زهير جمجوم
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. (أبريل_2011) |
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: أبريل_2011 |
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. وسمت هذا المقالة منذ: أبريل_2011 |
مؤلفات زهير جمجوم :
أشهر المعوقين في العالم ج/1 - دار ابن حزم -بيروت - 1990
أشهر المعوقين في العالم ج/2 - دار عمار -عمان - 1991
ديوان (نقوش على جدراني) دار الإبداع - عمان - عام 1993
كتاب (طريق النجاح) - دار ابن حزم - بيروت - 1994
رواية (رحلة الولد شعبان) -دار ابن حزم- بيروت-1996
مجموعة قصصية (قطرات من الشك) - دار ابن حزم -بيروت - 1997
رواية (اوع ظهرك) دار ابن حزم -بيروت - 1998
هاشم الرفاعي -أسطورة الشعر والشهادة -دار عمار -عمان -2003
كاتب فلسطيني مقيم في مدينة الخليل، محاضر جامعي في جامعة الخليل وجامعة القدس المفتوحة
الأديب (زهير جمجوم)ولد ونشأ في مدينة (الخليل)بفلسطين ، في أسرة عريقة عرفت بنضالها ضد المستعمرين على اختلافهم، أقبل منذ الصبا على مناهل الثقافة والأدب على اختلافها ، ويذكر أقرانه أنه كان يرتاد يوميا المكتبة العامة في مدينته فيجول بين الرفوف متفحصا متأملا محتوياتها ، وما يلبث أن يجلس على الطاولة وهو يحمل مجموعة من الكتب في ميادين العلم والأدب والفكر من الرواية والشعر والمسرح و.. فيقرأ من هذا الكتاب وهذا وهذا ، ويدون مختارات مما يقرأ ، فيمضي ساعات على هذا المنوال ، ثم يستعير كتابا أو أكثر فيمضي بها إلى البيت ليستأنف رحلته في ميادين الثقافة والاطلاع ، ولا يكتفي بالقراءة بل يدون ويلخص ويراجع ويناقش ويشرك معه من حوله فيعايش الثقافة بحيوية وانفعال مما يوحي بأنه منذ الصغر كان ينبئ عن مشروع كاتب أديب مبدع ، وقد قيل لنا إنه قرأ كتابا في سن الرابعة عشرة يقع في ألفي صفحة ولخصه، فوجدنا في ذلك مبالغة ، وعندما اجتمعنا به بعد إحدى أمسياته الأدبية سأله أحدهم عن ذلك فابتسم ، وفي مناسبة أخرى زرناه وسألناه عن الموضوع ذاته فأتانا بكراسة قديمة كان يدون فيها مختارات مما يقرأ ، واطلعنا آنذاك على الكتاب المذكور الملخص وهو بعنوان ( تاريخ ألمانيا الهتلرية ) للكاتب الألماني ( وليم شيرر ) ورأينا الكتاب لاحقا ، وهو يقع في أربعة أجزاء ضخمة ، وأتيحت لنا فرصة الاطلاع من خلال الكراسة المدونة على على طبيعة ثقافة الكاتب ( زهير جمجوم ) فلمسنا تنوعا مدهشا في قراءاته في شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والدينية والأدبية والفكرية والتاريخية والتراجم والفنون والعلوم .. وكشف لنا ذلك سر التنوع الثقافي المثير في مؤلفاته وكتاباته ومحاضراته .
الكاتب الروائي الشاعر الناقد (زهير جمجوم) له مساهمات إبداعية في ميادين مختلفة، وله ندوات وأمسيات في دول متعددة منها فلسطين والأردن والإمارات واليمن، ومن أبرز دراساته النقدية كتابه القيم حول شاعر مصري يكتنفه الغموض وهو (هاشم الرفاعي)، وعنوان كتابه (هاشم الرفاعي - أسطورة الشعر والشهادة) وسبب أهمية الكتاب ما يلي :
1. ندرة وغموض وتناقض المعلومات حول الشاعر.
2. منهجية الكتاب التحليلية الفريدة التي تذكرنا بمنهجية العقاد في كتابه عن ابن الرومي. فالكاتب زهير جمجوم استعان في دراسته بعلم النفس والتربية مستفيدا من المعطيات والعلوم اللغوية والتاريخية والدينية..
3. كشف كتابه النقاب عن واحد من أهم ألغاز القرن العشرين في ميدان الأدب، وهو : من الجهة المسؤولة عن قتل هاشم الرفاعي في بواكير شبابه ؟
ومن أبدع ما كتب الأستاذ (زهير جمجوم) في ميدان النقد ما جاء في بحثه عن الشاعر نزار قباني في قصيدته (جريدة)التي غنتها المطربة الكبيرة(ماجدة الرومي)، إذ تناولها الأستاذ (زهير جمجوم)بدراسة تحليلية جادة وفق منهجيته غير التقليدية، والتي تقوم على تسليط أضواء مختلفة من زوايا متعددة على النص والشاعر من خلال ثقافته اللغوية الدقيقة مستعينا بعلم النفس والسلوك، وخلص من بحثه إلى نتائج مثيرة أهمها :
1. استفاد الشاعر نزار قباني في قصيدة (جريدة) من الشاعر الفرنسي (جاك بريفير)، فيما يمكن تسميته (سرقة أدبية)وإليكم نص قصيدة الشاعر الفرنسي لتحكموا بأنفسكم :
القصيدة بعنوان (إفطار)
الشاعر الفرنسي(جاك بريفير)*ترجمة: (نزار سرطاوي) صب القهوة في الفنجان
صب الحليب في فنجان القهوة وضع السكرفي القهوة بالحليب بملعقة صغيرة حركها شرب القهوة وألقى بالفنجان دون أن يكلمني أشعل سيجارة وأطلق دوائرمن الدخان نفض الرمادفي منفضة السجائردون أن يكلمني دون أن ينظر إليّ نهض وضع قبعته على رأسه أرتدى معطفه الواقي من المطر لأن السماء كانت تمطر ورحل في المطردون أن يكلمني دون أن ينظر إليّ ألقيت برأسي بين يدي وأجهشت بالبكاء
2. للقصيدة نصان : الأول أصلي ورد في الديوان وهو المختصر، والثاني فيه إضافات قصد منها نزار قباني غايتين : أ. تغيير النص الذي أخذه من الشاعر الفرنسي لئلا ينتبه له القراء بعداشتهاره لغناء (ماجدة الرومي) له. ب. إضافة بعض المعاني لتغذية نرجسية الشاعر الذي كان معجبا بالمطربة، فأضاف بعض الإيحاءات الجنسية مثل قوله : في دمي ذوب وردتين ذوبني لملمني بعثرني شربت من فنجانه سافرت في دخانه 3.القصيدة تكشف حقيقة نظرة نزار قباني للمرأة كوسيلة للمتعة، في منزلة دونية لا تليق بما ادعاه لنفسه من لقب (شاعر المرأة) الذي سيحررها من الرجال الذين يعدونها عارا حسب قوله في كتاباته. 4. تأثر نزار في نظرته للمرأة بحادثة مصرع أخته (انتحارا أو قتلا) بسبب عشقها لرجل، وقد صرح في كتابه (قصتي مع الشعر) بأن هذه الحادثة تركت في حياته أثرا لا يمحى، وسأل نفسه : هل كان ما كتبته في المرأة انتقاما لمصرع أختي ؟! وقد فتح الأستاذ الناقد(زهير جمجوم)في بحثه أفقا جديدا في تحليل نفسية (نزار قباني) ورؤيته للمرأة بعيدا عن الادعاءات والمعلومات الجاهزة بدون دراسة جادة. (زهير جمجوم) الأديب الفلسطيني المبدع عمل محاضرا في(جامعة البريمي) في (سلطنة عمان)، و(جامعة عجمان) في (دولة الإمارات)، وكان له في ميدان تأهيل المعلمين محاضرات قيمة من خلال عمله مشرفا أكاديميا في الجامعات المختلفة ،كما عمل مشرفا على النشاط المسرحي في الإمارات. إضافة إلى كتبه المطبوعة له كتب مخطوطة منها : ديوان شعري بعنوان : (في ظلال الشموع)، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان :(أهل مكة أدرى بشعابها) وكتابا نقديا بعنوان : (حول مائدة النقد). وللأديب (زهير جمجوم) جملة من الأبحاث الجادة نشر كثيرا منها في الدوريات العربية منها : دراسة تحليلية نقدية للقصص والروايات الآتي : رواية (واإسلاماه)للكاتب (علي أحمد باكثير). كتاب (طفولتي) سيرة ذاتية للكاتب الروسي الكبير (مكسيم جوركي) الحاصل على جائزة نوبل. قصة (الأغنية الزرقاء الخشنة) للكاتب (زكريا تامر). قصة (ملك الزجاج) للكاتب (محمود سيف الدين الإيراني) قصة (الرخيص الغالي) قصة (محمد عبد الحليم عبد الله). وله دراسات نقدية في شعر (طرفة بن العبد) و(أبي صخر الهذلي)، وله مقالات في شتى الميادين. تميزت منهجية الأستاذ الناقد (زهير جمجوم) بسمات نادرة لعدة أسباب، منها : * معالجة نصوص متميزة، لافتة للنظر * السعي لكشف ما خفي من ملابسات النص وكاتبه بما يكفل معايشة القارئ للنص وليس مجرد فهمه * تحري العدل والاتزان في معالجة النص، دون السماح للهوى والقصد بإفساد المعالجة النزيهة مهما بلغت درجة توافق الناقد أو اختلافه مع الكاتب * تسليط أضواء دقيقة كاشفة من مختلف الزوايا على النص وكاتبه سعيا لتفكيك النص وجلائه، ويستعين الناقد (زهير جمجوم) في سبيل ذلك بمخزونه الثقافي من مختلف العلوم والفنون، وقد لوحظ استعانته في معالجاته النقدية المتميزة بعلم النفس والتربية والسلوك والدين والحقوق والرياضيات والفلسفة بل وجد له متابعات دقيقة عميقة ونظرات في ميادين قد تبدو غريبة عن ميدانه مثل الرياضة والفن، كل ذلك إضافة إلى وفرة علمه باللغة والأدب والنقد، مما أتاح له زادا من العلم والثقافة يرفد نظراته المتميزة * وأضيف إلى ذلك أسلوبه الراقي في عرض المادة العلمية بأناقة وخفة ظل، مما يجعل المادة العلمية على دقتها، والأفكار على عمقها قريبة من النفس قابلة للفهم والمعايشة، فيخرج السامع أو القارئ معه بحصيلة وفيرة من العلم والفن دون أن يشعر بمرور الزمن، وقد أتيح لي أن أقرأ له وأسمعه في مناسبات مختلفة، فأدهشني حسن فهمه وتعبيره، وحب طلبته الجامعيين له وإيمانهم به. شكر ورجاء أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الموسوعة الرائعة، وقد كنت لسنوات طويلة أحاول جاهدا معرفة تفاصيل عن سيرة وإبداعات الكاتب المتميز [ زهير جمجوم ] دون جدوى، إلى أن لفت نظري أحد الأصدقاء المهتمين بالشؤون الثقافية بوجود معلومات عنه في موسوعتكم، مما أتاح لي فرصة التعرف عليه أكثر، ورجائي للقائمين على الموسوعة السعي لتعريف القراء والمهتمين بهذا الكاتب الكبير الذي لم ينل ما يستحق من التعريف، ويبدو أن طبيعة الكاتب [زهير جمجوم] لها دور في ذلك، فهو كما سمعت مشغول بمهامه وأعماله ولا يجهد نفسه في الظهور، وبما أنه مشغول بتقديم أعمال إبداعية تضيف للمكتبة العربية والقراء والدارسين أعمالا محترمة فإن من واجبنا إبراز مكانته والتعريف بإبداعاته في عصر المعلومة، لأن من حق القراء في كل مكان التعرف على الفئة المبدعة والتعريف بها، وإن كثيرين من صغار الكتاب تتردد أسماؤهم أكثر منه وهو صاحب عطاء رائع، ومنهجية علمية فريدة وتنوع في القدرات، ومؤلفات في التراجم والقصة القصيرة والرواية والشعر والنقد.. إضافة إلى محاضراته في شتى المواضيع التي تلقى كثيرا من الاحترام والاهتمام، لأنها تجمع بين العلم الدقيق والجديد المفيد والأسلوب الساحر، فالرجاء من القائمين على هذه الموسوعة وغيرها تسليط مزيد من الأضواء على هذا الكاتب الموسوعي، وتقبلوا شكري واحترامي، ولكاتبي الكبير [ زهير جمجوم ] التحية، وأرجو أن يتاح له قراءة كلماتي المتواضعة. موسوعتنا الرائعة - ويكبيديا - أثمن لكم عرضكم القيم لواحد من أعلام فلسطين المعاصرين - زهير جمجوم - صاحب المصنفات الجليلة في شتى الميادين، وقد حظيت يوما بمناقشة مستفيضة لموسوعته الجبارة - أشهر المعوقين في العالم - والتي أطلق عليها أحد الكتاب لقبا مثيرا تستحقه فعلا، وهو [ أعجوبة العالم الثامنة ]. وأستطيع القول، وأنا من الكتاب المعاقين بأنني لم أحظ يوما بكتاب أو جهد قدم لي عقليا ونفسيا كمعاق ما قدمت لي هذه الموسوعة الرائدة في جزأيها الأول والثاني مائة وعشرة من الأعلام المعاقين من مختلف أنواع الإعاقة والعصور والأقطار والاختصاصات، وبصراحة دار جدل طويل بين أعضاء الندوة المذكورة حول دقة اعتبار هؤلاء من المعاقين أم لا، خاصة أن الكاتب - زهير جمجوم - لم يحدد مصادر الإعاقة في الجزء