كروموسفير
الكروموسفير أو (الطبقة الملونة (Chromosphere) يرجع السبب في وجود الغلاف المضيء المحيط بقرص الشمس إلى وجود غاز الهيدروجين الذي يكون الطبقة المكونة لجو الشمس ويعرف هذا الغلاف باسم الكروموسفير. وهي الطبقة التالية للطبقة العاكسة علوا وقد اكتسبت هذه التسمية من تلك الصبغة الوردية التي تستمدها من الهيدروجين والتي تبدو واضحة في حالة الكسوف الكلي للشمس عندما يحجب القمر قرص الشمس فتبدو طبقة الكروموسفير كحزام أحمر يحيط بظل القمر ويظهر في صورة تاج أو إكليل مضيء في بهاء لامع. ويقدر عمق هذا الإكليل أو تاج الشمس Corona حوالي 4٨٠ ألف كيلومتر وأبعادها ليست منتظمة وقد تمتد منها انبثاقات طويلة تسمى النتوءات أو الألسنة تبرز من وراء الطبقة الغازية خارج حافة الشمس. إن تاج الشمس جزء من الأجواء العليا للشمس Upper Atmosphere وهو مكون من إلكترونات طليقة تبلغ سرعتها حوالي ١١ مليون كيلو متر في الساعة. وهي طبقه محيطه بالشمس تكون على شكل لهب خارج من الشمس ودرجة حرارتها أقل من درجة حرارة سطح الشمس.
تاج الشمس
وتاج الشمس لا يرى في الحالات العادية لان ضوء الشمس يحجبه ولكن يمكن مشاهدته بوضوح أثناء الكسوف الكلي للشمس. ويفسر بعض علماء الفلك وجود هذا الإكليل الشبيه بالقناع بأن ذرات العناصر المختلفة تمتص جزءا من ضوء الشمس وتمسك به مؤقتا ثم تطلقه مرة أخرى. وكل ذرة عندما تقوم بهذا ترسل ضوءا بشكل لون مميز وعلى ذلك فان طاقة الشمس بهذه الطريقة يتم امتصاصها ثم إطلاقها ثانية وعليها طابع الذرة التي امتصتها ولكن بواسطة المطياف تحليل ضوء الإكليل إلى ألوان متباينة. وقد كان علماء الفلك - لسوء الحظ - بطيئين في بحوثهم في هذه الناحية فعلى مدى خمسين سنة كانت الخطوط الخضراء في إكليل الشمس تعزى إلى عنصر جديد غير معروف على الأرض أطلق عليه اسم (كورونيوم) ولكن جاء العالم السويدي أيدلين ليبين أن الخطوة الخضراء ناتجة عن ذرات عادية من عنصر الحديد نزعت منها الكتروناتها. فأيون الحديد يتكون عادة من نواة داخل سحابة من الإلكترونات يبلغ عددها ٢6 إلكترونا لكن بعض هذه الإلكترونات تفلت في درجات الحرارة الهائلة. وتفقد ذرة الحديد في إكليل الشمس ١٣ إلكترونا وهذا ما يحدث عندما ترتفع درجة الحرارة إلى عدة ملايين من الدرجات وهذه الإلكترونات المنتزعة من ذرة الحديد ترسل إشارات راديوية قوية تدلنا على درجة الحرارة الهائلة في إكليل الشمس. وترتفع درجة حرارة الإكليل والكروموسفير بسبب تلك الانفجارات التي تحدث في الطبقات الداخلية. أن الفوتوسفير جحيم جائش ترتفع إليه من الداخل غيوم عملاقة محملة بالحرارة اللافحة ونستطيع بتلسكوب خاص قوي أن نرى طبقة الفوتوسفير وهي ذات سطح ملئ بالملايين من الخلايا أو المراكز البراقة. وكل منها تبدو كانفجار قنبلة هيدروجينية عملاقة ممتدة على بقعة قطرها حوالي ٨٠٠ كيلو متر. وهذه الينابيع الشمسية ترفع من درجة حرارة الكروموسفير والإكليل الشمسي. وقد تثور أحيانا طبقة الفوتوسفير بعنف غير مألوف فتقذف مادة تشق طريقها عبر الكروموسفير والإكليل ويندفع سيل من الغاز المتأجج في جو الشمس آلاف الكيلو مترات. ولكن يتأثر هذا الغاز في حركة اندفاعه بخطوط القوى المغناطيسية فينحني إلى الإكليل ثم يعود إلى طبقة الفوتوسفير مرة أخرى. وممكن رؤية هذا الغاز المتوهج بسهولة حين يحجب بريق الفوتوسفير الخاطف إبان الكسوف الكلي للشمس فنجد السنة براقة من الغاز (النتوءات) تندلع من حافة الشمس وقد وجد أن معظم هذه النتوءات تبدأ وتنتهي على حافة إحدى البقع الشمسية.
البقعة الشمسية
والبقعة الشمسية ليست منطقة عاصفة وإنما هي منطقة أقل حرارة من جوارها هادئة يعزلها مجال مغناطيسي شديد عما يحيط بها في منطقة الفوتوسفير. ولكن المادة حول البقعة الشمسية في حالة ثورة عنيفة والطاقة في داخل الشمس تندلع إلى الخارج-من حول البقعة-مسببة الانفجارات الهائلة. وقد تكون هذه الانفجارات عنيفة أحيانا إلى الحد أنها تقذف بجزء من الفوتوسفير إلى الفضاء الخارجي بحيث يتحول إلى كتلة من الغاز المتأين تسير بين الكواكب بلا هدف.
إن الكروموسفير هو عبارة إذن عن نطاق تسوده حركات عمودية شديدة فخلاله لا تنتقل طاقة الشمس فقد وإنما أيضا البروتونات والجسيمات التي تصبح جزءا من الرياح الشمسية التي تنطلق من الشمس. والكروموسفير أيضا هو المكان الذي يولد فيه الوهج أو التأجج الشمسي Solar Flare وهي منطقة محلية ترتفع حرارتها-وكثير ما يكون ذلك فجأة-إلى درجة غير عادية. وقد تغطي مساحة كبيرة تبلغ عشرا من واحد في المائة من سطح الشمس كله. والتعليل المرجح لهذا الارتفاع المفاجئ في الحرارة هو أن ثمة اضطرابا مغناطيسيا ينتج جسيمات سريعة الحركة تصطدم بمادة الشمس العادية. وعند حدوث الوهج الشمسي كثيرا ما تقذف الشمس جسيمات سريعة الحركة في اتجاهات متزايدة الاتساع ومن السهل تمييز ما يصل من هذه الجسيمات المنطلقة ناحية الأرض. والتوهجات الكبيرة فقط هي التي تتولد منها عواصف من البروتونات وسحب من الجسيمات المشحونة تتداخل مع الاتصالات اللاسلكية على الأرض كما تشكل خطورة على رواد الفضاء بالقرب من النجوم. وتنتشر التوهجات عادة في منطقة البقع الشمسية مصحوبة بمجالات مغناطيسية معقدة ويكون هناك فرصة أكبر لحدوث التوهجات أثناء نمو البقعة الشمسية. وتختزن التوهجات الشمسية كميات هائلة من الطاقة الأمر الذي يبدو واضحا في ذلك الطوفان من الجسيمات التي يقذف بها في الفضاء.
المصادر
- The Sun - Introduction
- الكون والثقوب السوداء لرؤوف وصفي.