حسين سراج
هذه المقالة تحوي الكثير من ألفاظ التفخيم تمدح بموضوع المقالة دون أن تستشهد بمصادر الآراء، مما يتعارض مع أسلوب الكتابة الموسوعية. يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإعادة صياغتها ثم إزالة قالب الإخطار هذا. وسمت هذه المقالة منذ: أكتوبر 2010. . |
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. وسمت هذا المقالة منذ: فبراير_2010 |
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: فبراير_2010 |
حسين عبد الله سراج (1912م - 2007م) من مواليد الطائف، شاعر، وأديب، ورجل دولة من جيل نهضة الأدب في الحجاز. يعرف بأنه عميد المسرح في الحجاز والسعودية، كونه صاحب أول نص مسرحي سعودي مكتوب عام "1932م"، إضافة إلى كونه من أوائل من كتبوا المسرحية الشعرية في السعودية منذ عام "1943م "بعنوان " جميل بثينة " وفي عام " 1952م " كتب مسرحيته الشعرية " غرام ولادة " ثم صدرت له أيضا مسرحية "الشوق إليك" عام 1974.
درس في الجامعة الأمريكية في بيروت. واتصل فيها بالأديب اللبناني مارون عبود الذي قال عنه سراج في مذكراته (نمى فيّ حُبِّ العلوم العربية وآدابها وعلمني بداية الشعر والنظم والنثر وبعد تخرجي في الجامعة الأمريكية ونيلي البكالوريوس في العلوم العربية وآدابها، صرت شاعراً لجمعية العروة الوثقى بها).
- عمل مديرا عاما لرابطة العالم الإسلامي إبان تأسيسها مدة أكثر 15 عاما. - اشتغل في الكتابة للإذاعة فكتب العديد من المسلسلات الإذاعية والبرامج المنوعة. - لديه إنتاج شعري ونثري، طبع في عام 2003 في ثلاثة مجلدات، برعاية مؤسسة الاثنينية لصاحبها عبد المقصود خوجة.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070226/Con2007022690759.htm
-حسين عبد الله سراج النخلي : ولد بالمدينة المنورة عندما كان والده يصطاف، وبعد الصيف نزل إلى مكة المكرَّمة وسكن بها في حارة الفلق.
تلقّى تعليمه الأول في المدرسة الراقية الهاشمية، وعندما سكن والده في سوق الليل أدخله مدرسة الفلاح. هاجر بعدها مع والده إلى الأردن حيث حصل على الابتدائية والمتوسطة هناك، ومن ثم ذهب إلى عاليه بلبنان ودرس في الكلية الوطنية بها، وبعد حصوله على الثانوية أكمل تعليمه بالجامعة الأمريكية ببيروت، فحصل منها على بكالوريوس في العلوم والأدب عام 1936م.