الأول كما لاحظت، ولكنه تدارك ذلك في الجزء الثاني، ولدى متابعة بعض هؤلاء الأعلام تأكد لنا أنهم فعلا من المعاقين وفق تعريفات الإعاقة المتعارف عليها، وإن كنت أختلف مع كاتبنا الكبير في بعض الشخصيات فقط. ويحضرني هنا ما قاله أحد ضيوف الندوة من الكتاب أثناء الحوار، إذ أكد لناأن هذه الموسوعة الرائعة غير مسبوقة في العالم في هذا الميدان حسب متابعاته، وإن كنت لم أتأكد بنفسي من هذه الجزئية إلا أنني أعترف بأن هذا الإنجاز المدهش واحد من أعظم الإضافات في ميدان الكتابة في القرن العشرين، وقد لمست بنفسي أثرها المعنوي في نفوس القراء المعاقين وغيرهم مما يستحق إلى جانب المردود العلمي المعرفي للموسوعة أعظم التقدير للكاتب (زهير جمجوم). وشكرا لموسوعتنا - ويكبيديا- قال لي أحد المثقفين : هل تصدق أن ناقدا يمكنله الادعاء أنه يستطيع من خلال التحليل الأدبي لنص معين أو عدة نصوص معرفة حياة الشاعر بتفاصيلها وأسرار قتله بتفاصيلها ؟ قلت : هذا ممكن، ولكنه نادر.. فاصطحبني لحضور بعض المحاضرات لكاتب وفد محاضرا جامعيا منذ سنتين اسمه{زهير جمجوم }، وأعترف أني شعرت بالتوتر في بداية محاضرته، فهو يدخل المحاضرة عابسا وكأنه مهموم أو يفكر في شيء ما، ويزداد توترا إن وجد أي شيء في قاعة المحاضرة على غير ما يرام ويزداد توترا إن حضر طالب متأخرا، ويؤثر الطلاب المتأخرون العودة إن وجدوه بدأ محاضرته، ويضاف إلى ذلك أنه يبدو صغير السن أنيقا أكثر مما يتوقع، مما يشعر الحاضرين أنه لا يملك القدرة الاستثنائية على تفكيك النصوص والغوص في أعماقها وكشف أبعادها بالطريقة المذهلة التي وصفت لي، فاتكأت على الجدار أرقبه مراعاة لخاطر صديقي الذي دعاني، وقلت في نفسي : هؤلاء مساكين لا علم لهم بالأدب والنقد وسأثبت لهم أن هذا المحاضر خالي الوفاض لأني مختص وكاتب.. وأعترف أني بدأت أغير رأيي بمجرد ما انتهى من المتابعات العبوسة لبيئة المحاضرة، إذ بدأ يوزع أسئلة كاشفة عميقة لبعض المفاهيم والمصطلحات والأفكار لتوضيحها تمهيدا للمحاضرة قبل الولوج إلى التفاصيل، ولفت نظري لغة المحاضر {زهير جمجوم }الساحرة المنسابة ولولا وجودي بين الحضور لقلت إنه يقرأ من كتاب {طه حسين } والتفت لصديقي المجاور ألفت نظره لذلك وأنا أعتدل في جلستي، ويبدو أنني بسبب حركتي وحديثي لفت انتباهه فلزم الصمت فجأة واقترب مني بعينيه البراقتين يسأل عني وعن صديقي المجاور، فتدخل الطالب الذي استضافنا معتذرا وقال له إننا ضيوف، فاكتفى بنظرة عتاب قائلا : لم تستأذن..واستأنف محاضرته التي لن أنساها ما حييت، مما دفعني للحضور مرتين تاليتين لاستكمال تحليل النص. إن ما سمعته في هذه المحاضرات ليس مجرد نقد أو تحليل أدبي، بل هو مزيج عجيب متناسق بديع لروافد علمية فكرية شتى بلغة أدبية خلابة تصب في بوتقة واحدة، وتقودك إلى غاية واحدة، وهي التسليم المطلق لهذا الكاتب الناقدالمبدع {زهير جمجوم} تجعلك في النهاية تقر بقدرته الاستثنائية على معالجة النص بحيث يجري في شرايينك، وخطر لي أثناء هذه المحاضرات الفريدة أنه لا يتحدث بلسانه فحسب، بل بعينيه ويديه وخلاياه، ولا يعمل كأداء واجب، بل ينهض برسالة علمية أدبية فنية مقدسة، بمنهجية فريدة لم أعرفها سابقا، فقد كان كمن يتعبد أثناء محاضرته، أو يرسم لوحة أو يعزف سيمفونية خلابة، والأهم من ذلك أنه حقق غير المتوقع، واستطاع من خلال معالجة النص الأدبي الذي تصدى له أن يكشف لنا ملامح جريمة عجز القضاء عن سبر أغوارها، وتناقضت فيها الأقوال وحارت فيها العقول، وهي سر مصرع الشاعر الغامض { هاشم الرفاعي }، وقد تكشفت لنا الحقيقة من خلال متابعتنا، وقلت لصديقي في ختام المحاضرة : هذا ميدان جديد يجتاحه التحليل الأدبي وهو : التحقيقات الجنائية.. فعقب على ملاحظتي بالقول : لكنه استعان بعلوم كثيرة رديفة للوصول إلى مبتغاه.. وفهمت آنذاك سر عبوسه وتوتره في البداية، فهو كالمحقق في قضية تؤرقه ويسعى جاهدا في حل شيفراتها. أعزائي القراء استفزني حديثكم عن الأستاذ الكاتب(زهير جمجوم)،وترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه السطور، لأن فيها جوانب دقيقة تتصل بطبيعته وشخصيته لا أعرف إن كان بسطها هنا عبر هذه الموسوعة المدهشة(ويكبيديا)يسره أم لا..