تهجير الشركس
العديد من مسلمي الشعوب الأصلية لشمال غربي القوقاز أجبروا على النفي في نهاية حرب القوقاز من قبل روسيا الفائزة في الحرب. التهجير بدأ قبل نهاية الحرب في 1864 وأكملت في السبعينيات من ذلك القرن، مع أن العملية تقريباً اكتملت في 1867. ضمت عمليات التهجير بشكل أساسي الشركس (أو الأديغة بلغتهم)، الوبخ، الأباظة الأبخاز. عرفوا بعد إذن باسم مهاجر، والعملية التهجير.
هذه العملية أتمت على عدد غير معروف من الناس، على الأغلب مئات الآلاف. الروس أشاروا إليهم باسم الجبليين وقصدهم بذلك هو سكان الجبل. فام الجيش الروسي بتجميع العالم، ونقلهم من قراهم إلى مرافئ البحر الأسود، حيث انتظروا سفناْ أرسلتها جارتهم الإمبراطورية العثمانية. وكان هدف الروس طرد الجماعات المعنية من أراضيهم. أعطيوا الخيار: إما أن يسكنوا في الإمبراطورية العثمانية أو السكن في روسيا بعيداً عن أرضهم القديمة. وعدد قليل قبل السكن في الإمبراطورية الروسية.
عدد غير معروف من مئات الآلاف أبعدوا أثناء العملية. بعضهم مات من الأوبئة بين أحشاد الراحلين خلال انتظار الرحيل وخلال النزوح في موانئ الإمبراطورية العثمانية. بعضهم مات بسبب غرق السفن التي تحمل الراحلين أثناء العواصف. شعبان اثنان من شعوب القوقاز المسلمة وهم القراشاي البلقار لم يتم ترحيلهم. تبعاً للأرقام الحكومة الروسية في ذلك الوقت، حوالي 90 بالمئة من الشعوب المتضررة تم ترحيلهم.
الطرد
بعد استسلام الإمام شامل (الشيشان وداغستان) عام 1859، حرب روسيا لغزو القوقاز تقلصت لتهاجم فقط سيركاسيا. متبوع باحتلال الإمبراطورية الروسية لشمال القوقاز، قامت روسيا بتنفيذ سياسة طرد الشركس من أراضي أجدادهم. كان الجنرال نيكولاي ييفدوكيموف أول من ظهر بفكرة إعادة توطين الجبليين من القوقاز الغربي في الإمبراطورية العثمانية. كتب أن "إعادة توطين الجبليين المستعصيين عن الحل" في تركيا الطريقة الأسهل لإنهاء حرب القوقاز، في حين يعطي الحرية لهؤلاء الذين "يفضلون الموت على الولاء للحكومة الروسية". في حين أن قرار القيصرية كان مراعياً لإمكانية استخدام تركيا المهاجرين كقوة مهاجمة ضد السكان المسيحيين أثناء الحرب التركية الروسية. خطة إعادة توطين الشركس قبلت في النهاية أثناء عقد اجتماع لقادة القوقاز الروس في أكتوبر 1860 في فلاديكافكاز وقررت رسمياً في 10 أيار 1862 من قبل القيصر ألكسندر الثاني.
أرسل العثمانيين مبعوثين، بما في ذلك رجال ملا الذين دعوا إلى ترك دار الكفر والانتقال إلى دار الإسلام. أمل العثمانيين في زيادة عدد السكان المسلمين في مناطق من الإمبراطورية التي تحوي أشخاص ليسوا من أصل تركي. "الجبليين" تمت دعوتهم للذهاب إلى تركيا حيث الحكومة العثمانية تقبل بهم بحرارة وحياتهم ستصبح أفضل بكثير. ورجال ملا والقادة المحليين فضلوا إعادة التوطين، لأنهم شعروا بأن الإدارة الروسية تضطهدهم، وحذروا شعبهم بأن إذا أرادوا الحصول على الجنسية الروسية، عليهم تغيير دينهم إلى المسيحية.بالإضافة إلى ذلك، الزعماء المحليين كانوا حريصين على الحفاظ على امتيازاتهم القديمة وحقوق الإقطاعية التي كانت قد ألغيت في جميع أنحاء الإمبراطورية الروسية من قبل إصلاح التحرر عام 1861. روسيا فرضت التجنيد الإجباري الذي كان أحد العوامل الذي أخاف هؤلاء السكان، مع أنهم لن يخضعوا أبداً لأي مشروع عسكري.
