مارتن بوبر

وُلد مارتن بوبر في فيينا واستقر في القدس عام 1938م. كتب العديد من الكتب ومنها أنا وأنت (1923م) وكتاب أقوال الهاسيديزم (1961م).

مارتن بوبر (بالعبرية: מרטין בובר وبالألمانية: Martin Buber، وباليديشية: מארטין בובער) ولد في 8 فبراير 1878 في فيينا وتوفي في 13 يونيو 1965 في القدس. كان فيلسوف يهودي نمساوي، اشتهر بـ «فلسفة الحوار»، وهي صورة من صور الوجودية، تدور حول التفريق بين علاقة «أنا وأنت» وعلاقة «أنا والشيء». وُلد في فيينا، في أسرة ملتزمة باليهودية، لكنه خرج عن العرف اليهودي ليتابع الدراسات الفلسفية العلمانية. في 1902 صار محررًا في صحيفة «دي ڤِلت» الأسبوعية، التي هي أساس الحركة الصِّهْيَوْنية، لكنه انسحب لاحقًا من العمل الصهيوني التنظيمي. في 1923 كتب مقالته الشهيرة عن الوجود «أنا وأنت» (بالألمانية: Ich und Du)، وفي 1925 بدأ ترجمة التوراة إلى اللغة الألمانية.

شارك بوبر في تأسيس الحركة الصهيونية التي من أهم مبادئها الزعم بأن اليهود شعب وله الحق في أن يكون له وطن. وكان أيضًا من أوائل المؤسسين للحركة اليهودية التي تُدعى هازيدية. خصص بوبر جزءًا كبيرًا من حياته لإبراز ما يسميه القيمة الثقافية للديانة اليهودية والاعتراف بها.

تنطلق فلسفة بوبر من مفهوم العلاقة بين الإنسان والكون. ويعتقد أنّ هناك نوعــــين مـــن العلاقــات: 1- علاقة أنا وأنت، 2- أنا وهو أو هي. العلاقة الأولى علاقة مباشرة متبادلة تسمح بحرية، أما العلاقة الثانية فهي علاقة غير متكاملة وغير شخصية. والعلاقة الأولى في مفهوم بوبر مارتن هي أن الطرفين متبادلان ومتساويان. فهو يقول إن الله هو الإله الأبدي وأن العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة أنا وأنت. ومن خلال هذه العلاقة، فإن الإنسان يحصل على الرؤيا أو الإلهام أي: معرفة الإنسان بمشيئة الله. وقد تأثر البروتستانت والرومان الكاثوليك المفكرون بهذا المفهوم حيث اعتقدوا أن حياة الإيمان هي حياة الحوار بين الله والإنسان ـ حسب اعتقادهم.

رُشح لجائزة نوبل في الأدب عن الأعمال التي كتبها 10 مرات، ولجائزة نوبل في السلام 7 مرات.

حياته

وُلد مارتن (بالعبرية: מָרְדֳּכַי، وتُنطق فيها: مُردخاي) في فيينا، لأسرة يهودية أرثوذكسية. كان من نسل الحاخام مائير كاتزينيلنبوجن، المعروف بـ «مَحارَم باذوة». من أبرز أقاربه أيضًا: كارل ماركس. بعد طلاق والديه وهو في الثالثة، ربّاه جده في لفيف. كان جده سليمان بوبر عالمًا بالمِدْراش والأدب الحاخامي. كان بوبر يتكلم في داره باليديشية والألمانية. في 1892 عاد إلى دار أبيه في لمبرغ الأوكرانية (لفيف حاليًّا).

على رغم اتصال بوبر بسلالة داوود -بقرابته من كاتزينيلنبوجن-، دَفعته أزمة دينية شخصية إلى الخروج عن الأعراف الدينية اليهودية. أخذ يقرأ كتب إيمانويل كانت وسورين كيركغور وفريدريك نيتشه، والأخيران تحديدًا ألهماه الاتجاه إلى الدراسات الفلسفية. في 1896 بدأ يدرس في فيينا: الفلسفة، وتاريخ الفن، والدراسات الألمانية، وفقه اللغة.[١]

في 1898 انضم إلى الحركة الصهيونية، مشاركًا في الأعمال التنظيمية والتشريعية. بينما هو يدرس في زيورخ في 1899، قابل بولا ڤِنكلر التي تجوزها بعد، وهي «كاتبة كاثوليكية باهرة من أسرة بافارية فلاحية»، تحولت بعدئذ إلى اليهودية.

