مكانة مكة عند المسلمين




مكانة مكة المكرمة عن المسلمين كانت مكة أحب البقاع إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)، قال الترمذي : هذا حديث صحيح. وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لولا الهجرة لسكنت مكة . إني لم أر السماء قط أقرب إلى الأرض منها بمكة، ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة ".

ومن الفضائل التي اختص الله بها مكة اختيارها مولدا لرسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ومبعثا له وجعلها مناسك لعباده، أوجب عليهم الإتيان إليها من كل فج عميق، ودخول الناس إليها خاشعين ضارعين كاشفي رءوسهم، متجردين من لباس أهل الدنيا، وكونها قبلة لأهل الأرض جميعا، يتوجهون إليها في صلواتهم، ودخول محبتها قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض. فيها الكعبة المشرفة وبئر زمزم، ومقام إبراهيم، وحجر إسماعيل والصفا والمروة .

البلد الحرام : من أعظم ما اختص الله به مكة من الفضائل أنه جعلها حرما آمنا. قال تعالى: سورة القصص الآية 57 أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . القصص: 57. فقد جعل الله لبيته حرما آمنا بحدود معلومة متوارثة من زمن إبراهيم ، " << 314 >> " وهذا الحرم الآمن هو مكة، ذلك الموقع الذي حده الله لخليله إبراهيم ليبني وسطه بيته المعظم. قال تعالى: سورة النمل الآية 91 إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ النمل: 91. وهذا الحرم الآمن لا يسفك فيه دمن ولا تعضد (تقطع) به شجرة، ولا ينفر له صيد، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته للتمليك بل للتعريف.

حرصت قريش على إقرار الأمن وتوفيره في مكة بكاملها كأمر لازم لحرمة البيت نفسه، الذي جعله الله ملاذا للناس وأمنا، وجعلت هذا الأمن يشمل كل شيء حتى الوحش والطير والنبات. كما سنت الأشهر الحرم وهي: رجب وذو القعدة، ذو الحجة، المحرم؛ لتمكين الناس من القدوم إلى مكة للحج والاتجار. وكانت مكة أكبر أسواق العرب: عكاظ ومجنة وذي المجاز .

يحرم اصطياد الصيد متى دخل الحاج حدود الحرم تحريما قاطعا لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 95 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ . المائدة 95.

مكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مكة والمدينة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون"