كرباباد
تحتاج هذه المقالة إلى تدقيق لغوي وإملائي ومراجعة علامات الترقيم. يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإجراء التصحيحات المطلوبة.
الرجاء إزالة هذا القالب بعد القيام بالتعديلات اللازمة. وسمت هذه المقالة منذ : يونيو_2010 |
كرباباد قرية ساحلية في مملكة البحرين، وتقع غربي ضاحية السيف، وتحتضن قرية كرباباد العديد من المعالم المهمة في تاريخ البحرين، منها قلعة البرتغال (قلعة البحرين)، ومصنع السلال، كما تشتهر بصناعة الأدوية الشعبية. كان اسم القرية في السابق هو (كرب آباد). أي أرض الكرب والمصائب. ثم حرف إلى الاسم الحالي كرباباد وقد اشتهرت منطقة كرباباد ((كرب آباد)) بعيون الماء وكثرة النخيل والاشجار فاشتغل سكانها بالفلاحة والزراعة والتشجير، وبسبب موقعها الساحلي فقد ارتبط اهلها بالبحر واستخراج اللؤلؤ وصيد الاسماك، وتشتهر القرية بصناعة ارتبطت جميع مقوماتها بالنخلة ومنتوجاتها حيث توارث اهلها صناعة السلال التقليدية ومع اكتشاف النفط في عقد الثلاثينات في البحرين اتجهت مجموعة من سكانها للعمل في شركة نفط البحرين ((بابكو))، وقد شهدت المنطقة نهضة عمرانية كبيرة تمشياً مع النهضة العمرانية والحضارية التي تعيشها مناطق دولة البحرين في الريف والمدينة,
أولاً: خلفية جغرافية:
1- الموقع :
تقع كربا باد في دائرة عرض 13 26 وخط طول 32 50 وعلى ارتفاع 1,5 متر عن سطح البحرحيث تبعد عن الساحل حوالي نصف كيلو متر وتقع في الجزء الشمالي من مملكة البحرين. ويحد القرية من الشمال البحر أما من الشرق فتحدها ضاحية السيف التي نشأت من عملية دفان البحروالتي كان لها بالغ الاثر في جذب انظار المستثمرين للمنطقة واما الجانب الشمال الغربي إلى القرية يتصل بقلعة البحرين التاريخية وأخيرا تحدها المزارع في الجزء الجنوبي حيث تحتضن القرية على شكل نصف دائرة. وتتبع القرية المنطقة الشمالية في السابق والتي تضم القرى التالية : القلعة، حلة عبد الصالح، المقشاع، كرانة، جنوسان، باربار، جد الحاج، الدراز، البديع. أما في الوقت الحاضر فإنها إدارياً تتبع محافظة العاصمة الدائرة الرابعة بعد استحداث نظام المحافظات والتي تضم القرى التالية : السنابس، النعيم، الحورة، القضيبية، العدلية، السلمانية، الجفير، أم الحصم، عذاري، الجزيرة. هذا وترتبط القرية ارتباطا وثيقا بمنطقة العاصمة والمناطق المجاورة لها والتي توجد فيها معظم الوزارات والمؤسسات والمصانع ومعظم الخدمات التي يحتاجها سكان المنطقة.
2-مظاهر السطح:
للمعالم الطبوغرافية أهمية بالغة عند اختيار مواقع المراكز العمرانية إضافة إلى العوامل البيئية ويتضح ذلك من خلال أثر التضاريس في انتشار المركز العمرانية وبما ان سطح قرية كربا باد يتصف باستوائه فانه لا يجعل لهذه العوامل أهمية ذات قيمة تؤخذ في الحسبان عند اختيار السكن في القرية.
3-التربة:
تختلف أنواع التربات في القرية فالشاطىْ الشمالي للقرية عبارة عن رمال ناعمة قبل عملية الدفان اما الآن فهو عبارة عن صخورجيرية متصلدة مكشوفة مع رمال أسفل الشاطىْ بينما يتكون الشمال الغربي للقرية من التربة الرملية الغرينية والتي تمتد إلى الاجزاء الجنوبية حيث أنتشار المزارع نتيجة لوجود التربة الخصبة، ومن أشهر المزارع : مزرعة البديعة الصغيرة، بديعة أم الباب، مزرعة البديعة العودة، بديعة بن خاتم، مزرعة ام الخاتم، وجميع هذه المزارع ملك للشيوخ من الاسرة الحاكمة.
