كوكيزا

لوبومير كوكيزا (Ljubomir Kokeza) مدرب كرة قدم يوغسلافي راحل.... ولد في 15 مايو ايار عام 1920 وتوفي في 22 اغسطس اب من عام 1992... وقد درب المنتخب الوطني العراقي والمنتخب العسكري العراقي في عام 1969.. حيث يعتبر أول مدرب اجنبي يشرف على تدريب المنتخب الوطني العراقي

مسيرته لاعبا

يعتبر كوكيزا من ابرز اللاعبين اليوغسلاف خلال الفترة التي سبقت وتلت الحرب العالمية الثانية... وقد كان اخلاصه للقميص الأبيض لفريق هادوك سبليت (Hajduk Split) من جمهورية كرواتيا مضربا للمثل حيث مثله منذ عام 1937 وحتى اعتزاله الكرة في عام 1957 وهو بعمر ال 37 عاما... منها (14) عاما متتاليا من 1943 وحتى 1957 ! مثل منتخب بلاده يوغسلافيا في عدة مباريات دولية... اولها كانت مباراة ودية ضد تشيكوسلوفاكيا في براغ انتهت بفوز الفريق الوغسلافي 2-صفر !

مسيرته مدربا

قاد كوكيزا عدة فرق محلية في بلاده عقب الاعتزال..كفريق دالماتيناك سبليت وجادران كاسل... وفي عام 1963 انتقل إلى المنطقة العربية حيث قام بتدريب المنتخب المصري وكذلك فريق المصري البورسعيدي حتى عام 1968.. عندما تحول لتدريب المنتخبي الوطني والعسكري العراقيين في تجربة لم تستمر طويلا... ليعود بعدها إلى بلاده ويقود عدة فرق... قبل أن يعود إلى المنطقة العربية ويدرب فريق هلال بنغازي الليبي

كوكيزا في العراق

كانت الكرة العراقية في اواخر عام 1968 تعاني من الياس والاحباط اثر الخروج المحزن المذل للمنتخب الوطني من تصفيات الألعاب الأولمبية الصيفية 1968 (الآلومبياد) في مكسيكو على يد تايلند... والخروج الأكثر ايلاما من تصفيات العالم العسكرية التي استضافت نهائياتها بغداد دون أن يكون البلد المنظم طرفا فيها...وبعد فشل المدربين المحليين في تحقيق اي نتيجة ايجابية في السنوات الأخيرة.. فقد ظهرت الحاجة إلى وجود المدرب الاجنبي... فكان التعاقد مع اليوغسلافي كوكيزا ليكون أول مدرب اجنبي يقود المنتخب الوطني العراقي.... بعد أن سبق لمدربين اجانب مثل هيل وكوستا قيادة المنتخب العسكري ! جاء كوكيزا إلى العراق في خريف عام 1968 قادما من مصر... في وقت كانت فيه الكرة العراقية تعيش خريفها الكروي باعتزال أغلب لاعبي جيل الستينات الذين عرفهم واحبهم الجمهور كهشام عطا عجاج وقاسم زوية وقيس حميد وغيرهم... جاء وسط امال كبار في أن يعيد صياغة تاريخ الكرة العراقية ويوظف إمكانات اللاعبين الفردية العالية في سبيل تحقيق الانجازات... لكن رحلته انتهت بسرعة كبيرة... وبفشل ذريع بعد عجز المنتخبين الوطني والعسكري عن تحقيق اي فوز يذكر تحت قيادته... ليغادر العراق سريعا في عام 1969

قيادته للمنتخب الوطني العراقي

كان تواجد كوكيزا مع الكرة العراقية قد جاء ضمن فترة تجديد الدماء... بعد رحيل لاعبي الجيل السابق... وقد كان من الصعب على مدرب ياتي للعراق توا ان يقوم ببناء فريق في فترة وجيزة في وقت كانت تنتظر الكرة العراقية عدة مشاركات خارجية.. !

