لويس دي مولينا
لويس دي مولينا (بالإسبانية: Luis de Molina) هو أستاذ جامعي وفيلسوف وقانوني واقتصادي إسباني، ولد في 29 سبتمبر 1535 في قونكة في إسبانيا، وتوفي في 12 أكتوبر 1600 في مدريد في إسبانيا.
مولينا
لاهوقي يسوعي اسباني، اشتهر بنظرية خاصة في العلاقة بين علم اله السابق وبين حرية الارادة في الانسان .
ولد في قونقه Cuenca ( في أقليم فثتاله باسبانيا ) في سبتمبر سنة ١٥٣٥ دخل الطريقة اليسوعية في كويمبرا Coimbra ١٥٥٣، ودرس الفلسفة واللاهوت هناك من سنة ١٥٥٤ إلى سنة ١٥٦٢ ثم في ايفورا Evora ( ١٥٦٢-٦٣) وتولى تدريس الفلسفة في كويمبرا ( ١٥٦٣-١٥٦٧) وتدريس اللاهوت في ايفورا (١٥٦٨- ٨٣) ، وأمضى بقية حياته في الكتابة، حقى توفى في مدريد في ١٢ أكتوبر سنة ١٦٠٠،
وأهم مؤلفاته :
١ - «اتفاق حرية لإرادة مع موهبة الفضل الإلهي »، سنة ١٥٨٨-٠١٥٨٩
Concordia liberi arbitrii cum gratiae donis
٢ - « شروح على الجزء الأول من القديس توما،، سة ١٥٩٢
Commentaria in Primam Partem divi Thomae
٣ -» في القانون والنظم،، في مجلدات ، ستة ٠١٦٠٩,١٥٩٣
De jure et institutia
ونظريته في التوفيت بين العلم الإلهي السابق وحرية الإرادة الانسانية سميت باسمه : المولنياوية : Molinisme
والقضيه هي . كيف تتفق حرية الارادة الانسانية مع تقدي الله السابق ؟ وتشتمل على ثلاث صعوبات هي :
١ - كيف يمكن التوفيق بين علم لله السابق بما سيقع من أفعال الانسان، وهو علم ثابت لا يتغير، وبين حرية ارادة الانان فيأن تغتار من الأفعال ماتثاء؟
٢ - إذا كانت كل أفعالنا الحرة صادرة عن الله بوصفه العلة الاولى ، فكيف يمكن إرادتنا الحرة أن تكون علة حرة، أو كيف يمكن أن تعزى أفعالنا الشريرة إلينا نحن ؟
٣ - إذا كان الله يريد حقا نجاة كل الناس، فكيف نفسر هذه الحقيقة الرهيبة وهي أن الكثيرين يموتون دون أن يتلقوا نور الإيمان ولا يبلغون النجاة الأبدية؟.
وهي مشاكل موجودة في اليهودية والمسيحية والإسلام على السواء . وفيما يتصل بالمسيحية ، حاول اللاهوتيون المسيحيون الجواب عن هذه المشاكل، فانقسموا حيالها إلى مذهبين : مذهب توما ، ومذهب مولينا . وقد اتبع مذهب توما الدومينيكان ، واتبع مذهب مولينا اليسوعيون ٠
وحاصل المسألة هو أن علم الله ، إذا نظر إليه في ذاته ، فإنه واحد لا يقبل الانقسام ؛وإذا نظر إليه منحين الموضوعات التي يتناولها علمه ، فإنه ينقم وفقاً لتنوع الموضوعات ا بين نظرية وعملية ، ضرورية وحرة ، الخ، وينقسم علمه أيضاً إلى , علم الرؤية , scientia visionis
والأولscientiasimplicisintelligentiae وعلم الفهم البسيط
يتعلق بالأمور التي وجدت، وتوجد وستوجد، والثاني يتعلق بالامكان المحض أي بالموضوعات. التي لم توجد، ولا توجد، ولن توجد. (راجع «الخلاصة اللاهوتية» للقديس توما ج-١ ، المسألة ١٤ ، المادة ٩) . فإن صح هذا التقسيم فلا بد أن ل يعلم الفعل الحر بعلم الرؤية ويرى توما أن هذا النوع من
مولينا
العلم يتضمن بالضرورة فعلا صادراً عن إرادة الد او قرارا إلهياً وإذن فإن الفعل الحر المستقل إغما يعلمه اللم بفضل قراره، ولهذا فإنه لا يمكن وجود فعل حر إلآ إذا قرر الله وجحوده.
