منظم
المنظم (بالإنجليزية: Enterpriser أو Entrepreneur)، في علم الاقتصاد هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتحمل مخاطر الأنتاج، فيكسب الربح في حالة نجاح المشروع ويتحمل الخسارة في حالة فشله، والمنظم يفترق عن الرأسمالي في أن هذا الأخير يمد المشروع برأس المال ويجب أن ترد إليه الأموال مضافا إليها الفائدة سواء ربح المشروع أم خسر.
ويفترق المنظم عن الأجير في إن هذا يتقاضى أجرا ثابتا بغض النظر عن الربح والخسارة.
وقد يجمع المنظم صفتين من هذه الصفات أو جميعها في نفس الوقت. فقد يكون المنظم هو الرأسمالي ، وقد يكون هو الأجير، أو هو المنظم والأجير والرأسمالي، كما في حالة إذا أمتلك الأجير أسهما في شركة مساهمة.
لمحة عامة
هناك على الأقل أربعة معان مختلفة لهذا المصطلح، لإ تتداخل مع بعضها البعض إلا جزئياً فقط. فعلى المستوى الأساسى يعرف المنظم بأنه الشخص الذى يملك ويدير مشروعاً، قد لا يكون بالضرورة مشروعاً جديداً أو صغيراً أو نامياً أو ناجحاً. أما علماء الاقتصاد فيعرفون المنظم (أو رب العمل)، بأنه ذلك الشخص الذى يخاطر برأس المال وببعض الموارد الأخرى أملاً فى الحصول على عائد مادي مجز، أو هو الشخص المتخصص فى اتخاذ القرارات العادلة المتصلة باستخدام وتتسيق الموارد النادرة. فالتعريف هنا يؤكد على عنصر المخاطرة المحسوبة عند اتخاذ القرار. أما علماء الاجتماع فيعرفون المنظم بأنه الشخص المبدع المجدد فى مجال المشروعات الاقتصادية، وذلك فى مقابل صاحب العمل التقليدى، أو الرأسمالى، أو المدير المحترف الذى يكون فى عمله أكثر امتثالا للإجراءات والوسائل والأهداف المستقرة المتعارف عليها. وترجع أصول هذا المفهوم إلى جوزيف شومبيتر الذى عرف المنظمين بأنهم أولئك الأفراد الذين يبتكرون وينفذون علاقات ارتباط جديدة بين وسائل الإنتاج. وقد وصف شومبيتر وظيفتهم تلك بأنها ذات أهمية حيوية للتنمية الاقتصادية، وذلك فى كتابه المعنون: نظرية التنمية الاقتصادية، الصادر عام 1934). وأخيراً فإن هذا المصطلح قد يستخدم أحياناً بشكل فضفاض للإشارة إلى الشخص الذى يملك أو ينشئ مشروعاً جديداً، وصغيراً، ونامياً، وناجحاً، أو إلى الشخص الذى يؤسس مشروعاً صغيراً، أو يغير وضعه من مستخدم إلى صاحب عمل لحسابه الخاص، حتى ولو لم ينطوى عمله هذا على أى درجة من الابتكار، أو أى قدر من الاستثمار الرأسمالى.
هذا وقد شهد عقد الثمانينيات تطوير مفهوم "المنظم المستخدم" Inntrepreneur، ويقصد بهم الأفراد الذين قد يعملون كفريق، أو بشكل منفرد، مع احتفاظهم بوظائفهم داخل المؤسسة أو الشركة التى يعملون بها، ولكنهم يضطلعون بمسئولية الإبداع فيما يتصل يتحسين الأداء، أو تطوير المنتج، أو إعادة تقسيم أو تجميع الأنشطة التى تؤدى داخل المؤسسة، وذلك كله على أمل الحصول على عائد مالى إضافى للشخص نفسه، مقابل الإتجازات الناجمة أو العمليات المربحة التى ابتكروها. وهذه الفئة تقترب - فى بعض أوضاعها المتطرفة - من المستخدمين الذين يعتمدون فى دخلهم اعتمادا أساسيا على المكافآت، والعمولات، أو غير ذلك من أنواع الأجور التشجيعية، كالعاملين فى أقسام المبيعات مثلاً.
وتركز النظريات المتصلة بسلوك المنظمين على الأهمية النسبية للسمات الشخصية، والهامشية الاجتماعية، والموقف الحرفي من العمل، ومصادر رأس المال الذى تتم المخاطرة به، والبيئة الاقتصادية، والمؤسسات التى تتصل بنشاط أولئك المنظمين. ونلاحظ أن نظريات النمو الاقتصادى لا تبدى اهتماماً يذكر بموضوع المنظمين. أما اهتمام علم الاجتماع بالمنظمين فقد تراجع بانتظام مع ظهور الرأسمالية الاحتكارية، ونشأة المؤسسة الاقتصادية الحديثة. ومع ذلك فقد اضطلع عالم الاجتماع الاقتصادى الأمريكى رونالد بيرت بإجراء عدد من الدراسات لموضوعات الحسد والفرص الممتاحة للمنظمين فى ظل ظروق المنافسة، وخاصة باستخدام مفاهيم مشتقة من بحوث الشبكات الاجتماعية. (انظر مؤلفه بعنوان: الأرباح المشتركة والتدعيم البنائى، الصادر عام 1983)، وكذلك كتابه: العدوى الاجتماعية والتجديد، الصادر عام 1988).