شملت الشعوب التي انتقلت إلى تركيا: الأديغة، الوبخ، الأبخاز المسلمين (خاصة جماعة سادز). بالإضافة إلى أعداد قليلة من مسلمو: الأوسيتيين، الإنغوش، الشيشانيون، الليزجين القراشاي. بعد الحرب التركية الروسية 1877 - 1878، تنازلت الإمبراطورية العثمانية لروسيا المقاطعات الجورجية المسلمة (أجاريا، غوريا السفلى، وفي جنوب القوقاز لازيستان. عندئذ أصبح الآلاف من الجورجيون المسلمين مهاجرين (أغلبية الجورجيين معتنقين للدين المسيحي)؛ كما هاجر شعب اللاز المسلمين.
إعادة التوطين
تم تعيين لجان خاصة من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية لخفض معدلات الوفيات و"إجراء فحص لمعرفة حاجيات المهاجرين"، لمنع السفن من امتلاءها فوق الحد الزائد، لإقامة مزادات مربحة للممتلكات ذات الأهمية، وتأمين الطعام والكساء للعائلات الأفقر، الذين يتم نقلهم من دون رسوم من أي نوع. من جهة أخرى، السلطات العثمانية فشلت في مساعدة الواصلين حديثاً، حيث كانوا يسكنون في مناطق الجبال القاسية في الأناضول وكانوا يعملون في وظائف مرهقة.
ابن شامل محمد شافي روع من الظروف التي واجهت المهاجرين عند وصولهم إلى الأناضول وذهب ليحقق في الحادثة: "أنا سأكتب لعبد المجيد أنه يجب أن يكف عن خداع الجبليين... سخرية الحكومة التركية لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً، حيث قبلوا إعادة التوطين، من تصريحاتهم، على الأغلب ليستخدموا اللاجئين لأغراض عسكرية، ولكن بعد مواجهة سيول من اللاجئين، أحسوا بالخجل لأنهم حكموا على هؤلاء القوم بالموت البطيء حيث كانوا مستعدين للموت من أجل مجد تركيا".
خلال سنة 1864، حوالي 220,000 مهاجر نزلوا في الأناضول. بين 6 مارس و21 مايو 1864، شعب الوبخ بكامله غادر القوقاز من أجل تركيا. عند نهاية إعادة التوطين، أكثر من 400,000 شركسي، و200,000 أبخازي وأجري، ذهبوا إلى تركيا. واستخدم تعبير شركس (بالتركية: Çerkes) عليهم، لأن غالبيتهم كانت من الأديغة.
أدى طرد السكان إلى خلو رقع واسعة من السكان في غرب القفقاس. الحكومة القيصرية كانت قلقة من التدهور الاقتصادي في المنطقة التي في عام 1867 منعت الهجرة إلا في حالات استثنائية. مع ذلك فإن الكثير من الأسر عندما ذهبت لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة بقيت مع أقاربها في تركيا، مثلما كانت السفارة الروسية في اسطنبول تقدم تقاريرها.
إعادة الهجرة
بعد الفترة القصيرة التي قضاها الشركس بتركيا، الكثير منهم رفعوا عرائض للسفارة الروسية باسطنبول تعبر عن حقهم بالعودة إلى القفقاس. عند نهاية القرن، القنصليات الروسية في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية غرقت بهذه العرائض. تبعاً لتقدير واحد، %70 من كل من هاجر قبل 1862 سمح لهم بالعودة لوطنهم في غرب القوقاز. لاحقاً، إعادة الهجرة نجحت على نطاق محدود، حيث جماعات من سكان القرى السابقين (ما يصل إلى 8500 نسمة) قدموا بطلب للحصول على إعادة الهجرة بشكل جماعي وتغيير مكان عيشهم شكل صعوبات هائلة للسلطات الإمبراطورية. الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني شك بأن بريطانيا وتركيا وجها الشركس لإعادتهم بهدف إشعال حرب جديدة ضد خصومهم الروس. نتيجة لذلك، كان يعرف بإنكاره لتلك العرائض.
