عبد الله بن يحيى الكندي
أحد أئمة الإباضية الكبار و صاحب الثورة المشهورة ضد بني أمية عام ١٢٨ للهجرة.
نسبه
هو عبد الله بني يحيى بن عمر من بني معاوية الأكرمين من كندة.
ثورة الإباضية
تذمر اليمانيون بصفة عامة من ظلم بني أمية و الضرائب المفروضة عليهم و الأوضاع السيئة التي كانت تعاني منها حضرموت إبان عصر الأمويين. فكان ذلك محفزا لهم للثورة و انتزاع الحقوق المسلوبة و كان عبد الله بن يحيى الكندي العقل المدبر لهذه الثورة و لذلك عرف بلقب "طالب الحق".
فأخذ يراسل زعماء الإباضية في البصرة أمثال ابى عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي (تميمي كونه مولى و إنما أصله فارسي) و الذي كان يعد مرجعا للإباضية دون منازع بعد جابر بن زيد الأزدي و ثاني أئمتهم.
فأرسل إليه أبو عبيدة المختار بن عوف الأزدي و بَلْج بن عُقبة الأزدي و عدد من كبار إباضية البصرة يشاورون الكندي أمر الخروج. فاستتب الأمر للكندي و إختاروه إماما عليهم عام 128 للهجرة. فسار إلى إبراهيم بن جبلة عامل الأمويون و حبسه و سيطر على حضرموت ثم توجه إلى اليمن و طرد القاسم الثقفي من صنعاء و حبس الضحاك بن زامل ثم أطلق سراحه.
ماإن سيطر الكندي على صنعاء حتى قام يخطب بالناس قائلا : " إنّا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإجابة من دعا إليهما. الإسلام ديننا ، ومحمّد نبيّنا ، والكعبة قبلتنا ، والقرآن إمامنا. رضينا بالحلال حلالا لانبغي به بدلا ، ولانشتري به ثمناً قليلا ، وحرّمنا الحرام ونبذناه وراء ظهورنا ، ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل ، من زنا فهو كافر ، ومن سرق فهو كافر ، ومن شرب الخمر ، فهو كافر ، ومن شكّ في أنّه كافر ، فهو كافر ، ندعوكم إلى فرائض بيّنات ، وآيات محكمات ، وآثار مقتدى بها ، ونشهد أنّ الله صادق فيما وعد ، عدل فيما حكم ، وندعوا إلى توحيد الرب واليقين بالوعيد والوعد ، واداء الفرائض ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والولاية لأهل ولاية الله ، والعداوة لأعداء الله."
ثم توجه المختار الأزدي على رأس جيش قوامه ألف مقاتل إلى الحجاز و إستولى على مكة و المدينة. و كان إستيلائهم على الحجاز تهديدا و تحديا صارخا لسلطة بني أمية عام 130 للهجرة. فأرسل مروان بن محمد جيشا قوامه أربعة ألاف جندي بقيادة عبد الملك بن عطية السعدي. فلقي جماعة الكندي بوادي القرى و قتل بلج بن عقبة الأزدي و أكمل سيره إلى مكة فلقي المختار بن عوف الأزدي و استطاع قتله و أغلب من معه.
أكمل عبد الملك السعدي سيره يريد عبدالله الكندي. فخرج له الكندي من صنعاء و إلتقيا في موقع قرب الطائف يقال له "جرش" ودارت بينهما معركة عظيمة لقي الكندي فيها حتفه و فر أنصاره إلى حضرموت.
مصادر
بحوث في الملل والنحل ـ مجلد الخامس