زيد وهبه

زيد وهبه

شخصية فلسطينية.

ولد زيد وهبه في قرية سعسع في الجليل الأعلى عام 1935. لجأ إلى لبنان عام 1948 حيث عاش في مخيمات اللجوء. عمل مدرساً للفنون الجميلة في ليبيا من عام 1961 إلى عام 1968، انتمى إلى حركة فتح عام 1965 في ليبيا. في عام 1967 إلتحق بالأخ جمال عرفات (أبو رؤوف) الشقيق الأكبر لياسر عرفات والإخوة أبو يوسف النجار والأخ هايل عبد الحميد (أبو الهول) والأخ صلاح خلف (أبو إياد) حيث عين مسؤولاً عن العمل التنظيمي الفتحاوي في منطقة حلوان حيث يعمل مئات العمال الفلسطينيين في مصانع الصلب والحديد في حلوان القريبة من القاهرة. وكانت الحركة العمالية والنقابية في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أنشط الحركات النقابية في المنطقة العربية وكان على رأس الحركة النقابية العمالية آنذاك الأخ عبد اللطيف بلطية وكان وزيراً للقوى العمالية في جمهورية مصر العربية.

بقي زيد وهبه في القاهرة ستة أشهر ومن ثم طلب منه الأخ هايل عبد الحميد السفر إلى لبنان وذلك لأهمية العمل التنظيمي في الساحة اللبنانية. وكان توجه القيادة المركزية لحركة فتح تكثيف النشاط التنظيمي في لبنان ومخيماتها وبما أن زيد وهبه من هذه المخيمات وخاصة نهر البارد في شمال لبنان، كان هذا القرار يلبي طموحاته الشخصية في ذلك الوقت لأن العمل الميداني هو ما كان يرغب به. وهكذا عين أمين سر حركة فتح في شمال لبنان (طرابلس) ومخيماتها نهر البارد والبداوي منذ بداية عام 1968 وحتى 1970.

قام ببناء أول مكتب لحركة فتح في مخيم نهر البارد وتحرير مخيمات الشمال من سلطة الدرك والمكتب الثاني والصدام المسلح مع الجيش اللبناني على مدخل مخيم نهر البارد. انتقل من مسؤولية منطقة الشمال إلى مسؤولية العمل النقابي العمالي في جميع مخيمات وتجمعات الفلسطينية على امتداد الساحة اللبنانية من عام 1971 وحتى عام 1985 . من انجازاته النقابية وفتح مكاتب للعمل النقابي في جميع المخيمات ومكتب رئيسي للاتحاد في بيروت منطقة الجامعة العربية وإجراء انتخابات للعمال في لبنان والتي كانت الأولى من نوعها وفوز فتح على كافة الفصائل وأخذت طابع الاستفتاء الشعبي وحجم الانتساب للاتحاد كان كبيراً وغالبية الفلسطينيين في المخيمات من العمال والعملات.

قام بتشكيل النقابات المهنية للعمال والبحث الميداني عن ظروف عملهم ومعاناتهم خاصة إن أكثرهم كان يعمل في الإعمال الشاقة وكان هذا مجالهم الوحيد نظراً للتشريعات الرسمية اللبنانية التي كانت تحرمهم من العمل في جميع مؤسسات الدولة وكافة المهن الحرة. قام بإنشاء التعاونيات الاستهلاكية في مخيمات لبنان نهر البارد والبداوي في الشمال ويفل في البقاع وشاتيلا في بيروت وأخرى مركزية في صبرا وأخرى في مخيم برج البراجنة وكان على وشك بناء تعاونيات أخرى في مخيمات صيدا وصور لكن الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 حال دون ذلك وجميعها تعود للاتحاد العام لعمال فلسطين والنقابات العمالية المشكلة والمساهمين بشراء أسهم في هذه التعاونيات.

بقي في بيروت بعد خروج قيادة ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ولكن مجازر صبرا وشاتيلا بإشراف المجرم شارون بعد خروج المقاومة من لبنان دفعه إلى الخروج من بيروت عن طريق الجبل إلى البقاع ومنها إلى طرابلس بواسطة الصديق النائب ناظم القادري وزير داخلية حكومة الوزان. كان إلى جانب الأخ أبو عمار في طرابلس عام 1983 خلال المعارك التي واجهتهم ضد المنشقين حتى خروج الأخ أبو عمار من طرابلس إلى تونس على متن بارجة حربية فرنسية.

عاد زيد وهبه إلى بيروت مجدداً حيث عينه الرئيس ياسر عرفات قيادة إقليم فتح في لبنان وقيادة العمل الوطني الفلسطيني بجانب الرفيق صلاح صلاح من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قام بتنظيم التواجد الفتحاوي في منطقة صيدا ومخيماتها وتعزيز العمل العسكري والتنظيمي وكانت بداية مجيء بعض الكوادر العسكرية لحركة فتح إلى لبنان عبر ميناء جونية. لعب دوراً مهما في ابعاد خطر الميليشيات التي كانت تهدد مخيم عين الحلوة ومخيم المية ومية وذلك في معركة مغدوشة. عينه الرئيس ياسر عرفات رئيساً لوفد تفاوضي في شرق بيروت لمحاولة وقف التقاتل بين الجيش اللبناني بقيادة الجنرال ميشيل عون والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة صيدا في عام 1993 وذلك قبل استشهاد الأخ معين شبايطة بين مخيم عين الحلوة والغازية. قام صديقه السيد جورج غالوي عضو البرلمان البريطاني بدعوته إلى لندن لاستكمال العلاج والاستعداد للعودة إلى غزة بناءً على طلب الرئيس أبو عمار. رفضت السلطات الإسرائيلية السماح بدخوله وما زال يعيش في لندن على نفقت الحكومة البريطانية.

عاش زيد وهبه حقبة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني على الساحة اللبنانية ومخيماتها بكل أبعادها السياسية والتنظيمية والنقابية والأمنية منذ بداية العام 1968 وحتى العام 1993.