كاسبار فريدريش وولف

كاسبار فريدريش وولف (بالروسية: Вольф, Каспар Фридрих)‏ (و. 1735 – 1794 م) هو طبيب عسكري، وعالم حيواني، وأستاذ جامعي، وعالم وظائف الأعضاء، وعالم تشريح من الإمبراطورية الروسية، ولد في برلين، كان عضوًا في الأكاديمية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، والأكاديمية الروسية للعلوم، توفي في سانت بطرسبرغ، عن عمر يناهز 59 عاماً.

C.F.Wolff هو المختصر الرسمي لاسم عالم النبات كاسبار فريدريش وولف المستعمل في التسميات العلمية اللاتينية للنباتات.

التعليم

تعلم في جامعة هاله.

كاسبر وولف واتتصار نظرية التخلق المتعاقب

أثارت مراحل تطور الجنين في الحيوان والإنسان بداية من حدوث الحمل حتى الولادة الكثير من الجدل في تلك الفترة. ويذكر أن الطبيب الإنجليزي وليم هارفي الذي كان له دوركبير في اكتشاف الدورة الدموية (١٦١٦) كان أحد مؤيدي مبدأ التخلق المتعاقب. وتكمن الفكرة الأساسية لهذا المبدأ في وجود مادة لم يتم التعرف عليها جيدا في البويضات الأنثوية. عندما يتم التأثير على تلك المادة بواسطة الحيوانات المنوية الذكرية، فإنها تتشكل حتى تكون الأعضا، والأطراف استعدادا لولادة. وينطبق ذلك على جميع الحيوانات. وبذلك، أعلن هارفي أن جميع الكائنات تخلق من البيضة.

على الجانب الآخر، هناك العديد من العلماء الذين يؤيدون نظرية التخلق السبقي. وتفترض تلك النظرية أن البويضة تحتوي مسبقا ومنذ البداية على جميع أعضاء الجنين ولكن بحجم دقيق جدا. وعند حدوث الحمل، تأخذ تلك الأعضاء في النمو. ولكن لم يتوفر أي دليل حقيقي يؤيد هذه النظرية. كما لم تستطع الميكروسكوبات الحديثة إثبات ذلك. وفي الواقع، لم يتمكن العلماء من مشاهدة البويضة حتى ذلك الوقت.

أما في عام ١٦٧٣ ، فقد اكتشف العالم الهولندي فان لافنهوك وجود حيوانات منوية في السائل المنوي. وقد أدى ذلك إلى ظهور نظرية جديدة تفترض حمل تلك الحيوانات المنوية للجسم المتكون مسبقا في صورة مصغرة. وأطلق لافنهوك على تلك الحيوانات المنوية اسم الحيوانات الدقيقة. ولكن ظل بعض العلماء متمسكين بالنظرية التي تدعي تكون الجسم في البويضة مسبقا حتى ذهب بعض المتطرفين إلى الإدعاء بأن جميع أفراد الجنس البشري قد تكونت مسبقا في بويضة أم البشر حواء.

من خلال الملاحظات الدقيقة، توصل العلماء إلى النظرية الصحيحة. ففي حوالي عام ١٧٥٩، قام العالم الألماني كاسبر وولف بدراسة تطور أجنة الدجاج داخل بيض الدجاج المخصب. وبالطبع، كان الدجاج يوجد بشكل متوفر ولذلك كان من السهل إجراء التجارب عليه. ومن الواضح أن وليم هارفي ومؤيدي نظرية التخلق المتعاقب كانوا هم الأقرب إلى الصواب؛ حيث لم يستطع كاسبر وولف اكتشاف أي أجنة دقيقة وكاملة التكوين مسبقا داخل البويضة وبدلاً من ذلك، وجد العديد من الأنسجة المتشابهة التي تتطور بشكل تدريجي في شكلها وخصائصها مع نمو حجم الجسم. وذكر أن ذلك ينطبق على الإنسان أيضا. وقد تم إثبات صحة ذلك من خلال الدراسات التي تم إجراؤها على الأجنة التي توفت تلقائيا قبل مولدها.

لكن، يبقى السؤال مطروحا عن الأدوار النسبية لكل من البويضة والحيوان المنوي. والإجابة هي أن الحيوانات المنوية تعمل على تحفيز البويضة. لكن، ترى هل هذا هو الدور الوحيد الذي تلعبه الحيوانات المنوية؟ ظل هذا السؤال مطروحا أمام العلماء في القرن التاسع عشر.