النتائج
عملية إعادة التوطين شكلت مشقة كبيرة لأغلب الناس. عدد كبير توفي بسبب الجوع — الكثير من الأتراك من أصل شركسي اليوم لا يأكلون السمك في ذكرى أعداد هائلة أهلهم الذين خسروهم عند عبور البحر الأسود.
بعض المستوطنين جرى أمرهم بشكل جيد ووصلوا لمناصب عالية في الإمبراطورية العثمانية. كان هناك عدد كبير من المهاجرين سابقاً بين الأتراك الشباب.
كل المواطنين في في تركيا يعتبرون أتراك لأغراض رسمية. مع ذلك، هناك بضع مئات من القرى تعتبر 'شركسية' بشكل صاف، مع تقديرات بأن عدد السكان 'الشركس' يصل تقريباً إلى مليون نسمة، مع أن ليش هناك بيانات رسمية في هذا الصدد، والتقديرات مبنية على استطلاعات غبر رسمية.
جنباً إلى جنب مع طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مجموعات معينة بدأت تلقى الاهتمام بناء على عرقهم وثقافتهم.
صادف هذه الأقليات العرقية حظ أفضل في البلدان العربية التي كونت من بقايا الإمبراطورية العثمانية ووضعت تحت الانتداب البريطاني. الجيش العربي، أسس في شرق الأردن تحت تأثير العميل البريطاني توماس إدوارد لورنس واحتوى على فرقة عسكرية أعضاؤها شيشانيون — لأن البدو كانوا مترددين في الخدمة تحت قيادة مركزية. بالإضافة، مدينة عمان الجديدة ولدت بعد استيطان الشركس هناك عام 1887.
مسألة الإبادة الجماعية
تصريح الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين الذي صدر في مايو 1994 بأن مقاومة القيصرية كانت مشروعة، ولكنه لم يعترف بـ"ذنب الحكومة القيصرية في الإبادة الجماعية. في 1997 و1998، أرسل قادة قبردينو - بلقاريا وأديغيا نداءات لمجلس الدوما لإعادة النظر في الوضع وإصدار الاعتذار المحتاج إليه؛ حتى الآن، لم يصدر أي جواب من موسكو. في أكتوبر 2006، منظمات الجمهور الأديغية في روسيا، تركيا، الأراضي المحتلة، الأردن، سوريا، الولايات المتحدة، بلجيكا، كندا وألمانيا أرسلت إلى رئيس البرلمان الأوروبي رسالة للاعتراف بالإبادة الجماعية التي حصلت ضد الشعب الأديغي.
رغم عدم وجود الاستمرارية القانونية بين الامبراطورية الروسية والاتحاد الروسي المعاصر، ومفهوم الإبادة الجماعية اعتمد في القانون الدولي في القرن العشرين، في 5 يوليو 2005 الكونغرس الشركسي، منظمة تجمع بين ممثلي الشعوب الشركسية المختلفة في الاتحاد الروسي، دعت موسكو أولاً للاعتراف بمسألة الإبادة وثانياً للاعتذار من سياسة القيصرية التي يقول الشركس أنها أدت للإبادة. أشار التماسهم إلى أن "تبعاً لوثائق القيصرية أن حوالي أكثر من 400,000 شركسي قتلوا و 497,000 أجبروا على الرحيل لتركيا وفقط 80,000 بقى في وطنهم". ومنذ ذلك الحين الحركة تناضل من أجل الاعتراف بمسألة الإبادة الجماعية للشركس.
المرجع
http://en.wikipedia.org/wiki/Muhajir_(Caucasus)
be-x-old:Генацыд чаркесаў Ethnic Cleansing of Circassians]] es:Muhayir (Cáucaso) he:גלות הצ'רקסים ru:Черкесский день траура tr:Çerkes Sürgünü uk:Геноцид черкеського народу