بعد التخرُّج شارك في أعمال إدارية مختلفة كان آخرها : منصب مدير عام رابطة العالم الإِسلامي بمكة المكرَّمة، أصدر أول مسرحية له بعنوان "الظالم نفسه" وبعدها مسرحية "جميل وبثينة، أو الحب العذري"، ثم عني بالمسرحيات الشعرية فنظم مسرحية "غرام ولادة" التي نشرتها دار المعارف في القاهرة عام 1952م، وقدَّم لها آنذاك الكاتب الروائي الكبير الأستاذ محمود تيمور - ي-، وقبل ثلاثة شهور نشرت له دار تهامة مسرحية شعرية "الشوق إليك"، ونشرت له نفس الدار ديوان شعر بعنوان "إليها"، وهذا يدل: إنه مكثر فيما يكتب بينه وبين نفسه في قرطاسيات متعددة، ولكنه مضن بها للمطبعة. - في الحقيقة الذي نمَّى فيَّه حب الشعر وحب الأدب والده عبد الله بن عبد الرحمن سراج المفتي - -، فقد كان يأخذه إلى الاجتماعات والندوات والجولات التي تُقام غالباً في الأمكنة الجميلة، وكان يطلب إليه أمام الحضور أن يخطب، فكان يلقي بعض القصائد المحفوظة مثلاً من شعر عنترة، وغيره. - وهذه الميِّزة التي حبَّبت إليَّه الشعر، كما أنه وبلا فخر كان يخطب من غير خوف أو وجل وهذه أيضاً من الأشياء التي كانت ترغبه في الكلام. - ولم تقتصر هذه المجالس التي كان يحضرها على إلقاء الخطب، بل كان بعضها مجالس طرب يغنّي فيها حسن جاوه - الله يرحمه - وصالح حلواني، والشريف هاشم وغيرهم من المغنين، فكانوا يلقون بعض الأشعار والأغاني وكان يحفظ بعضها وأذكر فيما أذكر تخميس البرعي ولأبي معشر الفلكي - وبالطبع هذه الأشياء خلقت فيَّه نوعاً من الميل للشعر وحفظه. ثم غادر هذا البلد الكريم إلى السودان، ومن السودان إلى الأردن، وقد حفظ بعض أشعار البحّارة، لأنه كان يهوى الصيد، وكان يستمع إلى البحّارة وهم يغنّون وينشدون أناشيد خاصة بهم ،وعندما بدأت أسطوانات أم كلثوم وعبد الوهاب، بادر إلى حفظ تلك الأغاني وانشادها. - وكان أستاذه كنعان الخطيب خير شاهد على ذلك، فقد مثَّل تحت إشرافه وإخراجه مسرحية "مجنون ليلى" في الجامعة الأمريكية ببيروت، وقد طلب إليَّه وهو يمثِّل دور قيس أن يغنّي القصيدة التي غنّاها عبد الوهاب من شعر شوقي وتلحين عبد الوهاب. تلفَّتت ظبية الوادي فقلت لها لا اللحن فاتكِ من ليلى ولا الجيد
أول محاولته في نظم الشعر فقد كانت في عاليه بلبنان، وكان الفضل لله سبحانه وتعالى ثم للأديب اللبناني الكبير مارون عبّود الذي سمّى ابنه محمداً لحبه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وله قصيدة مشهورة في ابنه محمد يبيِّن فيها لماذا سمّاه محمداً. وكان يساعد سراج ويشجِّعه على القراءة وحفظ الأشعار ويعلِّمه العروض بصورة خاصة، وقد كان يعرض عليه بعض الأبيات فيجد فيها شيئاً من الزحاف فيرشده إليه ويصلحه. وفي الحقيقة أفادنه كثيراً، وعندما كان حسين سراج في عاليه كتب الأناشيد الوطنية والأغاني الوجدانية، ونظم في حفلة التخرُّج قصيدة نشرت في ديوان "وحي الصحراء"، وبعد تخرّجه من الجامعة عاد إلى عمّان مكرهاً رغم أنه قبل معيداً بالجامعة. وطلب منه بعض الأساتذة هنالك أن يبيِّن المائة صوت التي قام عليها