صواب سياسي

الصواب السياسي أو الصائب ساسياً (بالإنجليزية: Political correctness)، (بالفرنسية: Politiquement correct‏) اللياقة الأدبية، اللياقة السياسية،[١] الكياسة السياسية، أو اللباقة الاجتماعية، هي نوع من التسميل تعّبر عن اللباقة اللفظية و الكياسة بجميع أنواعها، و إجمالاً حسن اختيار المصطلح المؤدب و العبارة البليغة الذي لا تثير الفرقة و النزاع وتحاشي جرح شعور الآخرين، كأن تشير إلى الفقراء بأنهم متدنيين أو يتمتعون بمزايا أقل منك، وتجنب الإشارة إلى الجنس حتى لا تتسبب في التمييز بين الجنسين، وعدم الإشارة إلى المرأة بلفظة السيدة أو الآنسة مساواة لها بالرجل الذي يشار إليه دائماً بالسيد بغض النظر عن حالته الاجتماعية، و"ذوو الاحتياجات الخاصة" بدل المعاقين و"المكفوفون" بدل العميان.[٢] كما تتجنب العبارات التي قد تعتبر مهينة لدى عرق معين سواء كانت شائعة في الحياة العامة أم لا.

مفهومه اليوم بات يختلف اختلافاً بيناً، إذ أصبح يشير إلى: أي عمل أو قول يصدران عن شخص يراعي فيهما مسايرة الرأي العام حول قضية من القضايا. المقصود بالعبارة في الخطاب العام هو مراعاة جميع شرائح المجتمع ، حتى إن تطلب هذا قول ما لا يعتقد به المرء، مثلاً في الترجمات العربية الحالية أصبحت تترجم كلمة "homosexual" ك "مثلي"، و ليس "ِشاذ" عن الطبيعة.

تاريخ المصطلح

كان معروفا لدى الأوائل؛ فقد كانوا، على سبيل المثال، يسمون الأعمى "أبو بصير". تم استخدام المصطلح politically correct في الأصل من قبل الشيوعيين الرواد أو الحرس القديم بمعنى الالتزام أو التقيد بالخط السياسي للحزب في ثقافة المرء وسلوكه ولغته. إلا أن نشطاء حقوقيين وكتاباً في السبعينات من القرن الماضي أخذوا باستخدام هذا المصطلح على نحو تهكمي للسخرية من الالتزام العقائدي الدوغماتي لليساريين بالمسلك واللغة "التقدميين". ثم انهال عليه المحافظون الجدد في الثمانينات في معرض انتقادهم لمناهج التعليم المغرقة في التعددية الثقافية في الجامعات الأمريكية.

وقد كان هذا المصطلح وما ينطوي عليه من فكر ومواقف مصدر إلهام للكوميديين والساخرين والكتاب والمفكرين وغيرهم وصار يتسع في مفهومه.

مدلوله اليوم، في الإنجليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات الغربية، بات يختلف اختلافاً بيناً، إذ أصبح يشير إلى: أي عمل أو قول يصدران عن شخص يراعي فيهما مسايرة الرأي العام حول قضية من القضايا، وتكون تلك المسايرة مقصودةً لذاتها ولأهداف لا علاقة لها في الحقيقة بتلك القضية. مثالاً لذلك: سياسي علماني يدرك أهمية الدين في مجتمعه، فلكي لا يصدم الحساسية الدينية لمواطنيه ويفقد بالتالي تعاطفهم لحزبه، فإنه يعتني عناية فائقة باختيار كلماته وعباراته، بحيث يقول أشياء يدغدغ بها المشاعر الدينية ويظهر بها حرصه على الدين وما شابه ذلك. فسلوك هذا السياسي ليس من اللباقة أو الحصافة في شيء، طالما أن اللباقة والحصافة من الصفات الإيجابية؛ أما المصطلح الذي نحن بصدده فهو بعيد كل البعد عن الإيجابية، بل ينزل منزلة صفات مثل: نفاق، ديماغوجية، صيد في المياه العكرة، وصولية، إلخ...

