موسيقى الدولة الرومانية

عن حضارة الإمبراطورية الرومانية قد قامت على الحروب والفتوحات وهي بذلك كانت تعتمد على الماديات أما في حياتها الروحية والفنية فقد كانت عالة على الحضارة اليونانية في الموسيقى والشعر والتمثيل والنحت والتصوير ومنها استمدت الأساس والنظريات والسمات التي تقوم عليها تلك الفنون وأن كان قد ظهر لها طابع خاص في بعض الفنون فأنها لم تقوى على أحدها على أن يكون لها ابتكار جديد يجعل لها فيه شخصية مستقلة بارزة. وبذلك ورث الرومان عن اليونان موسيقاهم وألحانهم وقواعدها وآلاتها وان كانوا قد عجزوا عن المحافظة على المستوى الفني الذي بلغه اليونان, نظراً لأنهم كانوا شعب غير موسيقي الطبع كما نزلت الموسيقى عندهم عن مستوى الموسيقى في اليونان فلم تعد أداة للتربية والتهذيب بل أصبحت لمجرد اللهو والتسلية فلم يعد الشعراء يلحنون أغانيهم بل كانوا يعمدون إلى الموسيقيين المحترفين ليقوموا لهم بذلك, كما أصبحت الدراما اللاتينية خالية من تراتيل الجماعات واقتصرت على فرديات أي مونولوجات غنائية يقوم بتأديتها مغني واحد تصحبه آلة المزمار

الآلات الموسيقية

عرف الرومان الأنواع الثلاثة من الآلات:-

1)    الآلات الوترية:- الكنارة وتلك الآلة رغم انتشارها في الممالك القديمة وكونها آلة محبوبة لديهم إلا أنها عند الرومان كانت قليلة الاستعمال نادرة التداول وذلك لكونها آلة دقيقة ضعيفة الصوت بينما كانت الخطوة الأولى عند الرومان لآلات النفخ فهم شعب محارب يحتاج إلى هذا لنوع من الآلات في سير الجيوش وتنظيم خطاها ووسيلة لنقل التعليمات والأوامر والإشارات الحربية.

2)    آلات النفخ:- * البوق أو النفير:- ومنه نوعين نوع مستقيم يشبه البوق المصري القديم ونوع ملتوي على شكل قرن الحيوان وهو كبير الحجم . بداية بفم العازف مروراً تحت إبطه الأيسر ثم يعلو رأسه من الخلف وتستعمل هذه الآلة بنوعيها في المعسكرات وأثناء الحروب. *المزمار المزدوج:-  وهو من آلات الممالك القديمة والتي استعارها الرومان منهم وهو يستخدم لديهم في مصاحبة الغناء تماماً كما في الممالك الأخرى

3)    الآلات الإيقاعية.

التأليف والبحث الموسيقي

كان الرومان لا يعنون بالموسيقى عناية اليونان بها إلا انه في نهاية الممالك القديمة ظهر منهم علماء بالقرن الرابع ومؤلفون اشتهرت مصنفاتهم الموسيقية وأوسع هؤلاء العلماء شهرة هو (بوثيوس) فقد صنف في التأليف الموسيقي خمسة كتب يرجع إليها الفضل في الكشف عن أسرار الموسيقى اليونانية القديمة. وكذلك معاصره (كاسيودوروس) بوصفه دائرة معارف واسعة فيها الكثير من المسائل الموسيقية. وقد بلغ من أهمية هذان المصنفات للعالمين الرومانيين أن أصبحت مراجع هامة عن الموسيقى لعلماء العصور الوسطى ثم الحديثة.