كتاب الأغاني، وتعهَّدوا بمنحه درجة الدكتوراة إذا استطاع إبراز هذه الأصوات والسلّم الموسيقي الخاص بها، وفعلاً حاول ووصل إلى مرحلة متقدمة، ولكن ظروفاً لم يحب ذكرها دعته إلى العودة إلى عمّان، وفي عمّان عاد إلى نظم الشعر والكتابة في الجرائد. وفي ذلك الوقت، بدأ يشعر بما يشعر به كل الشباب من مشاعر وجدانية وأحاسيس عاطفية، فنظم قصيدة بعنوان "إليها"، وهذه القصيدة التي أحدثت ضجة، لأنها القصيدة الأولى التي غزى بها ميدان الحب قائلا فيها: يا وادي الغيد حدثهم بمسرانا على ضفاف الهوى والحب نجوانا والخرد الغيد ضمخـن الطريـق هــوى وقد خرجن زرافات ووحدانا هذي بجيد أختها تحنيه مازحة وتلك تلهو بشم الورد أحيانا وتلك تختال تيهاً في ملاءتها وتلك تهتك وجه البدر إن بانا وأخرىات حجبن الوجه لا ورعاً وإنما صيد من ألفين ولهانا صرعى العيون وقتلاها هنا وهنا يستعذبون الردى شيباً وشبانا وموكب للعذارى راقص طرباً على الضحايا فِداً للحب قتلانا وتلت هذه القصيدة قصائد أخرى. أما بداية المسرحيات فإن ولعه بالمسرح كان منذ أيام الجامعة، فقد قرأ عن المسرح كتباً كثيرة، وكان يحضر التمثيليات، ومن حبه للتمثيليات حينما كان في الجامعة طالباً ذا سكن داخلي، ولم يكن يحق له الخروج من السكن إلاَّ بإذنٍ خاص، صادف حضور فرقة رمسيس في وقت ليس معه فيه إذن، فاتفق مع بعض الإِخوان وتسلَّقوا سور الجامعة، وهربوا وحضروا الحفل أو التمثيلية، وعادوا في صباح اليوم الثاني فوجد ورقة من العميد يطلب منه الحضور إلى مكتبه! بعد قراءته لها أسرع إلى مكتبه فسأله: أين كنت البارحة؟ ولم يحاول الكذب لأنه عرف الحقيقة، فقال له: إنك تعلم جيداً أنني مولع بالتمثيل وبالموسيقى وبالشعر، وهذه فرقة رمسيس حضرت إلى بيروت أفمن المعقول ألاَّ أحضرها وأنا هنا في بيروت؟ - فضحك وقال له: لماذا لم تستأذن؟ قال: الوقت لم يكن مسعفاً لي حتى أتمكَّن من المجيء إليك وآخذ الإِذن، قال له: لقد سامحتك للموسيقى والشعر والغناء. - وبعد البدايات الأولى في كتابة المسرحيات، والقصص، والروايات بحوالي 8 سنوات كتب مسرحية "جميل وبثينة"، وهذه المسرحية كلَّفته كثيراً. - وقد حاول القيام بتمثيل هذه المسرحية مع نخبة من طلاّب المدرسة التي كان يعمل بها، لكن الرقابة في وزارة المعارف أصرَّت على حذف كثير من المقاطع من المسرحية مما شوَّهها. فأصرَّ الطلاب على أن تمثَّل كما هي. - وفعلاً مثَّلوها كما هي غير أن الإِصرار كان نتيجته أن أشعرت الوزارة أولياء أمور 25 طالباً بفصلهم من المدرسة. - على أثر تلقّي أولياء الطلبة الإِشعارات بالفصل جاءوا إليه زرافات ووحدانا، فاتفق مع صديق له - ي- على أن يذهبوا إلى ما يسمّونه بأعضاء البرلمان أو المجلس التشريعي يستشفعوا بهم عند الملك عبد الله وكان وقتها أميراً. - كما طلب من بعض زعماء الطلبة أن يقوموا بمظاهرة يخرجون بها من المدرسة ويذهبون حيث الملك موجود ويلتمسون منه العفو، وفعلاً خرجت المظاهرة وشاركهم أعضاء المجلس، وقابلوا الملك، وقبل مقابلته كان وزير المعارف قد عرض عليه ما فعل.
