نيكولا مالبرانش

(بالتحويل من مالبرانش)

ينتمي نيكولا مالبرانش (بالفرنسية: Nicolas Malebranche)‏ إلى جمعية الأوراتوار (6 أغسطس 1638 -13 أكتوبر 1715) وهو كاهن وأوراتواري وفيلسوف عقلاني فرنسي. سعى في أعماله إلى تجميع فكر القديس أغسطينوس وديكارت، من أجل إظهار الدور الفعال لله في كل جانب من جوانب العالم. يشتهر مالبرانش بمذاهبه وهي الرؤية في الله، والسببية، والأنطولوجيا.

السيرة الشخصية

النشأة

ولد مالبرانش في باريس عام 1638 وهو الطفل الأصغر لنيكولا مالبرانش، أمين سر الملك لويس الثالث عشر الفرنسي، وكاترين دي لوزون، شقيقة جان دي لوزون، حاكم فرنسا الجديدة. تلقى مالبرانش تعليمه الابتدائي من مدرس خاص بسبب تشوه في عموده الفقري. غادر منزله في سن السادسة عشرة لمتابعة مقرر الفلسفة في كلية دو لا ماركي، ثم درس اللاهوت في كلية السوربون، وكلتاهما من جامعة باريس. في النهاية غادر السوربون، بعد أن رفض السكولاستية، ودخل أوراتوار في عام 1660. كرس نفسه للتاريخ الكنسي واللغويات والكتاب المقدس وأعمال القديس أغسطينوس. رُسِم مالبرانش كاهنًا في عام 1664. في عام 1664، قرأ مالبرانش لأول مرة مقالة ديكارت رسالة عن الإنسان، وهي سرد لعلم وظائف الأعضاء في جسم الإنسان. أورد كاتب سيرة مالبرانش، الأب إيف أندريه، أن مالبرانش تأثر بكتاب ديكارت لأنه سمح له بمشاهدة العالم الطبيعي دون سكولاستية أرسطية. قضى مالبرانش عقده التالي يدرس النظام الديكارتي.

أعماله الفلسفية

نشر مالبرانش مجلدين من أعماله الفلسفية الأولى والأكثر شمولاً في عامي 1674-1675، بعنوان البحث عن الحقيقة. عالج فيه طبيعة العقل البشري وكيفية استخدامه لتجنب الخطأ في العلوم، ووضع الكتاب الأساس لسمعة مالبرانش وأفكاره الفلسفية. تناول الكتاب أسباب الخطأ البشري وكيفية تجنب مثل هذه الأخطاء. الأهم من ذلك ناقش في كتابه الثالث الإيضاحات، الذي دافع فيه عن الادعاء بأن الأفكار التي نتصور من خلالها الأشياء موجودة في الله. هاجم الأب سيمون فوشير البحث عن الحقيقية حتى قبل نشر المجلد الثاني، وكان الناقد الأول لمالبرانش. أجاب مالبرانش في مقدمة قصيرة أضيفت إلى المجلد الثاني، في الإصدار الثالث عام 1678، أضاف تسلسلًا من سبعة عشر توضيحًا في نهاية الكتاب. كان رد الفعل على هذه التوضيحات مزيدًا من الانتقادات، لكنهم وسعوا أيضًا الحجج الأصلية وطوروها بطرق جديدة. على سبيل المثال: في التوضيح العاشر قدم مالبرانش نظريته عن «التمديد الواضح»، وهي فكرة واحدة متعلقة بالنموذج الأصلي للتمديد والتي يمكن من خلالها حل الأفكار لأنواع معينة من الأجسام بشكل مشترك. في حالات أخرى، ركز مالبرانش على العلاقة السببية، ولا سيما زعمه أن الله يتصرف في معظم الأحيان من خلال «إرادة عامة» ونادراً ما يتصرف، كحالة المعجزات، من خلال «إرادة خاصة».

توسع مالبرانش في هذه النقطة الأخيرة عام 1680 عندما نشر كتاب الطبيعة والنعمة. أوضح هنا أن عمومية القوانين التي ينظم بها الله سلوكه لا تقتصر على نشاطه في العالم الطبيعي فحسب، بل تنطبق أيضًا على نعمته على البشر. هُوجم الكتاب من قبل زميله الفيلسوف الديكارتي، أنطوان أرنولد، وعلى الرغم من أن اهتمامات أرنولد الأولية كانت لاهوتية، إلا أن النزاع المرير الذي نشأ تفرع بسرعة كبيرة إلى معظم المجالات الأخرى في أنظمتهم الخاصة. على مدى السنوات القليلة التالية، كتب الرجلان ما يكفي من الجدال ضد بعضهما البعض لملء وجمع أربعة مجلدات من أعمال مالبرانش وثلاثة من أعمال أرنولد. تمكن مؤيدو أرنولد من إقناع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بوضع الطبيعة والنعمة في دليل الكتب المحرمة في عام 1690، وتلاه البحث عن الحقيقة بعد تسعة عشر عامًا. (ومن المفارقات أن الدليل يحتوي بالفعل على العديد من الأعمال من قبل الينسيني أرنولد نفسه). ومن بين النقاد الآخرين الذين دخل معهم مالبرانش في نقاش مهم زميل ديكارتي آخر، بيير سيلفان ريجيس وكذلك دورتوس دي ميران. تعاطف دي ميران مع آراء باروخ سبينوزا، وشعر أنه وجد آراءً مماثلة في قراءته لمالبرانش: قاوم مالبرانش باجتهاد هذه الجمعية.

