ميشيل دي مونتين
ميشيل دي مونتين (بالفرنسية: Michel de Montaigne) (28 فبراير 1533-13 سبتمبر 1592) أحد أكثر الكتاب الفرنسيين تأثيرًا في عصر النهضة الفرنسي. رائد المقالة الحديثة في أوروبا. وكان يقلد اليونانيين والكلاسيكيين في عادتهم في رصف الحكم والأمثال في ثوب مسجوع، وتأثر كثيراً بكتابات أرسطو، ولكنه تفرد بأسلوبه المرسل، وظهرت شخصيته بوضوح.
يشتهر ميشيل دي مونتين بمقالاته التي نُشرت في ثلاث مجلدات، ودرس الكثير من الادب اليوناني واللاتيني القديم، وشاء أن يفكر مشاهير زمانه في النسج على منوال بعض أبطال اليونان وروما في حياتهم. وكان من رجال حاشية الملك شارل التاسع ملك فرنسا ردحاً من الزمن.
كانت كتاباته الأولى خلاصة لفترة من العزلة فرضها مونتين على نفسه ليعيش حياة يرف عليها الهدوء وتخصبها القراءة. وكانت هذه الخلاصة انعكاسًا لعدة عوامل أثرت في هذه التجربة الذاتية لمونتين : كثقافته وعزلته وتأملاته وعنايته بالأدب عنايته بمشكلات عصره الفكرية والاجتماعية، فتداخلت هذه العوامل وظهر انعكاسها عندما بدأ مونتين الكتابة عام 1571.
مرت كتابات مونتين بمراحل تأثر فيها ببعض التيارات الأدبية إلى أن وصل مرحلة التطور التي أبدع فيها هذا الفن الجديد من الكتابة، أي فن المقالة، فكان له فضل الريادة فيه، حيث كانت سنة 1580 هي سنةَ ميلاد المقالة على يد مونتين بعد ما يقارب عشر سنوات، حيث جمع ما كتب في هذه السنوات وعدته أربع وتسعون مقالة، ونشرها في جزئين سماها محاولات، وكان في هذه المحاولات مغلّبًا للعنصر الشخصي على العناصر التي ترفده من قراءاته المختلفة، وكانت حديثًا عن تجاربه الخاصة مدعَّمًا ببعض الأقوال المأثورة والحكم التي تأتي دون قصد، وكانت فيضا من التأملات العميقة والتجارب الشخصية الصادقة؛ ولهذا عدَّ مونتين رائدًا لفن المقالة بعامة، ولنوع من أنواعها وهي المقالة الذاتية بخاصة، وبهذا نشأت نشأة ذاتية.
انظر أيضًا
مونتاني
اخلاقي فرنسي شهير وكاتب متاز .
ولد في قصر مونتاني Montaigne ( ويقع بين بوردو وبريجيه ) في٢٨ فبراير سنة ١٥٣٣ وينحدر أبوه ، بييرايقيم Eyquem سرة من التجار فيبوردوأثرواثرا٠كببراًواشتروا اقطاعية Seigneurie مونتاني مع لقب نبالتها. أما أمه ، انطوانيت دي لوب ( لوبث ) فتنحدر من اسرة -هودية اسبانية تحولت إلى الكاثوليكية منذ وقت طويل ، وكان منها فروع في أنتورب ( بلجيكا ) وأسبانيا . أما اخوه تومادي بورجار -Tho mas de Beauregard وأخته حنه فقد تحولاً إلى البروتستنتية ؛ وبنت أخيه ( أو أخته )حنه دي ليستوناك -Jeanne de Leston nac ( ١٥٥٦ - ١٦٤٠) فترهبت وصارت رئيسة دير للراهبات ، وقد قننتها ( أو طوبتها) الكنيسة في سنة ١٩٤٩ أما صاحبنا ميشيل فاستمر كاثوليكياً مثل أبويه *
وقد عني ابوه بتربيته عناية فائقة ، فوفر له مدرساً المانياً لا يعرف الفرنسية علمه اللاتينية حتى صار يتكلمها مثل لغته الأصلية الفرنسية , وفي سن السادسة ارسل به إلى كوليج دي جويين Guyenne في مدينة بوردو حيث كان يدرس فيها
علمان من أعلام النزعة الانسانية هما جورج بوكانن .G
1.وبعد ذلك درس. A. de Muret ودي موريه Buchannan
القانون ، ربما في تولوز، من سنة ١٥٤٦ إلى سنة ١٥٥٠ ؛ وفي سنة ١٥٥٧ اصبح مستشاراً في يرلمان ( محكمة ) بوردو . والمستشار conseiller هو المحامي في ذلك الوقت . وهناك تعرف إلى Etienne de la Bòetie - وكان محاميا هو الآخر، فانعقدت بينهما صداقة حميمة وصفها بحرارة في أحدى مقالاته وعنوانها : « في الصداقة» . وتوفي لا بوئسي في سنة ١٥٦٣ فتأثر مونتاني لذلك تأثراً بالغاً ، وتولى نشر مؤلفات صديقه الراحل ، وذلك في سنة ١٥٧١ .
