صبحي الصالح

صبحي الصالح رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى وأحد علماء الدين السنة اللبنانيين البارزين. ولد سنة 1925 واغتيل في 7 أكتوبر 1986 في ساقية الجنزير في بيروت. الصالح الحائز على دكتوراه في علوم العربية كان قد درس سابقا في الجامعة اللبنانية وجامعة دمشق.

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في لبنان، شهيد أهل السنّة، أمين عام رابطة علماء لبنان، الأمين العام للجبهة الإسلاميّة الوطنيّة في لبنان، مفكّر إسلامي، عضو المجامع العلميّة في القاهرة ودمشق وبغداد وأكاديميّة المملكة المغربيّة ؛ ولد في طرابلس، حصل على العالميّة من جامعة الأزهر سنة 1368/1949 والآداب من جامعة القاهرة سنة 1369/1950 والدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس ؛ اشتغل بالتدريس في جامعة بيروت العربيّة، والجامعة اللبنانيّة ؛ ألف (علوم القرآن) و(علوم الحديث) و(النظم الإسلامية وتطورها) و(الأمة ثم الدولة) و(ردّ الإسلام على تحدّيات عصرنا) بالفرنسيّة و(منهل الواردين شرح رياض الصالحين) و(المؤسّسات الإسلاميّة تكوّنها وتطوّرها) و(الإسلام والمجتمع العصري) و(فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحيّة) و(معالم الشريعة الإسلاميّة) وغيرها ؛ وحقّق (أحكام أهل الذمّة لابن قيّم الجوزيّة)، وانكبّ على إخراج (المعجم العربي) و(المعجم الفرنسي) مع الدكتور سهيل إدريس.

ىرأى أن لا شيء يجعل جوهر الإسلام يتعارض مع التطوّر والتقدّم، وأن السياسة بالنسبة إلينا ليست سوى أفضل وسيلة لتنظيم الدولة، وقال: لا بدّ من الاعتراف بأن المجتمع الإسلامي الذي رسمت خطوطه الأولى في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يجد تحقيقه الملموس في الفترة المعاصرة، لنميّز سلفاً تمييزاً واضحاً بين العقيدة الإسلاميّة وتطبيقها في بعض البلدان الإسلاميّة ؛ ويقول: نشهد هنا وهناك مبادرات لا تخلو من شجاعة، لكن سرعان ما يتغلب النص على الروح في معظم الحالات، فما زال مجتمع اليوم الإسلامي مجرّد مشروع ؛ دعا إلى فتح باب الاجتهاد قائلاً: إن حاجة الأمّة إلى الاجتهاد بديهيّة، لم تكن في نظر القدامى تقبل الجدل، حتى تحتمل التأجيل عند المعاصرين، وأن المحقّقين من علمائنا شاركوا في مقاومة التقليد، وفي دعوة الناس إلى الاجتهاد، وإن كانوا لم يفتحوا بابه على مصراعيه، إلا للقادرين عليه.

وقال: هذه شريعة عدل كلّها، ورحمة كلّها، ومصالح كلّها، وحكمة كلّها ؛ وإنّنا لن نكون بحاجة إلى أشخاص المجتهدين وألقابهم ومراتبهم، بقدر حاجتنا إلى نوعيّة تفكيرهم، واجتهادهم، واختصاصهم، وإنّنا لن نقيم وزناً لما فرضوه من الشروط التعجيزيّة على المجتهد المستقل الذي اختار أن ينفرد بقواعد ومناهج لنفسه، من جميع وجوه التشريع ؛ ورأى أنّه لكي نتحوّل بالاجتهاد من الصيغة الشكليّة إلى جهاز حي دائم التحرك، أن نضيف إلى هذا كلّه شرط الإلمام الكافي بلغة حيّة على الأقل إلى جانب لغتنا، نطل من نافذتها على ثقافة عصرنا بواسطتها، وكل مسألة طارئة في ضوء العلوم المتعلّقة بها ؛ ووجد أن ذهنيّة التخلّف، ومصالح المستفيدين من واقعنا المريض، عقبة في وضع صيغة اقتصاديّة متكاملة خالية من الربا يمكن أن تضعها نخبة من فقهائنا وأهل الاختصاص فينا ؛ وتبنّى اجتهاد من رأى من العلماء، إباحة صناديق التوفير، وشهادات الاستثمار - على تفاوت - في بابي المضاربة والقرض الإسلاميّين، بعد إجراء تعديل جزئي على صياغة بعض القواعد الفكريّة والشروط الاحترازيّة الاجتهاديّة ؛ وقال: لا يجوز أن نسوّي بين المعاملات النافعة لأخذ المال وصاحب المال معاً، وبين الربا الجلي المركّب المخرّب للبيوت.

وحول الخلافة قال: علينا أن نكف عن الاعتقاد بأن هذا النظام التاريخي الذي لم يقم إلا على مبدأ الإجماع، هو شكل الحكم الوحيد في ظل الإسلام.

وكان داعية وحدة بين المسلمين، ففي مقدّمة تحقيق (نهج البلاغة) يناشد المسلمين جميعاً إلى الانضواء تحت راية التوحيد ويدعو المؤرّخين إلى كشف الحقائق لا انتصاراً لفريق على فريق بل دعوة خيّرة إلى تناسي المآسي الداميات.

وطالب باحترام حق الحياة، ورفع العدوان والظلم عن الإنسان، وضرورة كفّ الجاني بالقصاص قائلاً: العدوان على حياة فرد واحد في نظر الإسلام عدوان على كل إنسان حي، وكف الجاني بالقصاص عن قتل حياة واحدة، هو في الواقع كفه عن إزهاق الحياة كلها في أشمل معاني الحياة، وأوسعها مدلولاً، وأكثرها تفصيلاً، فما القصاص إلا حياة لأنه الحياة، وفي سبيل الحياة ؛ ولكن أعداء الحياة من زمرة الحاقدين اغتالوه في بيروت، أمام مدرسة جمال لأيتام المسلمين، وهو في أوج العطاء ؛ ولقد كان لي شرف قراءة مادتي علوم القرآن، وعلوم الحديث عليه عندما كنت طالباً في جامعة بيروت العربية في منتصف الستينات، فما وجدته سوى صاحب علم غزير، وبحث عميق، واعتدال في المقاصد، ومروءة ظاهرة.

وصلات خارجية

[١]

ملف:Cedaricon flag.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية لبنانية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
ملف:Cedaricon flag.png هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان.