معركة نزيب


وقعت معركة نزيب يوم ٢٤ يونيو ١٨٣٩م بين مصر والدولة العثمانية إبان عهد محمد علي باشا، وانتصر فيها الجيش المصري والذي كان تحت قيادة القائد إبراهيم باشا على الجيش العثماني الذي دمر بالكامل بقيادة حافظ عثمان باشا الذي عين سر عسكر الجيوش المتجمعة في سيواس بأرمينية بعد موت رشيد باشا أسير حيث تقدم إلي ولايات الشام بكل سرعة فتقدم إليها في أوائل 1255 هـ. الموافق سنة 1839 م. و عبر نهر الفرات عند مدينة بلاجيق في إبريل من السنة المذكورة حيث التقي الجيشان بعد عدة مناورات بالقرب من بلدة تدعي نزيب في 11 ربيع الثاني 1255 (24 يونيو سنة 1839) وفاز المصريون بالنصر و تقهقر الجيش العثماني تاركا في أيدي المصريين 166 مدفعا و 20.000 بندقية و غيرها من الذخائر و المؤن و قد كان يوما مشهودا .

الرؤية السياسية والاستراتيجية

تعكس هذه الحرب حالة الانشقاق التي ضربت وحدة الدولة العثمانية مع مصر أكبر ولاياتها خلال القرن التاسع عشر، والنابعة من وهن الدولة العثمانية والفارق في التطور مع ما أحدثه محمد علي في مصر مدنياً واقتصادياً وعسكرياً. وكانت الرؤية السياسية بعيدة المدى التي امتاز بها محمد علي باشا عاملاً هاماً في نشأة الخلاف مع الخليفة العثماني الذي أعلن صراحة كرهه لمحمد علي. استغل محمد علي باشا حالة الترهل الشديدة التي كانت عليها الدولة العثمانية، وأيضاً حالة الانقسام الواضحة بين القوى الأوروبية وبعضها البعض واختلال نظرية التوازنات السياسية الإقليمية والدولية. كما دل هذا الانتصار على التخطيط الاستراتيجي الناجح وتفوق القائد إبراهيم باشا على نظيره العثماني والمعزز بخبرات عسكرية من أوروبا للمساعدة، بالإضافة إلى مهارته في القتال بجيشه على أراضي مختلفة، وتضاريس مجهولة، وتحت ظروف جوية معقدة. هذا لم يكن محض المصادفة، فقد نمت مهارة القائد إبراهيم باشا ودرايته عبر خوضه معارك وفتوحات عديدة في كل من السودان والحجاز ونجد وفلسطين وسوريا وحرب المورة في اليونان.

التدخل الأوروبي

تفكك الإمبراطورية العثمانية أدى إلى تدخل بعض القوى في أوروبا لاحداث التوازن الإقليمي المرجو للقارة وللحفاظ على الكيان المترهل للدولة العثمانية، وأيضاً لعدم المساهمة في نشأة الخلافة الإسلامية العربية ولدحض أهداف محمد علي، ولذا قامتا كل من المملكة المتحدة والإمبراطورية النمساوية بالتدخل لصالح الامبراطورية العثمانية لحفظها من خلال إرسالهم لقوات وأسطول بحري عبر المتوسط لقطع الطريق بين مصر من جهة ومواقع البحرية السورية والجيش المصري من جهة أخرى ونجحت في ذلك في نهاية المطاف واضطر إبراهيم باشا إلى العودة إلى مصر في شباط/فبراير ١٨٤١م. يبقى أن نذكر أن الجيش المصري نجح في الانتصار من قبل بقيادة إبراهيم باشا على العثمانيين في معركة كوتاهيه والتقدم في تركيا حتى مدينة قونية الحالية، وكان القائد إبراهيم باشا قد أصر على والده محمد علي باشا في المواصلة حتى الآستانة -إسطنبول- وبالتالي لإسقاط الخلافة العثمانية، ويدلل بعض المؤرخين على أنه كان قادراً على ذلك، إلا أن تردد محمد علي واسهابه في الحسابات السياسية والمفاضلة مع أوروبا أدى إلى ضياع الفرصة على ولده إبراهيم ونشأة الخلاف بينهما.

المراجع

  1. د/ محمد عبدالستار البدري (٢٠٠٨) المواجهة المصرية الأوروبية في عهد محمد علي، دار الشروق، مصر.

arz:معركة نزيب bg:Битка при Незиб Battle of Nezib]] pl:Bitwa pod Nisibis ru:Битва при Незибе tr:Nizip Muharebesi