فقال لهم عند حضورهم: أنتم آتون بشان ابن مولانا، لأنه - ي- كان يقول عن والد حسين سراج "عبد الله" : مولانا، وكانوا يقبِّلون أيديهم تكريماً للعلم. ثم قال: حسين سراج أتى أمراً إدّاً، فأجاب الحاضرون: نعم يا ثم التفت إلى مدير المعارف وقال: الطلبة إلى المدارس. وفعلاً رجعوا وظل هو محروماً من الترفيع مدة غير قصيرة. ثم رضي عليَّه وتدرج في مدراج الرقي الوظائفي، وفي تلك الفترة كان يطالع كتباً أدبية ودواوين شعرية لفحول من الشعراء مثل عمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وشعراء العصر الأموي، والمتنبي، وأبي تمام، ومهيار الديلمي من العصر العباسي. أما عن ظهور مسرحيته ولادة على المسرح. بعد أن وقع في يده ديوان ابن زيدون، وقرأ رواية لعلي عبد العظيم، قال: لماذا لا أدلي بدلوي معه، فقام بدراسة كل شيء كُتِب عن ولادة ولم يحاول أن يدحض بعض ما قيل إنه جعل من ولادة بطلة، أو جعل منها قديسة أو جعل منها كفينوس. وقال حينها : أن هؤلاء نسوا، أو تناسوا أن ولادة هي ابنة المستكفي بالله آخر الخلفاء الأمويين بالأندلس. والذي اغتاله ابن جهور أول ملوك حكم الطوائف للأندلس. - وقد قال ابن زيدون في ولادة من الشعر ما خلَّده، وتحدثت به الأندلس قاصيها ودانيها. - ولم يكن يريد التطرَّق إلى الرسالة الهزلية التي دبجها ابن زيدون على لسان ولادة، وأرسلها إلى منافسه على حبها الوزير ابن عبدوس، بيد أنه أحب أن يبيِّن للجميع أنه تعرض لما روي أن ولادة صاحبة الصالون الأدبي التاريخي كانت تكتب على أكمام لباسها بيتين من الشعر هما: أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأَتِيهُ تِيها أمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
فهل من المعقول أن يرتاد عليَّة الناس في قرطبة من وزراء وقوّاد وأدباء وشعراء صالوناً صاحبته تتباهى بهذا الفسوق والفجور، ولقد دفع هذه التهمة عن ولادة في مسرحيته "غرام ولادة".
وفي رأي حسين سراج أن الذين أرَّخوا عن هذه الحقبة أرَّخوها بعد مرور مئتي سنة على سقوط الأندلس في أيدي الأسبان، وكانوا يظنون، بل يعتقدون أن هذا الصالون الحضاري وظهوره بهذا المظهر كان من جملة الأسباب التي أدَّت إلى كارثة الأندلس وسقوطها في يد الأسبان.
وفي اعتقاده أيضا أنه لا يستبعد أن يكون صالون ولادة منتدى يؤمه بعض من يعمل ضد حكم ابن جهور، وأنَّ فيه تحاك بعض المؤامرات، وربما يكون لولادة ضلع في بعضها، وإن لم تظهره بدليل أنها عندما أحبَّت ابن زيدون لم تحبه بمقدار حبه لها، كما أنها تركته في أواخر عمره، وعاشت مع ابن عبدوس، وقد أربت على السبعين من عمرها كما يقول ابن بسام في مؤلفه "الذخيرة". لقد كانت تحب ابن زيدون للاستفادة منه، ومن زعامته، ومن مركزه الأدبي، فقد كان يطلق عليه لقب ذي الوزارتين، فقد كانت تستخدمه قنطرة للوصول إلى غايات لم تفصح عنها، ولكن الأحداث تشير إلى ذلك، ومن تلك الأحداث ما قام به ابن جهور عندما عرف علاقة ابن زيدون بها، فقد سجنه، وقصة سجنه هذه قصة معروفة في كتب التاريخ والأدب.
هذه خلاصة قصة ميلاد مسرحية "غرام ولادة"، وبعد طبعها حاول الروائي الشهير محمود تيمور - ي- أن تمثل على مسرح الفرقة القومية. فعلاً تقدَّم الأديب حسين بطلب بذلك إلى المسؤولين عن المسرح، وشكَّلت لجنة مؤلفة من المرحوم زكي طليمات، وفتوح نشاطي، ومحمود تيمور، وأحمد علاّم - يرحمهم الله جميعاً - لدراسة صلاحية الرواية للمسرح، وكان رئيس اللجنة الأستاذ عزيز باشا أباظة - ي-.