الفلسفة

الرؤية في الله

تمامًا مثلما يعتمد كل عمل بشري (جنبًا إلى جنب مع عمل أي مخلوق آخر) على الله، كذلك الأمر للإدراك المعرفي العقلي الإنساني. جادل مالبرانش بأن المعرفة الإنسانية تعتمد على الفهم الإلهي بطريقة تشبه تلك التي تعتمد فيها حركة الأجسام على الإرادة الإلهية. مثل رينيه ديكارت، رأى مالبرانش أن البشر يحصلون على المعرفة من خلال الأفكار -تمثيلات لا مادية موجودة للعقل. لكن بينما يعتقد ديكارت أن الأفكار هي كيانات عقلية، جادل مالبرانش بأن جميع الأفكار موجودة فقط في الله. وبالتالي فهذه الأفكار أزلية ومستقلة عن العقول المحدودة. عندما نصل إليهم فكريًا، ندرك الحقيقة الموضوعية. عرّف مالبرانش «الحقيقة» على أنها علاقة بين الأفكار: بما أن هذه الأفكار هي في الله، فهي أبدية وثابتة، وبالتالي فإن الحقائق الوحيدة التي تستحق الاسم ستكون أبدية وثابتة. يقسم مالبرانش هذه العلاقات بين الأفكار إلى فئتين: علاقات الأهمية وعلاقات الجودة أو الكمال. تشكل الأولى حقائق «تأملية»، مثل تلك الخاصة بعلم الهندسة، في حين أن الأخيرة تشكل حقائق «عملية» للأخلاقيات. المبادئ الأخلاقية بالنسبة لمالبرانش إلهية في أساسها، وعالمية في تطبيقها، ويمكن اكتشافها عن طريق التأمل الفكري، تمامًا مثل المبادئ الهندسية.

فيما يتعلق بأهمية المعرفة الفكرية، اتبع مالبرانش القديس أغسطينوس بشكل أو بآخر. ابتكاره العظيم هو شرح كيف يمكن لهذه الأفكار الإلهية ذاتها أن تكون بمثابة أهداف مباشرة لعقول البشر في الإدراك الحسي. المشكلة هي أن الأفكار الإلهية عالمية في حين أن يبدو كل إدراكٍ ذو تفاصيل. أشار حل مالبرانش إلى أنه في حين أن التصور الذهني للعقل لهذه الأفكار نقي ومباشر، فإن مفهومها الحسي سيعدل من خلال «الأحاسيس». هذه الأحاسيس خلافًا للأفكار ملائمة في الواقع للعقول المبدعة الفردية، وتستمر كأنماط لها. ستمثل الفكرة فقط الخصائص الهندسية أو الميكانيكية للأجسام (الحجم والشكل والحركة)، في حين أن الإحساس سيشمل اللون أو بعض الصفات المعقولة الأخرى. سيحد الأخير من تخوف العقل من المذكور أولًا بطريقة تجعله يمثل فردًا معينًا في ذهنه. يمكن أن تمثل نفس الفكرة فردًا مختلفًا من نفس النوع العام بالنسبة لعقل مختلف وإحساس مختلف. في الحوارات حول الميتافيزيقيا والدين (الحوار 1)، أضاف مالبرانش أن نفس البنية الأساسية يمكن أن تفسر أيضًا الخيال (العقلي بدلاً من العنصر الفيزيولوجي) في الخيال، في هذه الحالة فقط تمس الفكرة العقل برفق.

تأثر مالبرانش بقوة بديكارت، لكنه لم يقبل فلسفته دون انتقادها. انشهر بشكل خاص لوجهة نظره أننا نرى كل شيء في الله واعتماده على الموازنة النفسية الجسدية، و«المناسبية» للتعامل مع مشكلة التفاعل بين العقل والجسم. ومع ذلك يؤدي إسناده للأسبقية المعرفية والتفسيرية لله إلى عراقيل:

  1. إذا رأينا كل شيء في الله بمعنى أنه يضع الأفكار في أذهاننا، بالتالي ليس لدينا معرفة مباشرة حول العالم الخارجي. يمكننا أن نطلب الأفكار الواضحة والمميزة كمعيار لتأكيد الأحكام حول الأشياء المادية، ولكن الله هو المسؤول في النهاية عن أفكارنا.
  1. إذا كانت كل الأشياء تحت السيطرة المباشرة لله وخاضعة لإرادته، فما هي حرية الإنسان؟ وجهة نظر مالبرانش بأن لدينا حرية الاختيار ولكن فقط فيما يتعلق بالسلع المحدودة وهي ليست مقنعة وتنكر إمكانية مقاومة الحركة تجاه الله باعتبارها خير عالمي.

