كاميلو ليوناردي
لقد تم نشر کتاب Speculum Lapidum (أو Mirror Of Stones) لأول مرة عام 1502، ويعد هذا الكتاب من أوائل النصوص التي قدمت الكثير من المعلومات عن المعادن، خاصة الأحجار الكريمة والأحجار شبه الكريمة. وقد تميز هذا الكتاب بتقديم المعلومات الشاملة والإلمام بالمعادن، التي كان يبلغ عددها في ذلك الوقت 250 معدناً، من خلال تقديم وصف للخصائص الطبيعية لهذه المعادن مثل اللون والقدرة على التفلج.
لكن، في هذه الفترة، لم يتم تقديم الكثير من المعلومات حول التركيب الكيميائي للصخور، ولذلك نجد أن کامیلوس قد قدم القليل حول محتويات الصخور، ولكنه قدم الكثير من المعلومات حول قدرة هذه الصخور على علاج أنواع متعددة من الأمراض. وقد كان يعتقد في هذه الفترة أن كل لون من ألوان الصخور له معنی وفائدة معينة. فمثلا، نجد أن هناك بعض الحكم التقليدية التي تم توارثها من قديم الأزل تقول إن الصخور الحمراء، مثل الياقوت والعقيق الأحمر، لديها القدرة على التحكم في النزيف والعدوى. أما الياقوت الأزرق فلديه القدرة على معالجة البثور والدمامل.
كان مؤلف هذا الكتاب ليوناردو کامیلوس، شأنه شأن عدد كبير من فلاسفة الطبيعة في ذلك الوقت، يعمل في مهنة الطب. فلقد كان الطبيب الملكي الخاص للقائد العسكري سيزر بورجيا، الذي أهدى له هذا الكتاب. ولقد وضح هذا الكتاب، من بين عدد من الأفكار الأخرى، أن الكهرمان (وهو شجر به مادة عضوية صمغية متيبسة) يساعد على علاج الأسنان الضعيفة ، ويعمل كترياق للسموم، كما أنه يعالج كل الاضطرابات التي تواجهها الحنجرة. ويوضح هذا الأمر الطريق الطويل الذي كان على العلم أن يتخطاه، لأنه لم تكن هناك أدلة قوية تثبت صحة هذه الادعاءات، وكان أي تشكيك في صحة هذه الادعاءات يعد بمثابة إهانة لعظماء الماضي. وبالتالي، لم يتقدم العلم بحق إلا عندما تخلص العلماء من مهابة الأفكار القديمة وإخضاع هذه الأفكار للتجريب والملاحظة.