نفس

من أجل استخدامات أخرى، انظر نفس (توضيح).

النفس لغويا لها أكثر من تعريف فهي تعني الروح أو الدم أو الجسد أو الحسد، ونفس الشيء بمعنى عينه. يوجد اختلاف في الثقافات وحتى في نفس علم النفس، وقال بعض العلماء بأنها ذلك النشاط الذي يميز الكائن الحي ويسيطر على حركاته. فسرها البعض بأنها القوة الخفية التي يحيا بها الإنسان. عرفها فريق بأنها وظيفة العقل والجهاز العصبي أو محرك أوجه نشاط الإنسان المعرفية والانفعالية والسلوكية والعقلية. وهناك رأي لغوي في محيط المحيط أن كلمة نفس مذكر ومؤنث في نفس الوقت فكلمة نفس المذكرة تعني الإنسان كاملاً جسداً وروحاً أما نفس المؤنثة فهي الروح وزبدة القول هي أن النفس لم يعرف لها تعريف دقيق ما هي ولا أين توجد لا يوجد يقين عنها ولكن أرجح الظن أنها اتصال بين الجسد والروح.

الحقيقة أن لكل مدرسة في علم النفس تعريف فالسلوكية تقول أن العلم معرفة مادية فلا نستطيع أن ندرس النفس فهي تدرس النشاط الخارجي، أما التحليل النفسي فتفرض وجود مناطق وتقسيمات افتراضة كاللاوعي ورأي ميثلوجي أي أسطوري يقول أن كلمة سيكي معناها نفس في الأساطير الرومانية تعني محبوبة الإله كيوبيد وسيكي امرأة جميلة جدا كانت تكرهها فينوس إلهة الحب كانت تغار منها فبعثت ابنها كيوبيد إله الحب لتقع سيكسي في الحب مع أبشع رجل في العالم ولكنه وقع في الحب فأخذها إلى قصر منعزل حيث يزورها في الليل غير مرئي أو معروف من قبل سيكي وكان قد اشترط عليها أن لا تنظر إلى وجهه ولكنها خالفته فنظرت إليه وهو نائم فخرج من عندها بلا عودة. فطافت وراءه العالم ووجدته بعد عناء ورحلات طويلة قام جوبيتر بجعلها سرمدية خالدة رأي للدكتور مصطفى محمود في حوار مع صديقي الملحد بطبيعة الإنسان الثنائية المادية والروح المادية هي جسد الإنسان ونفسه الحيوانية والجسد يتكون من أجهزة وأعضاء وحواس وأما النفس الحيوانية فهي شريط من غرائز وعواطف انفعالات ومخاوف مسرحها الدماغ حيث الطبيعة المادية تتعرض للتغير والمرض والقياس. طبيعة روحية دائمة لا زمانية أو مكانية، تتكون من العقل والأنا والحس الأخلاقي والحس الجمالي.

ومن نافلة القول، أن قال ديكارت الفيلسوف الفرنسي أن النفس موجودة في الدماغ، بينما قال أفلاطون أن هناك ثلاثة أنفس للإنسان الشهوانية، العاقلة والمريدة وورد في القرآن الكريم ثلاثة أنفس الأمارة بالسوء واللوامة والمطمئنة، قال بعض العلماء أنها نشاط كهربي كامن تتولد في الجسم.

عبد الرحمن بدوي

في تحديد معنى النفس، وجد في تاريخ الفلسفة اتجاهان: اتجاه يحدد النفس من حيث علاقتها بالجسم، والآخر يحددها من حيث هي جوهر مستقل قائم بذاته

وفي الاتجاه الأول نجد أرسطو يحد النفس بأنها: «كمال اول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة» وهنا تثور مشكلة العلاقة بين النفس والجسم : هل كل منهما جوهر قائم بذاته، ويجتمعان معاً كجزئين من كل؟ أو النف هي الصورة الجوهرية لجسم عضوي (آلي)، وتبعاً لذلك فإما الصورة والهيولى لجوهر مركب واحد هو الكائن الحي ؟ في هذه الحالة الأخيرة، وهذارأي أرسطو، تكون الوحدة بين النفس والجسم شبيهة بالعلاقة بين الشمع والطابع المطبوع فيه» وفي هذه الحالة ايضاً، لا توجد نفس منفصلة عن جسم ، ما دامت هي صورته؛ وبالتالي هي تفنى بفناء بدنها.

أما في الاتجاه الثافي، ويمثله أفلاطون وديكارت، فإن النفس جوهر لا مادي، قادر على الوجود بنفسه مستقلا عن البدن. وفي هذه الحالة توجد النفس قبل الجسم الذي تحل فيه، و بعل انفكاك صلتها به . ومن هنا يؤكد خلودها.