اقرأ أيضاً

مالبرانش

فيلسوف فرنسي، من أنصار مذهب ديكارت، مع نزعة دينية وصوفية واضحة .

ولد في باريس في ٥ أغسطس سنة ١٦٣٨ من أسرة عريقة اجتمعت فيها نبالة العدالة مع البورجوازية العالية الكاثوليكية، وكان فيها المحامون ورجال القضاء ، كما كان فيها كتاب الملك ومستشارو الدولة ومحصلو الضرائب . اما أسرة أمه فكانت تغلب عليها النزعة الدينية الصوفية ، وكانت أمم قريبة لدام اكاري Acarie التي ادخلت في فرنسا طريقة الراهبات الكرمليات . وابوه كان أمين صندوق خس مزارع كبيرة ، وتوفي وهو سكرتيرللملك لويس الرايع عشر .

وكان مالبرانش في طفولته معتل الصحة كل الاعتلال،حتى قيل إنه م يفلت من أي مرض عرف في عصره! وأداه ذلك إلى الانطواء النفسي، والاقامة الدائمة بمنزل أسرته بالقرب من كنيسة نوتردام في باريس ، وتعلم في بيته ، خصوصا تحت رعاية والدته . وبدا لأسرته أن المهنة الغفل لمن في مثل حالته هي الانخراط في سلك الكهنوت، وكان أحد أعمامه ( أو أخواله ) كاهناً قانونياً في كنيسة نوتردام في باريس .

ومع مرور العمر قويت صحة مالبرانش. ومع ذلك لم يغادر منزل اهله إلآ في سن السادسة عشرة ليلتحق بالمدرسة الثانوية القائمة في ميدان موبير Maubert في قلب الحي الخامس في باريس ، وكانت تدعي •٦•4٥٣ College de la حيث ألحق بجف الفلسفة ، وأمضى فيه عامين لم يبد فيهما من تفوق لكنهحصلعلى ما يسمى بشهادة maître es arts ( وهي تعادل البكالوريا ، الصف الثاني ) مما مكنه من دخول الوربون ، في كلية اللاهوت . وكات الوربون تعج انذاك بالوان من المنازعات الحاده : منازعات بين الكليات العليا ( وهي الطب واللاهوت ) وبين الكليات الدنيا

( الأداب والعلوم )، ومنازعات دينيةحول مذهب جسيوس بين مؤيدين ومعارضين، وهي الفترة التي أدين فيها أرو Arnaud نزعته الجذ٠ليئيةودافع عنه بكال في رسائلة المعروفة باسم Les Provin ciales . وكان لهذا أثره أيضا في انجاه مالبرانش إلى مزيد من العزلة والبعد عن الدنيا . وحسم موقفه نهائياً لما أن توفى أبواه في عام سنة ١٦٥٨، فقرر الدخول في سلك الرهبنة ، ووجد في الطريقة المسماة باسم oratoire! الطريقة الملائمة لمزاجه ، وهي طريقة أنشأها صوفي فرنسي يدعى Pierre de Berulle في سنة ١٦١١، وكان يهدف منها إلى رفع مستوى رجال الدين . وقد انتترت هذه الطريقة بسرعة مذهلة ، وساعدها على هذا مؤازرة السلطة الحاكمة ، وخصوصا الكردينال ريثليوالحاكم الفعلي المطلق في فرنسا في النصف الأول من القرن السابع عشر . وقدجمعت هذه الطريقة بين العناية بتنثئة رجال الدبن ، وبين الاهتمام بالعلوم والفلسفة .

التحق مالبرانش بهذه الطريقة ، وعلى الرغم من دراساته اللاهوتية في الوربون، فإنه الحق بمعهد تابع للطريقة في مدينة سومير Saumur ازدهرت فيه دراسة اللاهوت ودراسة فلسفة ديكارت، ثم عاد إلى باريس في سنة ١٦٦١ حيث أقام في البيت الرئيسي للطريقة ، في شارع سانت أونوريه ، حيث وجد فيه زميله السابق في السوربون ، ريشار سيمون 511000 Richard الذي تخصص في اللغة العربية والدراسات المتعلقة بالكتاب المقدس ، وهو الذي وجه مالبرانش إلى العناية بهذه الدراسات .