وذلك أني عرفت هذا الكاتب أثناء غربتنا معا في(دولة الإمارات)ورغم أن علاقتنا وقفت عند حدود المعرفة لأن كلينا كاتب إلا أنه معروف بسمات لا تخفى على من جالسه ولو ساعات وما يشجعني على توضيح بعض سماته الشخصية والفكرية أنه من النوع الذي لا يحفل كثيرا بما يقال عنه، فهو يتصرف وفق قناعاته ولو(انطبقت السماء على الأرض)حسب تعبيره، ورغم غربته الطويلة في دول الخليج إلا أنه لم يكن يحفل بجمع المال أو خطب ود أحد من الناس أيا كان، وللحق سبب له هذا الالتزام والكبرياء كثيرا من المتاعب، وحرمه من كثير من الفرص للحصول على ثروات لو تنازل، وقد حاورته مرة في مسألة من هذا النوع وطلبت منه عدم التشدد في موقف كان يتخذه مع قريب أحد المسؤولين عنه في العمل، فصمت لحظات وقد بدا عليه الهم ثم قال لي دون أن ينظر إلي:الصخرة تتربع على قمة الجبل دهورا، لكنها إن بدأت الانزلاق فلن يوقفها شيء عن بلوغ الحضيض.وعندما ضيق عليه الخناق في غربته وتكاثر عليه الدخلاء ليثنوه عن مبادئه قدم استقالته ومضى لوطنه لا يلوي على شيء،وكنا نعرف جميعا أن ظروفه المادية كانت تقتضي منه المكوث هناك لكنه أبى مستشهدا بالبيت الشعري :وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى وفيها لمن خاف القلى متحول وبالرغم من عدم تواصلي معه بعد رحيله، لأن العلاقة بيننا كانت رسمية إلا أن الذين عرفوه في الإمارات أدركوا أنه نموذج خاص متفرد في علمه وكتاباته واهتماماته، فقد قضى غربته في تنمية قدراته العلمية والأدبية في حين كان قرناؤه وزملاؤه يلهثون وراء تكديس الأموال على حساب أشياء كثيرة..وقد صرح لنا مرة أنه يعتزم تأليف رواية عن تجربته في الغربة، ولا أعرف إن كان أصدر هذه الرواية أم لا، وأنا أرسل له عبر موسوعتكم الرائعة (ويكبيديا)تحية احترام وتقدير لعله يعرف صاحب هذه السطور، وأرجو منه أن يرفق بنفسه ولا يحملها فوق الطاقة لأن عصرنا بالغ الصعوبة، ومن حقه أن يأخذ قسطا من الراحة بعد طول معاناة، وليعتبرها استراحة المحارب، فقد آن للفارس أن يترجل ! كاتب اسمه (زهير جمجوم) أنا كاتب مقيم في اليمن، ولم أكن أعرف (زهير جمجوم)، صحيح أني قرأت له بعض كتبه التي لفتت نظري وهي رواية (اوع ظهرك) وديوان شعري عنوانه (نقوش على جدراني)، وشهدت له لقاء تلفزيونا على فضائية (الشارقة)ولكني لم أعرفه معرفة لصيقة حتى ذلك الحين، وتلقيت اتصالا من صديق كاتب يمني قال فيهإن الصحف تشير إلى مناقشة رسالة ماجستير للكاتب (زهير جمجوم)فهل هو نفسه الذي تحدثنا عنه قبل مدة ؟ فرجحت أنه هو، واتفقنا على حضور مناقشة رسالته، وأشفقنا عليه لأن موضوع رسالته عسير جدا، فموضوع الرسالة أعيا الباحثين، وشغل الأذهان لأكثر من نصف قرن دون أن يقف باحث على حقيقة مراميه وعلاقاته وانتمائه، خاصة بعد مصرعه الدامي وهو الشاعر المصري الذي قتل في العشرينات من عمره (هاشم الرفاعي)، وعندما وصلنا قاعة المناقشة أدركناأننا لسنا وحدنا، فالقاعة حافلة بجمع ملفت للنظر، ما دعا الأستاذ الجامعي المعروف (مبارك حسن الخليفة)للقول : هذا التفاف فلسطيني يمني سوداني مصري.. ولفت نظري حضور بعض رجال الصحافة والإعلام، إضافة إلى