واللفظ : «نفس» سواء في العربية وفي اليونانية واللاتينية وما انحدر منهما من لغات صوتية مأخوذ من التنفس، هبوب الريح فالكلمة اليونانية من الفعل tyvXCLV (يتنفس، يهب)؛ والكلمة اللاتينية المناظرة anima مأخوذة من الكلمة اليونانية $0دد€رس (= ريح). وتقال في صيغة المذكر animus بمعنى مبدأ التفكير بوصفه أسمى من ال anima التى هى مبدأ الحياة. وال animus هو أيضاً مقر الوجدانات والشجاعة. وفي العربية «الروح» قريبة من «الريح»

وهذه التفرقة بين animus,, anima قد بعثها في العصر الحاضر كارل جوستاف يونج، العالم النفساني، وأطلق anima على العنصر المؤنث، ,,animus على العنصر المذكرفي النفس العميقة التي يضعها في مقابل الشخص persona . وهو يفهم الشخص persona بالمعنى الاشتقاقي اللاتيني للكلمة أي : قناع؛ ويعرفه بأنه الطباع الخارجي للفرد وهكذا فإن ال anima وال animus يمثلان الشخصية الباطنة اللاشعورية، وهي مكملة للشخصية الخارجية .

ولما كانت النفس هي مبدأ الحياة، فإن الكاثنات المتنفسة هي الكاثنات الحية، وهذا أظهر في اللغات الأوربية حيث كلمة animal تدل على الحيوان.

وقد يميز في اللغات الأوربية بين (.âme(F أو (.Seele (G وبين esprit أو Geist، على أساس أن ال âme (عاعع5) هي مبدأ الحياة العضوية، وأن Geist) esprit) هي مبدأ التفكير العقلي أو العقل I ويفرق البعض بينهماعلى النحو التالي: *ال âme هي âme من حيث هي مرتبطة بالجسم في وجودها وفعلها، وهي esprit من حيث ن من الممكن أن تكون منذ الآن مستقلة عن الجسم في أفعالها والتمييز بين spiritus٠j anima ليس يعني شيئاً آخر غير هذا» (A. Mager ، ذكره A.Marc في كتابه «علم النفس التأملي» ج٢ ص ٢٦٤)

وإذا استقرينا الآيات القرانية التي وردت فيها الكلمة «روح» والكلمة «نفس» - وجدنا أن «الروح» تستعمل بمعنى إلهي، كها في الآيات : وأيدناه بروح القدس ه (البقرة ٨٧ ، ٢٥٣، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه6 (النساء ١٧١)؛و ينزل الملائكة بالروح من امره، (النحل ٢)،«قل الروح من أمر ربي6 (الاسراء ٨٥) ، < يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق4 (غافر ١٥)، تعرج الملائكة والروح إليه6 (المعارج ٤)، يوم يقوم الروح والملائكة صفأه (النبا ٣٨) - ففي كل هذه الآيات لروح لا تدل على الروح أو النفس الانسانية، بلعلى كيان إلهي يتنزل من اله، ويقرب من معنى الكلمة (اللوغوس)

وفي مقابل ذلك، نجد أن كلمة «نف» تدل على معنى إنساني خالص، وغالبا بمعنى ذات الانسان، ومبدأ الحيام فيه -كما في الآيات: « ثم توفى كل نف ما كسبته (البقرة ٢٨١، لا تكلف نفس إلا وسعها ه (البقره ٢٣٣)، ه وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ٠ (المائدة ٤٥)، ولا تكسب كل نفس إلا عليها ٠ (الأنعام ١٦٤)، يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ٠ (النحل ١١١)، ولهذا فإن النفس مائتة كما في الآيات: وما تدري نف بأي أرض تموت4 (لقمان ٣٤)، «كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ه (العنكبوت ٧ه).

وفي الاستعمال الاصطلاحي الفلسفي ميز بين النفس والروح، وجعلت صفة الروحية من صفات النفس في بعض لمذاهب، بينما البعض الآخر يصف النفس بأنها مادية وفي هذه 1 لحالة يعنون بالروحية حين توصف بها النفس : اللامادية فالروحية تقتضي اللامادية.

لكن العكس ليس بصحيح، اي أن اللامادية لا تقتضي بالضرورة: الروحية. فمثلا العلاقات بين الأشياء هي لا مادية، لكنها ليست روحية: مثل العلاقة بين العلة والمعلول، العلاقة بين الوسيلة والغاية.

وتتميز النفس بخاصيتين أساسيتين هما: 1 لروحية، والجوهرية؛ ولكن من الصعب التوفيق بين كلتا الصفتين، لأننا في العادة ننظر إلى الجوهر في المقام الأول على أنه مادي.

ويمكن تعريف الروحية بأنها: صفة الموجود الذي وجوده وأفعاله مستقلة استقلالاً جوهرياً عن المادة.

انظر أيضًا