قلنسوة الكيبا



لم يرد في التوراة أو في كتب العصور القديمة نص معين يشير بوضوح إلى موضوع القبعة عند اليهود سواء للرجال أو النساء باستثناء ما ورد عن ملابس الكهنة التي شملت القبعة بصورة عابرة أو العمامة للكاهن الأكبر والتي تعتبر واجبة أثناء الصلاة في الكنيس. و ورد في الروايات التلمودية البابلية والاورشليمية ان قيام الشخص الحزين والمحروم بتغطية رأسه تعبيراً عن حداده أو معاناته ، فهم يعتقدون بأنه ( لا يجوز ذكر اسم الرب على فم من كان رأسه مكشوفا) وقد جزم الحاخام الرباني موشيه بن ميمون بعدم جواز الصلاة برأس مكشوف ويجب على التلميذ الحاخام عدم كشف رأسه مطلقا . ويحذر أيضا الحاخام الرباني أبراهام بن ناتان اليرحي في نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر من عدم ارتداء القبعة طوال النهار كنهج لجميع اليهود السفارديم ( الشرقيين) ، ولكن حسب أقوال الحاخام اشر بن شاؤول ( و الذي عاش في نفس الفترة ): ( ليس جميع اليهود يغطون رؤوسهم فمنهم من يكشف رأسه ) وهو نهج الحاخامات في فرنسا الذين يصلّون برأس مكشوف مثلما اعتادوا على قراءة الابتهالات والأذكار الدينية في عيد نزول التوراة (الحانوخا) الأمر الذي لا يبدو في أنظار المتنورين منهم متكاملاً. وفي الفترة المتأخرة جدا حُظر على اليهود الدخول إلى الكنيس برأس مكشوف واعتادوا أيضا على تعلم التوراة باعتمار القبعة ، ولكن الحاخام الرباني يهودا بن هراش سمح لمن يعاني من الحرارة التعلم بدون اعتمار القبعة . بينما أمر بحزم شقيقه الرباني يعقوب بن هراش بغطاء الرأس في أحكام النهوض الصباحي المبكر.وفي بابل أثناء فترة كتابة التلمود البابلي تطورت عادة غطاء الرأس بهدف الاحترام.؟ ويتضح من ذلك أن الحرص على اعتمار القبعة والتشديد على قداستها في دخول المعبد أو الكنيس اليهودي بل وحتى في الشارع كان يمثل وبدرجة عالية تحوطاً من تلاشي واضمحلال التعاليم الدينية اليهودية ومحاربة الانصهار في ديانة البلدان التي يعيشون فيها ، ولذلك قام اليهود بإجراءات من شأنها الحفاظ على طقوسهم وشرائعهم وهي العيش في أحياء منغلقة تسمى بـ ( الغيتو) وتعليم الأطفال في المدارس الدينية التي تسمى بـ ( بيت مدراش ). و الإصرار على ارتداء القبعة أثناء الطقوس الدينية أو خارجها . اذا من الممارسات اليهودية القديمة تغطية رؤوسهم أثناء الصلاة ، لذا استعملوا القبعة التي اشتهروا بها و هي الأكثر شيوعا و معرفة و تُعتبر القبعة ) بالعبرية: كيبا ) الدلالة الخارجية على كون الرجل يهودياً. وهي ليست مقدسة إنما غايتها تغطية الرأس فقط ، وقد تكون منسوجة بأنماط مختلفة، منها موتيفات دينية، وأحيانا يُطرّز عليها اسم صاحبها (و خاصة إذا كان طفلاً).