عمر بن هبيرة

هو عمر بن هبيرة ابن معاوية بن سكين الأمير أبو المثنى الفزاري الشامي أمير عراق العرب وعراق العجم وابنه يزيد بن عمر المعروف بيزيد بن هبيرة، ولي إمارة البحر عند حصار القسطنطينية تحت قيادة مسلمة بن عبد الملك، عينه الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك أميرا على العراق سنة 103 هجري، فلما ولى هشام بن عبد الملك دار الخلافة الإسلامية في دمشق عزله وولى خالد القسري.

دعا عمر بن هبيرة كلا من الحسن البصري وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي وقال لهما: إن أمير المؤمنين قد استخلفه الله على عباده وأوجب طاعته على الناس. وقد ولاني ماترون من أمر العراق ثم زادني فولاني فارس. وهو يرسل إلي أحيانا كتبا يأمرني فيها بإنفاذ مالا أطمئن إلى عدالته. فهل تجدان لي في متابعتي إياه وإنفاذ أوامره مخرجا في الدين؟

فأجاب الشعبي: أنت مأمور، والتبعة على من أمرك. فالتفت عمر بن هبيرة إلى الحسن وقال: وماتقول أنت يا أباسعيد؟ فقال : يابن هبيره، خف الله في يزيد ولاتخف يزيد في الله، واعلم أن الله جلّ وعزّ يمنعك من يزيد، وأن يزيد لايمنعك من الله، يابن هبيره، إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لايعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك حيث لاتجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد. يابن هبيره إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والأخرة. وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى، فإن الله يكلك إلى يزيد. واعلم يابن هبيرة أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق عزوجل. فأخرج عطاؤهم وفضل الحسن بالعطاء.[١]

لما أصبح هشام بن عبد الملك الخليفة في دمشق بعث على العراق خالد بن عبد الله القسري، فدخل واسط، وقد تهيأ ابن هبيرة للجمعة، والمرآة في يده يسوي عمامته، إذ قيل: هذا خالد قد دخل، فقال: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فأخذه خالد فقيده وألبسه عباءةً، فقال: بئس ما سننت على أهل العراق، أما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا[١]. ثم سجنه فتحيل غلمانه ونقبوا سربا أخرجوه منه فهرب واستجار بالأمير مسلمة بن عبد الملك فأجاره ثم لم يلبث أن مات سنة 107 هـ تقريبا، وقد تولى العراقين أيضاً ولده يزيد بن عمر بن هبيرة.[٢].

  1. ^ أ ب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي الجزء السابع الصفحة 207
  2. ^ عمر بن هبيرة سير الأعلام من ويكي مصدر