عمر التومي الشيباني
هذه المقالة تحوي الكثير من ألفاظ التفخيم تمدح بموضوع المقالة دون أن تستشهد بمصادر الآراء، مما يتعارض مع أسلوب الكتابة الموسوعية. يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإعادة صياغتها ثم إزالة قالب الإخطار هذا. وسمت هذه المقالة منذ: أكتوبر 2010. . |
عمر التومي الشيباني ولد في محلة الشط- عباد بمدينة مصراتة (5 نوفمبر 1927)، ثم انتقل من تلك المحلة المذكورة إلى محلة المقاوبة، فعاش بذلك المرحوم عمرا يناهز أربعة وسبعين عاما قضاها كلها في طلب العلم والكتابة والعمل في التدريس، ونشر المعرفة في شتى مجالات العلوم الإنسانية والادبية وخاصة في مجال التربية وعلم النفس داخل الوطن وخارجه عبر وسائل النشر والاعلام المختلفة.
لقد ظل في المرحلة الأولى من حياته العلمية يقرأ ويستوعب كل ما حصل عليه من مصادر المعارف النافعة وامهات كتب التراث الكبيرة المفيدة مدة متواصلة قاربت الثلاثين عاما من عمره، فألف وأبدع العديد من الكتب الكبار والصغار، وشارك كذلك في داخل الوطن وخارجه في العديد من الندوات العلمية والمحافل الثقافية والفكرية والمؤتمرات الدولية، وذلك بالقاء المحاضرات المتخصصة، وإبداع البحوث والمقالات المرجعية التربوية النافعة، فاستفاد وأفاد بذلك كله الجميع، وكان خير مثال وقدوة لأبناء وطنه وأمته الكرام بل ولأبناء البشرية جمعاء في عصره وبعد عصره، ولقد استغرقت هذه المرحلة الثانية في حياته العلمية مدة متواصلة حتى قبيل يوم وفاته- قاربت الأربعين عاما، فكان يهب كل حياته في سبيل حب المعرفة والعمل باخلاص من أجل الارتقاء بالإنسان بواسطتها طول يومه من الصباح إلى الساعات المتأخرة من الليل إلى أخر رمق في حياته، وذلك بنهم لا يشبع وعزيمة صلبة لا تقهر، وصبر لايعرف معه الركون إلى الدعة، ورخاء العيش، ورغد الحياة، كما أنه لم يعود نفسه على الراحة أو الترويح أو تضييع الوقت في غير الدراسة ومواصلة العمل حتى خلال اجازاته الاسبوعية والسنوية المقررة.
مراحل حياته التعليمة
المرحلة الابتدائية
درس في المدرسة العربية الابتدائية زمن الاحتلال الإيطالي في أول الثلاثينات من القرن العشرين، وحصل على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية سنة 1940 م، ولقد استفاد منها الخير الكثير، ومن ذلك تعلم حسن الخط العربي الذي أتقنه على يد أستاذه الأول للغة العربية والتربية الإسلامية الا وهو الشيخ الومي من سوق الجمعة بطرابلس، كما اجاد بواسطتها أيضا اللغة الإيطالية فأفاد منها كثيرا في مصادره الإيطالية عند اعداد شهادة الماجستير التي حصل عليها-فيما بعد من جامعة جورج واشنطن بأمريكا، وكان موضوعها التربية والتعليم في ليبيا زمن الاحتلال الإيطالي في أول القرن العشرين.
جامع الصور في مصراتة
بعد نشوب الحرب العالمية الثانية وإقفال المدارس المدنية أبوابها وبسبب ذلك دخل إلى جامع الصور بالمقاوبة بمصراتة لتلقي القرآن الكريم وتمكن من حفظه حفظا جيدا في أقل من سنتين على يد شيخه الأول ألا وهو الشيخ محمد أحمد بن ساسي، وكان أول الحفاظ على يديه لكتاب الله العزيز، برواية قالون بن نافع وبرسم وضبط الامام خراز أجمعين.
زاوية البي في مصراتة
وبعد أن تحقق على هذا النهج المبارك رأى المرحوم انه من الواجب عليه مواصلة المشوار حتى يصل إلى الهدف السمى المقصود فذهب إلى زاوية البي بمصراتة حيث تلى القرآن على يد الشيخ علي أحمد المنتصر وشيوخ آخرين كانوا معه من أمثال الشيخ عمر البكباك والشيخ التومي قرواش، فبقى معهم زمنا واستفاد منهم وتزود بالخير الكثير من علوم القرآن وضوابطه وفق الوجه الذي تكتب عليه المصاحف الشريفة في بلادنا وبلدان شمال أفريقيا وغيرها.