أقرَّت اللجنة صلاحية المسرحية، ولكن عزيز باشا اعترض وقال: إنها من نوع الأوبريتات والغنائيات وليس لدى الفرقة القومية من يستطيع أن يؤدي الرواية أو المسرحية على ما يجب أن تؤدى عليه، أو تمثل عليه. وفعلاً نامت ولادة. وهكذا يكون قد رفع قدرها وأضاعها.
بعد "ولادة" بدأ الميل لديه إلى كتابة القصة. فألَّف رواية طويلة شفعها بخمس روايات قصيرة، واشتد به الحنين إلى العودة إلى وطنه السعودية. وعندما عاد كانت معه رواياته فاجتمع بالأستاذ حسن قزاز حين كان يشغل رئاسة تحرير جريدة "البلاد"، وعرض عليه الروايات فأجابه مشكوراً: الجريدة أمامك، وأخذ منه أول رواية سباعية بعنوان "عندما تنام القرية" كانت أول سباعية تنشر في الجرائد بالمملكة العربية السعودية. وقد قرأ الأستاذ قزاز بعضا من أشعاره، وقصصه الصغيرة، وكان آخر مسلسل هو "الحب لا يموت"، وكان يتألف من خمس وثلاثين حلقة. وهذه المسرحية المسلسلة، كان من المفروض أن تصل إلى ستين حلقة لكن الظروف قلَّصتها إلى خمس وثلاثين حلقة نُشرت في جريدة "البلاد" الغراء.
هذه قصيدة بعنوان "بحيرات العيون" وقال فيها : إنَّ الإِنسان عندما يتطلَّع في عيني فتاة جميلة يرى بحيرات ليس لها نهاية، هذه البحيرات شاقته إلى عمل قصيدة بعنوان "بحيرات العيون" أقول فيها:
سهد الشاكي وأضناه السهر ومضى الليل وأنضته الفكر من أمانٍ ثاكلات ورؤى باكيات ومعانٍ وصور وَلْوَلَ البرح فسحت عبرة هي ذكرى إن في الذكرى عبر ولقد تبكي وما يجدي البكا ولقد تشقى وما يغنى الضجر أيها الساهم في أفق الهوى حسبك الشكوى إلى قلب حجر يا زمان الوصل في دار الصفا أترى عَوْدٌ لِمَاضٍ قد عبر
بدأت علاقته بالإِذاعة منذ تولّى الأستاذ عبد الله بلخير إدارة شؤونها ومسؤولياتها، وزاد التصاقه بها بعد أن أصبح الأستاذ عباس غزاوي مديراً لإِذاعة جدة. وكان يقدم بعض البرامج القصيرة التي لا تأخذ أكثر من ربع ساعة وكانت عبارة عن قصص اجتماعية. - وقد ترجم بتصرُّف من الروايات الأجنبية بحيث لا يستغرق تمثيلها أكثر من نصف ساعة، وكانت أولى تلك المسلسلات القصصية مسلسلة بعنوان "دموع وشموع"، ثم تابع بعد ذلك كتابة المسلسلات المذاعة، فكتب المسلسلات التالية: "نور وهداية"و "العودة إلى المنبع"ومسلسلة "قيس وليلى"، ثم كتب مسلسلة "أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" وهي مستوحاة من كتاب الشيخ خالد محمد خالد "رجـال حول النبي صلى الله عليه وسلم"، ثم مسلسلة "مكة عبر التاريخ"، ومسلسلة "فلسطين عبر التاريخ" ثم كتب مسلسلات عن شخصيات إسلامية لها دور كبير في التاريخ الإِسلامي كابن حميدو الجزائري، الذي كان في الحقيقة رجلاً جزائرياً ظهر عندما كان الأسبان وغير الإِسبان من جماعة البندقية يغزون بأساطيلهم سواحل الجزائر، وتونس، والمغرب للانتقام من المسلمين بعدما سقطت الأندلس في أيديهم، فكانت تلك البلدان تعيش تحت رحمة هذه الأساطيل فجمع ابن حميدو بعض المسلمين الذين فرّوا من سيوف محاكم التفتيش بالأندلس. جمعهم في الجزائر وبدؤوا يعملون نواة للوقوف ضد الأساطيل هذه، وفعلاً وقفوا وقفة كبيرة، وهزموا الأسطول الإِسباني في عدة معارك حيث خلَّصوا كثيرًا من المسلمين من ظلم الإِسبان، ومحاكم التفتيش. فهذه الشخصية ربما لا يعرف البعض عنها شيئاً لكني حاولت أن أعرِّف الناس به في سبع حلقات.
