عبد المطلب الأمين

عبد المطلب الأمين

هو نجل الأصغر للمرجع الشيعي السيد محسن الأمين، أديب شاعر، دبلوماسي وسياسي وناقد.

ولادته ونشأته

ولد في دمشق عام 1916.

من الرعيل الأول من المتعلمين والذين تابعوا دراستهم، حمل إجازة في الحقوق عام ١٩٣٩ وقد اتقن إلى جانب العربية الفرنسية والإنكليزية والروسية وأتيح له أن يتخرج من بيت عريق بالثقافة تخصص في جانب مهم من التراث التاريخي والديني.

عمل معلما في دار المعلمين في بغداد، ثم موظفا في وزارة الخارجية السورية وواحدا من مؤسسيها وسفيرا لسوريا في موسكو. ثم عمل قاضيا لبضع سنوات في بيروت، ومحاميا في الكويت، وصحافيا في صحف دمشق بتوقيع القاضي الفاضل، وفي جريدة النداء في بيروت، وموظفا في وزارة الدفاع (رئيس قسم التوجيه) في سوريا حتى النكسة ١٩٦٧.

وما تبقى من حياته قضاها في بيت متواضع في منطقة النهر في بيروت وفي بلدته شقرا.

شعره

كان واحدا من الشعراء الأربعة أبناء السيد محسن الأمين: واخوته حسن وجعفر وهاشم.

وعبد المطلب عرف عنه غزارة إنتاجه فكان الشعر يتدفق منه لأنه قابض على ملكة الكتابة الفنية ممتلك لأدوات تلك الكتابة وأولها اللغة وفوق ذلك بل وفي أساسه موهبته وحساسيته.

يذكر من يعرفه أنه كان يكتب شعره على الهامش الأبيض من صحيفة بين يديه أو على علبة السجائر، يكتبه في الأماكن العامة، في سيارات النقل وأحيانا كان يكتب وهو على كرسيه وأمام الطاولة، كان بمقياس ما، حسب احدى المجلات السورية، اشعر الناس.

في الحقل السياسي

على الصعيد الرسمي عمل عبد المطلب كأول سفير لسوريا في موسكو وكان سفيرا ناجحا بشهادة مسؤوليه. وقيل أنه أحد مؤسسي وزارة الخارجية السورية. وقد كان ذلك في الأربعينات من القرن الماضي أي في السنوات العصيبة التي مرت بالعالم العربي، أبان معارك الاستقلال وفي فترة النكبة. على أن عمله في الحقل الدبلوماسي لم يدم طويلا فما لبث بعد عودته إلى سوريا أن استقال من وزارة الخارجية احتجاجا على انقلاب حسني الزعيم وبذلك بدأت مرحلة جديدة من العمل السياسي عند عبد المطلب. وفُصل من وظيفته. ثم عمل بوزراة الدفاع وبعد الهزيمة في دمشق اعتزل وظيفته وكان يومذاك رئيسا لمصلحة التوجيه والتعبئة في وزارة الدفاع السورية. كتب هذه القصيدة وترك سوريا والوظيفة وغادر إلى لبنان.   قال يعارض قصيدة شوقي التي مطلعها:

            قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا               مشت على الرسم احداث وأزمان

فقال معارضا:

               نم وانس جلق واندب حظ من هانوا           على الأرائك أطفال وغلمان
               على الحدود تلامـيـذ ومـدرســة            وفي السرايات ضباط وأركان
               مـع الـعـدو رعادــد وأقفيـة            مع الرفاق منافيخ وشجعان
               مـع الجـواسيس تطـنيش ومـغـيـبة          وفي المباحث تعذيب وامعان
               تضـاءلت قيم التاريخ فانتفـخـت          فيه الزقاق وشاب الحور والبان
               مررت فـي مـعرض التاريخ اسأله           هل للعروبة في البازار دكان
               هل نحن فـي معـرض التاريخ اقفية          أم اننا قيم تنمو وإنسان؟
               هل نحـن عربـدة تطـفـو كما زبـد          أم أننا في يد التاريخ برهان
               هـل نحن مـعولة الهـدّام أم يــده          منارة فيداه اليوم بركان؟
               قم سائل الأكمه التاريخ: هل عبرت          مع الحضارة في مثواه عربان؟
               هل عشعش القمل في أفـيـائه وحبا          حتى تضايق أهل ثم جيران؟
               تبـا له القزم التاريخ وانفجرت          شفاهه عن نوايا هن عدوان
               لولا دمشـق لما طارت قـنـيــطـرة          ولا ازدرى ببني القفقاس دايان
               كل الشـهور وصـمنـاهـا بمأثــرة          وكان آخر من قاسى حزيران
              وقــبـله كان آذار وثــورتــــه          وجاء من بعد تشرين ونيسان
              أما شـبـاط فلـم نترك بـه رمـقـا           للثائرين فللثوار أحزان
              وكان يوليو: وحـدث دونـمـا حـرج           عن الشقيق ليونيو نحن اخوان
              وأشـهـر الهـجـرة الغـراء رصـعها           من الأشقاء بالثورات رمضان
              وارحل لـسـيناء واسأل في متاهتها           عن المشير وقد وارته أكفان
              من ته فيها: أموسى في جـمـاعـتـه           أم جيشه اللجب حفيان وعريان
              موشـي يـردّ لـفـرعـون هـديــتــه          مع الفوائد فالديان دايان
              سـل الحشيش سـل الأفـيون أن فـرغـت          حقائب، ففم الـتـاريـخ ملآن
              مـلآن بالـعـنات الـسـود يبصـقهـا          في وجه من غدروا عمدا ومن خانوا

وفاته

توفي في بيروت عام 1974 ودفن في بلدته شقراء في جبل عامل جنوب لبنان.

وصلات خارجية

ترجمة عبد المطلب الأمين في معجم البابطين

المصادر

مستدركات أعيان الشيعة – السيد حسن الأمين – الجزء الأول