في حلقات التعليم الديني الأهلي في مصراتة
وفي خدمة كتاب الله وتعلم علومه شرع المرحوم في دراسة وتحصيل ماأمكن تحصيله من مبادئ العلوم العربية والشرعية على أيدي كثير من العلماء الأجلاء الذين كانوا يدرسون مثل هذه العلوم مجانا ودون مقابل لوجه الله الكريم لطلابهم من حفظة القرآن الكريم ومحبي دروسهم والتلقي عنهم، وكان في مقدمة هؤلاء الشيوخ بمصراتة في أول الأربعينات من القرن العشرين:-
- الشيخ محمد السهولي بمسجد رأس علي.
- الشيخ محمد مفتاح قريو بزاوية الزروق.
- الشيخ محمد عبد الرحمن بن نصر بجامع أولاد بعيو، وغيرهم كثير.
وكان من زملائه في هذه المرحلة/ الشيخ حسن علي المنتصر، والشيخ مصطفى عبد السلام التريكي، والشيخ حمزة علي تيكة، والشيخ الشريف أحمد شنيشح، والشيخ سليمان الطبولي، وغيرهم من طلبة العلم. وكان في هذه المرحلة والمراحل التي قبلها وهو في سن الطفولة ثم في ريعان الشباب يقضي وقت فراغه من دراسته المتواصلة مع أخوته في مساعدة والده في العمل التجاري والفلاحي والرعي ورقي النخيل والبناء حتى تفرغ بالكامل للدراسة والاشتغال بالعلم في المراحل التالية من حياته العملية.
زاوية الشيخ في زليطن
وعقب انتهائه من المراحل الدراسية-سالفة الذكر- بمصراتة توجه إلى جامعة زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر بزليطن الخضراء سنة 1946م، لينهل المزيد من ينابيع علومها العربية والشرعية على أيدي كبار العلماء من أساتذتها، وقد تأسست فيها هذه الجامعة العربية الإسلامية العريقة منذ مايقرب من خمسمائة عام. وقد تلقى ودرس فيها مع زملائه الكرام كثيرا من الكتب المعروفة في هذا الشأن وفي مقدمتها حفظ مجمع المتون اللازم حفظه على كل طالب يروم الدراسة بحق- والمتون هي عبارة عن خلاصات لما أحتوته امهات الكتب من مواد وقواعد وتعريفات منظومة أو منثورة، ومما درسه فيها على سبيل المثال لا للحصر مايلي:-
ففي العربية درس شروح وحواشي الأجرومية، وقطر الندى، وشذور الذهب ومغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، وشرح أوضح المسالك لابن مالك وشروح ألفيته لابن عقيل، والأشموني والدماميني، وهمع الهوامع للسيوطي، وشرح الكافية للرضي، وشرح ابن يعيش على المفضل للزمخشري، وشرح المفتاح للسكاكي، والتخليص للسعد، والجواهر المكنون في البلاغة العربية، والمعلقات السبع في الشعر العربي الجاهلي، وغير ذلك.
وفي الشريعة وأصول الفقه، درس الصفدي، والرسالة، واليارة، وأقرب المسالك، وسيدي خليل، والعاصمية، والتاودي، وشرح الرحبية، والدرة البيضاء، وورقات الخطاب، وتنقيح الأصول، وجمع الجوامع.
وفي علم الكلام والتوحيد-أصول الدين-، والفلسفة والمنطق درس شروح الخريدة، والسنوسية، والجوهرة، وشروح السلم، والملوي، والسمرقندية، واياغوجي، والباجوري، والمقولات الفلسفية، وشرح الشيخ السوسي المغربي وهو كتاب ضخم فيه شرح لمتن مطول في علم الفلك إلى آخر الكتب التي درسها في هذه الزاوية. وفي نهاية المطاف بها تحصل على أعلى الشهادات التي تمنح للخريج منها في تلك الفترة، ألا وهي الشهادة الأهلية أو الاجازة في العلوم العربية والإسلامية عام 1950م. وكان يتمتع في أثناء دراسته بها بحسن الذكاء، وكرم الخلق، وحسن السيرة والسلوك بحمد الله تعالى. وكان من أشهر أساتذته في هذه الزاوية بزليطن مايلي: الشيخ عبد السلام أبوزبيده، والشيخ أبوبكر حمير السميعي، والشيخ محمد مختار جوان، والشيخ بشير الصاري، والشيخ الطيب المصراتي، والشيخ مفتاح لبيدي، والشيخ محمد بن حسين شلفو، والشيخ محمد بن حسين الصغير وغيرهم كثير.
