عمير بن سعد


عمير بن سعد

حياته وصفته:

عمير بن سعد بن عبيد الأنصاري -رضي الله عنه-، الذي بايع الرسول وهو ما زال غلامًا، وأبوه هو الصحابي الجليل سعد القارئ -رضي الله عنه- الذي شهد بدرا مع رسول الله والمشاهد بعدهاوظلّ أمينا على العهد حتى لقي الله شهيدا في موقعة القادسية. ومنذ أسلم عمير وهو عابد لله سبحانه، تجده في الصف الأول في الصلاة والجهاد، وما عدا ذلك فهو معتكف في بيته، لا يسمع عنه أحد، ولا يراه الناس إلا قليلاً، اشتهر بالزهد والورع، كان صافي النفس، هادئ الطبع، حسن الصفات، مشرق الطلعة، يحبه الصحابة ويأنسون بالجلوس معه. ومن المواقف على حبه وغيرته على الإسلام وصدقه عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زوج والدته الجُلاس بن سويد عندما قال عن البني صلى الله عليه وسلم (إن كان محمدا صادقاً فيما يدعيه فنحن شرٌ حمير) فذهب عُمير واخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فبعث النبي على الجلاس فحلف الجلاس وكذب عُمير أمام الصحابة والنبي عليه السلام وعندها جائه الوحي للرسول بالآيات الكريمة:{يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} سورة التوبة. فإعترف

الجلاس وقال : بل أتوب يارسول الله .. بل أتوب .

وهنا توجه الرسول صلوات الله عليه إلى الفتى عٌمير فلإذا دموع الفرح تبلل وجهه المشرق ، فمد الرسلو يده الشريفه إلى أذنه وقال : وفت أذنك- ياغلام- ماسَمِعَت ، وصدَّقكَ ربُك .

توليه حمص:

حين تولى الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافه , وبدأ في اختيار ولاته وأمرائه، وفق دستوره الذي أعلنه في عبارته الشهيرة: أريد رجلاً إذا كان في القوم،

وليس أميرًا عليهم بدا (ظهر) وكأنه أميرهم، وإذا كان فيهم وهو عليهم أمير، بدا وكأنه واحد منهم، أريد واليًا لا يميز نفسه على الناس في ملبس، ولا في مطعم، ولا 

في مسكن , يقيم فيهم الصلاة، ويقسم بينهم بالحق، ويحكم فيهم بالعدل، ولا يغلق بابه دون حوائجهم. وعلى هذا الأساس اختار عمر بن الخطاب عميرًا ليكون واليًا على حمص، وحاول عمير أن يعتذر عن هذه الولاية، لكن عمر بن الخطاب ألزمه بها. قد عرف عمير مسئولية الإمارة، ورسم لنفسه وهو أمير حمص واجبات الحاكم المسلم وها هو ذا يخطب في أهل حمص قائلاً: ألا إن الإسلام حائط منيع، وباب وثيق، فحائط الإسلام العدل، وبابه الحق، فإذا نُقِضَ (هُدِمَ) الحائط، وخطم الباب، استفتح الإسلام، ولا يزال الإسلام منيعًا ما اشتد السلطان، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف، ولا ضربًا بالسوط، ولكن قضاءً بالحق، وأخذًا بالعدل.

وفاته:

ظل عمير بن سعد رضي الله عنهما مقيمًا بإحدى ضواحي المدينة المنورة حتى مات بها في خلافة عمر.

مراجع

  1. كتاب رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
  2. موسوعة الأسرة المسلمة http://islam.aljayyash.net/encyclopedia/book-9-86
  3. كتاب أحكام القرآن لابن العربي http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1315&idto=1317&bk_no=46&ID=1304
  1. كتاب صور من حياة الصحابة ( القراءة اللإضافية) للكاتب د.عبد الرحمنرأفت الباشا .