فؤاد شهاب

فؤاد شهاب
ملف:Fouad chehab.JPG
الرئيس الثالث للجمهورية اللبنانية
في المنصب 23 سبتمبر 1958 - 22 سبتمبر 1964
سبقه كميل شمعون
خلفه شارل حلو
تاريخ الميلاد 19 مارس 1902
مكان الميلاد غزير، قضاء كسروان، ملف:Flag of Lebanon.svg لبنان
تاريخ الوفاة 25 أبريل 1973
مكان الوفاة ملف:Flag of Lebanon.svg لبنان


فؤاد عبد الله شهاب (19 مارس 1902-25 أبريل 1973)، رئيس الجمهورية اللبنانية بالفترة من 23 سبتمبر 1958 إلى 22 سبتمبر 1964 وقائد سابق للجيش ورئيس حكومة عسكرية أسبق. تخرج في 20 سبتمبر 1923 برتبة ملازم من المدرسة الحربية بدمشق. أصبح في 1 أغسطس 1945 أول قائد للجيش اللبناني. شغل بين 18 أكتوبر 1956 و1 مارس 1957 وزيرا للدفاع. انتخب بعد أحداث 1958 خلفا للرئيس كميل شمعون.

قدم نفسه كمرشح توافقي بشعار " لا غالب ولا مغلوب". قام بعدة إصلاحات إدارية وسعى إلى تحسين علاقة لبنان بالدول العربية الأخرى. تعرض نظام حكمه في 1 يناير 1962 إلى محاولة انقلابية فاشلة دبرها الحزب السوري القومي الاجتماعي. خلفه سنة 1964 شارل حلو. سمي النهج الذي تبناه بالشهابية. كان قد قام بعام 1952 بتولي رئاسة حكومة عسكرية كان هدفها تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وذلك بعد أن قام الرئيس بشارة الخوري بتقديم استقالته له. وأدت هذه الحكومة المهمة المناطه بها حيث أجريت الانتخابات بتاريخ 22 سبتمبر 1952 وانتخب كميل شمعون رئيساً للجمهورية.

حياته الشخصية

ولد فؤاد شهاب في 19 آذار 1902 في بلدة غزير الكسروانية في جبل لبنان، من عائلة مارونية. هوالإبن البكر للأمير عبدالله شهاب والشيخة بديعة حبيش. تحدّرت عائلته من أصول نبيلة - فجَدّ جدّه كان الأخ الأكبر للأمير بشير الثاني الكبير، حاكم جبل لبنان من العام 1788 إلى العام 1840. في العام 1907، وبسبب الفقر، غادر الأمير عبدالله البلاد سعياً وراء فرص عمل في الخارج، إسوة بالعديد من اللبنانيين. بعد فترة وجيزة، إنقطعت الأخبار عنه ويعتقد أنه قضى في السفينة التي كانت تقلّه من مرسيليا إلى أميركا.

عاش فؤاد وأخويه الأصغرين فريد وشكيب في كنف والدتهم وأخوالهم في جونيه. في العام 1916، ونظراً للضائقة المادية، إضطر فؤاد إبن الأربعة عشر عاماً الى ترك المدرسة والعمل في سراي جونيه ليساعد في إعالة العائلة. في العام 1919، في أواخر الحرب العالمية الثانية، إنضمّ الى صفوف الجيش الفرنسي للخدمة العسكرية لعام واحد- ذلك قبل إعلان الانتداب على لبنان في العام 1920.

عام 1926، تزوّج من روز رينيه بواتيو (1904 - 1992)، إبنة ضابط فرنسي كان يعمل في لبنان. عاشا معاً بإنسجام تام لكنهما لم يرزقا بالاولاد.

السيرة العسكرية

إلتحق الأمير فؤاد شهاب بالمدرسة العسكرية الفرنسية في دمشق في كانون الأول 1921. ساعد إنتماؤه الى عائلة أمراء لقبوله في المدرسة الحربية، تبعاً لتقليد عسكري فرنسي عريق تمّ تسويقه وتطبيقه على الرعايا اللبنانيين. وفي 20 تموز 1923، تخرج من المدرسة العسكرية برتبة ملازم.

عام 1929، رُقيَ إلى رتبة نقيب، وعيّن قائداً لثكنة راشيا في العام 1930. بعدها تابع دورات عسكرية في فرنسا وتخرّج من "المدرسة الحربية العليا" في باريس.

عام 1937، رُقيَ إلى مرتبة مقدّم وخدم في عدة مراكز عسكرية مرموقة في "قوات الشرق الخاصة" التابعة للجيش الفرنسي.

