ذو نواس
يوسف ذي نواس (واسمه زرعة بن تبان أسعد أبو كرب) هو ملك يهودي من ملوك حمير القدماء، كانت اليمن في عهده مملكة يهودية حيث أنه فرض الديانة اليهودية على الشعب اليمني، وهو المسؤول عن محرقة أصحاب الأخدود المذكورة في القرآن الكريم في سورة البروج حيث أعدم فيها نصارى اليمن الذين رفضوا اليهودية، وكثير من المؤرخين اختلفوا حول مدى كثافة اليهود في عهده حيث أن تعدادهم كان قليلاً.
بداية ملكه
سيطر رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة، يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر على الملك، فقتل خيار حمير، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم؛ فقال قائل من حمير للخنيعة:
| ||
تقتل أبناها وتنفي سراتها | وتبني بأيديها لها الذل حمير | |
تدمر دنياها بطيش حلومها | وما ضيعت من دينها فهو أكثر | |
كذاك القرون قبل ذاك بظلمها | وإسرافها تأتي الشرور فتخسر |
وكان لخنيعة يعمل عمل قوم لوط، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك، فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك، لئلا يملك بعد ذلك، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده، قد أخذ مسواكاً فجعله في فيه، أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه. حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان، وكان صبياً صغيراً حين قتل حسان، ثم شب غلاماً جميلاً وسيماً، ذا هيئة وعقل؛ فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه، فأخذ سكيناً حديدياً لطيفاً، فخبأه بين قدمه ونعله، ثم أتاه؛ فلما خلا معه وثب إليه، فواثبه ذو نواس فوجأه حتى قتله، ثم حز رأسه، فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها، ووضع مسواكه في فيه، ثم خرج على الناس، فقالوا له: ذا نواس، أرطب أم يباس ، فقال: سل نخماس استرطبان ذو نواس. استرطبان لا باس - قال ابن هشام: هذا كلام حمير. ونخماس: الرأس - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه، فقالوا: ما ينبغي أن يملكنا غيرك: إذ أرحتنا من هذا الخبيث.
قصة أصحاب الأخدود
- طالع أيضاً: أصحاب الأخدود
عن صهيب بن سنان الرومي القرشي أن رسول الله قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر. فبعث إليه غلاماً يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه. فإذا أتى الساحر ضربه. فشكا ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها، ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله، فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال : ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجيء بالغلام. فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمئشار، فوضع المئشار على مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى، فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال : كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله، رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك. قد آمن الناس. فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت، وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق" [١].
مشاريع شقيقة | يوجد في ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: تاريخ الرسل والملوك |
مشاريع شقيقة | يوجد في ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن |
مشاريع شقيقة | يوجد في ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: قصة أصحاب الأخدود |
مشاريع شقيقة | يوجد في ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام |
مراجع
- سيرة ابن هشام، عبد الملك بن هشام
- تاريخ الطبري، محمد بن جرير الطبري
- البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير
انظر أيضاً
وصلات خارجية
- العقيد علي بن حسن المستنير. ذو نواس وثق المحرقة نقشاً على جبل الحماطة. صحيفة عكاظ. (20 مارس 2010).
|
bg:Юсуф Зу Нувас ca:Dhu Nuwas de:Yusuf Asar Yathar Dhu Nuwas]] fr:Dhu Nuwas he:יוסף ד'ו נואס it:Dhu Nuwas ru:Зу Нувас Юсуф Асар Ясар (Масрук) sh:Du Nuvas