ورسم مالبراش قسيساً في .٢ سبتمبرسنة ١٦٦٤ ,

وفي هذه السنة - سنة ١٦٦٤-وقع بصره - وهويتريض على شاطى السين حيث يعرض بائعو الكتب القديمة كتبهم -على كتاب صغيرصدرت له طبعة حديثة انذاك ، وهوكتاب « الانسان» تأليف ديكارت ، فاشتراه وقرأه ، فأحدثت هذه القراءة تغييراًمحورياًهائلآ في نف مالبرانش . ومنذ هذه اللحظة صار مالبرانش ديكاري النزعة وفيلسوفاً ، اعني أنه أدرك أن رسالته الحقيقية في الحياة هي الفلسفة ، ودراسة العلوم الفزيائية والرياضية والميكانيكيا .

ولهذا اعاد تكوين نفسه ، فانكب في المدة من سنة ١٦٦٤ إلى سنة ١٦٦٩ على دراسة الرياضيات والميكانيكا والفزياء والفسيولوجيا ، فضلا عن اميتافيزيقا والأخلاق .

مالبرانش

فتوفر له تحصيل واسع راسخ في هذه العلوم كلها . لكن هذا للقاء مع العلم لم يغيرمن إيمانه الديني، وهو رجل الدين، وهولهذا سعى إلى بيان أن الحقيقة العلمية والحقيقة المسيحية لا تتعارضان ، كلا ! بل هما في نظره حقيقة واحدة ! فسار تفكيره في هذا الاتجاه من التوفيق بين العلم والدين .

وكانت الثمرة الأولى لهذا الاتجاه ان أصدر في سنة ١٦٧٤ الجزء الأول من كتابه الرئيسي وعنوانه : « في البحث عن الحقيقة : دراسة لطبيعة عقل الانسان ولطريقته التي ينبغي عليه أن يستعمل بها عقله ابتغاء تجنب الخطأ في العلوم » .

traite de !’esprit de 10٦ لمام ,vérité ها ع0 ٢eche٢che ه1 ع0 1 de !’usage qu’il 0011 en faire pour éviterع !’homme

l’erreur dans les Sciences

ولقى هذا الكتاب نجاحاً هائلاً ، وسرعان ما ترجم إلى الانجليزية واللاتينية ، كما خلق لمالبرانش تلاميذعديدين في أرجاء أوربا . وكان السبب في هذا النجاح هو ما عالجه الكتاب من مشاكلحية في تلك الفترة - أعني نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، وأهمها : مشكلة المعرفة ، ومشكلة وجود الته - خصوصاً وقد واجهها مالبرانش بصراحة وباسلوب واضح ,

لكن محاولة مالبرانش الجديدة الصريحة للتوفيق بين العلم والايمان ما لبشت ان اثارت عليه ثائرة الفلاسفة واللاهوتيين معا : الفلاسفة الديكاريتين والفلاسفة المعادين لفلسفة ديكارت ، واللاهوتييين التقليديين . فوقع معهم في مجادلات عنيفة كانت من سمات العصر. وكانت أشهر مساجلاته تلك التي قامت بينه وبينأرنولاس٨٢02أحدرؤساء ديربوررويال ( ١٦١٢ - ١٦٩٤ ) وقدبدأت مساجلته معه في سنة ١٦٧٩ واستمرت عدة منوات، وقد استمرت مساجلات مالبرانش معخصومه طوال أربعين سنة ، وأثاررت الحماسة في عقول المفكرين في أوربا طوال هذه الفترة . وإلى جانب ارنو، وقعت له مساجلات مع بوسويه وفنلون. وقد ابدى مالبرانش في هذه المساجلات قدرة فائقة على الجدل والصراع مع المجادلين ومزج ذلك بحماسة وحرارة عاطفية ، لأنه كان يعتقد انه على حق وأن رسالتم تقوم في هذا الدفاع عن اتفاق العقل والإيمان - وكان يرى في هذا النضال واجباً روحياً ودينياً يحمله على الشدة في المصاولة ، رغم أنه بطبعه هادىء المزاج رقيق الحاشية .

ولقد كان مالبرانش عالما بالمعى الدقيق : في التاريخ الطبيعي ، والفسيولوجيا ، بل وفي الهندسة والفزياء ، وكان يجري التجارب العلمية الدقيقة .

وطارت شهرة مالبرانش في كثيرمن الأوساط . وكتب لدوق شفريز كتاباً بعنوان : « محادثات مسيحية». وصار له تلاميذ مرموقون مثل لوبتال L’Hopital والرياضي كاريه -Car ٢٤. ونقل شهرته إلى الصين أحد لمبشرين ، فكتب مالبرانش كتابا بعنوان : « حديث فيلسوف مسيحي مع فيلسوف صيي».

وعلى الرغم من ضعف بنيته وهزال صحته ، ففد عمر طويلاً حتى بلغ السابعة والسبعين . ويقال - فيما يروي الرواة- أن الذي عجل بموته هوزيارة الفيلسوف لانجليزي باركلي Berkeley له إذ قامت بينهما مجادلة عنيفة أجهزت على بدنه النحيل المتداعي . لكن الصحيح هوأنه فقد قواه البدنية شيئا فشيئا وتوفى غارقا في تأملاته الهادئة ، في ١٣ من اكتوبر ستةه١٧١.

