عبد المجيد الخوئي
عبد المجيد الخوئي (19 مايو 1972، النجف - قُتل في 10 أبريل 2003 في الصحن الحيدري في النجف). عالم دين شيعي ورئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن.
هو ابن المرجع الديني الراحل "السيد" أبو القاسم الخوئي قتل شهیدا في مقام علي ابن أبي طالب ليكون ثاني نجل من أنجال المراجع الذين يُقتلون في النجف.
عبد المجيد ومنذ وفاة أخيه محمد تقي الخوئي وتوليه رعاية المؤسسة تحت ولاية آية الله السيد علي السيستاني بناء على وصية المرجع السيد أبو القاسم الخوئي، أظهر ميلاً إلى الاستقلال عن المرجعية والتفرد والحراك السياسي المختلف عن الأسلوب النجفي والمرجعي عموماً.
ولادته
ولد السيد عبد المجيد ابن المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي(ره) في 16 (آب) 1962م في النجف الأشرف، حيث ترعرع في أحضان والدهأبو القاسم الخوئي ووالدته الكريمة ونهل من نبعهما الصافي حب الخير والعطاء والعمل الصالح إلى بواكير وعيه الأولى حيث أولاه سماحة المرجع الأعلى أبو القاسم الخوئيإلى جانب أخيه الشهيد السيد محمد تقي الخوئي الذي اشرف على تدرجه في مراحل الحياة.
نشأته
يتحدث السيد الشهيد شخصيا ً عن نشأته وترعرعه ايام الصبا في ندينة النجف الأشرف فيشير إلى أن (البدايات الأولى كانت بمدينة النجف، وفي محلة العمارة، وهي محلة مشهورة بالنجف سميت على اسم مدينة العمارة باعتبار ان معظم ساكنيها يتحدرون من العمارة، بينما يقول البعض انها سميت بذلك حين بنيت فيها أول عمارة، وتوسعت المدينة شيئا فشيئا، وكانت المدينة القديمة محاطة بسور عظيم يقال انه كان من أهم الحصون التي حمت الاهالي خلال حربهم ضد الإنكليز عام 1919، وخلال الحصار الشهير الذي فرض على المدينة عندما اغلق اهل النجف بوابة السور ومنعوا الإنكليز من دخولها، السور تهدم الآن بفعل التوسع العمراني وبفعل إلغاء تاريخ المدينة. وكنت قد شهدت اجزاء من هذا السور في أماكن مختلفة من المدينة التي تتقسم إلى اربعة اقسام هي: العمارة والمشراق والبراق والحويش، هذه هي المدينة القديمة.
مشاهد من الحياة
يروي السيد عبد المجيد الخوئي مشاهد من مراحل العمر التي نشأ بها فيقول: ولدت في بيت صغير وسط سوق العمارة، ثم انتقلنا إلى بيت آخر أيضا يقع في محلة العمارة، انا لا اذكر البيت الذي ولدت فيه لكنني اتذكر البيت الثاني في منطقة (راس الاربعة عقود) والعقد يعني زقاق. وكان تسلسلي في العائلة الرابع، وبين الأولاد الثالث، اتذكر الآن ازقة النجف الترابية المؤثثة بالنفايات التي كنا نلعب فيها.
ولبيت أبو القاسم الخوئي(قده) قصة طويلة مع التقشف والاقتصاد ومواساة البيوت الفقيرة، حيث يروي السيد الشهيد مشاهد عن بيت السيد الإمام (قده) " لم تكن هناك أية علامات للترف، بل كنا نحيا في الستينات بمستوى دون الوسط، ووالدي لم يكن ليرضى ان نعيش بمستوى أعلى من بقية رجال الدين أو طلبة الحوزة، فرجال الدين كانوا يعيشون حياة متواضعة، واتذكر ان اهلي، في صيف عام 1967، كانوا يرسلونني في وقت الظهيرة الساخنة إلى سوق العمارة لاشتري قطعة من الثلج وأعود بهت فأجد أن نصفه قد ذاب بسبب حرارة الجو، بينما كان جارنا وهو رجل دين ويأخذ راتبا من والدي يملك ثلاجة، وكانوا يزودوننا أحيانا بالثلج في وقت الظهيرة. وأتذكر انه في عام 1969 دخلت الثلاجة الكهربائية لأول مرة إلى بيتنا، وكنا ما نزال أطفالا، كان عمري سبع سنوات، وكان ممنوعا علينا ان نستخدم الثلاجة، واذا احتجنا ماء باردا كان علينا ان نطلب ذلك من الوالدة، وفي وقت الغروب كنا نصعد للسطح حتى نفرش للنوم لأننا كنا ننام في الصيف فوق السطح.
