علي بن جبلة


علي بن جبلة بن عبد الله الأبناوي، ويكنى أبا الحسن، ويلقب بالعكوك.


حــيـاتـــــــــه

اسمه :- [١]

ويقال أن الأصمعي هو الذي أطلق عليه لقب ( العكوك ) ويعني السمين القصير، إذ كان الأصمعي يحسده ، وذلك لما كان يلقاه علي بن جبلة من ثناء و إعجاب من قبل هارون الرشيد الذي كان متقبلاً له ، معجباّ به حين ينشده بعض مدائحه الجيدة .

شخصيته وثقافته :-

كان أعمى أسود أبرص من أحسن الناس إنشاداً، إذ قال عنه الجاحظ : كان أحسن خلق الله إنشاداً ، ما رأيت مثله بد وياً ولا حضرياً .[٢]

وكان علي بن جبلة أصغر إخوته ، بالإضافة إلى انه كان ضريراً ملئ قلب أبيه عطفاً وبراً به . ودفعت محنة علي بن جبلة أباه إلى أن يؤثره على إخوته محبة ورعاية به ، وقام بإلحاقه بمدرسة من المدارس يتعلم فيها ما يتعلمه الصبيان المماثلين له في السن ، واخذ يتردد على مجالس اللغة والأدب ، ويستمع إلى ما يحاضره العلماء فيها من دروس في الشعر واللغة والنحو ، وما يدور بينهم بها من محاورات ومناظرات في المذاهب الكلامية والمسائل العقلية .

وساهم ذكائه و فطنته في صقل أفكاره وعقله إذ أنه فقه أسرار العربية ، وحفظ شعراً للشعراء جاهلين وعباسين من أمثال امرئ القيس والعتاهية وبشار بن برد وأبي نواس ، وذلك ساعده في إغناء موهبته الشعرية وتهذيبها ، وزودها بذخيرة اللازمة من أجل أن ينطلق الشعر على لسانه.


ولم تصل إلينا أخباراً كثيرة عنه ، وكل ما نعلمه انه تزوج ولم يعرف وقت زواجه ، وكل ما نعلمه أيضاً أنه كان له أهل في بغداد ، وأنه أنجب أولاداً ولم يفصح عددهم ، ولكن البكر اسمه الحسن ، لذلك يدعى بأبي الحسن .

وكان دقيق الفطنة سهل الكلام ، وكان مداحاً مجيداً وصافاً محسنا مدح المأمون ، وحميد بن عبد الحميد الطوسي ، وأبا دلف العجلي ، والحسن بن سهل[٣]. وامتاز لسانه بالمدح وخاصة الخلفاء ، لعله ينال القربة منهم ، وينال جوائزهم ، فهو كان من أنصار الخلفاء ومؤيدي العباسين ، فقد قيل أنه امتدح الرشيد بقصيدة ، فأعجب بها الرشيد فأجزل له العطاء عليها . ومن القصص المماثلة ، أنه مدح الطوسي بقصيدة بعد مدح لأبي الدلف ، فأجمع من حضر المجلس من أهل المعرفة والعلم بالشعر بحسنها ، فأعطاه وأحسن جائزته .

شعره

وهو شاعر مطبوع، يوصف بأنه عذب اللفظ جزله، لطيف العاني، مداح حسن التصرف. واستنفذ شعره في مدح أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي، وأبى غانم حميد بن عبد الحميد الطوسي، وزاد في تفضيلهما وتفضيل أبي دلف خاصة حتى فضل من أجله ربيعة على مضر، ويرى البعض أنه جاوز الحد في ذلك. فيقال: إن المأمون طلبه حتى ظفر به، فسل لسانه من قفاه، ويقال: بل هرب، ولم يزل متواريا منه حتى مات ولم يقدر عليه؛ ويعتبر البعض أن هذا هو الصحيح من القولين، والآخر شاذ. له ديوان شعر مطبوع، حققه الدكتور حسين عطوان.

وصلات خارجية

  1. ^ هو أبو الحسن علي بن جبلة بن عبد الله الأنبا ري المعروف بالعكوك (السمين القصير ) سماه بذلك الأصمعي شعر علي بن جبلة : ذخائر العرب : جمعه د. حسن عطوان دار المعارف ،الطبعة الثالثة.
  2. ^ تاريخ الأدب العربي ( الأعصر العباسية ) : تأليف عمر فروج
  3. ^ الأعلام، الجزء الرابع :خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين، الطبعة التاسعة سنة 1990 بيروت- لبنان