ليث فائز الأيوبي


ليث فائز الايوبي شاعر عراقي، عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين وعضو في هيئة تحرير مجلة الاقلام. يعد من ابرز شعراء جيل التسعينيات الذي ظهر في العراق في اعقاب حرب الثماني سنوات رغم ابتعاده عن الاضواء

زاول العمل الصحافي في الصفحات الثقافية لمجموعة من الصحف اليومية والاسبوعية امتنع عن استلام مجموعته الشعرية الموسومة(تماثيل جاحدة)الصادرة مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة عام 2007 احتجاجا على تدخل الرقيب في تشويه اجواء بعض قصائده وحذف كل ما يدين الاحتلال ومرتزقته. احيل للتحقيق كونه موظف في وزارة الثقافة -دار الشؤون الثقافية في اعقاب نشر مقالته الموسومة(الخبراء وما ادراك ما الخبراء)في جريدة الصباح العراقية والتي انتقد فيها أداء بعض الخبراء (الرقباء)وجهلهم وتجنيهم على الابداع العراقي واضطر على اثرها إلى ترك الوظيفة بسبب التهديدات التي تلقاها من قبل جهات ظلامية غارقة بالجهل. حاز على عدد من الجوائز الادبيه في مجال الشعر منها جائزة الابداع الكبرى للشعر عن وزارة الثقافة عام 2006 عن قصيدته (باعة الاكفان) وجائزة نعمان العالمية للشعر

كما واختيرت قصائده ضمن مختارات شعرية متعددة وترجم شعره إلى أكثر من لغة عالمية.

[عدل] أعماله الشعرية المنشورة

كوابيس بيضاء 1998

مكابدات البلبل الاحدب 2000

وجوه مصفحة 2005

تماثيل جاحدة 2007

هذه بذرة مقالة عن شاعر تحتاج للنمو والتحسين، ساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

نماذج من شعره

جريمة قتل في متحف اللوفر

ليث فائز الايوبي

اطلق بوهيمي النار على بيكاسو في منتصف الليل بعيدا عن انظار زبائن معرضه الشخصي بعيدا عن انظار محبيه البسطاء وحمامة بيكاسو انتحرت وضعت حدا لشقاء العالم وارتطمت بعمود مغبر في الشارع وانتشرت كفقاعة صابون بيضاء البلبل طار بعيدا من قفص لم يكمل بعد

وغورنيكا هبطت من لوحتها لتقصي ما يجري بوضوح في ارجاء المتحف فاصطدمت عيناها في عيني القاتل وهو يشق حشود الزوار محوطا برجال الشرطة مخترقا عدسات الكاميرات

واسئلة الصحفيين الجوفاء لم يبق سوى القمر الوردي على نافذة المرسم والريش المتجمع تحت رماد اللوحة جثة بيكاسو الملقاة على دمها قدح الشاي المتجمد ريشته المكسورة........ جف دم الالوان على جدران مدينة غورنيكا نهض الاموات عراة واحتشد الفقراء صفوفا مختلقين مظاهرة لاعادة جثة بيكاسو البيضاء إلى..... جنتهم ثانية !

نزاعات مرقطة

الزهور على وجهها تتناثر فوق الرصيف مخلفة دمها في مناديل عمال رفع القمامة !

فوج مشاة.. يحاصر سندانة لأنتزاع المدينة من قبضة الورد..

كلب يزاول نبش القبور وتجريد اكفانها من عظام الملوك وتبديد مفعول لعنتها بالنباح امام الحصى !

جنرال من الكونكريت المسلح يلحس ما تبقى على شفتيه النحاسيتين من الزهو منتصبا..شاهرا يده في الهواء على نصبه الحجري يحيي ببزته العسكرية..محترسا جيشه الانكشاري وهو يؤدي مراسم تمجيده باللباس القصير وقعقعة الاوسمة............... نظرة مبهمة ! هو يعلم في سره ان ثمة مؤامرة في الخفاء..تدبر للاستيلاء على حكمه وهناك انشقاق خفي تحركه النار تحت الرماد....... تحاصره رغبة في استعادة أسماء من فرقته الوظيفة عن دفئهم يعتريه الحنين إلى نزهة في الشوارع بين رعيته البسطاء بلا عربات مصفحة أو تدابير أمنية صارمة.......... مثلما قد يروق له ان يرى بأمتنان جنود الطوارئ يخترقون الصفوف بكامل عدتهم وقيافتهم لحمايته واكتساب رضاه !

هكذا دائما تنتهي المهزلة..... بينما هو منتصب شاهرا يده في الهواء على نصبه الحجري يحيي ببزته العسكرية محترسا.. جيشه في مراسم حفل اعادة تنصيبه يرتمي طاقم الحرس الخاص لحظة بدء تراشق نيران مفرزة الاقتحام السريع عليه.. بأجسادهم داهسين بأقدامهم عشب اعمارهم واضعين اكاليل احلامهم تحت بسطاله مستميتين من اجل ابقاء سطوته والقضاء على خطر داهم....................... بعدها سيسود تبادل نار مميت من الجانبين يميز في هلع وارتباك تخاطف قامات اعدائه باللباس المرقط بين ازيز الرصاص الكثيف وهم يسقطون تباعا على اوجه... تتقلص فيها التعابير يخترقون الرصاص الموجه من فوهات بنادق فوج الحماية عبر سطوح البنايات أو ثكنات مموهة في ثنايا الشرف...!............................... بعدها سيقوم فصيل المغاوير مندفعا.. بضجيج بساطيلهم وهراواتهم ومعداتهم بمحاصرة النازحين وتمشيط منطقة الحادث الانقلابي في منتهى الحزم ساعتها سوف يقطع بث الاغاني ليعلن ان هناك انقلابا حدث.

