محمد باقر الحكيم
محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي (8 تموز 1939 - 29 آب 2003) هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم المرجع الديني الشيعي الكبير.وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والتي تعد من قوى المعارضة العراقية التي عملت ضد النظام العراقي السابق، يعد من أبرز القادة الشيعة في العراق. ولد عام 1939 م في النجف. اغتيل في 29 آب 2003 أثر عملية تفجير سيارة مفخخة في النجف بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة. وراح ضحية ذلك التفجير ما يقارب من 83 شخص. وقد تبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عملية الاغتيال..
نشاطه العلمي
مارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية، فدرس كفاية الاصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف، كما مارس التدريس منذ عام 1964م في كلية اصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن، وفي جامعة الامام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الاصول.
كما اشترك مع محمد باقر الصدر في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا) وقد وصفه الامام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بـ "العضد المفدى".
في إيران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي المعارض لنظام صدام حسين، فانه أولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته السياسية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه، كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في إيران، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الإسلامي.
حتى عودته إلى العراق، كان يرأس المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو هيئة أمناء جماعة المذاهب الإسلامية، كما كان يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لاهل البيت "ع" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت "ع"، وصدرت له كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الابحاث والكراسات، واهم كتبه المطبوعة:
- دور اهل البيت "ع" في بناء الجماعة الصالحة "جزءان".
- تفسير سورة الحمد.
- القصص القرآني.
- علوم القرآن.
- الهدف من نزول القرآن.
- الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
- الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين.
- المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
- ثورة الامام الحسين "ع".
- المرجعية الصالحة.
- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
- الامامة في النظرية الإسلامية.
- حوارات 1 و 2.
- تفسير عدد من سور القرآن المجيد، وغيره من الابحاث العلمية المتنوعة.
نشاطه السياسي
ابدى السيد محمد باقر الحكيم اهتماماً مبكراً بأحوال المسلمين وأوضاعهم، ولذلك فكان من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وقد كرَّسَ جهده ووقته في مرجعية والده الامام الحكيم فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، وتحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم إلى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد اسس هذه البعثة لاول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
مثّلَ والده الامام الأكبر الفقيه المرجع السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965م، وكذلك في المؤتمر الإسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الامام الحكيم وبين النظام الحاكم آنذاك في بغداد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد الحكيم والده الامام الحكيم وادار اعماله، حتى انتقل المرجع الأعلى إلى جوار ربّه الكريم في 27 ربيع الآخر سنة 1390هـ.
الاعتقالات
تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل الدولة في بغداد فقد اعتقل أول مرة عام 1972م، ثم اطلق سراحه. في عام 1977 تم اعتقاله مرة ثانية بسبب دوره في مواجهات صفر، وحكم بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة، وتم إطلاق سراحه بعد توسط السید حسین الکلیدار الی النظام کونه أحد وجوه النجف فی ذلک الوقت في 17 تموز 1978م، لكنه منع من السفر ووضع تحت المراقبة السرّية.
هجرته
هاجر من العراق بعد وفاة آية الله السيد محمد باقر الصدر في أوائل شهر نيسان عام 1980م، وذلك في تموز من السنة نفسها.قبل أشهر من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.
نشاطه في خارج العراق
منذ أول هجرته من العراق سعى لتصعيد العمل المعارض ضد النظام العراقي آن ذاك وقد قام بخطوات كبيرة في هذا المجال، اسفرت عن زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بعدما كان قد اسس من قبل الامام الخميني والذي انيط زعامته للسيد محمود الهاشمي. الا بعد قدوم السيد محمد باقر الحكيم وتكريما لال الحكيم عزي زعامة المجلس الأعلى للسيد محمد باقر الحكيم. انتخب رئيساً للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ عام 1986 إلى اغتياله.
كما اهتم بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الخيري، فأسس "مؤسسة الشهيد الصدر" والمؤسسات الصحية، ثم المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، ومنظمات حقوق الإنسان في العراق المنتشرة في ارجاء العالم. على الصعيد الإنساني أيضاً شجّع انصاره على تأسيس لجان الاغاثة الإنسانية للشيعه المتضررين من نظام الحكم، والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة وعوائل القتلى والمعتقلين، حيث تقدم هذه المؤسسات سنوياً المبالغ الطائلة رعاية لهم. على الصعيد الثقافي اسس مؤسسة دار الحكمة التي تقوم بتخريج طلبة العلوم الدينية للمذهب الشيعي واصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية، وكذلك اسس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث، وهي كلها مؤسسات يقوم سماحته بالاشراف عليها وتوجيهها والانفاق عليها من اجل خدمة قضايا المسلمين الشيعة في العراق.
