عبد الكريم النحلاوي
عبد الكريم النحلاوي (1926-) قائد ومخطط الانقلاب العسكري في 28 أيلول 1961 الذي أدى إلى انفصال سوريا عن مصر في الوحدة التي نشأت بين القطرين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة. قام النحلاوي بانقلاب عسكري آخر في 28 مارس 1962، بقيادته الشخصية تلك المرة، وقام بحل البرلمان وإقالة حكومة معروف الدواليبي. أزيح النحلاوي عن طريق انقلاب عسكري ثالث ضده في 8 آذار/مارس 1963 بقيادة أمين الحافظ.
كان عبد الكريم النحلاوي مستقيماً في انضباطه المسلكي ومحافظا في سلوكه الاجتماعي ودمشقياً بامتياز. وكان متعاطفاً مع الإخوان المسلمين.[١]
في عهد الوحدة، عمل المقدم عبد الكريم النحلاوي نائبا لمدير إدارة شؤون الضباط في الجيش الأول، والتي يرأسها العميد أحمد علوي، أحد أصفياء المشير عبد الحكيم عامر وهو المنصب الهام الذي سمح للنحلاوي بالتحكم بتنقلات الضباط طالما كسب ثقة المشير عامر. تحلى النحلاوي بالكتمان ، ومظهراً كل آيات الولاء والطاعة لقائده عامر، والذي كان يبادله محبة واصطفاء.
شهد صيف 1961 – وبالأخص بعد صدور قرارات التأميم – تحركات حثيثة للتآمر على الوحدة، حتى أن هاني الهندي قطب حركة القوميين العرب أتى للسراج بقائمة من 37 ضابطاً يتآمرون للانقلاب وعلى رأسهم النحلاوي. أوصل السراج القائمة لعبد الناصر الذي سارع بسؤال عامر عن كاتم أسراره السوري – النحلاوي – فما كان من عامر إلا أن دافع عنه بشدة متهماً السراج بأنه يستهدف "رجاله" وأنها دسيسة لا تستحق مجرد الالتفات إليها.
والشاهد أن بدء التحضير لانقلاب الانفصال جرى منذ أوائل الربيع، وبسببه قام ملك الأردن حسين بن طلال بالاعتذار العلني من عبد الناصر في رمضان/آذار 1961 عما سلف، حتى يبعد أنظار الأخير عنه، بينما هو منهمك في التآمر على الوحدة عبر صلة خاله الشريف ناصر مع حيدر الكزبري قائد سلاح الهجانة السوري. [١]
الانقلاب الانفصالي
قام عبد الكريم النحلاوي بالانقلاب بالتعاون مع موفق عصاصة وحيدر الكزبري. توجه النحلاوي بفرقة دبابات إلى مقر المشير عامر لإبلاغه بطلبات الضباط الانقلابيين التي لم تتضمن الانفصال بل تلخصت بإبعاد سيطرة بعض الضباط المصريين عن فرق الجيش السوري. حسب النحلاوي في شهادته لبرنامج شاهد على العصر، وافق المشير في بداية الأمر على المطالب وتمت صياغة بيان يمهد لعودة الضباط إلى ثكناتهم وتسليم السلطة مجدداً لعبد الناصر، ولكن المشير عامر ماطل في إصدار البيان بغية كسب الوقت نظراً لإرسال قوات عسكرية مصرية لحسم الموقف، وهو ما أفشل محاولات الصلح وخاصة بعد الهجوم المستمر من إذاعة صوت العرب على الانقلابيين.
العجيب أن انقلاب الانفصال تم على يد 37 ضابط فقط مما يبين هزال الأوضاع في الإقليم عشيته وهشاشتها الصارخة. بل ورغم معرفة السراج الاستباقية بما هو قادم وتحذيره منه.
كانت هناك تأييد للانفصال من جانب الأردن والسعودية. فعندما خلع الملك سعود على يد أخيه الملك فيصل ذهب إلى مصر، وعندما واجهه عبد الناصر بإنفاقه 7 مليون جنيه استرليني لتنظيم انقلاب الانفصال في سوريا، رد عليه سعود بأن المبلغ المنفق كان 12 مليوناً وليس 7 ملايين.
انقلابه التالي
قام في 28 آذار 1962، بانقلاب عسكري آخر، بقيادته الشخصية تلك المرة. وقام بحل البرلمان وإقالة حكومة معروف الدواليبي.
إبعاده بانقلاب ثالث
قاد الفريق أمين الحافظ انقلابا جديداً في 8 آذار 1963 أسفر عن استلام حزب البعث للسلطة وإبعاد عبد الكريم النحلاوي وعدد من زملائه خارج البلاد، ثم سرحوا من الجيش.
المصادر
- ^ أ ب منتديات الفكر القومي العربي, عبد الناصر وأثافيه الثلاث, 7 يناير 2007, استرجعت في 23 مارس 2007