فريدريش أوبيرويغ
مؤرخ للفلسفة ألماني.
حياته
ولد في 22 يناير سنة 1826 في ليتشلنجن Leichingen بالقرب من مدينة زولنجن Salingen في وسط غربي ألماني، وتوفي في 9 مايو سنة 1871 في مدينة كينجزبرج.
دخل جامعة جتنجن Göttingen في سنة 1845 حيث تتلمذ على لوتسه - ثم انتقل إلى جامعة برلين فقضى فيها أربع سنوات من 1846 حتى 1850، حيث تتلمذ على يد لنبزرج وبينيكه Beneke، والتحق بجامعة هله Halle في سنة 1850، وحصل منها على الدكتوراه الأولى في الفلسفة برسالة عن: "عناصر نفس العالم عند أفلاطون"، وعين مدرساً للفلسفة في جامعة بون Bonn سنة 1852، ثم أستاذاً للفلسفة في جامعة كينجزبرج سنة 1852؛ ثم أستاذاً ذا كرسي في هذه الجامعة في سنة 1868.
اتجاهه الفلسفي
اتجاهه الفلسفي حسبما يقول هو — هو الواقعية , المثالية لهذا يرى أن مضمون الإدراك الحسي يدل على عمليات حقيقية تجري في داخل الذات. والكليات الجسمية التي تكون مضمون الإدراك الحسي مرتبطة ارتباطاً دقيقاً بحركات معينة، هي رموز لها.
وفي المنطق اتخذ مذهباً وسطاً بين المنطق الصوري عند كنت والمنطق الميتافيزيقي عند هيجل . ورأى أن المنطق الصوري لم يستطع الربط بين أشكال الفكر وأشكال الوجود؛ بينما المنطق الميتافيزيقي الهيجلي يؤكد الهوية بين الفكر والوجود. لهذا رأى إيبرفج أن يجعل الفكرصورة للوجود وفي هذا تأثر بمنطق أرسطو؛ ومن ثم أخلى مكاناً واسعاً لمنطق أرسطو في كتابه «مذهب المنطق» .
موجز تاريخ الفلسفة
الفضل الأكبر لإيبرفج والذي مكن له من الشهرة الواسعة حتى اليوم هو في تاريخ الفلسفة بكتابه الرئيسي الذي لا نظير له حتى اليوم في كل اللغات، وعنوانه : «موجز أساسي في تاريخ الفلسفة» Grundriss der Geschichte der Philosophie، الذي أصدره في ثلاثة مجلدات في الفترة من ١٨٦٢ إلى ١٨٦٦ فظهر الجزء الأول في ١٨٦٢، والثاني في١٨٦٤، والثالث في ١٨٦٦ . وهو الذي أصدر الطبعتين التاليتين مع زيادات وتنقيحات .
وهذا التاريخ العام للفلسفة يتسم بالوضوح في العرض، وخصوصاً بوفرة المراجع ودقة إيرادها، مما أصبح النموذج لهذا اللون من كتب تاريخ الفلسفة. ولا تزال قيمته الكبرى حتى الآن في وفرة المراجع ودقتها وإحاطتها.
أما الطبعة الرابعة فقد أشرف عليها ونماها رودلف رايكه Rudolf Reicke، دكتور في الفلسفة ومحافظ في مكتبة جامعة كينجزبرج (ولد في فبراير سنة ١٨٢٥ وتوفي في ١٦ أكتوبر ١٩٠٥ ). وظهرت هذه الطبعة الرابعة في الفترة من سنة ١٨٧١ حتى سنة ١٨٧٥
وقد تعاقب عليه المجددون له حتى الطبعة الثانية عشرة في خمسة مجلدات في سنة ١٩٢٣ - سنة ١٩٢٨. ويجري الآن إعداد طبعة جديدة في ثمانية مجلدات (عشرة أجزاء).