فدفته

رغم نزعته الديكارتية ، لم يسلك مالبرانش مسلك ديكارت في البدء بالشك المنهجي ، بل بدأ بتوكيد الايمان بالله وبالوجود ، وحصر مهمة الفكر في فهم مضمون الايمان وفي بيان الطرق المؤدية إلى وجود الله .

وعنده ان الوحي الإلهي تجربة، مثل التجربة الفزيائية ، وينبغي ملاحظتها بنفس الدقة والاهتمام اللذين نراعيهما مع التجربة الفزيائية . ذلك أن « مبادىء معارفي توجد في افكاري ، وقواعد سلوكي - فيما يتعلق بالدين -توجد في حقائق الايمان. وكل منهجي ينحصر في الانتباه الجاد لما ينيرفي ولما يقودفي » ( « محاورات في ال ميتافيزيقا») وكما أن العالم الفزيائي يشتغل على وقائع الطبيعة ، فإن الفيلسوف الديني-في رأي مالبرانش- يشتغل على الوقائع التي تقدمها عقائد الايمان . يقول : « إن وقائع الدين أو العقائد امقررة هي تجاربي في أمور الدين . لكن إذا شعرت، وأنا أتبعها، انني اصطدم مع العقل ، فإنني أتوقف فوراً ، عالماً بان عقاند الايمان ومبادىء العقل ينبغي أن تكون متفقة فيما بينها بعضها وبعض في الحقيقة ، على الرغم من التعارض بينها في العقل » . . ومن هذه الناحية تعد العقائد المسيحية - عند مالبرانش - سلسلة من المعطيات الايجابية تتعلق بوجود الله

٤٣١ مالبرانث

وبالإنسان، والخطيئة الأولى، والخلاص وخلود النفس والتجسد ، والتثليث ، ودور المسيح في الفداء والخلاص . ومن هذه العقائد يتخذ مالبرانش نقطة ابتدائه للتأمل النظري وضوابط للنتائج التي يفضي إليها هذا التأمل .

واعتماداً على هذا المنهج قرر مالبرانش النظريات التالية :

١ - الرؤية في Vision en Dieu۵١ ه1 أراد مالبرانش ان يرد كل شيء إلى الله ، بوصفه خالق كل شيء . وعلى هذا الأساس ، رد كل أفكارنا إلى الته. ففكرة الأجسام موجودة بالضرورة في الله ، إذ من الواضح ان الته يحتوي بالضرورة على أفكار الموجودات التي خلقها . ومن ناحية أخرى فإن النفس الانسانية متحدة مباشرة بالله ؛ وهذا الاتحاد هو الذي يمكنها من ادراك الامتناهي . والنفس لا تدرك الأشياء إلآ بوصفها تحديداً للامتناهي ، اعني بأنها لا تدركها إلآ من جهة أفكارها وهي تدرك هذه الأفكار بالرؤية في الن 13 Vision en Dieu

ذلك أن العقل لا يستطيع أن يدرك الأفكار الكلية : مثل الجنس والنوع إذا لم يشاهد الموجودات مجتمعة في واحد ، « لأنه لما كان كل مخلوق هوموجود جزئي ، فلا يمكن أن نقول إننا نرى شيئا مخلوقا حينما نرى مثلا ، مثلثا بوجه عام . واخيراً فإني لااعتقدان من الممكن بيان الكيفية التي بهاالعقل يعرف كثيراً من الحقاثق المجردة والعامة إلآ ( بتقدير ) حضور من يستطيع أن ينير العقل على انحاء عديدة لا متناهية» .

وبعبارة أسهل نقول : إننا إنما ندرك الأشياء بواسطة الأفكار الكلية ، والأفكار الكلية لا توجد في المخلوقات الفردية ،بلفي الله . إذن نحن إثما ندرك جميع الأشياء في الله وهذا هو معى قولنا : رؤية في الله . ولهذا يؤكد مالبرانش أن : « العقول تدرك كل الأشياء بواسطة الحضور الباطن لمن يشمل كل شيء في بساطة وجوده» .

لكن، كيف نرى كل الأشياء ي الله ؟.