كان بوبر في البداية مؤيدًا للحرب العظمى، بصفتها «مهمة تاريخية عالمية» لألمانيا والمثقفين اليهوديين لتحضير الشرق أدنى. يرى بعض الباحثين أنه في إقامته بفيينا –أثناء الحرب العالمية الأولى وعقبها– تأثر بكتابات جاكوب إل. مورينو، وخصوصًا في استعمال تعبير «المواجهة».

في عام 1917 نشر مارتن بوبر قصتين من قصص فرانز كافكا القصيرة: "تقرير لأكاديمية" (Ein Bericht für eine Akademie)، "بنات آوى والعرب" (Schakale und Araber).

في 1930 صار بوبر أستاذًا فخريًّا في جامعة غوته في فرانكفورت، لكنه استقال أستاذيَّتَه احتجاجًا على تولي أدولف هتلر الحكم في 1933. بعدئذ أسس «المكتب المركزي لتعليم بالغِي اليهود»، الذي ازدادت أهميته ازديادًا بعدما منعت الحكومة الألمانية اليهود من التعليم العام. في 1938 غادر بوبر ألمانيا واستقر في القدس بفلسطين الانتدابية، وعُين أستاذًا في الجامعة العبرية، ودرّس الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع.

في 1958 ماتت زوجته بولا، ومات هو في منزله بحيّ الطالبية في القدس يوم 13 يونيو 1965. أنجبا ابنًا وبنتًا: رافائيل بوبر، وإيفا اشتغاوص اشطاينتس.

آراؤه الصهيونية

خالف بوبر تيودورَ هرتزل في اتجاه الصهيونية سياسيًّا وثقافيًّا. تصوَّر هرتزل الصهيونية من ناحية دولية قومية، ولم ير ضرورة للثقافة والدين اليهوديَّين. وأما بوبر فرأى أن غاية الصهيونية هي الإثراء الاجتماعي والروحي، ورأى ضرورة إصلاح اليهودية بعد تأسيس إسرائيل: «فنحن نحتاج إلى مَن يفعل لليهودية ما فعله البابا يوحنا الثالث والعشرون للكنيسة الكاثوليكية». واصل هرتزل وبوبر السعي –باحترام على رغم الاختلاف– إلى هدفيهما حتى مماتهما.

في 1902 صار محررًا في صحيفة «دي ڤِلت» الأسبوعية، التي هي أساس الحركة الصهيونية. لكنه بعد عام شارك في حركة الحاسيديم اليهودية. أَعجب بوبر التزامُ مجتمعات الحاسيديم بدينها في ثقافتها وحياتها اليومية. كانت طائفة الحاسيديم مَعنية بالقيم التي طالما دعا إليها بوبر وطالب بأن يتبناها الصهاينة، على عكس المنظمات الصهيونية الأخرى التي لم تنشغل بغير السياسة. في 1904 انسحب من معظم أعماله التنظيمية الصهيونية، وكرس نفسه للدراسة والكتابة. وفي ذلك العام نشر أطروحته.

في أوائل العشرينيات بدأ مارتن يدعو إلى قيام دولة يهودية عربية، مصرِّحًا بأن على اليهود أن يعلنوا «رغبتهم في حياة سلْم وإخاء مع العرب، وفي جعل الوطن المشترَك جمهورية يكون للطائفتَيْن فيها فرصة التنمية الحرة».

كان بوبر رافضًا أن تكون الصهيونية مجرد حركة قومية أخرى، وأراد أن يرى بدل ذلك نشوء مجتمع نموذجي: مجتمع غير قائم على فكرة هيمنة اليهود على العرب.

فلسفته

بوبر مشهور بأطروحته عن الوجود الحِواري –الذي وصفه في كتاب «أنا وأنت»، لكن عمله مع ذلك تناول مواضيع أخرى عديدة، منها: الوعي الديني، والحداثة، ومفهوم الشر، والتعليم، وعلم تأويل الكتاب المقدس.

الجوائز والتقدير

في 1951 نال جائزة غوته من جامعة هامبورغ.

في 1953 نال جائزة السلام الألمانية لتجارة الكتب.

في 1958 نال جائزة إسرائيل في الإنسانيات.

