نزهون


هي نزهون بنت القلاعي الغرناطية. 550هـ - 1155م. شاعرة أندلسية مجيدة. كانت تساجل الرجال وتجادلهم. اشتهر شعرها بقوته وعدم تورعها عن استخدام الألفاظ الفاحشة والخادشة للحياء وهو ما يعرف باسم الشعر المكشوف.

نشأتها

نزهون بنت القلاعي شاعرة أندلسية عاشت في أوائل القرن الثاني عشر في مدينة غرناطة في عصر ازدهرت فيه العلوم في الأندلس وعم البلد الرخاء فكثرت فيه مجالس الطرب والترف وندوات الصخب والغناء والمجون. لا يعرف الكثير عن نسب ونشأة نزهون الغرناطية إلا ما عرف في ذلك الوقت من الازدهار والتحرر من حال الأندلس وحال الشاعرات الأندلسيات في زمانها.

كانت نزهون ذات جمال فائق, خفيفة الروح, سريعة البديهة, كثيرة النوادر, بارعة في الأدب, حافظة للأشعار مع معرفة بضرب الأمثال, نابغة في قول الشعر, إلا أنها كانت ماجنة, بلا احتشام ولا عفة, وشعرها وجداني أكثره في الغزل والهجاء.

شعرها

قرأت نزهون على أبي بكر المخزومي الأعمى (541هـ) وتأثرت به وبطريقته. كانت بينها وبين ابن قزمان منافرة ومجادلات لا تخلو من سلاظة اللسان ولم تتورع فيها عن استخدام الألفاظ الفاحشة ردا عليه أو على من يسيء لها غيره.

أمثلة من شعرها

من شعرها تخاطب أستاذها الأعمى المخزومي بهجاء فيه إقذاع فتقول:

قل للوضيع مقالا يتلى إلى يوم يحشر

خلقت أعمى ولكن تهيم في كل أعور

جازيت شعرا بشعر إني لعمري أشعر

إن كنت في الخلق أنثى فإن شعري مذكر

من نوادر نزهون الغرناطية جاء الشاعر ابن قزمان ليناظر نزهون الغرناطية وكان يرتدي رداءً واسعا أصفر اللون فلما رأته قالت: "إن ابن قزمان كبقرة بني إسرائيل صفراء فاقع لونها ولكن لا تسر الناظرين"

وقال في المغرب: من أهل المائة الخامسة ذكرها الحجاري في المسهب، ووصفها: بخفة الروح، وانطباع النادرة، والحلاوة، وحفظ الشعر، والمعرفة بتصريف الأمثال مع جمال فائق وحسن رائق. وكان الوزير أبو بكر بن سعيد أولع الناس بمحاضرتها ومذاكرتها ومراسلتها، فكتب إليها مرة هذين البيتين:

يا من له ألف خل... من عاشق وصديق

أراك خليت للنا... س منزلاً في الطريق

فأجابته:

حللت أبا بكر محلاً منعته... سواك وهل غير الحبيب له صدري؟

وإن كان لي كم من حبيب فإنما... يقدم أهل الحق فضل أبي بكر

ولما قال فيها الأعمى المخزومي:

على وجه نزهون من الحسن مسحة... وتحت الثياب العار أو كان باديا

قواصد نزهون توارك غيرها... ومن قصد البحر استقل السواقيا

قالت:

إن كان ما قلت حقاً... من نقض عهد كريم

فصار ذكرى ذميماً... يعزى إلى كل لوم

وصرت أقبح شيء... في صورة المخزوم

وقال لها بعض الثقلاء:

على من أكل معك خمسمائة سوط فقالت:

وذى شقوة لما رآني رأى له... تمنيه أن يصلى معي جاحم الضرب

فقلت: كلها هنيئاً وإنما... خلقت إلى لمس المطارف والشرب

ودخل الكندي الشاعر على المخزومي وهي تقرأ عليه، فقالت: أجز يا أستاذ:

لو كنت تبصر من تكلمه.. فأنعم وأطال الفكر، فما وجد شيئاً!!. فقالت:

لغدوت أخرس من خلاخله

البدر يطلع في أزرته... والغصن يمرح في غلائله