يقول مالبرانش : « لا يوجد إنسان لا يقر بأن الناس قادرون على معرفة الحقيقة وحتى الفلاسفة الأقل تنوراً متفقون على أن الانسان يشارك في نوع من «العقل» لا يحددونه. ولهذا يحددونه بأنه « حيوان مشارك في العقل» rationis parti cepis animai إذ لا يوجد شخص لا يعرف - على نحو غامض على

الأقل - أن المميز الجوهري للانسان يقوم في اتحاده الضروري بالعقل الكلى وإن كان لا يعرف عادة من الذي يحتوي على هذا العقل وأنه لا يعني نفسه بالكشف عنه . إني أرى مثلا أن ٤:٢x٢ وأنه ينبغي تفضيل الصديق على العدو وأنا على يقين بأنه لا يوجد انسان في العالم لا يرى ما ارى أنا . لكني لا أرى هذه الحقائق في عقول الآخرين ، كما أن الآخرين لا يرونها في عقلي أنا . فمن الضروري إذن ان يكون ها هنا عفل كلي ينيرفي وينير كل عقل ٠ لأنه لو كان العقل الذي احتكم إليم ليس هو نفس العقل الذي يحتكم إليه الصينيون ، فمن البين انني لن أكون متيقناً - كما أنا متيقن الآن بالفعل - بأن الصينيين يرون نفس الحقاثق التى أراها أنا . وإذن فالعقل الذي نحتكم إليه حين ندخل في باطن انفسنا هوعقل كلي وأقول : I حين ندخل في باطن أنفسنا - لأنني لا أتكلم هنا عن العقل الذي يتبعه الانسان الوجداني» ( « البحث عن الحقيقة» الايضاح رقم ١٠ ).

وعند مالبرانش ، كما عند ديكارت أن الفكرة idée هي واقعة روحية مستقلة عنا لكنها حاضرة دائماً في عقلنا . والأفكار هي التي تمكننا من امتثال االموضوعات . يقول مالبرانش : « أعتقد أن كل الناس متفقون على أننا ا ندرك الموضوعات الموجودة خارجاً عنا، لا ندركها بذاتها. إننا نرى الشمس والنجوم وما لا نهاية له من الموضوعات الخارجة عنا، لكن ليس من المحتمل أن تخرج النفس من الجسم وأن تذهب - إن صح هذا القول - للتريض في السماوات لمشاهدة هذه لأشياء . إنها لا تراها إذن بنفسها . والموضوع المباشر لعقلنا حين يرى الشمس ، مثلا ، هوشيء في باطن نفسنا ، وهذا هوما أسميه « فكرة idée ولا أعني بكلمة « فكرة» شيثاً آخر غير الموضوع المباشر، أو لأقرب ، للعقل حينما يدرك موضوعا ما» . لكن إذا كان من الضروري لإدراك موضوع ما أن تكون فكرته حاضرة في العقل ، فإنه ليس من الضروري أن يوجد في الخارج شيء مشابه لهذه الفكرة ، فكثيرا ما يحدث أن ندرك أشياء غيرموجودة ، بل ولم توجد قط . فمثلا إذا تخيل الانسان جبلا من الذهب فلا بد أن تكون فكرته حاضرة في العقل ، لكن هذا الجبل لم يوجد ابداً .

٢ - العلاقة بين النفس والجسم :

وفيما يتصل بالعلاقة بين النفس والجسم ، يقرر مالبرانش أن اتحاد النفس بالجسم لا يؤدي إلى أن تصير النفس جسما، أو الجسم نفسا . والنفس ليست منتشرة في

مالبرانث

كل اجزاء الجسم لتزوده بالحياة والحركة ، كما يتصور ذلك الخيال . وكذلك الجسم لا يصير-باتحاده بالنفس - قادراً على الشعور، « بل يظل كل جوهر ( النفس والجسم )على ما هو عليه ، وكما أن النفس ليست قادرة على الامتداد والحركة ، كذلك الجسم ليس قادراً على الشعوروالنزوع. وكل الاتحاد بين النفس والجسم بحسب ما نعرف يقوم في التناظر الطبيعي والمتبادل بين افكار النفس وبين الآثار المطبوعة على المخ، والتناظر بين انفعالات النفس وبين حركات الأرواح الحيوانية. فمتى ما تلقت النفس افكاراً جديدة انطبعت في الح آثار جديدة، ومق ما احدثت الموضوعات آثاراً جديدة، تلقت النفس أفكارا جديدة» («البحث عن الحقيقة» الكتاب الثاني، القسم الأول، فصل ٥، البندان الأول والثاني؛.

وهذا تقرير للثنائية الديكارتية التي تفصل تماما بين الجسم والنفس مما أدى بالديكارتين إلى البحث عن تفسير لهذه الواقعة وهي أنه كلما حدث انطباع في الجسم حدثت فكرة في النفس ، فقال بعضهم تفسيراً لذلك إنه كلما حدثت حركة في النفس أحدث الله في الجسم حركة مناظرة لها ، والعكس . وهذه هي النظرية المعروفة ^^occasionalisme۶١ ، اي أن حدوث حركة في النفس «فرصة» لكي يحدث الله حركة في الجسم .