فجاء مولينا وأنكر رأي توما هذا لأنه يفسد حرية الإرادة الانسانية . وقال: لا بد من العثور على طريقة بها يعلم له الفعل الانسافي الحر قبل القرار الإلهي، ومتقلا عنه . وثم نوع ثالث من الموضوعات ، هكذا يقول مولينا ، لاهوباامكان المحض ولا يرجع إلى صنف الموضوعات التي لها وجود بالفعل في زمان ما . هناك الحادث المستقبل الذي يمكن أن يوجد لو تحققت شروط معينة ، لكن هذه الشروط لن تتحق . ويندرج تحت هذا النوع كل الأفعال الحرة التي ، وإن لم يقدر لها الوقوع ، ستوجد لو تحققت شروط معينة , ويسمى هذا النوع باسم الحوادث المستقبلة المشروطة futura conditionata والله يعلمها بعلم وسط scientia media، هو علم وسط بين علم الرؤ ية وعلم الفهم البسيط - وعلى الرغم من أن الحيادث المشروط المستقبل لن يقع ابداً ، لان الشروط لتحقيقه لن تتوافر، فإن العلم الوسط ، بما هو كذلك ، يغض اكظر عن تحقق أو عدم تحقق هذه الشروط - ومن هنا فإن الم ، بالعلم الوسط ، يستكشف ويعلم بيقين معصوم ، ما ستفعله الارادة الحرة الانسانية بحريتها الفطرية ( تفعل هذا أو ذاك، توافق أو لا توافق علىفعلكذا، الخ ) إذا وضعت في هذه الظروف أو تلك . مثلاً : إذا اراد اللم من طرس (شخص ما) أن يوافق على فعل كذا، فإنه يقرر أن يضع بطرس في هذه الظروف او تلك ، ويقرر ، ثرطياً ، أن يهب عونه للفعل الذي اختارته إرادة بطرس الحرة . وفي هذا القرار ، المصاحب لعلم الله السابق بالفعل الحر ، يعلم اله الموافقة المستقبلة المطلقة دون مساس بحرية الإرادة ؛ لكن يقين علم الهم يرجع ، لا إلى التأثير الجوهري لقراره ، بل إلى العلم الوسط الذي يدرك الموافقة قبل القرار.
وخلاصة هذا الرأي أن علم الله ينفذ في أعمق عمائق الإرادة ويرى ما ستفعله قطعا في هذه الظروف أو تلك .
لكن اليس في هذا أيضاً إنكار لحرية الإرادة ، ما دام علم الله بخفايا الإرادة علبا يقينيا، وبالتالي علا بالعلة التي سينتجعنها بالضرورة فعل مجرد؟ -
لهذا جاء سوارث ، اللاهوقي اليسوعى المعاصر له ، فقال إن اللم يعلم الفعل الحر المستقبل في قراره منظوراً إليه
مقدماً على أنه مستقبل . لكن هذا مستحيل ايضاً ، أعني ان نتصور قراراً مستقبلا يصدره التم ، لأن قرارات الته أزلية ، وبالتالي لاعلاقة لها بماض ومستقبل .
كذلك يقول مولينا والموليناويون إن المدد الإلهي لإحداث الفعل لايسبق فعل إلإرادة لحرة،كماذهب إلى هذا توما ومشايعوه ، بل يتم في نفس الوقت ، كعلة جزئية، من أجل احداث نفس الفعل ونفس الأثر . وهو ما يسمونه ب « المعاونة المتواقتة ٠ ، وهي تتم إلى جانب الفعل وتتضافر مع فعل الإرادة .
وفيا يتصل باللطف الإلهي يتفق مولينا مع توما ضد البيلاجيين في توكيد أن اللطف الإلهي مجاني عض، أي لا يتوقف على أفعال الانسان ، بل الله يلطف بمن يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، دون اعتبار للأعمال من حسنات وسيئات , وإنما يختلف التومايون والموليناويون في طبيعة كل من اللطف الكافي واللطف الفعال، اللذين إليهما ينقسم اللطف الإلهي . إذ يرى التوماويون أن اللطف الفعال يختلق جوهريا -ab intrin 0٩عةعن اللطف الكافي . فاللطف الكافي يهب القدرة المباشرة على انتاج فعل منج، ويسمو بالارادة إلى متوى فوق طبيعي؛ لكن لاحداث فعل بالفعل ، فلا بد من لطف فعال ، وهكذا فإن اللطف الكافي يهب القدرة Posse بينيا اللطف الفعال يهب الانجاز agere . -أما الموليناويون فيرون أن اللطف الواحد يمكن أن يكون كافياً أو فعالاً : إنه يبقى كافياً إذ قاومت الإرادة ؛ لكنه يصير فعالاً ، إذا وافقت الإرادة ٠ ولهذا فإن اللطف فعال لا بجوهره ab intrinseca ، بل خارجياً ab ٣2ع185]٤*عبواسطة موافقة الإرادة .
تلك هي خلاصة آراء مولينا في هذا الباب . وقد زعم أنه لوكانت هذه الظرية التي قال ٢ا معروفة من قبل لما وجد مذهب بلاجيون ، ولما أنكر لوتر حرية الإرادة ، ولوافق أوغسطين وساثرآباء الكنيسة على نظريته هذه في التوفيق بين علم الله السابق وبين حرية الإرادة الإنسانية . لكن الذي حدث هو أن نظرية مولينا لم توقف تعاليم ميخائيل بايوس Baius ، ولم تمنع قيام مذهب جانسينوس Jansenius ، بل على العكس من ذلك أدت إلى مجادلات حادة وعقيمة بين اللاهوتيين المسيحيين في القرون التالية ، إذ أثارت ثاثرة أتباع توما وأوغسطين ، حتى رفع الامر إلى البابا كليمان الثامن ، فأصدر أمراً في سنة ١٥٩٨ بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق اسمها Congregatio de Auxiliis ، انعقدت جلساتها ١٨١ مرة لمناقشة نظرية مولينا هذه ! وانتهت اللجنة بإدانة هذه النظرية ثلاث إدانات متوالية ، وفي ١٣ مارس سنة ١٥٩٨ أتخذوا قرارهم النهائي بضرورة إدانة مذهب مولينا دون أدن تحفظ . وفي ١٩ ديسمبر سنة ١٦٠١ أ دانوا ا٢ قضية مأخوذة من كتاب Conardia. واضطر المرشد العام لليسوعيين واسمه ٧٩ز٩٧ا8ع٨إلىإصدارقرارفي١٤ ديسمبر سنة١٦١٣ فرض فيه عل اليسوعيين أن يأخذوا بمذهب سوارث بدلأ من مذهب مولينا