المساءلة
المساءلة أو المحاسبة مفهوم أخلاقي يحمل معاني عدة. وعادة ما يستخدم هذا المصطلح بشكل مترادف مع مفاهيم من قبيل المسؤولية عن الأفعال، المسؤولية تلقي اللوم والمحاسبة والمصطلحات الأخرى المشتركة معها في المعنى مع توقع توضيح السلوك. وكجانب من جوانب الحكم، كان هذا المصطلح محور النقاشات المتعلقة بالمشاكل في كلا القطاعين الخاص والعام. المحاسبة في الاصل تشتمل كلاً من توقع أو افتراض توضيح السلوك. وأول من أعلن عن دراسة تبرير السلوك في علم الاجتماع كان كلاً من مارفن سكوت وستانفورد لايمان في مقالتهما المشتركة التي نشرت عام 1968 تحت عنوان "محاسبات Accounts" وهذا رغم إمكان تتبع اصل المصطلح إلى جي.إل. أوستن في مقالته المعنونة "مناشدة لتقبل الاعذار" التي نشرها عام 1956 والتي استخدم فيها اختلاق الأعذار من ضمن الأمثلة على أفعال الكلام.
توسع المثقفون المهتمون بالاتصال في أعماله من خلال تفحص الاستخدامات الإستراتيجية للأعذار والتبريرات والحجج والاعتذارات والأشكال الأخرى لتصرف الافراد والمؤسسات في توضيح السلوك. أما فيليب تيتلوك وزملاؤه فقد استخدموا أساليب مصممة للاختيار لاستكشاف الكيفية التي يتصرف وفقها الأفراد وفق مختلف السيناريوهات والمواقف التي تتطلب منهم توضيح سلوكهم. وفي السياسة وخصوصاً في أنظمة الديمقراطية التمثيلية تعد المحاسبة عاملاً مهماً لضمان نظام حكم جيد. وتختلف المحاسبة عن الشفافية في كون الأولى تختص بالسرد السلبي بعد إتخاذ القرار أو القيام بالفعل، بينما الشفافية تتيح إمكانية ذلك السرد قبل أو خلال إتخاذ القرار أو القيام بالفعل. المحاسبة تحد من المدى الذي يمكن فيه للممثلين المُنتَخَبين أو من يشغلون المناصب من الانحراف عمداً عن مسؤولياتهم النظرية وبالتالي وقوع الفساد. إن هدف المحاسبة يدخل أحياناً في حالات شد مع هدف القيادة. فقد تكون لمجموع الناخبين أهداف قصيرة المدى قد تتعارض مع المصالح بعيدة المدى.