اختلاف مفهوم الصواب السياسي

بعض المترجمين يقول أن الأمر لا يتعلق بالسياسة (ولو في معناها العام وتداعياتها وجلياتها المختلفة). فهذه العبارة تصب في جوهر ما هو سياسي سيما وأنها نُحتت في الولايات المتحدة ولها جذور تاريخية هناك خاصة فيما يرتبط بالأمريكيين الأصليين ومن أصل أفريقي بعد ما طالهم من حيف منذ استقلال هذا البلد.

وإذا اتفقنا على أن السياسة هي تلك العملية التي تنظم طريقة اتخاذ المجتمع لقراراته ووضع قواعد وضوابط لسلوك الأفراد والمؤسسات والتنافس على مراكز السلطة والقيادة والعمل في الوقت نفسه على التخفيف إلى أقصى حد ممكن من حدة النزاعات وما ينتج عنها من عدم استقرار.

المتعارف عليه بين منظري الفكر السياسي وهو من البديهيات أن أي قرار نتخذه في حياتنا اليومية هو قرار سياسي لأن له ضوابط وتبعات. فشراء سلعة معينة موقف سياسي، والانتماء إلى جمعية معينة قرار سياسي، والكياسة واللباقة والتلطف وعدم جرح شعور الآخر كلها قرارات سياسية. وعليه فإن عبارة الصواب السياسي تصب في قلب العمل السياسي والسلوك السياسي.

أما قاموس أمريكان هيريتدج (2005)، فيعرف العبارة أنها:

«"ترتبط أو تساهم أو تساعد في إحداث تغيير واجتماعي وسياسي وتربوي وذلك من أجل تصحيح الحيف التاريخي الذي لحق بعض الجماعات بسبب انتماءاتها العرقية أو توجهاتها السياسية أو انتمائها الطبقي أو ميولاتها الجنسية وما تعرضت له المرأة من حيف عبر التاريخ.»

كما يعطي القاموس تعريفا للمصطلح للإشارة إلى الشخص الذي يبالغ في الالتزام بهذا التغيير ويصب كل طاقاته عليه دون غيره من الأمور الهامة الأخرى.

ويعرف قاموس لوغران روبير (2006) هذه العبارة أنها:

«"خطاب أو سلوك يمحي/تعض الطرف عن التعابير التي من شأنها أن تجني/تظلم/تقل من شأن أقلية عرقية ما وتعكس في الوقت ذاته أخلاقيات المجمتع العامة وتنشأ عنها (مجموعة من العبارات الملطفة والمحرمات)»

مراجع

  1. ^ اللياقة في المعجم الوسيط هى: سلوك الإنسان في حياته مع غيره سلوكا متسما بالأدب.
  2. ^ د. محمد عناني: "الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق"

انظر أيضا

وصلات خارجية

be:Палітычная карэктнасць bg:Политическа коректност br:Dereadegezh politikel ca:Correcció política cs:Politická korektnost da:Politisk korrekthed de:Politische Korrektheit el:Πολιτική ορθότητα Political correctness]] es:Corrección política et:Poliitiline korrektsus fa:اظهارات سیاست‌پسند fi:Poliittinen korrektius fr:Politiquement correct he:תקינות פוליטית hu:Politikai korrektség is:Pólitískur rétttrúnaður it:Politicamente corretto ja:ポリティカル・コレクトネス ko:정치적 올바름 lb:Politesch Korrektheet nl:Politieke correctheid no:Politisk korrekthet pl:Poprawność polityczna pt:Politicamente correto ro:Corectitudine politică ru:Политическая корректность sh:Politička korektnost simple:Political correctness sr:Politička korektnost sv:Politisk korrekthet th:ความถูกต้องทางการเมือง tr:Siyaseten doğruluk uk:Політична коректність zh:政治正確