نويرة





قرية النويرة هي إحدى قرى مركز إهناسيا المدينة في محافظة بني سويف. من أقدم القرى الواقعة في نطاق الإقليم، ويذكر أن على أطراف تلك القرية دارت إحدى المعارك الشهيرة للعباسيين والسكان المحليين في ذلك الوقت. يتبع هذه القرية إدارياً بعض القرى الصغيرة عددها سبع. وقرية النويرة تقع ضمن قليم بني سويف جنوبي القاهرة بحوالي 120 كيلومترا، على مسيرة ثلاثة كيلومترات من مدينة إهناسيا، ويتبعها إدارياً سبع قرى أصغر، منها شرهى، وعزبة كساب، وقلة والمسيد، وتمام، والديابة، وغيرها من النجوع، والقريات الصغيرة. من أبرز شخصياتها القديمة العالم والأديب شهاب الدين النويري صاحب نهاية الأرب في فنون الأدب، ويعد شهاب الدين النويري عميد مؤلفى الموسوعات المصرية. وقد كان شهاب على صلة ببلاط الناصر محمد بن قلاوون في فترة خلافته الثانية والثالثة، وتقلب في عدة وظائف مالية وإدارية. ثم مل هذه الحياة الإدارية الجافة ونبذها وعكف على الدرس والمطالعة الواسعة. وخطرت له فكرة تأليف موسوعته الضخمة "نهاية الأرب في فنون الأدب" وقد إعتمد في تأليفها على مادة غزيرة من المراجع في فنون الأدب العربي. وهي موسوعة ضخمة جمعت طائفة عظيمة المواد والمعارف الأدبية والتاريخية الحافلة التي لم يجمعها من قبل ولا من بعد كتاب في الأدب العربي. وتشمل هذه الموسوعة واحد وثلاثين مجلداً ضخماً، كل مجلد يشغل جزئين وقد قسم الموسوعة إلى خمسة فنون، كل فن ينقسم إلى خمسة أقسام: يشغل الإنسان وما يتعلق به فناً، بينما تشغل السماء والفلك فناً آخر، ويشغل الحيوان الصامت فناً منها، بينما يشغل الفن الرابع النبات وما يتعلق به، وفي الفن الخامس وهو التاريخ ينقلب النويرى مؤرخاً عظيماً. وهذا الفن هو قوام هذه الموسوعة ويشغل تاريخ مصر من هذا الفن أربع مجلدات عن تاريخ الدولة الفاطمية فالأيوبية ثم تاريخ الشام والصليبيين، ثم تاريخ الدولة المملوكية حتى وفاته. من أهم شخصياتها في العصر الحديث الدكتور محمد أمين مخيمر، وهو أستاذ اللغويات التطبيقية بإحدى الجامعات السعودية، ترجم فوق سبعة عشر مؤلفا عن اللغة الإنجليزية إلى العربية، كما عمل بالتدريس في جامعة القاهرة فرع بني سويف (جامعة بني سويف حاليا) لمدة اثني عشر عاما تدرج فيها في كافة الوظائف من بداية الإعادة حتى حصوله على الدكتوراه، ومشروعاته في الترجمة كانت بالتعاون مع جهات دولية مثل اليونسكو والبنك الدولي. ومن أشهر أسرها عائلة كساب، وكانوا يملكون القرية وما حولها من القرى، وكان لهم عبيدهم الذين انقلبوا عليهم، وسرقوا أموالهم وأراضيهم بالحيلة والتدليس، وهذه الأسرة معروفة لدى أهل النويرة بالاسم والسيماء، ومن أشهر أبناء هذه الأسرة جمال محمد عباس كساب الذي استشهد في حرب التحرير 1973 وجعله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. وقد خرج من النويرة عدد لا بأس به من أساتذة الجامعة والمفكرين، والكتاب، والأطباء، مما يعد فخراً لأبنائها.