ثم تولى ماكس هاينتسه Max Heinze (ولد في ١٣ ديسمبر ه ١٨٣ ، وتوفي في ١٧ سبتمبر ١٩٠٩) المستشار في حكومة سكسونيا والأستاذ ذو الكرسي في جامعة ليبتسك - الإشراف على الطبعات من الخامسة حتى التاسعة، وذلك في الفترة ما بين سنة ١٨٧٦ وسنة ١٩٠٦ وفي الطبعة التي ظهرت سنة ١٩٠١ بدأ تخصيص جزء رابع مستقل لفلسفة العصر الحاضر،
وفي سنة ١٩٠٧ رأى الناشر - وهو E.S. Mittler und Sohn أن يعهد بالإشراف والتجديد على الطبعات التالية إلى عدد من العلماء، نظراً إلى تضخم المادة فتم توزيع العمل على النحو التالي، ابتداء من سنة ١٩٠٧:
المجلد الأول: العصر القديم: وتولاه كارل بريشتر Karl Praechter، الأستاذ فيجامعة هله وظهر المجلد الأول من هذه الطبعة العاشرة للكتاب في سنة ١٩٠٩ . وظهرت الطبعة الحادية عشرة مزيدة جداً في خريف ١٩١٩، والطبعة الثانية عشرة مزيدة في ربيع ١٩٢٦
المجلد الثاني: عصر الآباء والعصر الوسيط: وتولاه ماتياس بومجارتنر Matthias Baumgartner، الأستاذ في جامعة بريسلاو. وظهرت الطبعة العاشرة منقحة ومزيدة جداً في شتاء ١٩١٥/١٩١٤
المجلد الثالث: العصر الحديث حتى نهاية القرن الثامن عشر: وتواه ماكس فرشايزن - كيلر Max Frischeisen- Köhler الأستاذ في جامعة هله، وفلي موج Willy Moog الأستاذ المساعد في جامعة جريفسفلد Greifswald. وظهرت الطبعة الثانية عشرة مجددة تماماً في ربيع سنة ١٩٢٤.
المجلد الرابع : القرن التاسع عشر والعصر الحاضر: وتواه تراوجوت كونسطنطين ايستررايش لأستاذ المساعد Traugott Konstantin Oesterreich في جامعة توبنجن. وظهرت الطبعة الثانية عشرة المجددة في خريف١٩٢٣
المجلد الخامس: الفلسفة في خارج ألمانيا، من بداية القرن التاسع عشر حتى العصر الحاضر: وتواه تراوجوت كونسطنطين ايستررايش السابق الذكر، والأستاذ المساعد في جامعة توبنجن. وظهر مجلداً مستقلاً قائماً برأسه ضمن الطبعة الثانية عشرة في ربيع سنة ١٩٢٨ وقد اشترك في تحريره ١٤ أستاذاً من مختلف الجامعات الأوروبية.
وتوالت الطبعات بعد ذلك لهذه المجلدات الخمسة، بما لا محل لتفصيله هاهنا.
والميزة الرئيسية لهذا العمل الجبار هي ذكر الطبعات والمراجع والمصادر بتفصيل تام. ولهذا لا يمكن أي مؤرخ أو باحث في تاريخ الفلسفة أن يستغني عنه. والمادة التي يقدمها في عرض المذاهب هي مراجع خاصة أكثر منها عرضاً تحليلياً، ولهذا كان هذا الكتاب مرجعاً للبحث المتعمق وأداة لمزيد من الدراسة أكثر منه بسطاً للآراء في صورة تركيبية.
سائر مؤلفات أوبيرويغ
أما مؤلفات أوبيرويغ الأخرى، فهي:
- «تطوير الوعي بواسطة المعلم والمربي»، سنة ١٨٥٣.
- System der Logik und Geschichte der logischen Lehren (مذهب المنطق وتاريخ النظريات المنطقية)، 1857
- Über Idealismus, Realismus und Idealrealismus (في المثالية، والواقعية، والواقعية المثالية)، بحث نشر في "مجلة الفلسفة والنقد الفلسفي" سنة 1859.
- Über die Echtheit und Zeitfolge der platonischen Schriften (On the authenticity and chronology of the Platonic writings), 1861
- Schiller als Historiker und Philosoph (شلر: مؤرخاً وفيلسوفاً)، 1884
- Die Welt- und Lebensanschauung Friedrich Ueberwegs in seinem gesammelten philosophisch-kritischen Abhandlungen (أبحاث فلسفية مجموعة مع مقدمة عن حياة المؤلف), Leipzig: Gustav Engel, 1889