كذلك كتب حلقات عن خير الدين بربروس، وعن عبد الله البطال، وأمثاله من الرجال الذين صنعوا تاريخنا، ولقد استطاع ابن حميدو أن يرغم الأسطول الأمريكي البخاري على دفع الأتاوي، كي يتاح له المرور في البحر الأبيض المتوسط. وبعد ذلك تعاون مع الأستاذ يحيى كتوعة والسيد سعيد الهندي في إخراج مسلسل يتحدث عن الجزيرة سماه "أمجاد الجزيرة". وبدؤوا أمجاد الجزيرة من قبل موسم سوق عكاظ، وبدؤوها حتى إرهاصات ما قبل النبوة، وحينما جاء دور النبوة أكمل المسلسل بعنوان "ركب النبوة".
وقد استمرت إذاعة هذا المسلسل ثلاث سنوات، وعرضت منه ثلاثون حلقة بالتلفاز من جدة، وأخيراً كتب مسرحية "الشوق إليك" التي أوضح في مقدمتها الأسباب التي دعته إلى أن ينطق الشخوص في المسرحية بلغة البيئة التي تعيش فيها تلك الشخوص، وأبتعد عن اللغة التي لجأ إليها من سبقه في كتابة المسرحيات مثل شوقي، وعزيز أباظة، بحيث أن السامع للحوار الذي يدور بين أشخاص المسرحية يستطيع أن يعرف البيئة التي يسكنها هؤلاء المتحدثون هل هم من البادية أو من المدينة كجدة؟ وقد حبَّذ استعمال بحر المقتضب، لأنه يصلح للمسرح. وهذا هو السبب في نظمها أو تأليفها وكان يرجوا دائما أن يكون عند حسن ظن القارئ به. الشاعر حسين عبد الله سراج، الذي أتم دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت، وكان دائم الاطلاع على ما يقدمه إخوانه العرب من إنتاجات أدبية وفكرية، وبطبيعة الحال فنية مسرحية. كتب سراج كذلك عام "1943م " نصا مسرحيا آخر حمل عنوان " جميل بثينة " ثم عام " 1952م " كتب " غرام ولادة ".
إلا أن أول نص مسرحي نثري تمت كتابته على يد الدكتور " عصام خوفير " حاملا عنوان الدوامة ثم كتب محاولة أخرى بعنوان " السعد وعد "، ولم يتم تنفيذها بسب العنصر النسائي غير المتوفر. في عام 1960م بدأت أولى محاولات المسرح العربي في السعودية، على يد الشيخ أحمد السباعي، حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية في مكة، وأنشأمعها مدرسة للتمثيل، سماها " دار قريش للتمثيل الإسلامي "، وبدأت الاستعدادات للقيام بأول عرض مسرحي، غير أن الظروف حالت دون ذلك وأغلقت دار العرض.ظل المسرح العربي في السعودية ذا طابع مدرسي، حيث أن كثيرا من العروض المسرحية كانت تقدم على مسارح المدارس، وبالطبع فإن العنصر النسائي لم يكن موجودا.
