سيريل هازارد

سيريل هازارد عالم فلك بريطاني . وهو معروف بإحداث ثورة في مراقبة الكوازار مع جون بولتون في عام 1962. وقد سمح عمله لعلماء الفلك الآخرين بالعثور على انزياحات حمراء من خطوط الانبعاث من مصادر الراديو الأخرى.

إسهامات سيريل هازارد في دراسة النجوم

في عام ١٩٦٢، توجه عالم الفلك الإشعاعي سيريل هازارد إلى المناطق الريفية النائية بأستراليا بهدف استخدام تليسكوب لاسلكي تم استكماله حديثا. وقد كان مهتما بأحد الأجرام السماوية المعروف باسم ٣ سي ٢٧٣ (3C273) بسبب موقعه الموجود بدليل كامبريدج الثالث الذي قام بوضعه عالم الفلك الإشعاعي الرائد مارتين رايل (نظرية الانفجار الكوني ١٩٥٠) بالاشتراك مع الفريق المساعد له في جامعة كامبريدج. يتناول هذا الدليل قائمة بالمصادر المتناهية في الصغر التي تسبب التشوش اللاسلكي المنتشرة بين النجوم إلا أنها على ما يبدو لا ترتبط بأي شيء مرئي من خلال التليسكوب.

في ذلك الوقت، كانت الصور الفلكية الإشعاعية أكثر تشوشا من تلك الصور المأخوذة بواسطة التليسكوبات الضوئية العادية. لذا، فقد كان أمر التعرف على شيء مرئي في الفضاء الخارجي قد يسهم أيضا في ذلك التشوش اللاسلكي، يعد تحديا كبيرا. فكر هازارد في استخدام القمر كأداة للتحكم في هذا التشوش. من الممكن تقدير موقعه في السماء بدقة بالغة؛ ومن خلال تقدير اللحظة التي يمر فيها القمر أمام مصدر الإرسال اللاسلكي ليقطع الإشارة، قد يتمكن من تحديد مصدر هذا الإرسال بدقة.

أظهرت الصور التي التقطت لتحديد النقطة التي يختبئ بها الجرم السماوي ٣ سي ٢٧٣ شيئا غريبا جداً - لقد أظهرت فقاعة تشبه أحد النجوم بها خط من الضوء يبرز من جانب واحد. أما الأجسام الشبيهة التي عثر عليها في أماكن أخرى، فقد كان لكل منها صفاته الخاصة. إن اسم كوازار (وتعني الجسم الشبيه بالنجم) ينطبق تماما على هذه الأجسام، ولكن يبقى السؤال: ما حقيقة هذه الأجسام؟

قام عالم الفلك الهولندي الأصل مارتان شميت، والذي كان يعمل في ذلك الوقت في الولايات المتحدة الأمريكية، بالخطوة التالية. فقد استخدم التليسكوب البالغ طوله خمسة أمتار الموجود بمرتفع بالومار بولاية كاليفورنيا، الذي كان يعد أكبر تليسكوب في العالم في ذلك الوقت، في قياس الزحزحة الحمراء للجرم السماوي ٣ سي ٢٧٣، والذي اكتشفه عالم الفلك الأمريكي سليفر في عام ١٩١٢. وكان الغرض من هذا القياس إظهار مدى سرعة انتقال هذا الجرم السماوي، إلا أن ذلك لم يثمر عن شيء. فلم يتمكن شميت من العثور على الخطوط الطيفية المميزة في الأماكن التي توقعها. وبدا أن التفسير المعقول الوحيد غير مقبول. فقد بدت الزحزحة الحمراء للخطوط بدرجة كبيرة أكثر من تلك الموجودة بأي نجم آخر معروف. لذا، فإن ٣ سي ٢٧٣ لم يكن نجما من نجوم مجرة درب التبانة، لكنه يقع أبعد من ذلك في الخارج مع المجرات الأخرى.

كان ٣ سي ٢٧٣ يتحرك بحوالي ١٥% من سرعة الضوء، ولذ وفقا لثابت هابل كان يبعد عنا بحوالي ٢ مليار سنة ضوئية. لكن هذا لا يعد رقما قياسيا، فقد كانت المجرات الأسرع والأبعد معروفة لنا بالفعل. بيد أن ٣ سي ٢٧٣ كان لامعا بحوالي ١٠٠٠ مرة أكثر من مجرة كبيرة قد تظهر من هذا البعد، لكنه كان يمثل نقطة وحيدة للضوء. ويبقى السؤال: ما الشيء الذي يمكنه إطلاق كل هذ الكم من الطاقة؟ في ذلك الوقت، لم يكن لدى أحد إجابة عن هذا السؤال.