4- مصادر المياه:
قرية كربا باد خالية من العيون الطبيعية حيث يعتمد السكان قديما على العيون في المناطق المجاورة لها مثل عين كوهاش(1)الموجودة في قرية المقشاع حيث يخرج منها مجرى ماء شديد الاندفاع نحو القرية وهو مكشوف حيث يمر على بيوت أهالي القرية ومزارعها كما كان هذا المجرى يدفع ثمار البساتين الساقطة فيه مثل اللوز والجيكووالبابا...الخ إلى المناطق التي يمر عليهاوينتهي به المطاف حيث يصب في البحر(2).
ثانيا: التسمية وتاريخ القرية:
1- تعددت الآراء حول تسمية قرية كربا باد ومنها مايلي:
- حرف الكاف(كربا باد) بفتح الكاف وسكون الراء من الأرياف الشمالية(3). - حرف الجيم(الجابور) من المنطقة الشمالية الريفية وهي مصيف لبعض الامراء(4).
- قد ذكرها المؤرخ مبارك الخاطر فقال: في جزيرة أوال(المنامة) هناك مناطق يجمع عليها انها (آباد) ويعتبرونها أسماء مضافة إلى المكان مثل سلماباد، كربا باد، على أنها أسماء أعجمية، وهذا في الحقيقة خطأ شائع لهذا المعنى وتصويبه انه جمع"أبد"وأن هذا المكان هو مكان السلم الابدي وهو تيمنا بالسلم الدائم كمااضاف المؤرخ انها كرب الاباد فالكرب من الشدة مثل "معدي كرب"من اليمن ،والكرب هو الحزن أيضا فقد يكون هذا المكان فيه شيْ من الحزن المؤبد أو ان قائده من كرب، والشاعرخالد الفرج أكدعلى هذا الموقع في عام 1926وهو من المؤرخين الكبار حيث قال:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - -
1- من كتاب عقد اللآل في تاريخ أوال صفحة 35 لمحمد علي التاجر.
2- من كتاب المآتم في البحرين للمحامي عبد الله آل سيف صفحة 102.
3- من كتاب حاضر البحرين للشيخ إبراهيم المبارك.
4- من نفس المصدر السابق
يحمي اميرهم الحمى من سوده ومقام سدته بكرب آباد أي ان هذا القائد يحمي مناطق جزيرة العرب التي في البحرين الكبرى(1). - الباحث التاريخي والتراثي علي أكبر بوشهري ارجع اسم القرية الي انه اسم مركب من كلمتين فارسيتين الأولى كلمة كربة أي عشب أو نبات بري (علف)و اباد تعني روضة أوأرض، أوحديقة ،أي أرض الاعشاب حيث تكثر حول هذا القرية الاعشاب البرية (2). - 2- تاريخ القرية:
- ذكر المؤرخ مبارك الخاطرأن منطقة كربا باد كان بها مقر لاحد ملوك البحرين وليس جزر البحرين حيث يرى المؤرخون انه كان بها"سدة حكم للعيونيين"في هذه المنطقة وهم حكام البحرين من القرن الرابع إلى القرن السابع الهجري(3). - كما أن مجاورة القرية لأثر تاريخي كقلعة البحرين له بالغ الأثرفي صنع تاريخ هذه القرية الصغيرة ،فمن الأحداث التي شهدتها القرية هي تعرضها لحريق هائل بداية القرن العشرين أتى على بيوت القرية المصنوعة من سعف النخيل وجذوعها حيث نزح الأهالي للقلعة وبنو على ساحلها الرملي النظيف قمرة"عبارة عن تظليل منطقة بمواد النخلة وسعفها " بعد فترة قصيرة عادوا للقرية لبناء منازلهم مرة آخرى) 4). -أيضا لوقوع القرية بجوار البحر لم تسلم من غضبه فقد تعرضت لأمواجه العاتية التي أغرقت بيوتها لكن لما هو معروف عن أهلها من الصبر على المحن فقد قاموا مرة آخرى بالبناء لكن هذه المرة أستخدموا الحجارة والطين البحري(5).
