سلطان بن صقر القاسمي

الشيخ سلطان بن صقر القاسمي ولد في عام 1885 وتولى الحكم في إمارة الشارقة عام 1924 وكان الأبن الثاني من أولاد حاكم الشارقة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي (الأول) ونشأ في كنف والده ودرس في المدرسة التيمية المحمودية في الشارقة وتعلم على يد عدد من الشيوخ والأدباء والعلماء.

وقد ظهرت على الشيخ سلطان منذ صغره ميول أدبية واهتمام باللغة العربية والنحو وحفظ الشعر والحكم والأمثال والأناشيد الوطنية وقراءة القصص التاريخية كما تميز باختيار الكلمات والمعاني المعبرة وكان يطعم حواراته بالقصص والمواقف التاريخية. منذ توليه الحكم في أمارة الشارقة عام 1924 قام بأداء دور ثقافي ريادي في إمارات الساحل كما كانت تسمى ووقف بقوة إلي جانب المثقفين مما أسهم في بناء وعي ثقافي متميز في تلك المرحلة وكانت تربطه بالأدباء والشعراء والمثقفين علاقة وطيدة ويستمع لهم وأسس خلال حكمه (المكتبة القاسمية) التي تعد من أوائل المكتبات في الشارقة وقد كان خلال حكمه فارساُ كبيرا وأديبا فصيحاُ فتح أبواب الثقافة والأدب أمام المثقفين وكانت رعايته لرجال الثقافة شغله الشاغل وهمه الدائم.

كان الشيخ سلطان من أوائل المثقفين الذين أشتركوا في عدد من الصحف والمجلات العربية التي كانت تصل إلي الشارقة من الحجاز والكويت والعراق ولبنان ومصر وسوريا وقد شجع على تعليم النساء وتثقيفهن وإعدادهن رغم صعوبة ذلك في ذاك الزمان.

و في عام 1948 بدأت صحته بالاعتلال فسافر إلي الهند لتلقى العلاج ومكث فيها عدة شهور كتب خلالها العديد من الرسائل والقصائد التي فيها شوقه إلي بلاده وحنينه إلي الديار ومنها قصيدة أرسلها إلي قاضي الشارقة الشيخ يوسف المدفع والأديب الكويتي عبد الله الصانع، ثم عاد إلي وطنه لكن الألم لازمه وغادر إلي بريطانيا للعلاج عام 1950 وهناك وافته المنية ودفن في الشارقة.