرت في البداية. لذلك. قام مؤيدو ليبلانك ببناء مصنع خارج باريس ثم بدأ الإنتاج في تصنيع تلك المواد التي كانت فرنسا في أشد الحاجة إليها بسبب الحرب. لكن، لسوء الحظ لم يدم ذلك الوضع طويلاً حيث قام رجال الثورة بالاستيلاء على المصنع والسلطة بعد قيامهم بقطع رأس الملك. كم أجبروا ليبلانك على إخبارهم بسر التفاعل الذي يؤدي إلى تصنيع الصودا؛ ثم سرعان ما بدأ الإنتاج. ولكن، لم يتم تعويض ليبلانك نظير الاستيلاء على المصنع. لكنه، بمرور الوقت استطاع تشغيل المصنع مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، تم حل الأكاديمية الفرنسية للعلوم. وبالتالي لم يستطع الحصول على الجائزة أبدا. وفي النهاية، أطلق النار على رأسه عقب إفلاسه وتسرب اليأس إلى نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، تم التخلص من ذلك التفاعل الذي قدمه حيث ثبت تأثيره الضار على البيئة؛ بالإضافة إلى إنتاجه العديد من المخلفات الخطيرة. وقد حل محله طريقة صولفي لتحضير كربونات الصوديوم عام ١٨٦١ . وفي النهاية، تم تقدير ورثة ليبلانك؛ حيث قدم الملك نابليون الثالث عام ١٨٥٥ مكافأة لهم بدلا من الجائزة وحتى الآن يقف تمثال العالم ليبلانك في قلب العاصمة الفرنسية باريس.

اقرأ أيضاً