في 1961 نال جائزة بياليق في الفكر اليهودي.

في 1963 نال جائزة إيراسموس بأمستردام.

فلسفته

فيلسوف ولاهوني يهودي. ولد في فيينا في ٨ فبراير سنة ١٨٧٨ ، وتوفى في مدينة القدس (فلسطين) في ١٣ يونيو سنة ١٩٦٥ . وهومن أسرة يهودية ثرية، درس في فيينا، ثم في برلين حيث تتلمذ على جورج زمل Simmel، وفي ليبتسك وزيورخ. وفي سنة ١٩٠١ أشرف على تحرير مجلة Die Welt التي كانت لسان حال المنظمة العالمية للصهيونية. ومنذ سنة ١٩١٢ أشرف على تحرير مجلة «اليهودي» Der Jude التي كانت تصدر في برلين واستمر في ذلك حتى سنة ١٩٢٥. وبين سنة ١٩٢٦ إلى سنة ١٩٣٠ اشترك مععة125ع٧*٧٠ وعنا٧٧1٤.ل في إدارة مجلة «الخليقة» Die Kreatur . ومن سنة ١٩٣٠ إلى سنة ١٩٣٣ صار استاذاً شرفياً لعلم الأديان، وخصوصاً اليهودية، في جامعة فرنكفورت على غهر الماين، ومن سنة ١٩٣٨ حتى سنة ١٩٥٠ كان استاذا للفلفة الاجتماعية بالجامعة العبرية في القدس، بعد ان استقر في فلسطين منذ سنة ١٩٣٨ .

ومن أهم إنجازاته مساهمته في تقسير النزعة الحتيدية في التصوف اليهودي، وترجمته الألمانية لأسفارالعهد القديم من الكتاب المقدس بالمشاركة مع روزنتسفيج -005 .F enzweig.

ففي نطاق تأويله للنزعة الحسيدية، الف الكتب التالية وكلها الالمانية:

١ ! « التصوف اليهودي » ، فرنكفورت سنة ١٩٠٦ ٢- «في حياة الحديديين»، فرنكفورت سنة ١٩٠٨ - «يأجوج ومأجوج» ، فيلادلفيا سنة ١٩٤٥ .

٤ - «أخبار الحسيديين» زيورخ سنة ٠١٩٤٩ ٥ - «رسالة الحيديين» هيدلبرج سنه ١٩٥٢.

أما في ميدان الفلسفة، فله من لكتب:

١ - «دانيال، احاديث عن التحقق» ليبتسكسنة ١٩١٣ ٢ - «انا وأنت« ليبتسك سنة ١٩٢٣

٣-«حياة الحوار» زيورخ سنة ١٩٤٧

٤ «صور الخيروالشر» ، كيلن سنة ١٩٥٢

ه — « ظلمة ا لله. تأملات في العلاقة بين ا لدين وا لفلسفة» ، كيلنت٣ه١٩.

٦ - «بين المجتمع والدولة» ، هيدلبرج سنة ١٩٥٢.

وفي ميدان البحث في الكتاب المقدس له من الكتب:

١ -»ملكوت الله»، برلين سنة ١٩٣٢.

٢ - «إبراهام بوصفه صاحب رؤيا» ، تل أبيب ٠

٣-»الأنبياء لزائفون»، القدس سنة ١٩٤٠

٤ -»إيليا: مسرحية أسرار»، هيدلبرج سنة ١٩٦٣ .

وقد جمعت كل هذه المؤلفات في مجموعأعمالء٣ع٧٧؛ الجزء الأول: كتاباته في الفلسفة، الجزءالثاني: كتاباته عن الكتاب المقدس، الجزءالثالث: كتاباته عن الحسيدية. وظهر الأول في سنة ١٩٦٠، والثاني سنة ١٩٦٣، والثالث سنة ١٩٦٤ فيمنشن (ميونخ، بالمانيا الغربية).

وكانت نقطة بداية تفكيره هي البحث في نزعة التصوف الشعبي اليهودي الذي انتشربين الطائفة اليهودية في بولندة في القرن الثامن عشر الميلادي بفضل بعل شيم طوب (ال متوفى سنة ١٧٦٠ م ) واستمرحتى بداية القرن العشرين. وكلمة «حسيد» معناها في العبرية: «التقي»، وقد أطلق اسم «حسيديم» على جماعة أوحركة دينية يهودية في القرن الرابع قبل الميلاد ثم أطلق اللفظ ايضاً على «المخلصين للميثاق» المعقود-في زعمهم - بين الله والشعب اليهودي.