السفير المصري وبعض قادة الأحزاب في اليمن.. وبدأت المحاضرة بالتعريف بالأستاذ صاحب الرسالة الكاتب (زهير جمجوم) من خلال مؤلفاته وندواته وأمسياته الشعرية والقصصية والنقدية وأنشطته الثقافية في مختلف الأقطار، وتعجبنا آنذاك لأن هيئة الكاتب لا توحي بذلك لما يبدو من صغر سنه، وفتح المجال لصاحب الرسالة لقراءة تقديم للتعريف برسالته، فشهدنا عجبا : لم يكن ما سمعناه تقديما تقليديا، وإنما مرافعة محام صاحب قضية، وكأن الشاعر (هاشم الرفاعي) وكل الكاتب (زهير جمجوم) بإعادة فتح ملفه من جديد بعدما كاد يطويه النسيان، ويا له من محام، ولأول مرة يجرؤ طالب في الدراسات العليا على التعريف برسالته ارتجالا دون الاعتماد على الأوراق بين يديه، وأمام أساتذة كبار في اللغة والأدب والفكر، إضافة إلى الحضور المتميز على مختلف الأصعدة، واستمرت المرافعة ما يقارب نصف ساعة كانت سحراوإبداعاومنطقاوفصاحة لم نشهد مثيلا لها ،وقد مال أحد الأساتذة على كبير اللغويين والنحويين في الجامعة سائلا : كم خطأ سمعت منه ؟ فرد بثقة : ولا خطأ واحدا ! ودار في القاعة نقاش عاصف مثير حول الرسالة لمدة تزيد عن ثلاث ساعات.. لأن (هاشم الرفاعي)معارض للعهد الناصري، و(عدن) التي تجري المناقشة في جامعتها تميل للناصرية، والأساتذة المناقشين ناصريون، وجاءت مناقشة الرسالة بتاريخ عجيب هو 23/يوليو أثناء احتفال عدن بذكرى ثورة23 يوليو 1952 مما أعطى الموضوع برمته طعما خاصا.. والطريف في الموضوع أن أحد كبار الأساتذة المطلعين على الرسالة همس لنا آنذاك : لو اجتمع أقطاب الفكر والأدب من أرجاء الوطن العربي لمنحوا هذه الرسالة درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف..وقد اطلعت على الرسالة مطبوعة لاحقا بعنوان(هاشم الرفاعي أسطورة الشعر والشهادة) من مؤلفات الأديب [ زهير جمجوم ] ديوان شعر بعنوان [ نقوش على جدراني ]: يقع هذا الديوان في نحو 200 صفحة، وهو مكون من أربعة جدران أو فصول - إن جاز التعبير - هي كما يلي : 1.الزلزال 2. التداعي 3. العمران 4.نقوش. ويضم نحو خمسين قصيدة، ويمكن التعرف على أجوائه من خلال عدة ملاحظات يلمحها قارئ الديوان من قبل الولوج في أعماقه، ومن أهم هذه الملاحظات : * العنوان الثاني للديوان - تحت العنوان الرئيسي [ رحلة داخلية ]، كأن الشاعر [ زهير جمجوم ] يضعنا أمام ظلاله في الديوان قائلا إن هذه القصائد أشبه بالذكريات، خاصة في الجدارين الأول والثاني ،الذين يغلب عليهما النغم الحزين، وفيهما من القصائد ما يفطر الفؤاد، خاصة في مرثيات الشاعر [ زهير جمجوم ] لأمه الفقيدة مثل قوله في قصيدة [ لا ترحلي ]: أماه.. لو تعلمين بحالي..لم ترحلي..لو ذقت طعم الجفاء وقسوة الأحياء..ما دام الرحيل..لو لمست برد الجدار وتيه مساري..لعدت من بحر الغياب دون انتظار.. ولن تعودي..ولو قصة من نسج خيالي.. لن تعودي ولو حلما أتيه به على أترابي.. لن تعودي ولو لحظات.. ولن تسمعي آهاتي.. ولن ولن.. فندائي أمنية أتلهى بها عن عذابي.. كالأم تغلي الحجارة في القدور.. تداري بنيها ولن تعودي..إذن أعيدي الفرحة التي سقطت من قواميس شعوري..أو أعدي لي لقاء وراء الدهور.. ولن تفعلي..إذن لم يبق إلا أن تجربي عد ذنوبي..وتلملمي حماقاتي وقد صارت بالمئات.. ولن تعدي..أماه ألم تعلمي.. كسرت إناءك الموروث عن جداتي.. وأضعت نقودي.. ووسخت الفناء.. ألم يخبروك.. عاركت إخواني.. وأهملت دروسي.. وغازلت ابنة الجيران.. ففيم الانتظار.. اقرصي آذاني..عنفيني واحبسيني في غرفة الفئران.. اعبسي قليلا.. ثم داريني وامنحيني قطعة الحلوى.. بمعزل عن الصبيان.. واصنعي ما تشائين لكن.. لا تتركيني أناديك بلا جدوى.. كقطر الماء في جوف الكهوف..
