قرية صوبا
كانت القرية تشمخ على ذروة جبل, وتشرف على جبال أخرى من الجهات كلها. وكانت طريق فرعية, طولها 3 كلم, تصلها بطريق القدس- يافا العام المار شماليها. كما كانت طرق ترابية تربطها بمجموعة من القرى المجاورة. وعدت صوبا قائمة في موقع بلدة ربا القديمة, وقد سميت روبوته في رسائل تل العمارنة المصرية القديمة. إلا أن التنقيبات التي أجريت في الموقع تشير إلى أن القرية أهلت أول مرة في العهدين الفارسي والهلنستي. في أيام الرومان, كان اليهود المقيمون في المنطقة يسمونها سيبويم, بينما كان الإغريق والرومان يدعونها سويا. ولا يزال وضع القرية في العصور الإسلامية الأولى يحتاج إلى تدقيق. وقد أنشأ الصليبيون قلعة في موقع القرية ودعوها بلمونت. في سنة 1596, كانت صوبا قرية في ناحية القدس (لواء القدس), وعدد سكانها 369 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل ودبس الخروب. في أواسط القرن التاسع عشر, كانت صوبا تحت سيطرة آل أبي غوش, الذين كانوا يحكمون المنطقة من مقرهم في قرية العناب(16135). وقد أنشأوا حصنا لهم فيها داخل أسوار القلعة الصليبية, لكنه دمر هو وأسوار القلعة في إبان حملة إبراهيم باشا المصري في فلسطين سنة 1832. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت صوبا قرية متوسطة الحجم, مبنية بالحجارة وقائمة على قمة تل مخروطي الشكل شديد الانحدار. وكان يتوسط القرية, التي تحف بها بساتين الزيتون و كروم العنب, منزل فريد في ارتفاعه بالإضافة إلى بقايا القلعة الصليبية. وكانت منازل القرية المبنية بالحجارة تتجمهر, أصلا في رقعة صغيرة تقع داخل أسوار القلعة الصليبية. وفي وقت لاحق أنشئت المنازل الجديدة إلى الجنوب, في موازاة الطريق الموصلة إلى طريق يافا- القدس العام, واتخذت القرية بذلك شكل المستطيل. وكان سكان صوبا من المسلمين, ولهم فيها مقام لشيخ يدعى إبراهيم إلى الجنوب من الموقع. كان من أهم محاصيل القرية الحبوب التي كانت تزرع في بطن الوادي, وأشجار الفاكهة والزيتون التي كانت تزرع على المنحدرات. في 1944\1945, كان ما مجموعه 712 دونما مخصصا للحبوب و1435 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين منها 150 دونما حصة الزيتون. وكان ثمة ينابيع عدة في جوار القرية, التي كان سكانها يتزودون منها مياه الاستخدام المنزلي ومياه الري.