قالوا عنه
كان السيد محمد باقر الحكيم قد درس مبكرا عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي لقبه العضد المفدى
العودة إلى العراق
عاد إلى العراق في 10/5/2003 على رأس قوات فيلق بدر بعد مفاهمات مع الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمرمقابل ان يتصدى للمقازمه العراقيه و العمليات العسكريه ضد المحتل الامريكي وقد حظي الحكيم لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الاشرف واستقر في مدينة النجف الاشرف في 12/5/2003 وبعد وصوله باسابيع قليلة اقام صلاة الجمعة في صحن امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ورغم كثرة مشاغله فقد واظب على امامته لها. وكان يدعوا إلى مقاومة سلمية للاحتلال، ويعارض المقاومة العسكرية التي كانت تستهدف الاحتلال والعراقيين الذين دخلوا في العملية السياسية علما انه اول من ايد العمليات العسكريه داخل العراق في عهد الرئيس صدام حسين.حيث أوكل، أثناء وجوده في العراق، لأخيه عبد العزيز الحكيم مهمة النشاط السياسي المباشر وتمثيل المجلس الأعلى في مجلس الحكم العراقي المؤقت.وقد قال في صحيفة العدالة التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. "منهج القوة لا يعتمد إلا بعد استنفاد كافة الأساليب السلمية والكلمة الطيبة والحوار والمنطق وهو ما لم يستنفد بعد.. وعلينا بذل الجهود المشروعة ذات الطابع السلمي لإنهاء الاحتلال".
اغتياله
في يوم الجمعة الأول من رجب 1424 هـ إغتيل بأنفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري بعد أداء صلاة الجمعة.. وادى الحادث إلى مقتل وجرح المئات من المصلين وزوار الامام علي رضي الله عنه. وقد تبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عملية الاغتيال بعد شهر واحد حيث اصدر زعيم تنظيم القاعدة وقتها أبو مصعب الزرقاوي شريط يتبنى فيه العملية، كما قيل ان جهات شيعية تسعى إلى السيطرة على الصحن الحيدري علاقة باغتياله ،كما قيل ان القوات الأمريكية كانت وراء هذا التفجير.
شهيد المحراب
وهو اللقب الذي لقب به بعد مقتله،
ردود فعل عقب اغتياله
في العراق أدان أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم العراقي عملية اغتيال السيد الحكيم، وقال في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية: "هذا حادث إرهابي ندينه بأشد درجات الإدانة. الحكيم كان زعيماً مناضلاً وقضى زهرة شبابه في قتال صدام حسين من جانبه استنكر الشيخ عبد الواحد الأعظمي، إمام جامع عثمان بن عفان في بغداد العملية وقال "علماء السنة تلقوا نبأ التفجير والاغتيال بالاستياء والاستهجان والغضب، وهم يحملون قوات الاحتلال مسئولية الانفلات الأمني الذي يهدد العراق بالفوضى والدمار"
أيضا أدان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهو أعلى هيئة دينية للشيعة في لبنان- بشدة عملية الاغتيال ووصف التفجير الذي استهدف السيد الحكيم في النجف بأنه "مجزرة إرهابية انتهكت حرمة وقدسية" ضريح الإمام علي (عليه السلام).
من جهة آخرى ندد وزير الإعلام اللبناني ميشيل سماحة بالحادثة ووصفها بأنها "إرهابية" وتأتي "في سياق سياسة الفوضى الشاملة التي تنفذها كل مراكز القرار المتطرفة في العراق والشرق الأوسط". في عمان أدان وزير الإعلام الأردني نبيل الشريف الاغتيال مؤكدا أنه يستهدف إعاقة الجهود الدولية المبذولة من أجل تحقيق الاستقرار السياسي في العراق.
في روما استنكر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الهجوم وقال في ختام محادثات مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إن "هذا الاعتداء لن يكون من شأنه سوى تعزيز الكفاح ضد الإرهاب" مقدما تعازيه لأقارب الضحايا.
مصادر
- السيرة الذاتية - موقع الشهيد محمد باقر الحكيم
- بي بي سي - اون لاين
- إسلام اون لاين
- الوكالة الشيعية للانباء
de:Muhammad Baqir al-Hakim Mohammad Baqir al-Hakim]] fa:سید محمدباقر حکیم ja:ムハンマド・バーキル・ハキーム ko:모하마드 바키르 알하킴 pt:Mohamed Baqir al-Hakim th:มุฮัมมัด บากิร อัลฮะกีม