لكن ذلك لم يرض طموحات المخرج فقام بإخراج مسرحية متكاملة العناصر وفعلاً كان ما أراد وشاهد جمهور التلفزيون أول مسرحية سعودية منتجة محليا بعنوان «عريس من ذهب» التي قام بأدوارها ممثلون سبق أن كانت لهم مشاركات تمثيلية سواء في إذاعة الرياض أو مع التلفزيون نفسه منهم الفنان عبد الرحمن الخريجي وحمد الهذيل والشريف العرضاوي وحسن دردير وأحمد الهذيل ولطفي زيني. وعلى مدار هذه الفترة وحتى الآن ظل المسرح السعودي يراوح مكانه من دون أن يؤسس حركة مسرحية فاعلة، يقال أن أحد أبرز أسباب غياب المسرح عن الخارطة الثقافية والاجتماعية المحلية، الحساسية المفرطة تجاه مسرح يتناول القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية، يعززها التحذير الذي ما زال يمارس ضد بعض أنواع الفنون، والذي كان من نتاجه إغلاق تخصص "المسرح" بقسم الإعلام جامعة الملك سعود قبل بضع سنوات.
أرقام وإحصاءات عن ما تم طبعه من مسرحيات في المملكة قيل (103مسرحيات) ما بين كتاب منشور خاص بنصوص مسرحية، أو مسرحيات نشرت في مطبوعات دورية. كان لحسين سراج والأدباء من بعده بعد تجاربهم الفردية وجهودهم المضنية والظروف التي أحاطت بهم والعقبات حاجة ملحة وأصوات عاليه مطالبة ان تتحول الجهود تلك لجهود جماعية وان يعترف بها رسميا من خلال مؤسسات رسمية فالدولة و الهم الأكبر بل والأمنية الملحة كانت دوما ان يوجد المسرح على أرض الواقع مثله مثل دول العالم العربي وغيره... والمؤسف دائما هو عدم الاحتفاء أو تكريم هؤلاء الأدباء أو الرواد بالأصح من قبل وزارة الإعلام فهم فالمحصلة من يقود الحركة المسرحية التصحيحية.
نلاحظ مما ذكر أن المتابع والدارس والمتأمل لحركة تطور الادب في المملكة يفاجأ بقصور واضح وبارز في إنتاج الشعر المسرحي الذي أُغفل كثيراً في تجارب الشعراء على مدى تاريخنا الادبي ولم يتناوله الا نفر قليل جداً ممن اخلص لهذا الفن ونذكر منهم بل وفي مقدمتهم الشاعر الكبير : حسين سراج في رائعته الشهيرة "غرام ولادة" الصادرة بمصر عام 1952م وبتقديم رائد القصة العربية الاديب محمد تيمور الذي اشاد واثنى على تجربته سراج في هذا الفن ثم اتبع اديبنا حسين سراج بمسرحية شعرية أخرى عنونها ب"الشوق اليك". و الجدير بالذكر ان الشاعر الحجازي الكبير فؤاد الخطيب قد حاز قصب السبق في الشعر المسرحي فأصدر مسرحية شعرية عام (1349ه - 1931م) بعنوان "فتح الاندلس" وطبعت بالأردن
و للتأكيد فإنه فالسنوات الماضية مارس ثلة من الشعراء الشعر المسرحي على استحياء وبنفس قصير وابرز من نظم فيه الشعراء أحمد قنديل ومحمد سعيد الخنيزي وسعد البواردي وفؤاد شاكر وعبدالسلام حافظ وحسن قرشي، وفي مطلع التسعينات الميلادية من القرن العشرين أصدر الشاعر علي آل عمر عسيري مسرحية شعرية بعنوان "صابر" ويعد أنه آخر عمل شعري ممسرح لأديب وشاعر سعودي.