وبعد مضي ثلاث سنوات في هذه الزاوية تولى مع زملائه النجباء مهمة التدريس إلى جانب شيوخهم الكبار، وذلك تمشيا مع القاعدة المعمول بها-في تلك الفترة- بهذه الجامعة والجامعات والمعاهد العليا المماثلة في كل بلاد العالم، حيث يتصدى لتولى شرف مهمة التدريس بها بعض التلاميذ النجباء الطموحين إلى جانب أساتذتهم الكبار، ليساعدوهم في توريث الدين وعلومه ونقل العلوم الإنسانية والكونية إلى الأجيال الصاعدة والأجيال اللاحقة من بعدهم، فكانوا بذلك دارسين ومدرسين في الآن نفسه، وهذا مايعرف ويسمى في العصر الحديث:- بوظيفة المعيد أو المعيدين التي سبقناها وطبقناها بحق في مؤسساتنا العلمية قبل غيرنا في حضارات الأمم الغربية.
ويتم تكليف هؤلاء الطلبة النجباء مثل الشيخ عمر التومي الشيباني والشيخ محمد المدني الشويرف بالتدريس مع شيوخهم الكبار بواسطة شيخ الزاوية ورئيسها المقدم-في تلك الفترة- وهو الشيخ سالم بن حمود الذي كان يتولى كل المهام الإدارية والتعليمية والوقفية فيها بكل جدارة وحزم واقتدار وأمانة وعفة يشهد له بذلك كله الجميع رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته أمين. ونذكر بعض زملائه في هذه الزاوية فيمايلي:-
من زليطن/ الشيخ أحمد سالم بن حموده، والشيخ امحمد مختار جوان، والشيخ علي جوان، والشيخ علي الشويطر، والشيخ سالم بن عيسى، والشيخ عمران ومحمد بن رابعة والشيخ عبد السلام بن رابعة والشيخ امحمد التبو والشيخ علي بن عمران والشيخ علي الأفطح السميعي والشيخ محمد السميعي، والشيخ عبد الله هرمز، والشيخ محمد المدني الشويرف وشقيقه المرحوم الشيخ محمد شلوف، والشيخ الشحومي، والشيوخ مصطفى ورمضان وسليم وعلي بن نجي والشيخ سليم الأشهب...... وغيرهم. ومن ساحل الخمس/ الشيخ محمد مهلهل والشيخ رمضان مهلهل، والشيخ بشير مكي الديب وشقيقه الشيخ محمود الديب والشيخ علي الدالي والشيخ رمضان الدالي، والشيخ أحمد أبوعزة والشيخ أحمد بن عمر،....... وغيرهم. ومن قماطة قصر الأخيار/ الشيخ عبد السلام الباوندي، وأشقائه جمعة وسالم وعلي، والشيخ ميلاد العلوص وابن عمه علي العلوص، وميلاد العلوص والشيخ عبد السلام الجابري والشيخ عبد السلام بن ساسي..... وغيرهم. ومن بن وليد/ الشيخ أحمد الفقهي والشيخ حسين الفقي وعبدالحق الفقهي وعبدالرحمن الفقهي، والشيخ بحري، والشيخ عمر الغطاس، والشيخ صالح الغطاس، والشيخ مصباح الزلبي، والشيخ محمد الجدي،.... وغيرهم. ومن ترهونة ومسلاتة وطرابلس/ الشيخ سالم النعاجي، والشيخ مصباح شتيوي والشيخ فرج السوقي والشيخ الهادي جحا والشيخ عمار الشعافي والشيخ أحمد العربي والشيخ الدكتور عبد الله النعمي والشيخ علي بن شعبان والشيخ الصادق طبلة.....وغيرهم. ومن مصراتة/ الشيخ مصطفى التريكي وأشقائه عبد الله ومحمد والدكتور علي، والشيخ حمزة علي تيكة، والشيخ سليمان الطبولي والشيخ عبد الله عمر البكباك والشيخ محمد أحمد الشيباني والشيخ محمد التومي عبدالعالي، والشيخ محمد عبد الله الزكرة، والشيخ عمر محمد الرايس والشيخ محمد محمد الكالوش، والشيخ محمد أحمد بن حميدة، والشيخ عبد الهادي بن محمد ساسي، والشيخ حسن كاره..... وغيرهم. ومن الجدير بالذكر في هذه العجالة أن معظم هؤلاء الزملاء في زاوية الشيخ هم كانوا- فيما بعد- ممن درسوا معه بالجامعات المصرية بالقاهرة.
