كومبادرازجو

كومبادرازجو (بالإنجليزية: Compadrazgo) نسق للقرابة الافتراضية، ترجع جذوره إلى الكنيسة الكاثوليكية فى العصور الوسطى فى أوروبا. ويمكن ترجمتها بتصرف على أنها "أبوة العماد". فعند تعميد الطفل فى الكنيسة المسيحية، تحدد الكومبادرازجو العلاقة بين أبوى الطفل البيولوجيين، وبين آبائه الروحيين الذين قد لا يكونوا من الأقارب. يرعى الآباء الروحيون قبول الطفل فى الكنيسة، ويتحملون - نظرياً على الأقل - مسئولية تعليمه الدينى. ويشير الآباء البيولوجيون والآباء الروحيون إلى بعضهم البعض بالاباء المشتركين. ويصاحب تلك العلاقة عادة درجة من الالتزام بالشكليات فى السلوك وفى لغة الحديث. ومن الناحية الرمزية تعنى الكومبادرازجو - غالباً - أن مجرد إنجاب الطفل لا يعنى ببساطة تأهيله لعضوية المجتمع المحلى، وأن أبويه البيولوجيين يجب أن يكتملا بالأبوين الاجتماعيين، حتى يمنحا الطفل وجوده الاجتماعى. وبهذا المعنى يمكن أن يوصف التعميد بأنه شعيرة من شعائر الانتقال (المرور).

وعلى الرغم من أن استخدام أبوى العماد فى تعميد الطفل يعد أمرا شائعاً فى بعض الكنائس البروتستانتية، وواسع الاتتشار فى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فى شتى أنحاء العالم، فإن الكومبلدرازجو تعد نظاما ذا أهمية اقتصادية وسياسية فى الثقافات الكاثوليكية لشعوب البحر المتوسط وأمريكا اللاتينية.

إذ يبحث الآباء البيولوجيون عن آباء مشاركين (آباء روحيون) لأبنائهم من بين ذوى الإمكانيات الاقتصادية والسياسية، حتى يؤمنوا حماية سياسية ودعما اقتصاديا للأسرة كلها، فضلاً عن توفير دعم مادى للطفل، فى شكل توفير مصروفات التعليم على سبيل المثال. وغالباً ما يصبح كبار رجال السياسية والاقتصاد فى المجتمع آباء عماد لعدد كبير من الأطفال، وهو الأمر الذى لا يكشف عن مكانتهم المرتفعة فقط ولكنه يعنى فى الوقت نفسه أنهم يستطيعون الاعتماد على الدعم السياسى والخدمات التى يقدمها الآباء المشاركون. فنسق التبادل غير المتكافىء الذى يتحقق على هذا النحو يكون بمثابة أساس للعديد من أنساق علاقات الولى / التابع المنتشرة على نطاق واسع فى تلك المجتمعات. هذا على الرغم من أن علاقات الولى/التابع ليست قاصرة فقط على الكومبادرازجو. وتبرز قوة ودور الكومبادرازجو كتتظيم أساسى -وكبديل للقرابة أو الدولة - فى الدور الذى تلعبه فى المافيا.

وفى أمريكا اللاتينية، لا يقتصر دور الأبوة الروحية على التعميد، وإنما يمكن أن يتخذ شرطا لتقديم العديد من المساعدات المادية. ففى الزواج يقوم الأب الروحى الغنى بتحمل نفقات الاحتفال. وقد يطلق الأب الروحى على من يتبرع ببناء مبنى للخدمة العامة، أو على صاحب العمل الذى يتكفل بتوفير نفقات تعليم فتاة تعمل لديه. كما يستخدم الإسم بصورة فضغاضة عندما يطلق مصطلح الأب الروحى على محبى الخير، على الرغم من علاقلت القوة غير المتكافئة التى يشعر بها من يطلب الإحسان.