الأستاذ حسين سليل بيت علم وفضل وأدب. لقد تلقّى العلم كابراً عن كابر، وأباً عن جد، فوالده وقبله جده، كان كل منهما قاضياً من قضاة الحجاز ومفتيي الأحناف، وقد قام جده عبد الرحمن سراج مع جماعة من علماء مكة وأعيانها بطبع كتاب ((خزانة الأدب)) للبغدادي وتولى ابنه عبد الله سراج وظيفة الإفتاء بمكة. لقد حظي حسين سراج بقسم وافر من العلم خارج المملكة ولعله وهو أول رائد من روّادنا الكبار الذين تخرَّجوا من الجامعة الأمريكية، متخصصاً في الآداب، وقد كان ذلك منذ حوالي نصف قرن وأكثر.
حسين سراج من الروّاد الأوائل الذين يجيدون اللغة الإِنجليزية وهذا ما دعم إطلاعه على ثقافات وآداب وعلوم الكثير من دول العالم وصقلها وتعريبها. - إننا لو ألقينا نظرة على مسرحيته الشعرية "غرام ولادة" لكفانا ما كتب وما رسم وما نشر له، فهي واسطة العِقد. ونحمد الله أنه لم يستكفِ ببنت المستكفي، فقد رأينا له بعد ذلك "الشوق إليك" وديوان "إليها".الأستاذ حسين باشا سراج - وُلد بالطائف عام 1331هـ. - تلقى تعليمه الأولي بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة. - أكمل تعليمه المتوسط بالأردن وحصل على الثانوية من الكلية الوطنية بلبنان. - التحق بالجامعة الأمريكية بلبنان وتخرَّج منها عام 1939م وحصل على بكالوريوس في العلوم والآداب. - التحق بعدد من الوظائف الحكومية كان آخرها منصب مدير عام رابطة العالم الإِسلامي بمكة. - أصدر عدة مؤلفات، منها: (أ) غرام ولادة، "مسرحية شعرية". (ب) الشوق إليك، "مسرحية شعرية". (ج) إليها، "ديوان شعر". (د) الحب العذري. (هـ) الظالم نفسه، "مسرحية". كانت له مشاركات إذاعية حيث قدم عدة مسرحيات وتمثيليات تاريخية وإسلامية.
حسين سراج أرستقراطي. أبوه رئيس وزراء، وجدّه إمام في العلم، وجده الثاني كذلك.
هذا الأرستقراطي أحب أن يكون ديمقراطياً في شعره، يقول أنه تعلَّم الشعر في المجالس.
لقد سرقت بيروت حسين باشا سراج من الأرستقراطية ومن التعاظم إلى أن صار بلدياً ديمقراطياً، يتعلَّم العلم للعلم، ويقول الشعر للشعر. ولكنه لم ينس شهار أرض السراجيين والتي كانت وبقيت حباً لحسين باشا سراج.
- فبيروت أيضاً كانت ميداناً ليتعلم فيها، ثم عندما جاء إلى عمان كان بلاط الأمير عبد الله بن الحسين، أو الملك عبد الله بعد ذلك بلاط شعراء: فؤاد الخطيب، خير الدين الزركلي، الأمير عبد الله نفسه، عبد المنعم الرفاعي، الشريقي، حسين سراج وغيرهم، والأمير عبد الله شاعر، ومن يعرف الخنجرية يعرف شعر الملك عبد الله الحسين.
- فهذه البيئات جعلت حسين سراج شاعراً ديمقراطياً فيما دفع الأرستقراطي فيما نظم وفيما قال، لأن الشعر عندما يعظم ويصبح أخاذاً في الأذن، أخاذاً للوجدان، يصل إلى مقام الأرستقراطي الكبير.
نقلا عن/حفيدته:الإعلامية / منى سعود سراج