فوتيوس

فوتيوس (القرن 9 ميلادي) هو باحث ولاهوتي، وُلد في القسطنطينية.

أهم آثاره: «المكتبة» وهو وصف لـ 279 كتاب يوناني مع تحليل لمضموناتها.

فوتيوس

(القرن التاسع)

بحاثة ولاهوتي، مؤلف «المكتبة»، وهي وصف لكتب يونانية عديدة في الفلسفة والأدب واللاهوت فقد معظمها ولم يبق إلا هذا الوصف.

ولد في القسطنطينية في الربع الأول من القرن التاسع الميلادي. وحين قامت حركة تدمير الصور الدينية في عهد ليون الخامس (٨١٣ - ٨٢٠) عانت أسرته الاضطهاد بسبب عواطفها الدينية. وتعلم اللاهوت والنحو والمنطق وما بعد الطبيعة. وصار أستاذاً فيما بعد لهذه المواد. ثم ارتفع شأنه عند امبراطور بيزنطة ميخائيل الثالث (٨٤٢ - ٨٦٧م)، وصار من الشخصيات البارزة في بلاطه، بدليل أنه كلفه بالسفارة لدى خليفة بعداد (أبو جعفر المنصور والمهدي) ولدى بعض الأمراء المسلمين في سوريا. وفي سنة ٨٥٨ دعاه الأمبراطور ليحل محل البطريرك اغناطيوس الذي عزله الأمبراطور. لكن لما باسليوس المقدوني قتل الأمبراطور ميخائيل الثالث في سنة ٨٦٧؛ فإنه عزل فوتيوس عن البطريركية وأعاد إلى الكرسي البطريرك المخلوع أغناطيوس لكن لما توفي هذا الأخير في سنة ٨٧٧، استعاد فوتيوس كرسي البطريركية، واستعاد مكانته السابقة. لكن توفي باسليوس، وخلفه على الأمبراطورية ليون السادس (٨٨٦ -٩١٢) وعزل فوتيوس مرة أخرى وعقب هذا اختفى كل أثر لفوتيوس، واستحال علينا أن نعرف تاريخ وفاته . وربما عاش بعد سنة ٨٩٨

وإنتاجه العلمي غزير، ويستغرق أربعة مجلدات في مجموعة Patralogia Graeca (المجلد ١٠١ - ١٠٤)،

وتنقسم إلى : مؤلفات تحصيلية، مؤلفاته لاهوتية؛ مؤلفات تشريعية دينية، و مؤلفات خطابية , كما أن له مراسلات ذات أهمية تاريخية ودينية -

وا يهمنا هاهنا من كل هذه المؤلفات إلا كتاب واحد، اسمه: «المكتبة» 0اهأ0ذم١آ، ولكن هذا العنوان منحول وليس أصلياً.

«المكتبة»: نص هذا الكتاب مطبوع في المجلد رقم١٠٣ في مجموعة لآباء اليونانيين ة? كله، وفي الأعمدة من٩ إلى ٣٥٦ في المجلد رقم١٠٤ منها.

في هذا الكتاب قام فوتيوس بوصف مائتين وتسعة وسبعين من الكتب اليونانية، مع تحليل لمضموناتها، واقتباس نصوص طويلة منها . وهذه الكتب إما أن يكون قد شرحها في دروسه، أو ناقشها مع بعض الأشخاص في الحلقات الأدبية التي كانت تنعقد حوله، أو مؤلفات قرأها بنفسه ونسخ منها نصوصاً مهمة . ويقال إنه فوتيوس جمع هذه التعليقات وسجلها في مجلدات قبل سفره إلى بغداد في سفارته التي أوفده فيها أمبراطور بيزنطة إلى الخليفة العباسي في بغداد٠

ولا يبدو أن فوتيوس قد توخى خطة منهجية في جمع هذه المواد وإيداعها في هذا الكتاب. ففيها تمتزج التعليقات والمذكرات عن مختلف الكتب بدون أي ترتيب، وهي تشبه نظائرها في اللغة العربية مثل : «البيان والتبيين» للجاحظ، و«الكامل» للمبرد، و« العقد الفريد» لابن عبد ربه، و«الكشكول» للبهاء العاملي، الخ ولكنها أحفل بالكلام في اللاهوت والفلسفة والعلوم الطبيعية والطب، والتاريخ الطبيعي والبيان والحيوان). كما أنها تقتصر على كتب محددة نذكرها بالعنوان ثم نلخصها وبهذا تختلف اختلافا كبيرا عن هذه المجموعات العربية .

لكن الأهمية الكبرى لكتاب فوتيوس هذا هي أنه حفظ لنا نصوصاً مسهبة من كثير من الكتب اليونانية التي صارت مفقودة فيما بعد وحتى اليوم . ومن هنا جاءت أهميتم البالغة من عدة نواح ا

فهو يمكننا من تقدير مقدار ما فقد ناه من كتب يونانية كانت موجودة ومتداولة في القرن التاسع الميلادي ثم فقدت بعد ذلك حتى اليوم . لقد اطلع فوتيوس على المئات من الكتب اليونانية التي صارت مفقودة عندنا

اليوم. وهذا يدل على مقدار الخسارة الهائلة التي مني بها التراث اليوناني. وبهذا صارت «مكتبة» فوتيوس هذه مرجعاً أساسياً لكل الباحثين في التراث اليوناني، والمسيحي منه بخاصه . إذ : فقد حوت نصوصاً ومعلومات عن كتب للمؤلفين ا لآتي ذكرهم: كليانس السكندري؛ المؤلف المزعوم للرسائل المنحولة إلى الحواريين؛ هيوليت؛ الكاهن الروماني كايوس؛ ميثودس الأولمبي؛ القديس أتناسيوس؛ ديودورس الطرسوسي؛ ثيودورس موبسويت؛ أيوب الراهب؛ يولوجيوس بطريرك الاسكندرية، الخ. وأكثز من نصف الكتب التي لخصها فوتيوس لمؤلفين مسيحيين، والباقي (حوالي ٤٥% منها) لمؤلفين يونانيين وثنيين أو علمانيين وأحياناً ما يجمع كتب المؤلف الواحد في باب واحد، وأحياناً أخرى يخصص الباب (أو القسم) ، لموضوع بعينه، وفي أحياناً ثالثة يؤثر التنويع .

ومن بين المؤلفين غير الدنييه، وعددهم ٩٩ نجدم ٣١ مؤرخاً؛ ومن بين هؤلاء نجد أكثر من عشرين مؤرخاً مجهولاً أو غير ذي أهمية، وقد عرفناهم بفضل «مكتبة» فوتيوس هذه ونذكر من هذا النوع لأخير كتسياس Ktésias، وأجاثرخيدس Agatharchides، وممنون Memon وأولميبودورس Olympiodoros . كما أنه تكمل معلوماتنا عن بعض المؤرخين الذين وردت إلينا بعض مؤلفاتهم: مثل ديودورس الصقلي، وأريان Arrian ، وفلوطرخس كذلك ندين لفوتيوس بنصوص منقولة عن الجغرافيين م بركساجورس، وبطليموس

الذي Lukios ولوقيوس Ptolemaios chennos الغريب من فطراي Patrai .

أما كتب الفلسفة المنقول عنها في هذا الكتاب والتي لم نعثر عليها من طرق أخرى، فتقتصر على نصوص لانسيد أموس، أحد كبار الشكاك، وهيروكلس Hierokles الفيلسوف الأفلاطوني المحدث نشرات «المكتبة»