عام 1942، عندما أصبحت القوات الفرنسية في لبنان تحت إمرة "الحكومة الفرنسية الحرة" بقيادة الجنرال شارل ديغول، عيّن شهاب قائداً للفرقة اللبنانية التابعة للـ"القوات الفرنسية الحرة في الشرق" والتي أصبحت النواة المستقبلية للجيش اللبناني.

عام 1944، رُقيَ الى رتبة عقيد وكلّف بمهمة تنظيم جميع القوات العسكرية اللبنانية. في العام 1946، لدى نيل لبنان إستقلاله، أصبحت هذه القوات تشكل رسمياً الجيش اللبناني، وتم إختيار شهاب قائداً أعلى لهذا الجيش بعد أن رُقيَ الى رتبة زعيم.

عام 1949، أصبح أول ضابط لبناني ينال رتبة لواء.

قيادة الجيش

بين العام 1946 والعام 1958، كرّس شهاب نفسه لبناء وتركيز مؤسسة الجيش اللبناني على إسس عالية من الإنضباط، والتنظيم الفعال، والإنتماء الوطني والقِيَم الأخلاقية. فنظّم ثم عزّز تدريجياً على أسس حديثة اسلحة المشاة والمدفعية والمدرعات والهندسة والإتصالات، ثم أنشأ سلاح الجو وسلاح البحرية وأجهزة عديدة. كما بنى ثكنات عسكرية جديدة في جميع أرجاء الوطن، ورفع مستوى التحصيل في المدرسة الحربية، وأرسل الضباط الشباب إلى الأكاديميات العسكرية الفرنسية والإنكليزية لزيادة خبراتهم وثقافتهم العسكرية.

قاد اللواء شهاب الجيش لمدة ثلاث عشرة سنة، مع ولايتَي الرئيس بشاره الخوري (1946 - 1952) و الرئيس كميل شمعون (1952 - 1958).

حكومة عسكرية

في العام 1952، برزت معارضة قوية طالبت الرئيس بشاره الخوري بالإستقالة بعد أن إنتخب لولاية ثانية. رفض شهاب أن يتورط الجيش في هذه المواجهة السياسية وأن يتدخل لصالح أو ضد أي من الأطراف المتنازعة. عندما أجبر بشاره الخوري على الإستقالة، عيّن اللواء شهاب رئيساً لحكومة إنتقالية مهمتها تنظيم وتأمين انتخاب رئيس جديد. لم يعر شهاب آذاناً صاغية للمساعي التي عُرضت عليه لتبوّء سدّة الرئاسة، وذلك بسبب قناعته بوجوب إبقاء الجيش بعيداً عن السياسة؛ وعمد فوراَ على تنفيذ مهمته الطارئة فبعد أربعة أيام، انتخب كميل شمعون خلفاً لبشاره الخوري.

وزير دفاع

في تشرين الثاني 1956، أوكل الرئيس شمعون للواء شهاب وزارة الدفاع إضافة إلى مسؤولياته كقائد للجيش.الاّ ان شهاب إستقال من منصبه الوزاري بعد أربعة أشهر، مفضلاً التركيز على واجباته العسكرية، بعيداً عن عالم السياسة.

أزمة 1958

في نهاية ولاية شمعون، وبعد النزاع الحاد في مسألة قناة السويس بين مصر عبد الناصر والعالم الغربي، وقع إنقسام سياسي حاد بين اللبنانيين: معسكر بقيادة شمعون يؤيد الأميركيين، ومعسكر مؤيد للعرب يجمع أكثرية السياسيين والقادة المسلمين، الذين نظّموا حركة تمرّد قوية تعارض تجديد الرئاسة لشمعون. عرفت هذه الحقبة بأزمة ال 58. بدأت إشتباكات مسلحة في الشوارع، ورفض شهاب، كما في العام 1952، ان يتدخل الجيش في هذا الصراع، لا سيما أن التدخلات الأجنبية كانت قد اصبحت جليّة. قام الجيش بمنع أنصار المعارضة والحكومة على السواء من احتلال المواقع ذات الأهمية الإستراتيجية كالمطارات والإذاعات والمباني الحكومية، فحافظ الجيش على حياده ووحدته ومصداقيته، ولم يتأثر بالانقسام السياسي الشعبي الحاد.