الجامعات المصرية في القاهرة
ونظرا لطموح الدكتور عمر الشديد وحبه لمواصلة تحصيل العلوم المختلفة، رأى من الواجب عليه أن يشد الرحال إلى مصر وكان معه في هذا التوجه والسفرة الشيخ مصطفى التريكي والشيخ محمد عبد الله الزكرة، وذلك في سنة 1950م وكان من نصيبه الالتحاق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، فأعاد بها مادرسه في مصراتة وزاوية الشيخ من العلوم العربية والشرعية بالإضافة إلى مواد أخرى في هذا الاتجاه كذلك، غير أنها في مستوى يتميز بكونه أكثر تخصصا، وتطورا وحداثة وطرافة وفعالية من حيث البحث والتطبيق، وخاصة في مجالات التاريخ والفلسفة والأدب والنقد الأدبي، وعلوم اللغة...الخ. ومن أشهر المدرسين الذين أخذ عنهم في هذه الكلية العريقة، هم على التوالي:- الدكتور أحمد شلبي، والدكتور محمد ضياء الدين الريس، والدكتور محمد حلمي، والدكتور محمود قاسم، والدكتور هويدي والأستاذ عمر الدسوقي، والدكتور أحمد الحوفي والأستاذ علي الجندي، والدكتور غنيمي هلال، والدكتور بدوي طبانة، والدكتور محمد أيوب والدكتور كمال بشر، والدكتور تمام حسان، والدكتور إبراهيم أنيس،.... وغيرهم تتلمذ عليهم وأصبح الكثير منهم-فيما بعد- من أعز أصدقائه وزملائه في هيئة التدريس بالجامعة الليبية عندما عين رئيسا لها في سنة 1969م. ولقد تحصل على درجة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من هذه الكلية بتفوق مشرف في يونيو 1955م، كما تحصل منها على دبلوم في التربية وعلم النفس وطرق التدريس، ثم تقدم بها إلى الدراسات العليا بعد ذلك من أجل الحصول على درجة الدبلوم التمهيدي اللازم للدخول في دراسة ونيل شهادة الماجستير. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنه كان يستغل أوقات فراغه من دوام الدراسة بهذه الكلية في الاشتراك بالدراسة الحرة في مجالات أخرى خارج الكلية، فتحصل على الشهادة الأهلية بامتياز من الأزهر الشريف-منزليا- مما جعله يحظى باعجاب السادة الشيوخ الذين أشرفوا على امتحانه في الأزهر الشريف، كما أنه درس مبادئ اللغة الإنجليزية في المعاهد الحرة بالقاهرة مما سهل له سبيل دراسته العليا باللغة الإنجليزية في أمريكا-فيما بعد- لأنه كان يخطط لذلك مسبقا منذ ذلك الحين، لله ذر هذا الرجل عالما مخلصا طموحا متطلعا دائما إلى الأمام، وكان مع كل ذلك لايفوته-قدر المستطاع- حضور المحاضرات العامة التي يقوم بها كبار المفكرين والأدباء والنقاد والعلماء في أمسياتهم المشهورة في مدرجات الجامعات القاهرة والأزهر الشريف وعين شمس ودار الحكمة والجمعية الجغرافية...الخ.
وبعد تخرجه من مصر عاد مباشرة إلى ليبيا ناجحا غانما حيث عين مدرسا بمعهد المعلمين بطرابلس لتدريس مادتي التربية وعلم النفس، ووكيلا له في زمن الشيخ محمد الفيتوري سنة 1956م. وعيّن في أكتوبر 1956 معيدا محاضرا بكلية الآداب في بنغازي.
جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة
أوفد في نفس السنة في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث التحق بجامعة جورج واشنطن، فأتقن بها اللغة الإنجليزية خلال شهرين فقط حيث كان قد درس مبادئها بمصر كما تقدم وتحصل منها على شهادة الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في التربية والتعليم في ليبيا سنة 1959م. ثم تحصل على شهادة الدكتوراه الدولة بدرجة ممتاز مع درجة الشرف الأولى كذلك في التربية وعلم النفس سنة 1962م، وكان أول طالب أجنبي يحصل على مثل هذه الشهادة في التربية وعلم النفس وبهذا التقدير المشرف من هذه الجامعة العريقة منذ نشأتها.
