ميراثية

الميراثية أو الحكم الموروث (بالإنجليزية: patrimonialism) (وتلفظ: باتريمونالية)؛ هو شكل من أشكال السيطرة السياسية والحكم تتدفق فيه كل صور السلطة عبر الحاكم. هذه الأنظمة في الغالب ما تكون أوتوقراطية أو أوليغاركية. الأنظمة الملكية الوراثية وأشكال مماثلة من الحكم هي انعكاس للأبوية على مجموعة أوسع من العلاقات الاجتماعية، وبالتالي الميراثية تعني التعامل مع الدولة كامتداد طبيعي للعائلة.

غياب الدولة العقلانية والقانونية والبيروقراطية أيضا، هي أكبر معوقات التحديث والتطوير في الرأسمالية الحديثة. مع أطوار التحديث التي تمر بها المجتمعات، الأشكال البيروقراطية التقليدية للحكومة تمهد الطريق لنشوء البيروقراطية الرأسمالية كمبدأ رئيسي لشكل الحكومة ووسيلة الحكم. التخلص من الميراثية وفقا لفرانسيس فوكوياما، نقطة التحول الأكثر أهمية في التطور السياسي للمجتمعات.

وصف ماكس فيبر للميراثية

قام ماكس فيبر بوصف الميراثية فى كتابه الاقتصاد والمجتمع، الصادر عام 1922، وعرفها بأنها شكل من أشكال الهيمنة التقليدية، بدايتها من هياكل الأسرة ولا سيما من سلطة الآباء. وفى هذا النظام تنهض السلطة على القوة الشخصية والبيروقراطية التى تمارسها عائلة ملكية، فتكون بذلك تحكمية من الناحية الرسمية، وتخضع لسيطرة الحاكم مباشرة. ويعنى هذا المعيار الأخير أن السيطرة تتحقق بواسطة جهاز سياسى مكون من العبيد، أو المرتزقة، أو المجندين تجنيداً إلزامياً أو غيرهم من الجماعات (ولكن ليس طبقة أرستقراطية تقليدية من ملاك الأراضى) التى ليست لها قاعدة مستقلة من القوة. ومن خلال التحكم فى وسائل القوة بهذه الطريقة يكون بمقدور الحاكم الوارث لحكمه أن يعبر عن رضاه الشخصى على حساب القيود المفروضة تقليدياً على ممارسة السلطة. وحينما تبلغ حريات وسلطات الحاكم بالوراثة مداها، نجد السلطة الموروثة تتحول إلى ما أسماه فيبر "السلطنة" Sultanism، وقد أشار إلى عدد من المجتمعات التقليدية الإفريقية والشرقية كنماذج لبيروقراطيات الحكم الموروث (وبين أن الامبراطورية الصينية تمثل نموذجاً واضحاً لها)، وأشار إلى أن تلك النظم تتسم بعدم الاستقرار النسبى، حيث أنها تشجع على حدوث انقلابات القصور بوصفها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن السخط. وفى رأى فيبر أن عدم وجود الدولة ذات الوضع القانونى الرشيد، وكذلك عدم وجود البيروقراطية، يمثل عقبة كأداء فى وجه تطور الراسمالية (الغربية) الحديثة.