بينما نجد في الجدارين الأخيرين انعتاقا من أجواء الرثاء يحملنا إلى أنغام أكثر تفاؤلا كقوله في قصيدة [ لغة العيون] : عجبت من عينيك..ألمح فيهما بريقا.. فيه لمحات شقية.. تشدني وتبعدني.. تناديني وتنذرني.. كخيول برية..ترامت عبر التلال دونما دليل.. في مسارات غجرية.. تضرب الأرض سراعا.. تبعث فيها غبارا.. يلفها بسحابة من جنون.. وتقدح نارا.. وحطاما.. وحجارة تلوذ فرارا.. وصهيلا يشق الصدور.. ويزرع في القلب غابات ترتدي ثوب الغروب.. وترقد بين أجفان المساء.. بينية العنوان..عسلية الألوان.. يرقد بين أهدابها حزن الدهور وكحل السهر..أو كحسناء..صحت عند السحر.. وأطلت من شرفة القصر.. في عبق الزهور.. ورشح العطور ,,وعبث النسائم.. تأخذ شعرها الفاحم..عير عينين ساحرتين.. في رقصة سرمدية.. يلتقي فيها الواقع بالخيال.. في ظلال من سكون.. يلحنه حفيف الشجر.. وعصفور ينادي حبيبه المهاجر دون جدوى.. ونافذتان تائهتان.. كعينين تطلان عبر الظلال.. ما لهما قرار..وأكواخ خشبية..تمد أيديها إلى النهر..وشلال يصب آهات دوية..
ومن خلال ملاحظتنا القصيدتين السابقتين نلمس لدى الشاعر [ زهير جمجوم ] تماهيا مع الغيب وذوبا في عوالم شعورية يحسها الأديب ويعييه التعبير عنها، ولكن الشاعر بما أوتي من رهافة الحس وسعة الثقافة ورقي اللغة استطاع الإحاطة بهذه النغمات الساحرة ونقلها لنا باقتدر لنعيش معه هائمين حالمين في أجوائه وكأننا انسلخنا من ذواتنا لنحلق معه في ظلاله الرومانسية التي تجمع بين الرقة في الشعور والدقة في التعبير. رواية " اوع ظهرك " قبل قراءتي لرواية " زهير جمجوم " هذه قرأت تعليقا لكاتبها من خلال مقابلة جرت معه، حيث سئل عن ظروف تأليفها فقال إنه كان يعمل في فلسطين لثلاث سنوات قبل أن تفصله السلطات الإسرائيلية من عمله بدعوى التحريض الوطني، فمضى للعمل في دولة الإمارات، وفي إحدى الأمسيات الأدبية سئل عن طبيعة الحياة في فلسطين من خلال معايشته القريبة لها، فأحس أن من واجبه الكتابة عن هذا الجانب الذي يبدو غامضا لمن يعيشون في الخارج، ومن هنا بدأ التحضير للرواية " اوع ظهرك "، فجاء الفصل الأول منها اختزالا لعشرين عاما مضت منذ عام 1967 حتى 1985 تقريبا على شكل ذكريات أو حكاية ترويها أم لابنها، لتتوالى بعدها فصول الرواية في نسج حكاية أسرة فلسطينية كانت تعيش في أمان إلى أن اقترب منها المشروع الاستيطاني القاضي بتفريغ المبنى الذي تقيم فيه لمصلحة الأمن الإسرائيلي، وأمام رفض الأسرة لكل العروض المغرية لبيع عقارها يلجأ الاحتلال عبر عملائه للحصول على المبنى بطرق الاحتيال والإسقاط والترويع، إلى أن تم له ذلك عبر فصول من الإثارة والدراما الشيقة الساحرة بدا من خلالها مدى تحكم الروائي " زهير جمجوم " من تفاصيل المشهد الحياتي الفلسطيني إلى جانب الدراما، ومما تؤكد عليه الرواية ما يلي : * إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قتل وأسر وإنما هي جبهة صراع كاملة متشابكة لها أبعاد اجتماعية واقتصادية ونفسية بالغة التعقيد. * قضية العمالة والعملاء بالغة التعقيد والخطورة ومن اختزالها في حلقتها الأخيرة - لحظة الخيانة - ومع الإقرار بخطورتها الكفيلة بتقويض المجتمع أيا كان يجب بحثها بعمق ووضع الضوابط الكفيلة بالحد من الظاهرة والقضاء عليها.* إن مواجهة المشروع الصهيوني العملاق لا يكون إلا بمشروع عملاق يضاهيه على مختلف النطاقات والأصعدة. ورواية " اوع ظهرك " تجمع بين البساطة والعمق، فهي لا تلجأ إلى التفلسف والتعقيد المصطنع الذي يبدو في بعض الأعمال مقصودا دون محتوى يقتضي ذلك، وإنما تميل الرواية إلى السهل الممتنع، وعبر صفحاتها التي تضاهي 335 صفحة تجد نفسك أسير أحداثها المثيرة التي تجمع بين الواقع والخيال في ظل بيئة لا يكاد الإنسان يصدق ما يجري فيها من أحداث تهز الوجدان والعقل، ما جعلها تنجح في أداء المهمة التي كتبت لأجلها وهي : تسليط ضوء على شريحة من الحياة الفلسطينية