وقد اول بوبرالحسيدية على انها نزعة تهدف إلى تقرير روحي للعلاقة بين الأنا والمطلق، بين الإنسان المنفتح وبين لله.

ومن هنا كانت نقطة انطلاق تفكير بوبر الفلسفي من العلاقة بين الإنسان والعالم. ومن هنا نراه في كتابه «أنا وانت»

- وهوأشهركتبه الفلسفية- يميزبين نوعين من العلاقة: العلاقة بين الأنا والأنت، والعلاقة بين الأنا والهو. وأرجع كل العلاقات بين الناس بعضهم وبعض، وبين الناس والاشياء في العالم إلىهذين النوعين من العلاقة. والنوع الأول من لعلاقة

- وهو العلاقة بين الأنا والأنت - يتصف بالتبادل، والانفتاح، والمباشرة، والحضور. اما النوع الثاني- العلاقة بين الأنا والهو-فيتميز بالخلو من كل هذه الصفات التي اتينا على ذكرها. والعلاقة بين «الأنا والأنت» حوارحقيقي فيه يجري الكلام بين لمشاركين فيها على سواء، أي باعتبارهم متساوين أكفاء بعضهم لبعض. أما في العلاقة «الأنا - والهو» فالمشاركون فيها ليسوا أكفاء متاوين، بل ينظركل واحد منهم إلى لآخرعلى أنه وسيلة لغاية. غير أن الحوار في العلاقة بين «الأنا - والأنت» لا يمكن أن يتمر إلى غر،ابة، بللامفر من أن يتحول «الأنت» في بعض الأحيان إلى «هو» . والعلاقة «أنا- هو» ليست في ذاتها

شراً، لأنه بفضل هذه العلاقة يمكن وجود معرفة موضوعية وانجاز تقدم صناعي. ولهذا يوجد في الإنسان السليم وفي الحضارة السليمة تفاعل ديالكتيكى بين كلتا العلاقتين، ونتيجة لهذا التفاعل الديالكتيكي بينهما تتحول العلاقة «أنا-أنت » إلى علاقة «أنا- هو» تعبر عن نفسها في العلوم والفنون وهذه بدورها تعود من جديد، أو تحمل في طياتها بذور العودة من جديد إلى علاقة «أنا - أنت«.

وفي كتابه «معرفة الإنسان» (سنة ١٩٦٥) يأخذ بوبر بمذهب كنت في المعرفة القائل بأننا لا نعرف العالم إلا من خلال إطارات عقلنا، ولا نعرف الأشياء في ذاتها، لكنه يريغ إلى تجاوز كنت بقوله إننا وان لم يكن في وسعنا معرفة الأشياء في ذاتها، فإننا مع ذلك على علاقة بها واتمال مباشر معها، وذلك في علاقة «الأنا-والأنت». وإدراكاتنا الحسية مبنية على هذا الاتصال المباشرولهذا يمكن ان تكون العلاقة «أنا - أنت » هي الأساس في معرفتنا بالعالم .

والعلاقة « أنا - وأنت » علاقة حقيقية لأنها قائمة بيي أنا وبينك أنت يا من تخاطبني . وهذا الأنت المخاطب لا يعود مجرد نيء بين أشياء في العالم، بل العالمكله ينظر إليهعلىضوء هذا الأنت، وليس الأنت هو الذي ينظر إليه على ضوء العالم.

و الأنا، في علاقة «الأنا - أنت» غير «الأنا» في علاقة «الأنا -هو» . ذلك أن «الأنا» في العلاقة الأولى يبقى بتمامه، أما في العلاقة الثانية فإن شطراً منه فقط هو الذي يبقى، بينما يستغرق«الهو»سائرأجزاء«الأنا» ٠ فكل علاقة يكون فيها الأنا بمثابة متفرج، هي نوع من علاقة «الأنا-هو». ولهذا فإن المخاطرة في حالة والآنا- انت» أكبر جداً منها في حالة «الأنا-هو» ، لضالة نصيب الأنافي هذه العلاقة الأخيرة. فلاأمان كبيراً في حالة العلاقة «أنا - أنت» لأن تمام الأنا متورط فيها، بينما في حالة « الأنا - هو» شطر متفاوت القدر فقط هو المتورط. ولهذا يخاطر بكلشيءفيحالة «الأنا - أنت» ولا يترك فيها مجال لانسحاب الأنا، كماهي لحال في حالة خالأنا-هو»،

