نيكولاس ستينو

نيكولاس ستينو (بالدنماركية: Niels Stense وباللاتينية: Nicolaus Steno) (1 يناير 1638 - 25 نوفمبر 1686) هو رجل دين كاثوليكي دانماركي وكان عالما رائدا في كل من التشريح والجيولوجيا.

حياته

ولد نيكولاس ستينو في كوبنهاغن في يوم رأس السنة الجديدة (تقويم جوليان) وهو ابن صائغ اللوثرية الذي كان يعمل مع كريستيان الرابع ملك الدانمارك. عاش ستينو في عزلة في طفولته.

دراسة نيقولاس ستينو لطبيعة الصخور

لقد انصرف العالم الدانمركي ستينو عن العلم بعد اعتناقه للكاثوليكية عن عمر يناهز التاسعة والعشرين. وقد قضى ستينو باقي حياته معتكفا في الكنيسة. ورغم أنه قام فقط بتأليف كتاب صغير، فإن تراثه العلمي کان حافلا بالإسهامات. بفضله، تطورت دراسة الصخور والحفريات .

كانت بداية ستينو العلمية عندما قام بدراسة الطب وعلم التشريح. وفي أثناء إقامته في مدينة فلورنسا في الستينيات من القرن السابع عشر، لاحظ ستينو التشابه الكبير بين أسنان القرش التي قام بتشريحها وبعض الحفريات الحجرية التي تم العثور عليها حديثا. كانت منه الحفريات مثيرة للجدل. وقد ذكر بعض العلماء أن هذه الحفريات قد سقطت من الصماء. وقد اعتقد آخرون أنها نمت بشكل طبيعي داخل الصخور.

أما ستينو، فقد اعتقد أن هذه الحفريات كانت على الصورة نفسها التي وجدت عليها؛ بمعنى أنها كانت أسنائا أو عظاما أو أجزاء أخرى من نباتات وحيوانات ماتت منذ وقت طويل وتحولت وتغير شكلها لتشبه الصخور. ولقد قبل قليل من الناس فقط مثل هذه الفكرة المهمة على الرغم من قيام دافنشي في عام (1517) باقتراح فكرة مشابهة لها في القرن السابق. وربما استغرق الأمر قرئا آخر من الزمان حتى يتم قبول فكرة أن هذه الحفريات ما مي إلا بقايا لكائنات عاشت في الماضي.

بدراسة طبقات الصخور التي تحتوي على مثل هذه الحفريات، ذکر ستينو أنه رأى نموذجا من الصخور التي تعكس قصة تطور الصخور. وقد ذكر أيضا أن معظم طبقات الصخور تم ترسيبها بفعل المياه تقريبا بسبب الفيضان العظيم. وبالتالي، فإن مثل هذه الطبقات من الممكن أن تكون قد نشأت منذ البداية في وضع أفقي. وإذا لم تكن هذه الطبقات قد نشأت في وضع أفقي، فستخضع لقوى خفية تقوم برفعها وطيها.

أما إذا كانت هذه الطبقات قد تراكمت فوق بعضها البعض، فإن ذلك يعني أن الطبقة العليا هي الأحدث. ومن الجدير بالذكر أن هذا القانون المعروف باسم "قانون تعاقب الطبقات من القوانين الأساسية في العلم الحديث. وهنا ورد مفهوم "التاريخ الجيولوجي" لأول مرة بشكل نسبي - إن لم يكن مطلقا. ولم يكن لدى ستينو أدنى فكرة عن المدة التي تستغرقها الصخور لتتشكل.

انتشر کتاب ستينو الذي أصدره في عام 1667 (وهو الجزء الأول من أحد الكتب الكبيرة التي لم يصدرها مطلقا) على نطاق واسع وتمت ترجمته إلى الإنجليزية. وفي ضوء هذا الكتاب، بدأ علم الجيولوجيا أولى خطواته نحو التطور وحظي ستينو بلقب مؤسس علم طبقات الأرض.