الملائكة تأكل اظفارها تحت نصب الحرية

الملائكة توزع المنشورات السرية تحت نصب الحرية. وعمال النظافة يتسلقون اعمدة الكهرباء لجرف ذقون التماثيل المنتصبة..كوباء!.... النجوم تمارس العواء تحت نافذتي وهي تلعق عظام الازهار المرمية على الأسفلت والسماء مغمى عليها في صالة الانعاش تتنفس الهواء بعمق.. واناملها المتيبسة ملقاة كأوراق الخس على الشراشف

الملائكة تأكل أظفارها تحت نصب الحرية.... الملائكة تجمع الشراشف عن الاسرة وتخلي أسماء القتلى إلى دفتر الوفيات! القمر يستلقي على نقالة يجرها رجال ملتحون فاقدا وعيه والهواء يلفظ انفاسه الأخيرة وهو يطل برأسه من كيس النفايات! المسدس المصاب بنزلة برد يبصق الرصاص في منديل!....باعة الدم يحركون حنوكهم في ظلام الممرات امام من هم بأمس الحاجة اليه لاقناعهم بالرضوخ إلى صفقات الرماد المريبة وجوه معدنية امحت اساريرها وهي تمعن البصر في شواهد القبور بحثاً عن مصائرها! الازهار المتوعكة كالمناديل تفوح برائحة طلاء الجدران والمياه الساكنة كالنحاس تخفي اظفارها المتسخة خجلاً من أعين الاسماك!

لكم الذراق... ولنا الهديل

دبابة.. تتجول لاهثة خلف خرطومها مثل فيل داعر وترشق المارة بالقبلات !

العصافير.. لم تعد تحتمل رؤية دبابات المحتلين

وهي تثير الغبار وتزرع الحواجز الكونكريتية امام اجنحتها وبدلا من حزم حقائبها.. للرحيل شرعت بالقاء الذراق.. على خوذاتهم كلما مرت بهم !

حضيرة دبابات مستغرقة في سبات عميق نمت على جلودها طحالب خضر بينما كتيبة الازهار لا زالت هناك على التل تحاصر حائط المقبرة !

طائرات الاباتشي تحتسي الخمر في الجو وتبصق النار على المرايا !

من يحرس ضرس سقراط من مجانين اثينا !

على عنق تمثال الحرية يجلس جورج بوش ببزته الرسمية وهو يتصفح جريدة تفوح من اوراقها رائحة الحرائق والجثث المجهولة وبراز المجندات !

الافعى اخفت اسنانها في كوب الحليب وهي تتهيأ لتقبيل كوندا ليزا رايس !

الدمى مرمية في احضان القتلى !................... باعة الاناجبل يلمعون الميداليات على صدر يهوذا ويعزفون المارشات امام نعش المسيح !

ايها الجنرالات لكم الذراق... ولنا الهديل.................

دجاج بيت الطاعة !

ايها الطاعن في حفظ الاناشيد وفي النميمة، وهز الغدد ونسج الالتماسات إذا كنت دجاجة.. فلا تحارب الديوك بهذا البيض الفاسد الذي ترتمي عليه كأرملة عذراء.. وحقودة

ولا تسمح لريشك ان يزكم انوفنا برائحة آباط كلماتك المطاطية وافرازات تجاعيد وغدد اوراقك اللئيمة وهي تتقدم... ككتيبة راجلة مثقلة بالتضرعات والمؤامرات والتنهدات إلى سادن حقول الدواجن وهو يخفي حوافره الموحلة... بالغنغرينا خلف جدران مكتبه المسلح باكياس الرمل ووسائد الارائك وعلب المنشطات وقهقهة الجندرمة..!

ايها الطاعن في النوم اصح قليلا ليمر النمل وهو يحمل عظام الرخويات الهائلة على اكتافه ،,, متوغلا دون أن يجرحها شخيرك الثقيل وانت تزاول دفع عربات أحلام اليقظة في سوق الكوابيس !

ودع احلامك الصفراء تجلس القرفصاء.. في بيت الراحة بمنتهى الاحباط وهي تفرغ مثانتها من حصى كسل النقاهة وشوائب الأماني !

ايها الحجر الطاعن في السن اوقف شخير الخنازير المذبوحة تحت وسادة نومك وانت تنسج غيمة هائلة من كتب الالتماسات والتضرعات والتحننات وفقر الحال وقصم الظهور

واياك اياك ان تلمس المرايا الا وانت ترتدي القفازات كما يجدر بكونتيسة حفاظا على عروقها من دمامة اصابعك المسمومة من تصفح اوراق كتب المنجمين وقراء الطالع.. !

ايها الطاعن في الرخام قف هكذا... خامدا وقفتك الابدية.. والأخيرة ! كأي مهرج مسكين لكي نرتجل له صورة تذكارية بملابسه التنكرية لوضعها لاحقا في ألبوم متحف الكائنات المنقرضة

ايها الطاعن في الركاكة وفي الرحيل ستسحب خلفك عاجلا ام آجلا عويل الارامل الملتحيات وهواء الاطارات المثقوبة وشهيق الخنازير المذبوحة.. ونقيق السواقي عائدا.. كدجاجة حمقاء ودمثة إلى بيت الطاعة !