وفي سنة ١٥٦٩ نشر ترجمته لكتاب : I اللاهوت الطبيعي » تأليف ريموند سيبوند Raimond Sebond او Sabund (المتوفى سنة ١٤٣٢) بتكليف من والده .
وفي سنة ١٥٦٨ توفي أبوه . وفي سنة ١٥٧٠ استقال من منصبه الرسمي . وفي سنة ١٥٧١ اقام في قصر مونتاني . وبداً سنة ١٥٧٢ في كتابة مؤلفه الذي خلد به ذكره ، « المقاات ه Essais ، واستمر يكتب حتى وفاته ٠
ومنحه هنري دي نافار لقب سيد لغرفته في سنة ١٥٧٧ . وقام بالوساطة بينه وبين البلاط الملكي ، ورشحه لهذه المهمة كونه كاثوليكيا معتدا ومتساعحا .
ومن سبتمبر سنة ١٥٨٠ حتى نوفمبر سنة ١٥٨١ قام برحلة طويلة في المانيا وايطاليا وصفها في كتاب بعنوان : JJ يوميات رحلة Journal du voyage a.
وصار عمدة لمدينة بوردو من سنة ١٥٨١ إلى سنة ١٥٨٥، وكان أبوه قد شغل هذا المنصب من قبل .
ولما كان في باريس في سنة ١٥٨٨ للإشراف على طبع لل المقالات a طبعة جديدة ، قبض عليه رجال العصابة Ligueurs متهمين إيام بأنه عميل لهنري دي نافار، لكن أفرج عنه بعد أن قضى ساعات قليلة في سجن الباستيل .
وفي السنوات الأخيرة من حياته نعم بصحبة ماريه دي جورنيه Marie de Gournay (١٥٦٥ -١٦٤٥ ) التى تبناها عل انها ابنت مصاهرة، fille d’alliance ، وهي التي أشرفت على نشر مؤلفاته بعد وفاته ودافعت عن ذكراه , وتوفى مونتاني كاثوليكياً مؤمناً في ١٢ سبتمبر سنة ١٥٩٢
٤٨٨
مونتسكيو
مونتاني من رجال الكتاب الواحد L أي الذين اشتهروا بكتاب واحد ، هو(( المقالات )1 Essais . وقد ظهرت الطبعة الأولى منه في بوردو سنة ١٥٨٠، وأعيد طبعها مع تصحيحات في سنة ١٥٨٢ ، وتحتوي على الكتابين الأول والثافي . وطبع طبعة ثالثة في باريس سنة ١٥٨٨ تحتوي عل كتاب ثالث ، حرره بين سنة ١٥٨٦ وسنة ١٥٨٨ تقرباً ، مع اضافة كثير من العبارات في داخل نص الكتابين الأول والثاني . وبين سنة ١٥٨٨ وسنة ١٥٩٢ أضاف مونتاني عدة اضافات جديدة على هامش نسخته ( طبعة سنة ١٥٨٨ )، فقامت ، بعد وفاته ، ماريه دي جورنيه وبيير دي ررالئ Pierre de Brack بإعداد طبعة جديدة مع استعمال هذه الاضافات ، ونشراطبعة جديدة في سنة ١٥٩٥ أي بعد وفاة مونتاني بثلاث سنوات . وصارت هذه الطبعة ، بكل اغلاطها ، اساساً لكل الطبعات التالية حتى سنة ١٩٠٠ ٠ ولا تزال نسخة مونتاني هذه التي سجل فيها هذه الاضافات موجودة في مكتبة بلدية بوردو، وتسمى نسخة بوردو، وقد استعملها استعمالا غير
ل في نشرته سنة. A, Naigeon واف بعض الناشرين مثل
١٨٠٢ . لكنها لم تستغل استغلالاً نفدياً وافيا إلآ في النشرة البلدية التي ظهرت من سنة ١٩٠٦ إلى سنة ١٩٣٣ ، وصارت هذه الطبعة، المنسوبة إلى بلدية بوردو، هي الطبعة النقدية
F. Strowski. F. Gelin, P. المعتمدة ، وقد قام بتحقيقها
لاعاا٧1 وتقع في خمسمجلدات. - و« لمقالات» ( والأدق أن تسمى : «محاولات» لأنه ٠حاول فيها أن يبدي آراءه .وأحكامه ) تتألف من مائة وسبعة فصول ، تختلف من حيث الطول : فبعضها يقع في صفحة أو صفحتين ، وبعضها مسهب جدا مثل <ا دفاع ريموند سيبوند ا) ، وفيه دفاع مجيد عن نزعة الشك ، وكان له تأثير بالغ جداً في كثير من المفكرين والفلاسفة مثلا جسندي L وبيكون ، وديكا رت .
وفيها يتجل بكل وضوح موقف مونتاني الفكري ، وهو الشك ٠ لقد استعرض مذاهب الفلاسفة القدماء L فوجد في النهاية أن أحراها بالقبول هو مذه الفورونيين ، أتباع فورون مؤسس مدرسة الشك في اليونان ، ذلك لأن الفورونيين ( الشكاك ) هم الذين كثفوا عن حقيقة الإنمان وبينه أن الانسان عاجز ، خاو ، ضعيف