مذنب إنكي
مذنب إنكي (Enky-Comet) هو ذلك المذنب قصير الدورة الذي اكتشفه بيير ميشان في 26 نوفمبر عام 1818 بمدينة مرسيليا, وقد سمي هذا المذنب باسم إنكي نسبة إلى العالم يوهان إنكي الذي حسب لأول مرة مداره بدقة ووجد أن له زمن دوران قدره ثلاث سنوات و115 يوم، وهذا المذنب الذي يمكن مشاهدته فقط في المنظار يتميز بأن زمن دورته يقصر باستمرا وبغير نظام، يمكن تعليل ذلك بالمادة التي تنبعث من الجانب المواجه للشمس إذا افترضنا أن تركيب نواة المذنب تخضع لنموذج «ويبل» وأن هذه النواة تدور، ومن كثرة ما شوهد هذا المذنب فإنه يعتبر أكثر المذنبات التي تم مشاهدتها، فقد شوهد في 47 اقتراباً من الشمس.
عودةظهورمذنب إنك
إن أكثر المذنبات شهرة هو بالطبع مذنب هالي الذي سمي بهذا الاسم نسبة لعالم الفلك الإنجليزي أدموند هالي الذي تنبأ في عام ١٧٠٥ بعودة هذا المذنب في عام ١٧٥٩ - (وهو ما حدث بالفعل). لم يتم تحديد مذنب آخر يتكرر ظهوره إلا بعد ذلك التوقيت بأكثر من قرن. تم اكتشاف المذنبات الأخرى التي تبدو أحيانا مرة واحدة ولا تعاود الظهور مرتين. بحث عالم الفلك الألماني المنهجي جوهان إنك بين بيانات تم جمعها لعدة أعوام ليوضح أن ظهور المذنبات في الأعوام ١٧٨٦ وه ١٧٩ و١٨٠٦ و١٨١٨ هو ظهور لمذنب واحد. وتنبأ بعودة ظهوره مرة أخرى في عام ١٨٢٢، وبالفعل حدث ذلك. يأتي المذنب إنك كل ٣ أعوام تقريبا. ولا يأخذ الصورة نفسها التي يبدو عليها مذنب هالي والذي يعد المذنب الوحيد المضيء الذي يمكن للفرد أن يراه مرتين فقط في حياته.
بعد ذلك وفي خلال القرن نفسه، أدرك عالم الفلك الإيطالي جيوفاني شياباريلي (الذي حظي اسمه بمزيد من الشهرة في عام ١٨٧٧ في أثناء اقتراب كوكب المريخ) أن كل مذنب يمر يترك أثراً له عبارة عن أجزاء من الصخر والغبار التي تكون ساخنة بفعل حرارة الشمس. لذا، فإنه كل مرة أو مرتين في السنة، بينما يمر كوكب الأرض بأثر هذا الحطام، يتم جرف البعض وسحبه في اتجاه كوكب الأرض حيثما يحترق في الغلاف الجوي للأرض وكأنه انهمار نيزكي. وهكذا، فإن كل انهمار نيزكي يستمر لعدة أيام هو بقايا أحد المذنبات.
يحتوي هذا الانهمار أحيانا على كتل كبيرة تساعد في بقاء الممر الناري وتصل إلى الأرض في صورة نيازك. يجد الكثيرون صعوبة في قبول أن هذه النيازك لها أصول تختلف بل وتبعد كثيراً عن كوكب الأرض وغلافه الجوي وخاصة عندما تسقط المئات منها في آن واحد كما حدث وتجمعت في بقعة واحدة في عام ١٨٠٣ بفرنسا.
لكن، الشيء المذهل هو الاكتشاف الذي تم التوصل إليه على يد الكيميائي السويدي جونس برزيليوس في عام ١٨٣٤ والذي مفاده أن كل نيزك على الأقل يحتوي على مواد كيميائية مشابهة لتلك التي يمكن الحصول عليها داخل أجسام الكائنات الحية على الأرض، مما أدى إلى إثارة التساؤل الآتي: هل من الممكن أن توجد حياة في مكان آخر في الكون؟ فكر أحد العلماء من أصحاب العقول الخيالية مثل الفيزيائي الإنجليزي طومسون (١٨٤٦) مليا في احتمالية أن الحياة بدأت على الأرض في صورة "صخرة مغطاة بالطحالب والتي تحطمت من الجبال الموجودة في عالم آخر" وهو الأمر الذي أدلى به إلى إحدى الجمعيات الشهيرة في عام ١٨٨٩ . لم تفقد هذه الرؤية التي تشير إلى أن أصل تكون الحياة على الأرض يرجع إلى الكائنات الحية الدقيقة والمركبات البيوكيميائية استحسانها لدى البعض.