عمرو بن المنذر
عمرو بن المنذر بن امرؤ القيس بن النعمان اللخمي المشهور بـ(عمرو بن هند)، الملقب بالمحرق الثاني (554-569 م) امه هي هند بنت عمرو بن حجر الكندي آكل المرار.
حياته وحكمه
يصفه الأخباريون بأنه شديد وصارم وكان لايبتسم ولا يضحك وقد وصفه الشاعر سويد بن حذّاق بأنه "يعتدي ويجور"[١]. بدأ حياته السياسية كرئيس على قبائل معد بمنازلها بنجد في حياة والده وكان السبئيون ينافسونهم على تلك المناطق وحلفاء السبئيين هم (مذحج وكندة) بينما كان حلفاء المناذرة هم (معد) ومن بعد السبئيين تولى الأحباش بقيادة أبرهة الأشرم منافسة المناذرة. وقعت عدة صدامات بين المناذرة والسبئيين ثم مع جيش ابرهة الذي سجل حربه في نقشين في موقع "مريغان" بتثليث أحدهما نشر حديثا عام 2009م. يذكر النقش الأول أنه في سنة "552م"[٢] هاجم أبرهة بنفسه معد وهزمها وأخذ من أبنائها رهائن لئلا يثوروا عليه إلا أن عمرو بن المنذر كفلهم عنده فأقره أبرهة عليهم[٣], ويفهم من المصادر الاجنبية أن عمراً كان قد أغار على بلاد الشام في سنة "563م"، وكان على عربها الحارث بن جبلة. والظاهر أن الباعث على ذلك كان امتناع الروم عن دفع ما كانوا يدفعونه سابقاً لعرب الفرس مقابل اسكاتهم عن مهاجمة الحدود. فلما عقد الصلح بين الفرس والروم سنة "562م"، وهدأت الأحوال، لم يدفعوا لابن هند ما تعودوا دفعه لوالده، فأثر امتناعهم هذا في نفسه، وطلب من الفرس مساعدته في ذلك. فلما طالت الوساطة، ولم تأت بنتيجة، هاجم تلك المنطقة، ثم أعاد الغارة في سنة "566م" وسنة "567م" على التوالي. وقد تولى قيادة هاتين الغارتين أخوه قابوس. وقد عزا "مينندر" أسباب تلك الغارة إلى سوء الأدب الذي أبداه الروم تجاه رسول ملك الحيرة الذي ذهب إلى القيصر جستن الثاني لمفاوضته على دفع المال[٤]. وكان الروم قد أرسلوا رسولين قبل ذلك إلى الفرس للبحث في هذا الموضوع، أحدهما اسمه بطرس، والآخر اسمه يوحنا، غير انهما أنكرا للفرس حق ملك الحيرة في أخذ إتاوة سنوية من الروم. فلما عومل رسول ملك الحيرة معاملة غير لائقة قام قابوس شقيق عمرو بتلك الغارتين[٥]. ويذكر أن "عمرو بن هند" جعل أخاه "قابوس بن المنذر" على البادية، ولم يعط أخاه "عمرو بن أمامة" شيءًا، وكان مغاضبًا له، فخرج "عمرو" إلى اليمن، فأطاعته مراد، وأقبل بها يقودها نحو العراق، ولكنها ثارت عليه، ثار عليه المكشوح وهو "هبيرة بن يغوث" فلما أحيط به ضاربهم بسيفه حتى قتل[٦].
ممن وفد عليه من الشعراء:أوس بن حجر, طرفة بن العبد
مقتله
هذه قصة مقتل ملك العرب عمرو بن هند علي يد عمرو بن كلثوم كما يرويها أبي عبيدة التيمي من كتاب أيام العرب قبل الإسلام:
...فذكرواأن عمرو بن هند، وأمه هند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي وأبوه المنذر بن ماء السماء اللخمي.. هذا نسب أهل اليمن. قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه : هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي. فقالوا: لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه. ثم بعث عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً. فقدم عمروا في فرسان تغلب، ومعه أمه ليلى، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيره والفرات وأرسل إلى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب السرادق وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وأم عمرو بن كلثوم معها في القبة. وقد قال عمرو بن هند لأمه: إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق الا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء. يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام. ففعلت هند ما أمرها ابنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى: - ناوليني ذلك الطبق. قالت: - لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فقالت: - ناوليني. وألحت عليها. فقالت ليلى: - واذلاه.... يا لتغلب. فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم، فعرف الشر في وجهه، وقد سمع قول أمه: واذلاه يا لتغلب، ونظر إلى سيف عمرو بن هند، وهو معلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار إلى السيف مصلتا فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى : - يا لتغلب. فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيره. وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب أبو عمرو بن كلثوم أجتمعوا في بيت كلثوم على شراب، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال:
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو | وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا |
وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو | بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَا |
فلطمه أبوه وقال: يا لكع (اي يا احمق)، بلى والله شر الثلاثة. أتجتري أن تتكلم بهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه :(بأبي أنت وأمي، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم).
سبقه المنذر بن امرئ القيس |
مـناذرة 554-569 |
تبعه قابوس بن المنذر |
المصادر
'Amr III ibn al-Mundhir]] sh:Amr III ibn al-Mundhir