فرأي مالبرانش إذن هو أن العقل والجسم جوهران مستقلان ؛ بينهما تناظر ، لكن ليس بينهما فعل متبادل . إن العقل يفكر ، ولكنه لا يحرك الجسم والجسم الة ( ماكينة ) متكيفة مع العقل ، لكن النفس ليست صورة للجسم كما ذهب إلى ذلك أرسطو . يقول مالبرانش : « يبدو لي من المؤكد أن الارادة في الكائنات الروحية عاجزة عن تحريك أصغر جم موجود في العالم ؛ لأنه من البين أنه لا نوجد رابطة ضرورية بين إرادتنا ، مثلا ، وتحريك ذراعنا وبين حركة الذراع . صحيح أنها تتحرك حين نريد وأننا نحن العلة الطبيعية لحركة ذراعنا لكن العلل الطيعية ليست أبداً هي العلل الحقيقية : إنها فقط علل افتراصية -Causes occa sionelles تفعل فقط بقوة وفاعلية ارادة اله » ( « البحث عن الحقيقة ا)٣:٢:٦).

٣" العلل الافتراصين.

ويشرح مالبرنش ما يعنيه ب « العلة الحقيقية» فيقول : « العلة الحقيقية هي تلك التي يدرك العقل بينها وبين معلولها ارتباطا» ( الموضع نفسه ) . إن العلة لكي تكون حقيقية يجب

أن تكون خالقة ، لكن الانسان لا يستطيع خلق أي شيء والخالق الوحيد هو الله . ولهذا فإن العلة الحقيقية هي الله ، وما نسميه « العلة الطبيعية»، ما هوإلآ « الفرصة» التي يجدث فيها اللة فعله . والله لا يمنح قدرة الخلق لأي كائن اخر . ولذلك ينبغي أن نقول في تفسيرالمثل السابق إن اله يحرك ذراعي « بمناسبة» ( في فرصة ) إرادقي ان يتحرك ذراعي .

٤ - الله هوالفاعل الوحيد :

الخلاصة هي ان الله هو العلة الفاعلة الوحيدة لكل شيء بما في ذلك كل فعل يفعله الانسان وكل أثر تحدثه القوى الطبيعية « لقد أراد الله منذ الأزل ، وسيظل يريد إلى الأبد، وبعبارة أكثر تحديداً : إن الله لا يتوقف عن أن يريد - لكن ذلك يتم بدون تغيرولا توال ولا ضرورة - أن يريد أن يحدث على مدى الزمان» ( , مطارحات في الميتافيزيقا»٢:٧) ولهذا فإن من التناقض إن يقال إن جسماً يحرك آخر . « بل أقول أكثرمنهذا : إن من التناقض أن تقول إنك تحرك كرسيك» . . . ولا تستطيع قوة ان تنقله إلى حيث لا ينقله الله أو تضعه حيث لا يضعه اس . ( مطارحات في الميتافيزيقا» ١٠٠٧.

٥- حرية الانسان : لكن إذا كان الله هو العلة الفاعلية الحقيقية الوحيدة ، فمعنى هذا أن الانسان ليس حراً في أفعاله وبالتالي ليس مسؤولاً عنها .

ويحار مالبرانش في حل هذه المسألة لأنه لا يريد أن يقول بالقضاء والقدر المطلق ، حتى يبقي على المسؤولية، فنراه يتحدث عن الخير ويقول إن الخير الوحيد هوتمجيد الله ، وإن الله أودع فينا الميل إليه ، لكن الخطيئة الأولى صرفت الانسان عن طلب هذا الخير المطلق . ونحن لسنا أحراراً بالنسبة إلى هذا الخيراللامتناهى ، لكناأحراربالنسبة إلى الخيرات الجزنية المتناهية . فمثلاً لوأننا تطلعنا إلى منصب رفيع ، فإننا نتبين بعد ذلك أن هذا المصب ليس هو الخير المطلق ، فنكون أحراراً في الانصراف عنه إلى خيرآخر . وتلك هي الحرية في نظر مالبرانش ! فأناحر من حيث أنفي أقدر على رفض هذا الخير الجزئي (امنعبالرفع)! .

ومن ناحية اخرى يعزو مالبرانش إلى « القوط» ( أو الخطيئة اأولى ) كون النفس صارت بعد ذلك خاضعة ومتأثرة بالبدن. إن آدم ، قبل الخطيئة ، كان قادراً على وقف عمل

مالبرانش

٤٣٣

قانون التوازي بين النفس والجسم ( راجع ما قلناه فيرقم ٢)، أما بعد الخطيئة فلم يعد في وسعه - ولا ذرية بني الانسان - أن يفعل ذلك ؛بللابد من ظهوراثار في المخ لما يجري في النفس. «لقد صارت النفس، بعد الخطيئة ( الأولى ) شبه جسمانية بواسطة الميول . وحبهاللأمور الحتية يقلل باستمرار من اتحادها او ارتباطها بالأمور المعقولة » ( ٠ البحث عن الحقيقة» ١ :١٣ : ٤ ). لكن العقل يستمر في نفس الوقت ، في المشاركة فيا هوإلهي . ولهذا فإنه قادر على صرف النفس عن الأمور الحسية ، وطلب الخير المطلق الذي هو الله . وتلك هي الحرية .