تساعد القارئ في شتى بقاع الأرض على تشكيل صورة تقربه من الواقع الفلسطيني المرير، وبالمناسبة سمعت العديد من الآراء حول هذه الرواية ترشحها لتشكيل عمل درامي مبهر لو توفر لها كاتب سيناريو متميز ومخرج مبدع، لأنها تضم مختلف العناصر الكفيلة بنجاحها. رواية " رحلة الولد شعبان " إذا تأملنا هذه الرواية للأديب [ زهير جمجوم ] نلمس فيها فكرة محورية تتصل بقضايا هامة في البيئة العربية وهي ما يلي :* [الرحيل] : ونقصد بهاانتقال الإنسان من بيئة إلى أخرى، ما يقتضي اختلاف الظروف والمعطيات المحيطة به، مما يشكل تحديا لمخزونه الفكري والسلوكي والنفسي والاجتماعي، ويتضح ذلك من خلال تعاطيه مع البيئة الجديدة وقدرته على مجابهة تحدياتها على مختلف الأصعدة، ونلمس ذلك بجلاء عبر عدة زوايا منها : عنوان الرواية (رحلة)، والحدث الرئيسي فيها وهو انتقال البطل من قريته مسافرا إلى المدينة طلبا للعلم. * والقضية الثانية التي تطرحها الرواية [التغيير ] : وهي إشكالية ضخمة على اختلاف المستويات، وهي تتصل بالقضية السابقة، لأنها تعني الانتقال من حال إلى حال، فهي تحمل معنى [الرحلة]، والتغيير شأن بالغ الخطورة في الحياة عموما، وفي الإنسان تحديدا، وبالرغم من التسليم به واقعا قائما لا جدال فيه يبقى محلا للجدل في مفرداته وتفاصيله التي تطرح تساؤلات كبرى تحتاج إلى كتائب من المفكرين للتفاهم حولها مثل : كيف يتم التغيير ؟ بأي اتجاه؟ ما القابل للتغيير وما المرشح للثبات ؟ وقد يتوهم القارئ أن الروائي [ زهير جمجوم ] يطرح قضية ثالثة تناقش موضوع [ القرية والمدينة ] القديم المتجدد، ولكني لمست عدم مصداقية هذه الفكرة، فقد جاءت عرضا في روايته لا قصدا، أو وسيلة لا هدفا، وكأن كاتبنا تنبه لنفي هذا الاحتمال لكتابته في مطلع روايته هذه الفقرة - الفكرة [ هذه ليست قصة القرية والمدينة، إنها قصة الإنسان، حيثما كان، في رحلته لاستشراف الآفاق واكتشاف الأبعاد، متقلبا بين النجاح والفشل، بين السقوط والنهوض ]، وكأني بالكاتب [ زهير جمجوم ] يبعث رسالة للأهل في المجتمع العربي مفادها ما يلي : أبناؤكم اليوم بين أيديكم ولا تدرون أين يكونون غدا، فهل هيأتموهم لاستقبال متغيرات هذه الرحلة ؟
الأديب (زهير جمجوم)ولد ونشأ في مدينة (الخليل)بفلسطين ، في أسرة عريقة عرفت بنضالها ضد المستعمرين على اختلافهم، أقبل منذ الصبا على مناهل الثقافة والأدب على اختلافها ، ويذكر أقرانه أنه كان يرتاد يوميا المكتبة العامة في مدينته فيجول بين الرفوف متفحصا متأملا محتوياتها ، وما يلبث أن يجلس على الطاولة وهو يحمل مجموعة من الكتب في ميادين العلم والأدب والفكر من الرواية والشعر والمسرح و.. فيقرأ من هذا الكتاب وهذا وهذا ، ويدون مختارات مما يقرأ ، فيمضي ساعات على هذا المنوال ، ثم يستعير كتابا أو أكثر فيمضي بها إلى البيت ليستأنف رحلته في ميادين الثقافة والاطلاع ، ولا يكتفي بالقراءة بل يدون ويلخص ويراجع ويناقش ويشرك معه من حوله فيعايش الثقافة بحيوية وانفعال مما يوحي بأنه منذ الصغر كان ينبئ عن مشروع كاتب أديب مبدع ، وقد قيل لنا إنه قرأ كتابا في سن الرابعة عشرة يقع في ألفي صفحة ولخصه، فوجدنا في ذلك مبالغة ، وعندما اجتمعنا به بعد إحدى أمسياته الأدبية سأله أحدهم عن ذلك فابتسم ، وفي مناسبة أخرى زرناه وسألناه عن الموضوع ذاته فأتانا بكراسة قديمة كان يدون فيها مختارات مما يقرأ ، واطلعنا آنذاك على الكتاب المذكور الملخص وهو بعنوان ( تاريخ ألمانيا الهتلرية ) للكاتب الألماني ( وليم شيرر ) ورأينا الكتاب لاحقا ، وهو يقع في أربعة أجزاء ضخمة ، وأتيحت لنا فرصة الاطلاع من خلال الكراسة المدونة على على طبيعة ثقافة الكاتب ( زهير جمجوم ) فلمسنا تنوعا مدهشا في قراءاته في شتى الميادين الاجتماعية والسياسية والدينية والأدبية والفكرية والتاريخية والتراجم والفنون والعلوم .. وكشف لنا ذلك سر التنوع الثقافي المثير في مؤلفاته وكتاباته ومحاضراته .