وينبغيألا ينظرإلى الأنت، في حالة «الأنا-انت» على أساس العلية او الحتمية، بل على أساس الحرية التامة بين كلا الطرفين «الأنا- والأنت». فيبقى الأنا هذا الأنت في تمام حريته واستقلاله وبالتالي عدم إمكان التنبؤ بسلوكه ما دام كائناً إنسانياً حراً. وحين يتساءل الانا عن انطباع الانت او ار ■ ا خطواته ويقدر استجاباته، هنالك تتحول العلاقة من

وأنا - أك، إلى «أنا - هو:.

ولا يوجد حاضر بالنسبة إلى العلاقة «أنا-هو» ، بل ماض فقط، لأن كل نظرة موضوعية عن انسان هي معرفة تتعلق بماضيه، بما فعل، بما كان، لا بما هو الآن في الحاضر.

ولهذه التفرقة بين علاقة «الأنا-أنت» وعلاتة «الأنا-هو» أثرها في ميدان الدين. إذ يرى بوبر أن ماهية العلاقة الدينية بين الأنا وبين المطلق هي أنها علاقة «أنا - انت» أي علاقة حوار وليست علاقة فناء كما في تصوف وحدة ا لوجود، ولا علاقة «أنا- هو» كما في التفسير المتزمت للدين ٠ ويقول بوبر ن ثمة «أنت» لا يمكن أن يتحول إلى «هو» ، وذلك هوالله. فقد يجترىء الإنسان على الله، وقد يكرهه، وينصرف عنه في حال محنته وتوالي المصائب عليه، لكن الله لن يتحول بالنسبة إليه أبداً إلى «هو»، إلىشىء، لا يناديه، شى ء بين أشيا،. ومن ثم يقول بوبر ن كثيراً من اللاهوتيين يخطنون حين يحيلون «الأنت» المطلق (اله) إلى «هو».

والانسان حين يخاطب الله بوصفه «الأنت» المطلق فإنه يدرك حقائق تكون على علاقة حية به. «وحتى من يكره إسم اسه ويظن أنه لا يؤمن بالله، لكنه في الوقت نفسه يهب ذاته كلها لمخاطبة «أنت» بوصفه «أنت»غيرعحددبغيره، فإنهيخاطبلله».

وفي ضوء هذا التمييز أيضاً يفسر بوبر العهد القديم من الكتاب المقدس بأنه حوار بين الله وبين الشعب اليهودي . ويفرق بين «لايمون» (الإيمان) في اليهودية و«البستس» ي50٣1 في الفكر اليونافي: فالأول يقوم على الثقة المتبادلة القائمة على الحوار بين الأمة اليهودية وبين الله، أما الثافي فهو الصدق في القضايا المنطقية. ويطبق بوبر هذا سلى التفرقة بين اليهودية والمسيحية، فيقون إن اليهودية تفوم على «الايمون»، على الثقة، على الحوار بين الشعب الإسرائيلي والله، أما المسيحية كما حددتها رسائل القديس بولس فتقوم على البستس (التصديق) المشابه للتصديق في القضايا المنطقية. ولهذا نرى بوبر يجادل ضد البروتستنت الذين يرون العلاقة بين الله والإنسان علاقة خضوع واستسلام من الإنسان لته، وضد الكاثوليك لذين يرون في ليهودية فعالية activism لا مكان فيها للطف الإلهى.

وقد ظل بوبر طوال حياته من أبرز دعاة الصهيونية وأنشط الموجهين الفكريين لها، لكنه فيما يتعلق بإقامة دولة إسرائيل كان يدعو هووماجنس، رئيس الجامعة العبرية، إلى قيام دولة ثنائية بين العرب واليهود، واستمر على هذا الموقف حتى بعدقيام إسرائيل، وكان عضواًنشطاًفي جماعة حرداالتي تدعو تلك الدعوة (وكان اسمها في السابق : «بريت شالوم») -وكان أول رئيس لأكاديمية إسرائيل للعلوم والدراسات الانانية (١٩٦٢,١٩٦١),

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة unbroken