وواضح ما في هذا التفسير لمعنى الحرية من تعسف واغتصاب .

٦ ه:

ومالبرانش يصف الله بأنه « اللامتناهي »، ويرى أن اللفظين: الله واللامتناهي مترادفان .

ولمعرفة ماهية الله يرى أن خير وسيلة لتعريف الله أن تعرفه بما عرف به نفسه وهو يكلم موسى « أنا من أنا .. . » فالله هو الوجود بالمعنى المطلق ، او هو الوجود المطلق . ويصفه أيضاً بأنه « الموجود اللامتناهى في كماله » او I الموجود الكامل كمالاً لا متناهياً » . وانطلاقاً من هذا يصف الله بأنه « : لا يتغير، قادر ، سرمدي ، واجب الوجود ، حاضر في كل مكان »(«مطارحات في الميتافيزيقا» ٨ : ٣).

وفي الله توجد ه أفكار» ( صور ) كل الأشياء التي نخلقها ، وإلا لا كان قد استطاع أن يخلقها » ( , البحث عن الحقيقة »٣ : ٢ : ٦ ) والله حاضر فينا « إلى درجة أن في وسعنا أن نقول إنه محل الأرواح ، كما نقول عن المكان إنه محل الأجسام » ( الموضوع نفسه ) .

٧-الأخلاق :

وكما لانرى إلآ في لله، كذلك نحن لا نفعل إلآ ي الله ، لأن الله كما قلنا هو وحده العلة الحقيقية. ونحن لا نفعل إلآ أن ننمى بأفعالنا اسلوب قوانين اؤد الثابتة. إن عالمنا لا يوجد إلآ من أجل نظام ordre إلهي لا يمكن لغير العقل أن يتأمله . والذي يستطيع أن يجمع بين دقة العلم ومقتضيات الامان يستطيع أن يدرك عالم الحقائق الأخلاقية وكأنها حقائق

رياضية . صحيح ان هذه ليست كميات قابلة للوزن أو القياس حتى تكون دقيقة كالمقادير الرياضية لكن يمكن مع بين هذه المعاني الكيفية التي هي ordre «ذلك تقرير « نظام المعافي الأخلاقية .

ويقرر مالبرانش أنه لا توجد فضيلة سوى حب

النظام ، وبدون هذا الحب تصبح كل الفضائل زائفة .

وينبغي عدم الخلط بين الفضائل والواجبات ، إذ يمكن أداء الواجبات دون أن يكون ثم فضيلة .

وعدم استشارة العقل هو السبب في ارتكاب أفعال مرذولة. والايمان يقود إلى العقل، لأن العقل هوالقانون

الكلي لكل الأذهان.

فأولهما : la charité وحب النظام لايختلف عن المحبة هو حب النظام ، والثافي هو حب الاحسان .

مؤلفاته

نشرت طبعة كاملة لجموع مؤلفات مالبرانش في ٠ ٢ مجلداً في باريس، وبياها كما يلي: Vrin لدى الناشر

I. De 1ه Recherche ه1 ل vérité, livres 1- 3

II. De 1ه Recherche de 1ه Vérité, livre 4- 6.

III. De 1ه Recherche de 1ه Vérité: Eclaircissements, 12[15 1962, 1964.

1٦٧. Conversations Chrétiennes, 1959, XX-IV + 255 1.

٧. Traité عل la nature et de 1ه grâce, P. 6- LVIII- 228, Paris, 1958.

VI- ٧11: Recueil ٥5ل toutes les réponses à Monsieur

Arnaud, [- XXVII 617, Paris, 1966

٧111- 1: Recueil de toutes 125 réponses ه Monsieur

Arnaud, 1. 621- 1227, Paris, 1966.

X Méditations Chrétiennes et métaphysiques P. 6-XXIV- 254 Paris, 1959.

1 Traite de Morale, 6 .م- XVII + 312. Paris, 19 1966.

711- 111 Etretiens sur 1ه métaphysique et sur 1ه reli-gion- Entretiens 51لا la mort; 711- 420. Paris, 1966.

XIV. Traité de l'amour 0٥ Dieu - Lettres et réponses 2لا R. 1. Lamy., 256 -6767٧1 -6 .م. Paris, 1963.

٧. Entretien d'un philosophie chrétien et d'un philo

مايرسون

Sophie chinois, 6- XXX-IV- 92. 102115, 1958

XVI. Reflexions sur 12 prémotion physique, 6 .م- XXII-228. 02[15, 1958

7٧11- 1 pièces jointes et écrits divers, 688 .م. Paris, 1960.

XVII. 2. Correspondance et actes (1638- 89), ٧111 .م-544. Paris, 1961.

717*: Correspondance et 2٤25 (1638- 89), م. VIII- 544. Paris, 1961.

XIX. Correspondance et actes (1690- 17 15) VI, 545-1128. Paris, 1961.

XX. Documents biographiques ٤ع bibliographiques, م. 489. Paris, 1967.