زينب بنت الحارث

لما فتح محمد رسول الله خيبر واطمأن جعلت زينب بنت الحارث تسأل أي الشاة أحب إلى محمد ؟ فيقولون الذراع والكتف. فعمدت إلى عنز لها فذبحتها، ثم عمدت إلى سم لابطي قد شاورت اليهود في سموم فأجمعوا لها على هذا السم بعينه فسمت الشاة وأكثرت في الذراعين والكتفين. فلما غابت الشمس صلى رسول الله المغرب وانصرف إلى منزله ويجد زينب جالسة عند رحله فيسأل عنها فقالت أبا القاسم هدية أهديتها لك.

وكان رسول الله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فأمر رسول الله بالهدية فقبضت منها ووضعت بين يديه ثم قال رسول الله لأصحابه وهم حضور أو من حضر منهم ادنوا فتعشوا فدنوا فمدوا أيديهم وتناول رسول الله الذراع وتناول بشر بن البراء عظما، وأنهش رسول الله منها نهشا وانتهش بشر، فلما ازدرد رسول الله أكلته ازدرد بشر، فقال رسول الله كفوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة.

فقال بشر بن البراء قد والله يا رسول الله وجدت ذلك من أكلتي التي أكلتها، فما منعني أن ألفظها إلا كراهية أنغص إليك طعامك، فلما تسوغت ما في يدك لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت ألا تكون ازدردتها وفيها نعي. فلم يقم بشر من مكانه حتى مات يقال انه الرسول عليه الصلاة و السلام لما مات بشر بن البراء امر بها فاعدمت بسبب موت بشر بن البراء وعاش رسول الله بعد ذلك ثلاث سنين.

ودعا رسول الله بزينب فقال سممت الذراع؟ فقالت من أخبرك؟ قال الذراع. قالت نعم. قال وما حملك على ذلك؟ قالت قتلت أبي وعمي وزوجي، ونلت من قومي ما نلت، فقلت: إن كان نبيا فستخبره الشاة ما صنعت، وإن كان ملكا استرحنا منه فاختلف علينا فيها، فقال قائل رواية أمر بها رسول الله فقتلت ثم صلبت. وقال قائل رواية عفا عنها. وكان نفر ثلاثة قد وضعوا أيديهم في الطعام ولم يسيغوا منه شيئا. فأمر رسول الله أصحابه فاحتجموا أوساط رءوسهم من الشاة واحتجم رسول الله تحت كتفه اليسرى. ويقال احتجم على كاهله حجمه أبو هند بالقرن والشفرة.

المصدر

[١]