الرئاسة

عندما إشتدّت الأزمة ومع سقوط المَلَكيّة في العراق بإنقلاب دموي، وجّه الرئيس شمعون طلباً إلى الولايات المتحدة الأميركية يدعوها فيه الى التدخل عسكرياً في لبنان لحماية نظامه. كانت ولاية شمعون قد أشرفت على الانتهاء وبدا مستقبل لبنان المنقسِم في مهب الرياح. ظهرت الحاجة الى رئيس وفاقي وقوي لإنقاذ البلاد وإعادة الهدوء والسلم الأهلي. حظي فؤاد شهاب برضا الأميركيين وعبد الناصر على السواء، وبذلا معاً مجهوداً لإقناعه بقبول المهمة كمرشح توافقي. كان بشخصه محط ثقة كبيرة من الجميع، خاصةً المسلمين لنزاهته وإستقامته. إنتخبه البرلمان اللبناني في 31 تمّوز لولاية رئاسية مدتها ست سنوات.

خلال أول سنتين من عهده، جهد شهاب لإعادة اللحمة والهدوء. إكتسب ثقة كافة الأطراف لتفهّمه مخاوف وحاجات كل منها. ألـّف حكومات توافقية شاركت فيها جميع العناصر السياسية في البلاد، وإتّبع مسلك الاعتدال متعاوناً بعناية ومرونة مع المجموعات الطائفية المختلفة، فنجح بمهمته وأعاد الثقة والإستقرار.

إستقالة العام 1960

في العام 1960، بعد عامين من ولايته، وبعد إجراء الانتخابات النيابية في حزيران من ذلك العام، رأى شهاب أن البلاد إستقرت وعادت اليها الحياة الديموقاطية الطبيعية، فقدم إستقالته. كان مقتنعاً أنه قد أتمّ واجبه تجاه بلاده حين واجهت وضعاً طارئاً، وقد حان الوقت لإعادة تسليم أمانة الرئاسة الى السياسيين، خاصة انه كان قد مهّد الطريق لإجراء الإصلاحات المرجوّة. فاجاْ قرار الإستقالة غير المتوقّع الجميع ، فتداعى السياسيون وأعضاء البرلمان الى منزل الرئيس في جونيه وأقنعوه بعد جهد بالبقاء في منصبه. عندها، قرّر تكريس ما تبقى من الولاية الرئاسية لتحديث الدولة وإجراء اصلاحات ادارية واجتماعية والشروع بمشاريع إنمائية.

محاولة إنقلاب الحزب القومي السوري الاجتماعي

في العام 1961، قمع الجيش محاولة إنقلاب عسكري قام بها الحزب القومي السوري الاجتماعي. بعد هذا الحدث، عزّز الرئيس شهاب أجهزة الإستخبارات والأمن، بهدف إستباق اية محاولات مشابهة والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية.

بعد الرئاسة

قبيل إنتهاء ولايته الرئاسية عام 1964، إعتبر الكثيرون ان بقاء الرئيس شهاب على رأس البلاد أفضل خيار لإستمرار الإستقرار ولإتمام المزيد من الإصلاحات. الاّ أن شهاب رفض رفضاَ قاطعاً تعديل الدستور للسماح له بالترشح لولاية ثانية، ودَعَم شارل حلو الذي إنتخب رئيساً. بعد فترة وجيزة، أبدى شهاب عدم رضاه عن حكم الرئيس حلو بسبب سوء تصرفه حيال الوجود العسكري الفلسطيني، ومناوراته السياسية لإعادة فتح الطريق أمام السياسيين الإقطاعيين التقليديين وإستعادة سيطرتهم على مواقع النفوذ.

انتخابات العام 1970

توقّع الكثيرون أن يترشح شهاب لانتخابات العام 1970، لكنه، وفي بيان تاريخي، أعلن قراره بعدم الترشح، وشرح أن تجربته في السلطة قد أقنعته أن شعب بلاده ليس جاهزاً ليتخلى عن العقلية الإقطاعية والإقتناع بأهمية بناء الدولة الحديثة. بدلاً من ذلك، إختار شهاب تأييد الياس سركيس، المقرّب جداً منه. خسر سركيس الانتخابات أمام الزعيم التقليدي سليمان فرنجيه بفارق صوت واحد. شكّلت هذه النتيجة نهاية عصر الشهابية وإصلاحاتها.

الوفاة

توفي فؤاد شهاب في منزله في جونيه في 25 نيسان 1973 إثر نوبة قلبية، عن عمر يناهز الواحد والسبعين.

المراجع


منصب سياسي
سبقه
كميل شمعون
رئيس الجمهورية اللبنانية
1958 - 1964
تبعه
شارل حلو
ملف:Cedaricon flag.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية لبنانية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
ملف:Cedaricon flag.png هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان.

de:Fouad Chehab Fuad Chehab]] fr:Fouad Chéhab he:פואד שהאב it:Fu'ad Shihab ja:フアード・シハーブ la:Fouad Chehab nl:Foead Shehab pl:Fuad Szihab tr:Fuad Şehab ur:فواد شہاب yo:Fuad Chehab zh:福阿德·謝哈布