ومن الأمور التي أتذكرها جيدا ً : أننا كنا نشتري نصف كيلو لحم يقسم لأكثر من وجبة، فكانت والدتي تعلق اللحم بالحبل وتحفظه في السرداب (القبو) ذلك أن بيوت النجف القديمة كانت تحتوي على السراديب التي تتكون من ثلاثة طوابق أو أكثر، وفي بعض البيوت هناك سراديب تحتوي على أنفاق متصلة ببعضها. كما كنا نحفظ البطيخ (الرقي) في السرداب ليبرد. وكان عندنا في البيت حبل لتبريد وترشيح الماء، وكنا نتناوب نحن الأولاد على ملء (الشربة) المصنوعة من الفخار ووضعها وقت المغرب فوق السطح لتبرد. أما ألعابنا فكانت الطائرات الورقية التي نصنعها بأنفسنا، وأحيانا كنا نصنع الطائرات ونبيعها للمحلات (كل ثلاث بعشرة فلوس) بينما يبيعها صاحب المحل بخمسة فلوس.
دراسته الدينية
بدأ السيد الشهيد دراسته الدينية في سنة 1395هـ، فقرأ العلوم الأدبية والمنطق وبعض المتون الفقهية عند المهرة من أساتذة هذه الحاضرة العلمية النجفية، ويتذكر حينما وضع العمة على رأسه وهو ما يزال ابن خمسة عشر ربيعا ً فيقول: (وضعت العمامة في شهر شباط من عام 1977 وكان عمري خمسة عشر عاما، بعد أن أنهيت دراستي المتوسطة وانتقلت للدراسة في الحوزة العلمية، والحوزة مدارس وليست مدرسة، هي بمثابة جامعة مفتوحة، وليس هناك مكان معين تذهب إليه للدراسة، بل الطالب يدرس على يد أي استاذ يريد، بعد الاتفاق معه على المكان والوقت المعين، وهكذا يتم الاتفاق مع أساتذة عدة وحسب المواد التي يريد ان يدرسها الطالب، مثلا إذا اريد ان ادرس الفقه والنحو ومواد أخرى اتفق مع أساتذة متخصصين في هذه المواد، والطالب لا يدفع اية اجور للاستاذ الذي بدوره لا يتقبل هذه الأجور، المرجع هو الذي يدفع للأساتذة ولبعض الطلبة. وفي الثمانينات صار على الطالب الذي يريد ان يتقاضى الراتب من المرجع ان يجتاز الامتحانات لمعرفة مستواه ومدى جديته بالدراسة، ومقدار الراتب يمنح حسب المرحلة الدراسية، فرواتب مرحلة المقدمات الأولية تختلف عن مرحلة الوسط، وكذلك مرحلة السطوح، أو بحث الخارج، كما ان الحالة الاجتماعية تحدد مقدار الراتب، وهناك أيضا أكثر من مرجع يمنح الرواتب للطالب، أي ان الطالب بإمكانه الاستفادة من راتب هذا المرجع أو ذاك طالما هو مجد في دراسته.
اغتياله
أغتيل أثناء تواجده في مرقد الإمام علي في مدينة النجف حيث يعتقد أن أتباع رجل الدين السياسي مقتدى الصدر قاموا باغتياله وذلك بعد يوم واحد من سقوط بغداد. وصدر بعدها أمر من قاض عراقي باعتقال الصدر لكنه لم ينفذ حتى الآن.[١]
قبره
دفن فی صحن الامام علی علیه السلام الی جانب والده الامام الخوئی والی جانب اخیه الشهید رحمهم الله
مصادر
Abdul-Majid al-Khoei]] pl:Abdul Majid al-Choi