محمد يوسف مقلد
محمد يوسف مقلد
شاعر عاملي من جنوب لبنان.
ولادته وسيرته
ولد في تبنين (جبل عامل) سنة 1913 م.
تلقى مبادئ القراءة والكتابة على الشيخ أحمد بري في بلدته، وبعدها انتسب إلى المدرسة الرسمية ولكن ظروفه العائلية لم تسمح له بمتابعة الدراسة.
بعد تركه المدرسة عاش فقيرا، فساعد أبوه في رعي الماشية، وبعدها ذهب إلى بيروت للعمل.
سعيا وراء المال باع أبوه كرم التين ليؤمن له نفقات السفر، فهاجر سنة 1937 م إلى السنغال والمغرب وموريتانيا، وسجن في إحدى السجون الإفريقية، وعاد بعد سنين كما ذهب.
وقد وصف هذه الرحلة بالأبيات التالية:
ركبت مع صحبي متون البحار * من بعد ما صلى أبي (واستخار)
نزحت عن داري غيرها * وبعت (كرم التين) داني الثمار
فيا خيام التين هل رجعة * إليك يوما بعد شط المزار
حيث الصبايا من بعيد المدى * يحملن للظمآن فيك الجرار
يا خيمة (المسطاح) في التين * سلام من وراء البحار
نشاطه الأدبي والشعري
• ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية العاملية.
• عمل بعد عودته من المهجر بالصحافة في بيروت ودمشق.
• نشر سلسسلة من المقالات والدراسات كان أهمها سلسلة مقالات عن ابنة بلدته الأديبة زينب فواز.
• كما كان له سلسلة مقالات أخرى عن عرب (موريتانيا) وأدبهم وشعرهم بعد أن عرفهم عن كثب أيام اقامته في السنغال. وقد جمعت هذه المقالات في كتابين منفصلين هما : "موريتانيا الحديثة" و" شعراء موريتانيا القدماء والمحدثون"
• أصدر ديوانا شعريا أسماه "الأنسام".
• أصدر ديوانا أسماه " الحمامة الأسيرة" تحدّث فيه عن معاناته في سجن أفريقيا.
• ينسب إليه كتاب "العرب البيضان في إفريقيا السودان"
• في أواخر حياته سخّر شعره لمدح بعض السياسيين ولعل ذلك كان منه لقلة ذات اليد.
وفاته
توفي ببيروت سنة 1965 م.
شعره
قال يصف رقصة " الدبكة " العاملية:
" مجوز " ينشد الحنان إلى النفس * و" شبابة " تهز المشاعر
حلقات تدور محورها " الدقاق " * كدور الرحى وفن ساحر
وحماس يهيب في أنفس الحشد * ويذكي الغرام في كل ثائر
بين جذب إلى الوراء ودفع * شائق تبلغ القلوب الحناجر
بشر القرية الوديعة بالعرس * فان الأعراس خير البشائر
وافرش الدرب للصبايا ورودا * فالصبايا روح الشباب الناضر
ونسيم الصبا وعرف الخزامى * هن والشعر في ضمير الشاعر
كم تراهن آيبات عن (العين) * كسرب من الحمام الطائر
سابلات الشعور مثل الأفاعي * عاقدات على الجرار الخناصر
تلك في صدرها ترجرج نهدين * وذي خلفها تدلي الضفائر
عمر " الدبكة " الرشيقة وانظر * فالحواشي لكل غاو " شاطر "
لهي الأنس مذ تنادوا إليها * لم يحل للرقاد طرف ساهر
وقال وهو في مهجره يحن إلى بلاده:
يا نسمة الصبح أطوي البعد وانطلقي * إلى بلادي وطوفي في روابيها
خفي إليها بتهيامي مبكرة * قبل الشروق وحيي سفح واديها
هيا فهذا جناحي يستحر جوى * طيري به ثم رفي في مغانيها
طيري فعندي لها في كل جارحة * حب يصورها شعرا ويحليها
ويستعيد إلى ذهني مباهجها * حلما لذيذا كاني في لياليها
فان توغلت في جناتها فهبي * روحي إذا أبت عطرا من أقاحيها
وإن عطفت على أنغام أنهرها * فأسمعيني نشيدا من شواطيها
وان نزلت خيام التين فاصطحبي * قلبي الذي قد عصاني باقيا فيها
وقال بعد تغربه في السنغال:
ابعد البين هل لي أن اؤوبا * وانظر فيك يا وطني الحبيبا
بلادي جنة الدنيا واني * أحب لأجلها الريح (الجنوبا)
الأهل نسمة منها لقلبي * تكون إذا دعا الداعي طبيبا
لئن كنا هجرناها فأنا * تركنا في مرابعها القلوبا
تركنا النهر يجري سلسبيلا * تركنا الروض والغصن الرطيبا
تركنا غيضة الوادي تركنا * ربيعا في روابيها خصيبا
وعينا مثل عين الديك صفوا * تعانق جدولا جذلا طروبا
تصف على حوافيها الصبايا * جرارا ما شكت يوما نضوبا
وقال يصف حياته في السنغال:
أتهديني على الرأي الوجيه * لأنجو فيه من سود الوجوه
رأيت العيش في (السنغال) ضربا * من الكدح الذي لا خير فيه
إذا سلمت حياتك من بلاء * فلست بسالم مما يليه
يسبك لست تمتلك اعتراضا * ترد به على القذف السفيه
يؤم كمن يريد شراء شيء * وما هو في الحقيقة مشتريه
ولكن نية ظهرت وأخفت * وراء القصد أمرا يبتغيه
وهبك شكوت أمرك للفرنسي * لينصف، يزدريك ويزدريه
أيا وطن العبيد! فقدت فيك الهنا * والأنس والهزل البديهي
نأى عن أرضك اللطفاء طرا * كأنك عندهم صحراء تيه
ألا نفي يعجل في رحيلي * ويرجع بالغريب إلى ذويه
فلي وطن وإن هو لم يصني * بروحي لو دعاني أفتديه
وقال عندما ركب الباخرة من بيروت متجهة به إلى مهجره سنة 1937:
تشق عباب اليم واليم زاخر * وتدفع عنها الموج والموج لاطم
هموم بقلبي هون الله جمة * أبيت أعانيها وثغري باسم
فما راعني يوم النوى غير موقف على (البور) إذ كانت تلوح (المحارم)
وصلات خارجية
ترجمة محمد يوسف مقلّد في معجم البابطين
المصادر
مستدركات أعيان الشيعة – السيد حسن الأمين – الجزء الأول.