اتبع كوكيزا طريقة اللعب 4-2-4 التقليدية المعروفة في أوروبا في الستينات... وقد كانت بطولة الصداقة الودية في إيران في اذار من عام 1969 أول اختبار رسمي للمنتخب الوطني تحت قيادته... في تلك البطولة استدعى المدرب عدد كبيرا من اللاعبين ذوي الخبرة القليلة.. الذين لم يسبق لأغلبهم تمثيل منتخب العراق.. خاض بعضهم مباراته الدولية الأولى ضمن الدورة مثل : احسان بهية وصباح نوري وفانوس الاسدي وصبيح عبد علي وعمو يوسف وكلبرت اويقيم وقاسم طالب ومظفر نوري وعصمت السيد وجميل حنون وجمال صالح...والبعض الاخر لم يكن له خبرة أكثر من عشر مباريات دولية مع الفريق مثل : مجيد علي ومجبل فرطوس ودكلص عزيز وباسل مهدي وطارق عزيز وستار خلف... ولم يضم الفريق الا عددا قليلا من الوجوه ذات الخبرة كحسن بلة ونوري ذياب وشدراك يوسف ! لم يقدم المنتخب العراقي إمكانات تذكر في الدورة... فخسر أولى مبارياته امام سبارتاك موسكو السوفيتي بهدفين جاءا في الشوط الثاني... وفي المباراة الثانية ورغم تقدم الفريق على إيران بهدف نوري ذياب إلا أن اصحاب الأرض عادوا إلى المباراة سريعا وسجلوا هدفين.... وفي ثالث المباريات تلقى الفريق العراقي واحدة من اقسى الهزائم في تاريخه الكروي والتي كانت على يد باكستان المتواضعة التي كانت قد خسرت بالاربعة والخمسة في مباراتيها السابقتين في البطولة... وتكرر نفس السيناريو الذي حدث امام إيران.. تقدم العراق بهدف عمو يوسف ثم سجلت باكستان هدفين.. مع اضاعة ضربة جزاء لكل فريق بداها اللاعب العراقي كلبرت اويقيم الذي يخوض مباراته الدولية الأولى باضاعة الركلة في الدقيقة 16 من المباراة ! اما اخر المباريات فخسرها الفريق العراقي امام نادي مرسين التركي بهدف واحد دون مقابل... ليعود الفريق العراقي محملا باعباء الهزائم الاربع... ويضطر اتحاد الكرة إلى الابقاء على كوكيزا حتى نهاية عقده

قيادته للمنتخب العسكري العراقي

لم تمض الا شهور قليلة الا وكان منتخب العراق العسكري تحت قيادة كوكيزا يسجل تواجده الأول في نهائيات كاس العالم العسكرية في اليونان في حزيران يونية 1969.. وذلك اثر الدعوة التي تلقاها الفريق العراقي... ! شهدت التشكيلة استدعاء عدد اخر من الوجوه الجديدة كعبد كاظم وجاسم محمد علي وهاشم عبد اللطيف وموسى عبد الله وعلي أكبر ومؤيد محمد صالح... إضافة إلى المفاجاة بعودة المخضرم هشام عطا عجاج إلى تشكيلة المنتخب العسكري... !

لعل ابرز ما ميز هذه المشاركة هي سوء الاستقبال وسوء الضيافة التي قوبل بها الوفد العراقي من قبل الجانب اليوناني.. فرغم وصول الوفد مبكرا إلى سالونيك إلا أن الجانب اليوناني كان حريصا على ان يكون الوفد العراقي اخر من يصل إلى الفندق المتواضع... حيث تم نقل اللاعبين بسيارة حمل (لوري) إلى مقر اقامتهم.. مع العلم ان الجانب العراقي كان قد استقبل الفريق اليوناني أفضل استقبال وانزله في أفضل الفنادق في بغداد في بطولة العالم العسكرية الماضية في عام 1968... ولعل ذريعة اليونانيين في ذلك هو وقوف الجمهور العراقي إلى جانب المنتخب التركي ضد اليونان في نهائي بطولة العالم العسكري في بغداد وهو ما كان خلاف الواقع تماما... !

واصل المنتخب العراقي الذي يسمى المنتخب العسكري نتائجه المتواضعة تحت قيادة كوكيزا.. فخسر أولى مبارياته مع كوريا الجنوبية بهدفين ضد لاشئ... لتشهد المباراة الثانية النقطة المضيئة الوحيدة في مشوار كوكيزا في العراق... عندما وقف منتخب العراق العسكري ندا للبلد المضيف اليونان حامل اللقب في البطولة السابقة وبطل الدورة الحالية... في تلك المباراة سجل نوري ذياب هدفا أسطوريا اثر تسديدة من منتصف الملعب ومن مسافة 45 مترا عانقت الشباك اليونانية بحرارة... وقد شهدت المباراة اعتداء الجمهور اليوناني على مسجل الهدف بعد اصابته في الشوط الثاني وبشكل منع المعالجين من علاجه... تلاه الاعتداء على لاعبي الفريق العراقي بالقناني الفارغة.. في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف واحد لكل فريق !

وهكذا رحل كوكيزا وترك منصبه في قيادة المنتخب العسكري الذي قاده أيضا في عدد قليل من المباريات الودية انتهت غالبيتها بهزيمة الفريق العراقي !

المصادر

-حسنين مبارك : مقالات في موقع الرياضة العراقية (باللغة الإنكليزية)

-لقاءات صحفية سابقة مع اللاعبين نوري ذياب وكلبرت اويقيم

Ljubomir Kokeza]] hr:Ljubo Kokeza