- - - - - - - - -- - -- - - - -- - - - - - - - - - - - - - - -- - - - - -- - - 1- مقابلة مع المؤرخ مبارك الخاطر في جريدة الأيام عام 1992. 2- من كتاب المآتم في البحرين للمحامي عبد الله آل سيف / صفحة 102. 3- من نفس مصدر رقم 1. 4- من نفس مصدر رقم 2 بالإضافة إلى مقابلة مع الحاج عبد الله المؤمن أحد رجال القرية الكبار. 5- من نفس مصدر رقم 2.
- الأنشطة التي يعمل بها أهالي القرية:
1- الزراعة:
شكلت هذه المهنة لوقت قريب مصدراً اساسياً للمعيشة بالنسبة لبعض الأهالي حيث يتكسبون من العمل في المزارع الموجودة في القرية والتي تعود ملكيتها للاسرة الحاكمة0 وتعود أسباب اْزدهار الزراعة لفترة طويلة والى الأ ن في القرية إلى ما يلي: - توفر المياه الجوفية العذبة وذلك من خلال الأبارالأرتوازية0 - خصوبة التربة ،وذلك لتكو نها من الرواسب الغرينية والطفل0 - التصريف الجيد لمياه الصرف الزراعي0 ولكن نتيجة لاكتشاف النفط ودوره في قيام النهضة الحديثة في البحرين، أسهم في جذب الأيدي العاملة الزراعية إلى المهن الجديدة التي تدر عائدا أكبر من العائد الزراعي والذي يمكنه أن يفي باحتياجاتهم الكمالية المستحدثة ونتيجة لذلك حلت الأيدي الأجنبية محله.
2- صيد الأسماك:
نظرا لمجاورة القرية البحر فمن الطبيعي أن يمارس أهلها العمل فيه فقديما احترف بعض الأهالى الغوص لاستخراج اللؤلؤ حيث كان جد الطالبة النوخذه في ذلك الوقت، بالإضافة إلى ذلك عمل أهلها في صيد الأسماك حيث تعد المنطقة البحرية التي تشرف عليها القرية منطقة ملائمة لحضانة بيوض الأسماك وفقسها، في الوقت الحالي تعد مهنة صيد الأسماك مهنة مستقلة ومصدر رزق أساسي للكثير من الأهالي خاصة الشباب ،ناهيك عن أن جميع أهالي القرية يمارسونها للهواية أولتوفير غذاء لأسرهم0 بشكل عام هذا المهنة معرضة للخطر بفعل التلوث الكبير للبحر جراء عمليات الدفان غير المدروسة والذي بدوره سيؤثر على الثروة السمكية للمنطقة بأكملها0
3- المهن الحديثة :
مع ظهور النفط وقيام النهضة التنموية الحديثة في البحرين كان أهالي القرية كبقية سكان القرى والمدن من المتقدمين في التوجه للعمل في القطاع العام خاصةً في مجال الصناعة والصحة والكهرباء والزراعة. ومع انتشاء مدارس التعليم النظام الحديث فقد توجه الكثير من الاهالي للحصول على قسط كبير منه فانخرطوا في مهنة التدريس والوظائف المكتبية في الوزارات والادارات الحكومية. والقطاع العام يشكل حوالي 60% من سوق العمل لأهالي القرية وهذه النسبة في التراجع نتيجة للتوجه المتزايد نحو القطاع الخاص وحصول الكثير من أبناء وبنات القرية على شهادات عليا تأهلهم للعمل بكفاءة في القطاع الخاص خاصةً في المجال التجاري والصناعي. كما كان للمرأة الكربابادية مساهمة كبيرة في العمل في القطاعين، نظراً لزيادة متطلبات الحياة.
الصناعات التي تشتهر بها القرية : نظراً لوجود القرية في منطقة زراعية ذات كثافة نخلية مما جعل أهل المنطقة يعتمدون على شجر النخيل كمادة أولية طبيعية فقد أشتهر أهل القرية بصناعة التمور والمنازل السعفية والخزائن على اختلاف استخداماتهاوصناعة السلال على اختلاف أحجامها وأشكالها حيث تشتهر بها القرية بشكل خاص ،فهي محط أنظار للكثير من الأجانب القادمين لزيارة قلعة البحرين وكذلك صناعة مصائد صيد الاسماك وصناعة ماء اللقاح والادوية الشعبية.