اختتام دراسته وعودته للعمل في ليبيا
ثم عاد إلى أرض الوطن ليصبح عضوا في هيئة التدريس بكلية الآداب ببنغازي، ثم أنتقل إلى كلية المعلمين بطرابلس حيث عمل وكيلا لها سنة 1965. ثم كلف في سنة 1967م بوظيفة أمين لمجلس التعليم الأعلى بوزارة التعليم والتربية. وبعد فترة وجيزة عين مديرا عاما لرعاية الشباب ثم وكيلا مساعدا بوزارة الشباب، وألف كتابا كبيرا لهذا الغرض سنة 1968م-سيأتي ذكره-. وفي آخر سنة 1969م عين رئيسا للجامعة الليبية فقام بواجبه على أكمل وجه، فعمل على تطويرها وتحديثها من كل جوانبها – قدر الإمكان- حيث افتتح بها العديد من الكليات الجديدة والأقسام المتخصصة، والفروع المنتشرة التابعة لها في معظم المحافظات المترامية في البلاد، كما استقدم لها- بالإعارة والتعاقد- العديد من الأساتذة والدكاترة المدرسين الأكفاء في مختلف التخصصات العلمية، ثم عمل على إرسال عدة أفواج من الطلاب الليبين في بعثات دراسية عليا إلى البلاد العربية والإسلامية والغربية لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه وليكونوا بعد ذلك مدرسين مؤهلين بأعلى درجات التأهيل العلمي وليعملوا باقتدار على النهوض بوطنهم والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات العلمية والتطبيقية والتقنية في عهدهم الجديد. والى جانب قيامه بعمله الإداري الناجح بكل المقاييس في رئاسته للجامعة الليبية في بنغازي، ثم في تكليفه برئاسة اللجنة الشعبية لجامعة الفاتح بطرابلس في عام 1973م بعد ذلك كان يحافظ على أداء مهمة التدريس بهما مع غيره من زملائه المدرسين، محاضرا، ثم أستاذا مساعدا ثم أستاذا، ثم رئيس قسم التربية وعلم النفس، فتخرج على يديه العديد من الطلاب النجباء من الليبين وغيرهم من الدول العالم العربي والإسلامي.
نشاطاته الفكرية والثقافية
كما أنه شارك بعمله في أكثر من خمسين مؤتمرا وندوة في ليبيا، ويوغسلافيا، وتنزانيا، وفرنسا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والأردن، ومصر، والسودان، والسعودية، ولبنان، والهند، وأسبانيا، والكويت، والامارات، وغيرها. كما أسهم في العديد من الحركات العلمية والفكرية في ليبيا والوطن العربي من خلال عضويته للكثير من المؤسسات، والبرامج، والمجالس واللجان العلمية منها:- جمعية الفكر بطرابلس. المجلس الاستشاري لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لمنظمة التربية والثقافة والعلوم بالقاهرة. اللجنة الوطنية الإعادة النظر في بنية التعليم بالجماهيرية. اختير عضوا بلجنة التعليم والعلوم والثقافة والاعلام الخاصة بالوحدة الاندامجية بين مصر وليبيا. مجلس إدارة المركز العربي لبحوث التعليم العالي. أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
أهم مؤلفاته
لقد قام المرحوم الدكتور عمر بتأليف العشرات من الكتب العلمية الأكاديمية المرجعية، والعديد من البحوث في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية المتخصصة القيمة، تجاوزت الأ ربعين كتابا، تعكس ثقافته الموضوعية في هذا المجال وغيره من المجالات العلمية، وتؤكد الجوانب الغنية لشخصيته الفذة. فطبع ونشر الكثير منها، ليطلع عليها جميع القراء والدارسين والاختصاصيين، وهي متواجدة في العديد من المكتبات العامة والخاصة، وتشغل مكانها اللائق بها في الجامعات والمعاهد العليا في ليبيا وخارجها، وأما بعضها الآخر فلا زال تحت الطبع أو في طريقه إلى ذلك، من بينها ثمانية كتب هامة كان قد ألفها في فترة علاجه ونقاهته من مرضه الأخير، وهو في الرمق الأخير من حياته.